أبوظبي – الوطن:

ترأس سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، اجتماع مجلس الإمارات للجينوم.

وتم خلال الاجتماع استعراض آخر تطورات ومستجدات مبادرات الطب الدقيق وأولويات البحث والتطوير المعتمدة لتسريع حلول الوقاية من الاضطرابات الوراثية وعلاجها.

وأكَّد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، في بداية الاجتماع، أنَّ القيادة الرشيدة تولي اهتماماً كبيراً بتحسين جودة حياة أفراد المجتمع، مشيراً سموّه إلى أهمية التركيز على مبادرات منظومة الطب الدقيق لتعزيز الصحة العامة في دولة الإمارات، وترسيخ مكانة الدولة مركزاً رائداً للبحوث والابتكار في مجال علوم الجينوم.

 

أولويات البحث والتطوير

واستعرض سموّه أولويات البحث والتطوير التي حدّدتها لجنة أبحاث الجينوم التابعة للمجلس، والتي تركز على أوليات الصحة العامة في دولة الإمارات للاستفادة المُثلى من علوم الجينوم في برامج الطب الدقيق، وبما يسهم في تحسين قدرات الكشف المبكر عن الحالات الصحية الوراثية السائدة في الدولة، وتطوير أساليب العلاج الشخصية التي تركز على تحسين الحالة الصحية للمرضى وتعزيز جودة الحياة، مع استخدام ما يتم التوصل إليه من نتائج في توجيه سياسات الصحة العامة والاستراتيجيات المستدامة القائمة على الأدلة العلمية.

وفي هذا الإطار، تمت الموافقة على إجراء 41 دراسة معتمدة من قِبل مجالس المراجعة المؤسسية في الدولة، تشمل الاضطرابات الوراثية الأكثر انتشاراً في الدولة.

وستركز هذه الدراسات على الأمراض التي تتوافق مع أولويات الصحة العامة، ومن أبرزها سرطان الثدي والقولون والمستقيم والغدة الدرقية، وأمراض القلب والأيض وتشمل الشريان التاجي، ومرض السكري، علماً أن أمراض السرطان وأمراض القلب والأيض على قائمة الأسباب الأكثر شيوعاً للوفاة في دولة الإمارات.

وفي هذا الإطار، قالت معالي سارة بنت يوسف الأميري، الأمين العام لمجلس الإمارات للجينوم: “إن تحديد أولويات البحث والتطوير في علوم الجينوم يُعد خطوة رئيسية في عملية دمج برامج الطب الدقيق ضمن الأنظمة الصحية في الدولة؛ حيث تُسهم هذه المشاريع بتسريع الحلول التي تتناول مجالات ذات أولوية للصحة العامة بما يحقق أثراً مستداماً في تعزيز صحة وحياة أفراد المجتمع”.

وأضافت معاليها: “تركيزنا على مجالات الصحة العامة ذات الأولوية سيسهم في تطوير حلول طبية طويلة الأمد تُمكننا من الحدّ من خطورة وانتشار الأمراض الوراثية السائدة، كما أن تضافر الجهود البحثية ومواءمتها للتركيز على تلك الأولويات سيكون له أثر إيجابي على رفع مستوى التعاون والتنسيق وفعاليته فيما بين الباحثين والأطباء وخبراء الابتكار في قطاع الرعاية الصحية بما يمكننا من إحداث نقلة نوعية في توفير برامج وخدمات الرعاية الصحية الشخصية والطب الدقيق للمواطنين كافة”.

 

مستجدات برامج الطب الدقيق

كما اطّلع سموّه على آخر مستجدات برامج الطب الدقيق التجريبية المرتبطة بمجالات البحث والتطوير ذات الأولوية، إضافةً إلى التوصيات المتعلقة بدراسات سريرية جديدة من شأنها تعزيز الاستفادة من علوم الجينوم ضمن نظم الرعاية الصحية في الدولة، والتي تشمل برامج الوقاية من الأمراض الوراثية لتحديد الحالات والتنبؤ بها بشكل أكثر دقة، ودعم خطط الرعاية الوقائية، علاوةً على برامج التشخيص التي تُمكّن العلاجات الشخصية والموجّهة الأكثر ملاءمة للمرضى.

ومن أهم برامج الوقاية من الأمراض الوراثية الجاري تنفيذها مشروع توسيع نطاق فحوصات ما قبل الزواج لتشمل 570 حالة طبية. البرنامج، الذي أُطلق في نوفمبر الماضي بالتعاون مع دائرة الصحة – أبوظبي، متاح حالياً في 19 عيادة طبية في العاصمة، والعمل جارٍ على إطلاق البرنامج في جميع أنحاء الدولة. كما يتم حالياً وضع خطط لإدخال برامج فحوصات موسعة لحديثي الولادة وفحوصات جينية موجّهة واسعة النطاق.

وتشمل برامج تشخيص الأمراض الوراثية الجاري تنفيذها برنامجاً يستهدف سرطان الثدي، يُعد الأول من نوعه في المنطقة، وبرنامجاً لدعم الأطفال المصابين بأمراض خطيرة في وحدات العناية المركزة، كما يجري أيضاً تطوير برامج تجريبية تتناول مرض السكري وغيره من الأمراض الوراثية السائدة.

كما تتضمن خطط التطوير برامج علم الصيدلة الجينية التي تُسهم بشكل كبير في تحديد الاستجابات المُثلى للأدوية، وتعزيز أنظمة الجرعات، وتجنب الآثار الضارة لعدد من الحالات المرضية.

 

تحديثات برنامج الجينوم الإماراتي

في غضون ذلك، حقّق برنامج الجينوم الإماراتي، أحد أكبر مبادرات الجينوم السكاني في العالم، إنجازاً رئيسياً يتمثّل في جمع 500 ألف عينة من خلال 102 موقع في مختلف أنحاء الدولة. وشهد البرنامج مشاركة فاعلة من 419 مدرسة في إمارة أبوظبي، كما أن هناك خططاً للتوسّع في تطبيق البرنامج في المدارس على مستوى الدولة.

ويُعد برنامج الجينوم الإماراتي واحداً من المشاريع الحيوية التي تندرج تحت الاستراتيجية الوطنية للجينوم، ويدعم البرنامج تحوّل خدمات الرعاية الصحية في الدولة، من خلال توفير بيانات عالية الجودة تتيح للباحثين والأطباء والعلماء فهم التركيب الجيني لمواطني دولة الإمارات، وتحديد أسباب الأمراض الوراثية، وفهم نوع الطفرات الجينية، وتَوقّع قابلية الإصابة ببعض الأمراض، ووضع خطط رعاية صحية شخصية فاعلة. ولتحقيق الأهداف الوطنية لهذه المبادرة التي تهدف إلى جمع مليون عينة، وجّه مجلس الإمارات للجينوم بتوسيع نطاق التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية بقطاع الرعاية الصحية في الدولة لتسريع وتيرة الدراسات لتطوير حلول الرعاية الصحية الشخصية والدقيقة وفقاً لأولويات الصحة العامة.

ويجري تنفيذ البرنامج بالتعاون مع شركة جي 42 للرعاية الصحية، بالتنسيق مع الجهات التنظيمية للرعاية الصحية، التي تضم وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ودائرة الصحة – أبوظبي، وهيئة الصحة بدبي، ومؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، فضلاً عن عدد من المؤسسات الأكاديمية والطبية الداعمة للبرنامج.

وحضر الاجتماع كلٌّ من معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، معالي عبدالرحمن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، سعادة عوض صغير الكتبي، المدير العام لهيئة الصحة بدبي، سعادة الدكتور عامر أحمد الشريف، مدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، البروفيسور الدكتور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، سعادة الدكتور يوسف محمد السركال، المدير العام لمؤسَّسة الإمارات للخدمات الصحية، وفاطمة سلطان الزعابي، مدير إدارة التنوُّع البيولوجي في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

"الصحية الحيوانية" تعلن خلو المملكة من مرض "طاعون الخيل الإفريقي"

أعلنت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية اليوم الخميس خلو المملكة من مرض (طاعون الخيل الإفريقي)، خلال انعقاد أعمال اجتماعات الدورة 92 للجمعية العمومية للمنظمة التي انطلقت الأحد الماضي في العاصمة الفرنسية باريس على مدى 5 أيام.وجاء الإعلان الرسمي من المنظمة خلال الاجتماعات بمشاركة وفد المملكة، وبحضور ممثلين من الدول الأعضاء البالغ عددهم 182 دولة.كفاءة برنامج التحكم والسيطرةوأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها "وقاء" م. أيمن بن سعد الغامدي أن هذا الإعلان يعد تتوجًا للجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة من أجل الحفاظ على الثروة الحيوانية وتنميتها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأوضح أن نجاح المملكة في خلوها من هذا المرض يعكس كفاءة برنامج التحكم والسيطرة على هذا المرض، الذي يُصنف أحد أخطر الأمراض التي تهدد سلامة وصحة الخيل في العالم من جهة، ويعكس من جهة أخرى الثقة التي تحظى بها المملكة وإجراءاتها ومؤسساتها من قبل المنظمات الدولية في ما يتصل بجودة النظام الصحي البيطري في السيطرة على العديد من الأمراض الحيوانية المصنفة ذات المخاطر العالية.
أخبار متعلقة الدمام 48 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكةالدمام 42 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكةعلى 8 مناطق.. استمرار الرياح المثيرة للأتربة والغبار اليوم الخميس .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المنظمة العالمية للصحة الحيوانية تعلن خلو المملكة من (طاعون الخيل الإفريقي) - واس
وأشار الغامدي إلى أن هذا الإعلان سيسهم في دعم جهود إنجاح المنافسات الدولية والمحلية للفروسية التي تستضيفها المملكة، ومن أبرزها كأس السعودية لسباق الخيل، وكأس خادم الحرمين الشريفين للفروسية.
وأكد أن هذا الإنجاز على مستوى الصحة الحيوانية يأتي تأكيدًا على ما تحظى به المملكة من مكانة موثوقة، وهي وجهة عالمية آمنة صحيًا لرياضات الفروسية، ويعزز مشاركة الخيل المحلية في الفعاليات الدولية خارج المملكة، ويعكس نجاح منظومة البيئة والمياه والزراعة في حماية الثروة الحيوانية بالمملكة.تطوير برامج الرصد الوبائيوأعرب رئيس قطاع الصحة الحيوانية في مركز وقاء د. سند الحربي ممثل المملكة لدى المنظمة في أثناء تسلمه شهادة خلو المملكة من مرض طاعون الخيل الإفريقي، عن سعادته بهذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن إعلان خلو المملكة جاء بعد إجراءات متواصلة للمركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها "وقاء"، ومنها تصنيفه لهذا المرض بأنه من ضمن الأمراض ذات الأولوية بالمملكة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المنظمة العالمية للصحة الحيوانية تعلن خلو المملكة من (طاعون الخيل الإفريقي) - واس
وأفاد بأن المركز تابع وفق إجراءات وخطط موضوعة تطوير برامج الرصد الوبائي للأمراض الحيوانية، وتأهيل القدرات الوطنية في التأهب والاستجابة للأوبئة، وتطوير قدرات المختبرات التابعة لمركز "وقاء" للتشخيص المبكر والدقيق لأي حالات اشتباه بأحد الأمراض الوبائية.
إضافة إلى تحديث وتطوير خطط الطوارئ والأدلة القياسية للتعامل مع جميع الأمراض الحيوانية ومنها (طاعون الخيل الإفريقي)، وفق المعايير واللوائح الدولية ذات العلاقة بصحة الحيوان.الانتقال عبر نشاط فيروسيويعد مرض طاعون الخيل الإفريقي من الأمراض الخطيرة التي تصيب الخيل، وتسبب في نسب نفوق عالية في الخيل المصابة بالمرض، وينتقل بواسطة بعض النواقل الحشرية في حال وجود نشاط فيروسي وتوفر الظروف المهيئة له.
يذكر أن انعقاد الجمعية العمومية للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية أهم اجتماع سنوي للمنظمة، ويعقد في كل عام بشهر مايو بحضور الدول الأعضاء لمناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام العالمي ومنها اعتماد المعايير الدولية في مجال صحة الحيوان، واعتماد القرارات لمكافحة الأمراض الحيوانية الرئيسية، ويمثل المملكة فيها المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها "وقاء".

مقالات مشابهة

  • تجنبها ينقذ حياة مليون شخص سنويا.. خبراء يحذرون من 4 أخطاء شائعة عند غسل اليدين
  • «الأمن السيبراني» و «صحة أبوظبي» يعززان المرونة السيبرانية في مجال الرعاية الصحية
  • «الأمن السيبراني» و«صحة أبوظبي» يعززان المرونة السيبرانية في مجال الرعاية الصحية
  • "الصحية الحيوانية" تعلن خلو المملكة من مرض "طاعون الخيل الإفريقي"
  • فرق الرقابة التموينية في إدلب تسيّر دوريات على أفران المدينة لمراقبة جودة الخبز ومدى التزامها بالاشتراطات الصحية
  • عبدالله آل حامد: قيادتنا الرشيدة لا تكتفي بمواكبة المستقبل بل تصنعه بثقة واقتدار
  • حمدان بن محمد يشهد تخريج دورة القيادة والأركان المشتركة الـ 34 بمقر الكلية في أبوظبي
  • نور أعرج لـ سانا: نحرص على أن تكون رحلة الحج فرصة لترسيخ قيم التواضع، ونظافة المخيمات في المشاعر، فقد كنا من أوائل البعثات العربية والإسلامية التي قمنا بتبني مشروع نظافة الخيم في عرفات ومنى، إضافة إلى الصحة المستدامة لدى حجاجنا من خلال التوعية الصحية التي
  • ارتفاع مؤشرات السعادة في أبوظبي.. المدينة الأكثر أماناً في العالم
  • لطيفة بنت محمد تطلق وسم «محتواك _أثرك» كحلقة وصل بين أفراد المجتمع