الأسبوع:
2025-12-15@00:03:21 GMT

شاعر عالمي بروح عربية (3 / 3)

تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT

شاعر عالمي بروح عربية (3 / 3)

ما زلنا في رحاب " إيليا أبو ماضى" الذى يعد من أبرز أعلام الشعر العربي الحديث، ومن أهم الأصوات التي شكلت ملامح مدرسة المهجر في بدايات القرن العشرين. وقد استطاع أن يقدم نموذجا فريدا للشاعر الذى يجمع بين الغنائية العميقة والتأمل الفلسفي والروح الإنسانية المتفائلة حتى أن النقاد أطلقوا عليه لقب شاعر الأمل والتفاؤل.

جاء شعره مفعما بالحس الرومانسى، ولهذا كان أحد المنتمين البارزين للمدرسة الرومانسية، وتجلى ذلك في اهتمامه بالطبيعة والحب وتناول القضايا الإنسانية. تأثر بالشعر الغربي خاصة الرومانسي والرمزي. لكنه صهر هذه التأثيرات مع أصالة الشعر العربي والروح الإنسانية فكوّن مدرسة المهجر وقدم رؤى جديدة للشعر العربي.وظهرت نزعته التفاؤلية في أعماله مع احتفاظه بالقيم العربية والإسلامية في بعض جوانب شعره. تأثر بالرومانسية الغربية وتجلت حكمة رؤيته للحياة مما أعطى نصوصه عمقا فلسفيا وحكمة إنسانية، بالإضافة إلى دعوته للتفاؤل ونبذ التشاؤم. ظهر نزوعه نحو حب الطبيعة بحيث باتت ملهمته.

أبرز العوامل التي خلدت شعر"إيليا أبو ماضى" النزعة الرومانسية والتأملية حيث تأثر بالرومانسية الغربية، و تجلت حكمته ورؤيته للحياة مما أعطى نصوصه الشعرية عمقا فلسفيا وحكمة إنسانية بالإضافة إلى دعوته للتفاؤل ونبذ التشاؤم. كان له موقف فكري واضح يتلخص في الإيمان بالإنسان، والبحث المستمر عن روافد الخير، والدعوة إلى الحياة بروح إيجابية، ولذلك تجسدت في شعره دائما نبرة التفاؤل التي ظهرت بجلاء حتى حين كان يناقش الأسئلة الكبرى المتعلقة بالوجود، فهو القائل في قصيدته فلسفة الحياة:

أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا

أما " دوروثى دياب" فكانت المرأة التى أحبها الشاعر " إيليا أبو ماضى" وتزوجها وأنجب منها ثلاثة أبناء وملكت عليه حياته. وهى ابنة "نجيب دياب" صاحب مجلة "مرآة العرب". كانت جزءًا من حياته وعائلته في الولايات المتحدة، وإن لم تكن دائما محورا مباشرا لكل قصائده، ولكن من أجملها قصيدة "هدية العيد"، التى وجهها إليها ويقول فيها:

أى شىء في العيد أهدي إليك ياملاكي وكل شىء لديك؟

ليس عندي شيء أعز من الروح وروحى مرهونة بين يديك

ومن أجمل قصائده الثرية بالمعاني والاتعاظ تلك التى يقول فيها:

إذا ألقى الزمان عليك شرا وصار العيش في دنياك مرا

فلا تجزع لحالك بل تذكر كم امضيت في الخيرات عمرا

وإن ضاقت عليك الأرض يوما وبت تئن من دنياك قهرا

فرب الكون ما أبكاك إلا لتعلم أن بعد العسر يسرا

وإن جار الزمان عليك فاصبر وسل مولاك توفيقا وأجرا

لعل الله أن يجزيك خيرا ويملأ قلبك المكسور صبرا

في أوائل الخمسينيات من القرن الماضى بدأت صحته تتدهور، لكنه ظل يعمل ويكتب في صحيفته حتى الأيام الأخيرة من حياته. وفي 23 نوفمبر 1957 توفى في نيويورك من جرّاء أزمة قلبية عن عمر يناهز 58 عاما، ودفن هناك بين أبناء الجالية العربية التى أحبته وشاركته مسيرته. كانت وفاته نهاية رحلة طويلة امتدت من جبال لبنان إلى قلب أمريكا. لكنها لم تكن نهاية تأثيره العميق في الأدب العربي.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

يوسف عثمان يكشف كيف شكلت طفولته حياته الفنية.. فيديو

كشف الفنان يوسف عثمان عن تفاصيل بداياته في عالم التمثيل وكيف أثرت تجربته المبكرة على مسيرته الفنية.

وأضاف يوسف عثمان خلال لقائه مع شيرين سليمان ببرنامج "سبوت لايت"، والمذاع على قناة صدى البلد، أن بداياته كطفل صغير في السينما كانت مليئة بالتحديات واللحظات الفارقة التي ساهمت في تكوين شخصيته الفنية.

وأشار يوسف إلى أنه بدأ التمثيل منذ سن صغيرة، حيث شارك في أعمال مهمة مع كبار الفنانين مثل محمود حميدة وليلى علوي "فيلم بحب السيما"، موضحًا أن تربية والدته لعبت دورًا كبيرًا في تنشئته بعيدًا عن الانغماس في "فقاعة الشهرة" التي قد تؤثر على الأطفال.

وأوضح يوسف أن تجربته في الفيلم الأول كانت مليئة بالوعي رغم صغر سنه، حيث تعلم التوازن بين الدراسة والحياة العادية وبين عالم الفن، مشيرًا إلى أن العمل على اللوكيشن ووجوده بين الكبار ساعده على اكتساب مهارات الانضباط والتركيز منذ الصغر.

وتابع: أهم ما ساعده هو الدعم من فريق العمل سواء أمام الكاميرا أو خلفها، مشيرًا إلى أن الاستوديو الذي تدرب فيه مر بتصفية كبيرة للأطفال قبل اختياره، مؤكدًا أن هذه التجربة جعلته يحب السينما منذ صغره وأكسبته مسؤولية ووعي كبير تجاه عمله الفني وتحدياته المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • المنيا .. عامل ينهي حياته بتناول قرص حفظ الغلال فى العدوة
  • البابا تواضروس: الهاتف المحمول أنهى عصر «الإنسانية».. والجماهير تصفق لـ«شخصيات فارغة»
  • “حيحا” عودة مسرحية إلى التراث المغربي بروح معاصرة
  • النعيمات بغرفة التدريب: “بالروح الكأس ما بروح”
  • يوسف عثمان يكشف كيف شكلت طفولته حياته الفنية.. فيديو
  • حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. حضور عالمي وتصاميم عربية لافتة
  • تراث الجمال العربي يُتوج عالميًا.. الكحل التونسي على لائحة اليونسكو
  • الوطني للأرصاد: تأثر الدولة بمنخفض جوي
  • تراث الجمال العربي يتوج عالميًا… الكحل التونسي على لائحة اليونسكو