خسائر بمليارات الدولارات.. اقتصاد تل أبيب على حافة الهاوية.. و«فورين بوليسى»: لن يستطيع الصمود كثيرًا
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
أدى استمرار الحرب التي تدور رحاها بين قوات الاحتلال الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية، منذ الـ ٧ من أكتوبر الماضى، وشن الاحتلال هجومه البري على قطاع غزة. إلى ضغوط كبيرة على اقتصاد الاحتلال، وانهيار حاد فى الأرصدة والعملات الأجنبية.
نشرت صحيفة "فورين بوليسى" الأمريكية مقالاً تحدثت فيه عن ما خلفته التعبئة العسكرية فى "إسرائيل" من ضغوط اقتصادية خطيرة، مؤكدة أن اقتصاد الحرب الإسرائيلي لا يستطيع أن يصمد إلى الأبد.
وكتبت: «منذ ٧ أكتوبر هرب ما يصل إلى ٧٠٠٠ عامل تايلاندى من "إسرائيل"، هؤلاء يشكلون الجزء الأكبر من القوى العاملة الزراعية».
وتابعت: «أن الحقول الزراعية تعتمد الآن على المتطوعين الجامعيين... لقد حاولوا إنقاذ المحصول الزراعى وحصد الثمار قبل أن تتعفن، لكن جهودهم باءت بالفشل وبدأت الحكومة الإسرائيلية بالفعل فى استيراد بعض المواد».
وأشارت إلى أن الإسرائيليين يفتخرون بابتكاراتهم التكنولوجية فى مجال الزراعة.. لكن هذا القطاع الآن هو على رأس قائمة القطاعات التى ستتحمل وطأة الحرب الطويلة مع حماس. النفط والغاز والسياحة والرعاية الصحية وتجارة التجزئة والتكنولوجيا هى بعض من القطاعات الأخرى التى ستحمل وطأة الحرب أيضا.
وأضافت، أن العديد من شركات الطيران توقفت عن الرحلات إلى "إسرائيل"، بينما طلبت الحكومة وقف الأنشطة فى أحد حقول الغاز لتقليل مخاطر وقوع هجوم مستهدف... انخفض الشيكل الإسرائيلي بالفعل إلى أدنى مستوى له منذ ١٤ عاما، وخفض البنك المركزى توقعات النمو الاقتصادي هذا العام من ٣٪ إلى ٢.٣٪، وتواجه الصناعات البارزة اضطرابات.
ودخلت "إسرائيل" الحرب باحتياطيات بقيمة ٢٠٠ مليار دولار ومساعدات بقيمة ١٤ مليار دولار، معظمها للتمويل العسكري، من الولايات المتحدة. ومع ذلك، يقول الخبراء إن الصراع المستمر سيكلف الاقتصاد الإسرائيلى مليارات إضافية، وسيستغرق وقتا أطول بكثير للتعافى مما كان عليه فى الماضى. ويعمل المتطوعون الإسرائيليون فى الداخل والخارج على توفير عمالة إضافية ومساعدات اقتصادية - ولكنها غير كافية لتعويض النقص الاقتصادى.
قال ميشيل سترافشينسكى، الخبير الاقتصادي فى الجامعة العبرية فى القدس، إن تكلفة المواجهتين السابقتين - حرب لبنان فى ٢٠٠٦ وضد حماس فى ٢٠١٤ - كلفت ما يصل إلى ٠.٥٪ من الناتج المحلى الإجمالى وأثرت بشكل رئيسي على قطاع السياحة. لكن هذه المرة "تشير التقديرات إلى انخفاض بنسبة ٣.٥٪ إلى ١٥٪ على أساس سنوي" فى الربع الأخير من هذا العام.
كذلك، تم التخلى عن بلدات بأكملها وأغلقت الشركات أبوابها، حيث تم إجلاء ٢٥٠ ألف شخص. علاوة على ذلك، فإن استدعاء ٣٦٠ ألف جندى احتياط، الذين كانوا يعملون فى وظائف مختلفة فى وقت السلم، أدى إلى إرهاق الشركات وجعل استمرارها كأعمال تجارية مربحة محفوفا بالمخاطر.
كما تعرضت السياحة، وهى القطاع الذى يشكل ٣٪ من الناتج المحلى الإجمالى لإسرائيل ويوفر بشكل غير مباشر ٦٪ من إجمالى الوظائف، لضربة قاتلة. الشاطئ فى تل أبيب والممرات المرصوفة بالحصى فى المدينة القديمة فى القدس، مناطق الجذب السياحي الرئيسية، تظل شاغرة.
وقال سترافشينسكى، إن الأولويات تتمثل فى إعادة تخصيص مليارات الشواقل نحو “نفقات الدفاع” و”تعويض الأفراد والشركات المتضررة” خاصة فى الجنوب والشمال. "نوصى بإعادة توجيه ما يسمى بأموال الائتلاف"، وهى الأموال المخصصة للبرامج الرئيسية للأحزاب المختلفة بموجب اتفاق الائتلاف. وقال: “إن هذه القضايا تتعلق بمجموعات الناخبين لتلك الأحزاب، وليس بالمصلحة المشتركة”.
واختتم حديثة، «قدمت الحكومة الإسرائيلية خطة مساعدات اقتصادية تقدم مليار دولار لمساعدة الشركات، ووعد وزير المالية سموتريتش بأن "كل ما لا ينطوى على جهود الحرب وقدرة الدولة على الصمود سيتم إيقافه". ومع ذلك، لا يزال اليمين المتطرف مصرا على عدم السماح للفلسطينيين بأن يكونوا جزءا من الحل واعترض وزير الأمن القومى إيتامار بن جفير، الزعيم اليميني المتطرف الأكثر صخبا، اقتراحا لتوظيف المزيد من الفلسطينيين لسد النقص فى العمال فى المزارع الإسرائيلية».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل تل أبيب قوات الاحتلال المقاومة الفلسطينية غزة فلسطين اقتصاد الاحتلال اقتصاد تل أبيب
إقرأ أيضاً:
السفير الأوكراني يدعو الشركات المصرية للمشاركة في إعادة إعمار بلاده بعد الحرب
دعا السفير الأوكراني لدى مصر، ميكولا ناهورني، الشركات المصرية إلى لعب دور فاعل في جهود إعادة إعمار أوكرانيا فور انتهاء الحرب، مؤكدًا أن بلاده تحتاج إلى دعم دولي واسع قد تصل قيمته إلى نحو 600 مليار دولار لإعادة بناء البنية التحتية والقطاعات الإنتاجية.
وأشار ناهورني، خلال اجتماع عقده مع قيادات الغرف التجارية المصرية والأوكرانية وعدد من رجال الأعمال من الجانبين، وبحضور محمد المصري عضو مجلس إدارة اتحاد الغرف التجارية المصرية ورئيس الاتحاد الأسبق، إلى أن العلاقات المصرية الأوكرانية تشهد تطورًا ملحوظًا بفضل ما تتمتع به مصر من استقرار سياسي وأمني. وأضاف أن أوكرانيا ترى في مصر شريكًا استراتيجيًا ومحورًا مهمًا لنفاذ المنتجات الأوكرانية والأوروبية إلى الأسواق الأفريقية.
وأوضح السفير أن المنتدى الحالي يمثل فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه الشركات الأوكرانية في السوق المصرية، ولتقريب وجهات النظر، وللنظر في تحديث الاتفاقية التجارية بين البلدين بما يدعم أنشطة رجال الأعمال ويعزز التبادل التجاري.
ومن جانبها، شددت فاليريا زاباتشا، رئيس قطاع التجارة الدولية بالغرفة التجارية الصناعية الأوكرانية، على ضرورة تنشيط التعاون المؤسسي بين اتحادي الغرف في البلدين، وزيادة الزيارات المتبادلة لوفود رجال الأعمال. وأكدت أن هناك مجالات واسعة يمكن تعزيز التعاون فيها، أبرزها: الزراعة، والصناعة، والتعدين، والطاقة المتجددة، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات.
وأعربت زاباتشا عن أملها في أن تسفر اللقاءات الثنائية عن شراكات حقيقية في مجالات التصنيع المشترك والتصدير إلى الأسواق العربية والأفريقية، بما يعزز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.