أردوغان: إسرائيل تنتهك كافة القيم الإنسانية وسط صمت غربي
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -اليوم الخميس- إن الحكومة الإسرائيلية تواصل انتهاك كافة القيم الإنسانية في قطاع غزة، وانتقد الدعم الغربي للحرب الإسرائيلية التي حصدت أرواح نحو 11 ألف فلسطيني في القطاع المحاصر منذ أكثر من شهر.
ولفت أردوغان -في كلمة ألقاها خلال القمة الـ16 لمنظمة التعاون الاقتصادية بالعاصمة الأوزبكية طشقند- إلى أن 73% ممن استشهدوا في غزة جراء الحرب الإسرائيلية الوحشية هم أطفال.
وقال إن الحكومة الإسرائيلية التي حصلت على دعم كامل من الغرب، تواصل قصف المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات والجامعات في غزة منتهكة بذلك كافة القيم الإنسانية.
وأشار الرئيس التركي أن بلاده أرسلت أكثر من 230 طنا من المساعدات الإنسانية على متن 10 طائرات إلى مطار العريش تمهيدا لإيصالها إلى غزة بالتعاون مع المصريين. كما أشار إلى أن التحضيرات في تركيا مستمرة لإرسال سفينتي مساعدات إنسانية إلى فلسطين المحتلة.
وانتقد صمت الدول الغربية حيال ما يجري في غزة، وقال إن تلك الدول "التي تتحدث باستمرار عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، تراقب المجازر الإسرائيلية من بعيد."
وأشار إلى أن الدول والمنظمات الغربية عاجزة إلى درجة أنها لا تستطيع حتى الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ناهيك عن انتقاد قتلة الأطفال.
وتساءل أردوغان "بصفتنا مسلمين وأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، متى سنرفع صوتنا إن لم نرفعه الآن؟" وأضاف "نحن نواجه فاشية ترى قتل الأطفال أمرا مشروعا ومبررا".
ورأى أن تطورات الحرب تثبت حاجة المسلمين إلى تعزيز وحدة صفهم.
وقال الرئيس التركي إن بلاده تواصل جهودها الدبلوماسية لضمان وقف إطلاق النار في غزة ومنع انتشار الصراع.
وكشف عن مؤتمر دولي مرتقب سيجري في إسطنبول في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حول ما يجري في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، تحت رعاية عقيلته أمينة، وبمشاركة زوجات رؤساء بعض الدول والحكومات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأركان الأساسية لبقاء إسرائيل
د. عبدالله الأشعل **
قامت إسرائيل بالمؤامرة والخديعة من الغرب الذي رَوَّج بأن المنطقة تحتاج لإسرائيل كالآتي: أولًا: نقل المنطقة من حالة التخلُّف إلى حالة التقدُّم، وثانيًا: نقل المنطقة من وضع البربرية والتخلُّف إلى وضع الديمقراطية والتقدُّم، وثالثًا: نشر الازدهار والرخاء للمواطنين العرب.
وثبت أن هذه التبريرات كاذبة، فقد حدث العكس تمامًا. فإسرائيل صادرت حق الشعوب في تقرير مصيرها، واستعانت بواشنطن حتى تُمكنها من دول المنطقة، حتى وصلنا إلى مستوى التشكيك في العروبة، وأن المنطقة توشك أن تكون صهيونية.
ولذلك فإن أركان وجود إسرائيل هي الآتي:
أولًا: تخلُّف المنطقة وجهلها.
ثانيًا: ديمقراطية المافيا الصهيونية، وطالما ردد الغرب أن إسرائيل امتداد للحضارة الغربية والديمقراطية الغربية، بينما ظهر أن إسرائيل وكيل حصري للغرب في قهر المنطقة وضياع دولها، كما تبين أن الرابطة بين إسرائيل وأمريكا هي الصهيونية الأمريكية ثم الصهيونية الإسرائيلية حاليًا.
ثالثًا: إخضاع الدول العربية عن طريق واشنطن لهيمنة إسرائيل، وقد رأينا ذلك واضحًا خلال ملحمة الأقصى؛ فلم تجرؤ الدول العربية والإسلامية على إنقاذ غزة وإدخال المساعدات إليها، رغم أن كل الدول العربية والإسلامية تملك ذلك؛ بل ورأينا العالم كله يتظاهر ضد وحشية إسرائيل ما عدا الدول العربية والإسلامية، لم نشهد فيها ذلك إلا قليلًا.
وللحق، إن التفسير يتجاوز التفسيرات التقليدية، وأخشى أن يكون التفسير هو نجاح أمريكا وإسرائيل في تغيير جينات الشعوب العربية إلَّا من رحم ربي.
رابعًا: الالتحام الكامل بين إسرائيل وأمريكا بحيث بَطَلَ القول بدوافع أمريكا لتوحش إسرائيل، فأمريكا أصبحت تُبيد الفلسطينيين بأسلحتها وأموالها، وحمايتها لإسرائيل من النقد أو الإدانة، بل تُبيد واشنطن غزة عن طريق الجيش الأمريكي.
وقد عمدت أمريكا إلى أمور خطيرة؛ الأمر الأول تمثل في الضغوط على معظم النظم العربية وفصل مصالح النظم عن مصالح الأوطان العربية. والأمر الثاني هو خلق شراكة وهمية بين بعض الحكام العرب وبين إسرائيل، ويتردد، بل وتقول إسرائيل صراحة، إن المعاملات مع بعض الحكام العرب الحقيقية سرية؛ ولذلك تستطيع واشنطن أن تُغيِّر الحاكم الذي تلمس فيه أمارات الوطنية أو العروبة، وهناك طابور طويل في الدول العربية للطامعين في السلطة ومستعدين للتوافق مع واشنطن.
خامسًا: ابتزاز بعض الدول العربية ونهب مواردها مقابل خلق واشنطن مخاطر وهمية.
سادسًا: أن ازدهار إسرائيل يعتمد على تراجع مصر وسوء أحوالها، ولا تتصور إسرائيل أن الحياة تتسع لكل من مصر وإسرائيل؛ ولذلك فالمعركة شرسة وطويلة بين مصر وإسرائيل. وقد حسمت أمريكا هذه المعركة عندما اتجهت مصر السادات إلى التسليم، بذريعة أنها لا تستطيع أن تحارب أمريكا.
سابعًا: شق الصف العربي.
ثامنًا: أسلوب الاغتيالات.
تاسعًا: ديمقراطية المافيا؛ ولذلك تردد أن إسرائيل تعتبر نتانياهو ملك إسرائيل، وهذه نهاية إسرائيل.
هذه الأركان اهتزت بفعل المقاومة، ويشعر الحكام العرب أن المقاومة ستقضي على إسرائيل، وأنه في نهاية المطاف ستزول إسرائيل؛ لأن التقديرات تُعطي إسرائيل سنوات قليلة حتى تزول.
وقد عالجنا مستقبل إسرائيل إذا توفرت عوامل معينة، منها عودة مصر إلى دورها في المنطقة، الذي قضت عليه إسرائيل.
كما جرى ترتيب الحكم في مصر والدول المجاورة على أساس الاستعانة بكل كفاءات الوطن، والنظر إلى المقاومة باعتبارها أداة هدم لإسرائيل، بغض النظر عن الحب والكره للمقاومة، علاوة على أن مصر لا يمكن أن تُفرِّط بدورها الأساسي في المنطقة حتى لو تغيَّرت النظم فيها.
مصر مسرح كبير ثابت، يتغير عليه الممثلون والنص وأحيانًا المشجعون، ولذلك إذا لم تستطع سلطة معينة في هذه المرحلة أن تُزيل إسرائيل زوالًا وديًّا وتوافقيًّا، فإن مصر ستشهد في المستقبل تحديات كبيرة مصدرها إسرائيل.
ونتوقع زوال إسرائيل واستعادة مصادر القوة لدى مصر حتى تعود إلى مكانتها، لكن ذلك مرهون بنصر المقاومة وإيران، وإذلال الجيش الصهيوني؛ لأن مصر منذ نشأة إسرائيل كانت ولا تزال تهديدًا وجوديًا مؤكدًا لإسرائيل.
اللافت للنظر كلمة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، عندما دعا نتانياهو للاحتفال بالمئوية الأولى في لندن، وقال إنه فخور بزراعة إسرائيل في المنطقة ورعاية لندن للمشروع الصهيوني وترتيب أوضاع السلطة في جوار إسرائيل، حتى تضامنت أمريكا مع لندن بعد الحرب العالمية الثانية، واشتركت في إيهام العرب بأهمية إسرائيل لهم. وهذا اعتراف بالغ الأهمية إذا أُقيمت دعاوى أمام القضاء البريطاني بالتعويض عن دور بريطانيا في مأساة فلسطين.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصر