خيّب محصول الزيتون هذا العام طموحات المزارعين الذين ينتظرون هذا الموسم سنوياً لقطاف هذه الثمار الخيّرة وانتاج الزيت كما إعداد المونة، "الكبيس" منه. ومن المتعارف عليه أن موسم الزيتون عندما يكون وفيراً في سنة يكون في السنة التالية أقلّ إنتاجية، غير أن إنتاج هذا العام أتى ما دون التوقعات.. كارثيّ بكلّ ما للكلمة من معنى!
 
الموسم "عاطل"، بهذا يختصر القروي حنا طانيوس توصيف الحال في قرى البترون الوسطى، ويوضح السبعيني لـ"لبنان 24" أن "قطعة الارض المزروعة بالزيتون والتي كانت تنتج 40 تنكة من الزيت، اليوم حصد منها تنكتين أو 3 فقط!"، مضيفاً: "هذا العام لم نجن 10% من الموسم المعتاد".

الأمر ذاته أكّده سامي رزق، صاحب إحدى المعاصر في الشمال، قائلاً: "تتراوح تقديرات الموسم الحالي بين 10% الى 15% من العام الفائت"، مستطرداً: "كبسة الـ300 كيلوغراماً من الزيتون كانت تمنح 75 كيلوغراماً من الزيت، أما هذه السنة فتنتج الكمية نفسها تقريباً 50 كيلوغراماً من الزيت، أي أن كل 6 كيلوغرامات من الزيتون تعطي كيلوغراماً واحداً من الزيت". ووفقاً لصاحب المعصرة، "كل 90 كلغ أو 95 كلغ من الزيتون أنتج تنكة (16 كلغ) من الزيت، فيما كان كل 65 كلغ من الزيتون يمنح تنكة زيت في الـ2022"، أي أن المقطوعية هذا العام انخفضت بنحو النصف. غير ان هذه الانتاجية اختلفت أيضاً من معصرة لأخرى، فبحسب طانيوس "كل 63 كيلوغراماً من الزيتون لديه أعطى تنكة (16 كلغ) من الزيت لدى العصر هذا العام"، مشيراً الى أن التفاوت بكمية الانتاج بين المعاصر يعود الى كونها تقليدية أو حديثة.
 
 
أسباب تدهور الانتاج
 
"شجرة الزيتون مثل ما بدّك منها بدها منّك"، يؤكّد رزق في خضّم حديثه لـ"لبنان 24"، شارحاً إن "اهتهّم المزارعون بهذه الشجرة أعطت انتاجاً وفيراً، غير ان تدهور الانتاج هذا العام يعود الى أسباب عدة أهمّها المناخ الذي لم يكن مناسباً، إذ تلقى الزيتون ضربتين الأولى في فترة الزهر والثانية لدى العقد. كما انّ الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة أدى الى نشفان الزيتون واستوائه باكراً فتساقطه ارضاً". طانيوس يضيف الى الأسباب المناخية، عاملاً آخر ويقول: "بسبب الازمة الاقتصادية وغلاء الأدوية الزراعية، تغيّب المزارعون عن عدد من "البخات" المتوجبة للشجرة، ففي الأصول يجب رش أدوية الحشرات كل 4 أسابيع لحماية الثمرة والحفاظ عليها"، مضيفاً: "هذا العام وسّع المزارعون وأصحاب الأراضي الفترات بين "الرشة" والأخرى ما أدى الى فقدان كمية من المحصول". ويوضح السبعيني وهو أحد مالكي أراضي الزيتون شمالاً، أن كلفة الاعتناء بالأرض والأشجار أصبحت باهظة فأيجار الحراثة بات 20 دولاراً للساعة الواحدة بعدما كانت 10 دولارات، كما أن أسعار الأسمدة ارتفعت كثيرا فأصبح سعر كيس السماد العضوي 50000 ليرة لبنانية بعد أن كان 8000 ليرة لبنانية، أما الأسمدة الكيماوية فصار سعر الكيلوغرام الواحد منها 3 دولارات أميركية، مشيراً الى أن "كل شجرة تحتاج لكمية تقدر بين 3 كلغ و4 كلغ، حسب حجمها".
 
 
كلفة الانتاج وسعر المبيع
 
نظراً للتدهور التراجيدي للعملة الوطنية في مقابل الدولار الأميركي والتي لامست مع أواخر الـ2022 عتبة الـ46 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد فيما وصلت للـ90 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد هذا الموسم، إرتفعت كلفة إنتاج محصول الزيتون والزيت. ويشير صاحب المعصرة الى أن "كلفة التنكة (16 كلغ) على صاحب الأرض في المعصرة تتراوح اليوم بين الـ10 دولارات والـ12 دولار أميركي، بسبب زيادة أجر اليد العاملة وارتفاع أسعار المازوت لتشغيل مولّدات الطاقة"، لافتاً الى انه "بالرغم من هذا الارتفاع بالكلفة، فان أغلبية أصحاب أراضي الزيتون يدفعون الأجرة نقداً بدلاً من ترك نسبة من الانتاج للمعصرة على غرار السنين الفائتة، وذلك لشحّ الموسم هذا العام". من جهته، يقول العمّ طانيوس أنه "لهذا الموسم دفع مقابل كلّ تنكة زيت 15 دولاراً أميركياً في إحدى المعاصر الحديثة شمالاً، فيما كان سعر التنكة 9 دولارات لدى العصر في المعصر عينه العام الفائت". أمّا عن سعر تنكة الزيت للبيع هذا العام، فيقدر طانيوس ألّا يقلّ عن الـ140 دولاراً أميركياً، مفسّراً أن اليد العاملة في القطاف ارتفعت أيضاً بحيث باتت ساعة العمل بـ15 دولار لكلّ عامل في حين كانت 400 ألف ليرة لبنانية في الـ2022. لذا كي لا يشعر صاحب الرزق بالغبن جراء التكاليف الكثيرة المتكبدة عليه هذا العام، يعتبر مالك المعصرة أن سعر تنكة الزيت يجب أن يبلغ حوالى الـ150 دولاراً أميركياً هذا العام.  في المقابل، أجهز العدوان الاسرائيلي على محصول الزيتون جنوباً، فبالاضافة إلى أضرار القنابل الحارقة عانى المواطنون من صعوبات في القطاف في ظل التوتر الدائم عند الحدود؛ أما إيجاد اليد العاملة لجني المحصول الأخضر فحكاية أخرى.. الموسم في الجنوب لبنان كان الأكثر تضرراً هذا العام. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لیرة لبنانیة من الزیتون هذا العام من الزیت

إقرأ أيضاً:

وزارة الحج والعمرة: أكثر من 94 ألف فرد عملوا ضمن منظومة الحج لهذا العام

ضمن جهودها المبذولة؛ للارتقاء بجودة الخدمات، وتعزيز تجربة ضيوف الرحمن، تَشرّفَ أكثر من 94 ألف فرد عملوا ضمن منظومة الحج لهذا العام، بخدمة ضيوف الرحمن في مختلف المواقع الميدانية والتنظيمية، في منظومة تشغيلية متكاملة يشرف عليها عددٌ من المراكز المتخصصة التابعة للوزارة.

وبيَّنت وزارة الحج والعمرة أن هذه الأرقام المسجلة، تأتي في إطار عمل مؤسسي منسّق يجمع بين الجهات الحكومية والخدمية، ويعتمد على تكامل الكوادر البشرية مع التقنيات الحديثة، بما يضمن تقديم تجربة حج آمنة وميسّرة تعبّر عن مستوى العناية والجاهزية التي توليها المملكة لحجاج بيت الله الحرام.

وفي جانب الرقابة، نفّذ مركز "امتثال" التابع للوزارة أكثر من 70 ألف جولة رقابية ميدانية خلال الموسم، شملت مساكن الحجاج والمخيمات والمطابخ المركزية والمرافق التشغيلية؛ بهدف ضمان امتثال مزوّدي الخدمة للمعايير التشغيلية، ورفع مستوى جودة الأداء في مختلف المواقع.

أما في محور التوعية، فشهد الموسم إنتاج أكثر من 1.2 مليون مادة توعوية بعدة لغات، عبر مركز توعية ضيوف الرحمن التابع للوزارة، مما أسهم في تعزيز وعي الحجاج بمناسكهم وسلامتهم، وتسهيل تنقلهم ضمن بيئة معرفية شاملة.

كما أسهم تطبيق "نسك" في تقديم أكثر من 30 خدمة رقمية إضافية هذا العام، أبرزها "نسك AI"، وهو مساعد رقمي ذكي يقدّم خدمات توعوية وإرشادية بعدة لغات عبر تفاعل صوتي ونصي، بالتكامل مع 25 جهة حكومية، و10 شركاء من قطاع الأعمال.

وفي مجال السلامة، سُجلت أكثر من 6 ملايين قراءة لبطاقة "نسك" الذكية، التي تُستخدم؛ لتعزيز السلامة الميدانية، والوصول السريع للحجاج.

كما قدمت مبادرة "نسك عناية" أكثر من 845 ألف خدمة مباشرة، شملت الدعم الصحي والنفسي واللغوي، والاستجابة للحالات الإنسانية عبر فرق ميدانية تعمل على مدار الساعة.

وعلى صعيد التطوع، شارك في هذا الموسم أكثر من 3 آلاف متطوع في خدمة ضيوف الرحمن، موزعين على 6 مسارات متنوعة، حيث تواجدوا ميدانيًا في أكثر من 107 نقاط اتصال، دعمًا للجهود الحكومية، ومشاركةً في صنع تجربة استثنائية لضيوف الرحمن.

وتجسد هذه المؤشرات الميدانية حجم التخطيط والدقة والاستثمار في الإنسان والتقنية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويُرسّخ مكانة المملكة الرائدة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتيسير أداء النسك بأعلى درجات الطمأنينة والتنظيم.

وزارة الحج والعمرةأهم الآخبارأهم الأخبارخدمات الحجاجقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • اللجنة العليا للحج تعقد اجتماعاً موسعاً لتقييم موسم حج هذا العام ١٤٤٦هـ
  • وزارة الحج والعمرة: أكثر من 94 ألف فرد عملوا ضمن منظومة الحج لهذا العام
  • وزيرة الطاقة : نقل الكهرباء من الصحراء المغربية إلى أوربا سيكون بأقل كلفة
  • اليمن تشارك في حفل اختتام موسم الحج للعام ١٤٤٦
  • الأمين العام لمجلس التعاون: جهود خليجية كبيرة وملموسة في حماية البيئة البحرية
  • 3 شهداء وإصابات في قصف إسرائيلي على حي الزيتون بمدينة غزة
  • رئيس الهيئة السعودية للمياه يهنئ القيادة بنجاح موسم الحج
  • الموسم الحالي الأخير.. انتهاء ارتباط الحج بالصيف لمدة 25 عامًا
  • وفد البحوث الزراعية يتابع البرامج البحثية المختلفة بمحطة سخا بكفر الشيخ
  • أوربان يحذر الأوروبيين: أوكرانيا ليست "درعا" لأوروبا وصب الزيت على النار لن يطفئها