عربي21:
2025-12-13@09:07:21 GMT

كيف عزلت الحرب على غزة بلدان المنطقة عن الغرب؟

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

كيف عزلت الحرب على غزة بلدان المنطقة عن الغرب؟

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن ابتعاد البلدان في الشرق الأوسط عن الغرب بسبب الحرب في قطاع غزة، مع تزايد الانتقادات ضد القادة ووسائل الإعلام الأميركية والأوروبية المتهمة بـ "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم".

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في قاعة أحد مباني الجامعة الأميركية في بيروت، يجلس أحد الطلاب على البيانو مرددا صدى نغمات "موطني"، وهو النشيد العربي والأغنية الحاشدة للفلسطينيين.

وكان حرم هذه المؤسسة، المعروف بـ "تعزيز الاعتدال"، من أوائل أماكن التعبئة في لبنان لدعم سكان غزة الواقعين تحت القصف الإسرائيلي. وهو تضامن في انسجام مع ما تم التعبير عنه في الأردن أو مصر أو حتى سوريا.

وبينت الصحيفة أن رابطة أساتذة الجامعات نشرت بيانا شديد اللهجة في 13 تشرين الأول/أكتوبر مشيرة فيه إلى أن إدانات "الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة دون عقاب" تقترن بانتقادات إعلامية ومواقف سياسية للدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في مواجهة الحرب، بتهمة "التشويه الصارخ للتاريخ" و"تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم".

ونقلت الصحيفة عن سومة البالغة من العمر 21 سنة وهي طالبة في الجامعة الأميركية في بيروت خلال مظاهرة في 18 تشرين الأول/أكتوبر، وسط بيروت: "لا أستطيع أن أتحمل تدمير الفلسطينيين وإسكات أصواتهم وتقديمهم كإرهابيين. في مواجهة المعلومات المضللة، من واجبنا أيها العرب أن نتحدث علنا".

هذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها المواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين عن فجوة بين الغرب والشرق الأوسط العربي، الذي شهد بدوره عدة دورات من الصراع، من خلال الحرب أو وصول اللاجئين الذين طردوا من أراضيهم منذ قيام إسرائيل في سنة 1948. ولكن هذه المرة الفجوة آخذة في الاتساع.

وأشارت الصحيفة إلى أن كل ما يأتي من الغرب تقريبا أصبح موضع شك، بدءا من الدعم أحادي الجانب للكيان الصهيوني الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن والعديد من القادة الأوروبيين الذين زاروا إسرائيل، في إطار موجة الصدمة التي سببها هجوم حماس الدموي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، بينما احتجزت الحركة الإسلامية 240 شخصا كرهائن.


"لقد فجر الأوروبيون نظام القيم الخاص بهم"
أثار الغرب الجدل بشأن التردد وعدم الجرأة على الدعوة إلى وقف إطلاق النار عندما قُتل أكثر من 10 آلاف شخص في غزة، وذلك وفقا لأرقام  وزارة الصحة في الأراضي التي تديرها حماس، وكذلك أوجه التشابه بين الجماعة الفلسطينية وتنظيم الدولة أو الإرهاب العالمي، أو حتى ردود الفعل على التظاهرات والخطابات المؤيدة للفلسطينيين.

وأضافت الصحيفة أن هناك الكثير من العلامات التي تحرّض على التمرد في منطقة تشعر بأنها متهمة بكل الشرور لأكثر من عشرين سنة: مرتبطة بالإرهاب منذ أيلول/سبتمبر 2001، وتعاني بشدة من الدمج بين الإسلام والتطرف، وهي محرومة من التعبير أو رهينة للصور النمطية عندما تتمكن من التعبير عن نفسها.

يقول معين خوري، وهو مستشار أردني من أصل فلسطيني، إنه "منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تحطم الخطاب الأوروبي حول القانون الدولي وحقوق الإنسان وحرية التعبير والإعلام. ينفق الاتحاد الأوروبي الكثير من الأموال على برامج للصحفيين في الشرق الأوسط، باسم الحرية. رأينا هذه الدول ترتعد من لبس الكوفية الفلسطينية. لقد فجر الأوروبيون أنفسهم نظام القيم الخاص بهم".

وأضاف  خوري أنه: "كان من المتوقع أن يعبر القادة الأوروبيون عن تعاطفهم مع إسرائيل. لكن ألم يكن لهم أي ايماءات تجاه الشعوب العربية؟ أليس لديهم من يقدم لهم نصائح بشأن صورتهم؟ إن ما رأيناه وسمعناه يتماشى مع كلمات جوزيب بوريل، عندما أعلن [في سنة 2022] أن أوروبا "حديقة" و"معظم بقية العالم "غابة". وكان رئيس الدبلوماسية الأوروبية قد اعتذر عن كلامه في ذلك الوقت، دون أن يقنع المنطقة بأنه لا يعكس شعورا بالتفوق أو العنصرية.

"سنتقدم للأمام في حقل ألغام"
في عالم شديد الترابط، يُنظَر إلى الاستجواب المنهجي للضيوف العرب في مختلف وسائل الإعلام الغربية لإدانة هجمات حماس على أنه "معايير مزدوجة" أخرى. ومن دون انتظار وسائل الإعلام، وصف المثقفون العرب والمسلمون ما فعلته حماس بالفظيع. ولكن النقاش الحالي خطير: فهو يقول ضمنا أننا لابد أن ندين حماس حتى تتمتع بالحق في الكلام. علاوة على ذلك، لا يجوز وضع الأمر في سياقه؛ ودون فهم مصدر هذه الفظائع، لن يتم حل أي شيء. يقول خالد منصور، الكاتب المصري الذي يعيش في الأردن: "هذا يعني "أدينوا حماس، واخرجوا من الاستوديو".

من جهته، يقول مصدر دبلوماسي غربي: "إن رفض الدول الأوروبية توضيح السياق يزيد من شعور المجتمعات في مصر والأردن ولبنان بعدم سماع صوتها". ويخشى كثيرون أن يؤدي العنف ــ تماما مثل أعمال معاداة السامية المسجلة في أوروبا ــ إلى توسيع الفجوة بشكل أكبر، نحو أفق مميت.

حسب المعارضة السورية رولا الركبي البالغة من العمر 67 سنة المنفية في لبنان، فإنه بين الغرب والشرق الأوسط "هناك ما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وما بعده. العالم لن يبقى كما كان بعد الآن". وفي هذه العلاقة هناك المزيد من القسوة. وهي تعتقد أن "العالم الذي يدعي أنه ديمقراطي لم يعد كذلك. إنها صدمة. كنا نطمح إلى أن تكون أوروبا نموذجا للديمقراطية: فقد رأينا حظرا على المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، وحرمان الناس من أصواتهم... ونرى أوروبا صامتة في وجه المجازر التي ترتكب ضد المدنيين في غزة".


"أم المعارك"
في قلب هذا "التنافر" القديم تكمن القضية الفلسطينية، التي عادت إلى الظهور على الساحة الدولية بعد هجوم حماس. وتتابع رولا الركبي: "هنا، لم ننساها أبدا. لم يفهم الغربيون هذا: إن الظلم الكبير الذي تعرض له الفلسطينيون في سنة 1948 راسخ في ذاكرتنا، ووجودنا، بالنسبة لنا، نحن سكان هذا الجزء من العالم. لقد شكلنا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كمواطنين".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الناشطة المنخرطة في المجتمع المدني اضطرت إلى مغادرة دمشق في سنة 2016، وعاشت صراعات سنتي 1967 و1973. وفقا لها "القضية الفلسطينية هي أم المعارك. ودون منح الحقوق للفلسطينيين، لن يكون هناك استقرار في هذه المنطقة من العالم. ستكون هناك دائما مشاكل وثورات. وأضافت أن "جذور كل أعمال العنف التي شهدناها منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تكمن في رفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في الوجود... إن القضية الفلسطينية وإدانة الاحتلال هي قضية إنسانية وأخلاقية".

"كان للفلسطينيين أرض ومنزل"
في الجامعة الأميركية في بيروت، تشارك فاطمة شرف الدين، أمينة المكتبة والأرشيف، نفس التجربة مثل الكثير من اللبنانيين: "لقد عشت مع القضية الفلسطينية منذ طفولتي. لقد عشت الغزو الإسرائيلي الكبير للبنان سنة 1982. وكان بعض أساتذتي فلسطينيين. عندما كنت طفلة في مدينة صور، في الجنوب، كنت أتساءل دائما لماذا يعيش اللاجئون الفلسطينيون هناك ويعيشون في فقر".  لكن في أعقاب سنة 1948، تم دمج الفلسطينيين الأثرياء الذين وصلوا إلى لبنان. تم وضع أولئك الذين جاءوا من خلفيات ريفية فقيرة في معسكرات تحولت إلى أحياء فقيرة.

شاركت فاطمة شرف الدين في جمع شهادات الفلسطينيين الذين عانوا من نكبة سنة 1948، والتي تم جمعها في قاعدة بيانات رقمية كبيرة للجامعة الأميركية في بيروت. "تخبرنا هذه القصص أن الفلسطينيين كان لديهم أرض، ومنزل، وكان عليهم التخلي عنه، وأن المجتمع الفلسطيني كان متقدما جدا، وتقدميا للغاية".  قصة أسرع الغرب من خلالها في تسليط الضوء على التمييز الذي يعاني منه اللاجئون في مختلف الدول العربية، وقد أخفاها منذ عقود.

أشارت الأكاديمية إلى أن هذه الأرشيفات أثارت اهتماما متزايدا، بما في ذلك في أوروبا والولايات المتحدة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لكنها أيضا ترى بفزع أن "هناك زملاء في الغرب، حساسين لمحنة الفلسطينيين، يفرضون رقابة على أنفسهم على الإنترنت، خوفا من العقوبات، ومن فقدان وظائفهم". وتؤكد قائلة: "اليوم، أشعر بحرية أكبر في لبنان أكثر مما كنت عليه في الولايات المتحدة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الشرق الأوسط الغرب غزة الشرق الأوسط غزة الغرب لوموند عزلة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من تشرین الأول الأمیرکیة فی بیروت القضیة الفلسطینیة فی سنة إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة

قدّم وزراء وأعضاء كنيست من أحزاب الائتلاف اليميني المتطرف، اليوم الخميس، طلبًا جديدًا يعكس تصعيدًا سياسيًا منظّمًا، موجَّهًا إلى وزير الأمن يسرائيل كاتس، للموافقة على إقامة فعالية استيطانية كبرى لرفع العلم الإسرائيلي شمالي قطاع غزة .

وطالب مقدّمو الطلب بتنظيم الفعالية خلال عيد "الأنوار" (حانوكا) في موقع مستوطنة "نتسانيت"، التي أُخليت عام 2005 ضمن خطة "فك الارتباط"، وذلك بالتزامن مع ما وصفوه بأنه "عودة إسرائيل إلى مستوطنات غوش قطيف". وأوضحوا أن توقيت هذا الحدث يأتي بعد عامين على هجوم السابع من أكتوبر، مؤكدين أن الحرب الطويلة "لم تصل إلى تعريف واضح للنصر"، وأن الوضع الميداني "لا يعكس استعادة الردع أو القضاء على قوة حماس ".

وجاء في الرسالة أن "حماس تخرق التفاهمات مرارًا، وأن قوتها لم تُدمَّر بل تتزايد مع مرور الوقت"، في حين تتحدث المؤسسة الأمنية – بحسب وصفهم – عن إزالة التهديد وعودة سكان الغلاف، وهي رواية اعتبرها مقدّمو العريضة غير دقيقة. وأضافوا أن الحرب أثبتت أن الحسم العسكري وحده غير كاف، وأن استمرار العمليات "لا يضمن النصر"، مؤكدين أن "عامين من القتال وسقوط مئات الجنود يثبتان أن النصر لا يتحقق بالسلاح فقط".

وانتقد الوزراء وأعضاء الكنيست ما قالوا إنه "محاولات دولية لفرض ترتيبات على قطاع غزة" ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب، معتبرين أن غزة "جزء من ميراث الآباء، النقب الغربي". وشددوا في رسالتهم على أن الطريق الوحيد لتحقيق النصر – وفق رؤيتهم – يتمثّل في السيطرة الكاملة على الأرض وضمّها إلى إسرائيل، قائلين: "النصر يتحقق فقط عندما تُؤخذ الأرض".

اقرأ أيضا/ حمـاس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية

وأضافوا أن "خطوة من هذا النوع، تقوم على أخذ الأرض وتحويلها إلى منطقة يهودية مزدهرة، ستُحدث ردعًا طويل المدى ضد جميع أعدائنا، وسترسّخ في الواقع وفي وعي العدو والعالم بأسره أن إسرائيل انتصرت في الحرب، والأهم من ذلك أنها ستُثبّت الانتماء الأبدي لأرض إسرائيل للشعب اليهودي".

وتابعوا: "لقد حان الوقت لنقول بوضوح: غزة جزء من أرض إسرائيل، وهي ملك حصري للشعب اليهودي، ويجب ضمّها فورًا إلى دولة إسرائيل"، مشددين على أن "الوضع القائم اليوم لا يستوفي تعريف النصر في الحرب".

وأوضح موقعو الرسالة أن حركة "نحالاه" الاستيطانية تعمل على تنظيم فعالية واسعة خلال "حانوكا"، تتمحور حول رفع العلم الإسرائيلي بشكل جماهيري فوق أنقاض "نتسانيت"، مطالبين الحكومة بالمصادقة على الحدث "دون تأخير".

وجاء في ختام الرسالة: "نطلب الموافقة على إقامة الفعالية في موقع نتسانيت هذا العام، باعتبارها خطوة رمزية وسيادية تعكس انتصار الشعب الإسرائيلي وتُثبّت الانتماء الأبدي لأرض إسرائيل".

ووقّع على الرسالة عدد من أبرز وزراء الحكومة الإسرائيلية، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير الاقتصاد نير بركات، ووزير الرياضة ميكي زوهار، إلى جانب وزراء آخرين مثل زئيف إلكين، إيلي كوهين، ميري ريغيف، عيديت سيلمان، بالإضافة إلى رئيس الائتلاف.

وشارك أيضًا نحو 33 عضو كنيست من أحزاب اليمين واليمين المتطرف، من بينهم تالي غوتليب، دافيد بيتان، تسفيكا فوغل، ليمور سون هار ميلخ، يتسحاق غولدكنوف، غاليت ديستل، أرئيل كالينر، وأوشر شكّليم.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مكان: ضغط مصري على إسرائيل لفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين العاصفة "بيرون" تضرب إسرائيل بقوة وتحذيرات من فيضانات خطرة كشف تفاصيل عملية سرّية إسرائيلية بغزة قبل يوم من هجوم 7 أكتوبر الأكثر قراءة زيارة أم البنين كاملة PDF حماس: استشهاد 3 أسرى بسجون الاحتلال يؤكد سياسة القتل المتعمدة لجنة الانتخابات تعلن المدد القانونية للانتخابات المحلية 2026 شهيدة وإصابات برصاص الاحتلال شرق غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • منظمة حقوقية: العدو الإسرائيلي يستغل الحرب لسن قوانين تسكت الفلسطينيين
  • تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • تلغراف: هل يتحرك الغرب ضد الإمارات بعد مجزرة الفاشر؟
  • سياسي إيرلندي ينتقد صمت الغرب ودعم رئيس الفيفا للإبادة في غزة وجرائم الحرب الأمريكية
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى