لقاءات FBI السرية تثير عاصفة حول إستراتيجية واشنطن في أوكرانيا
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
في خضم التطورات الميدانية المعقدة والخسائر الأوكرانية المتصاعدة، تتكشف تفاصيل تزيد من حالة عدم اليقين في المشهد الدبلوماسي، وهي التقارير التي تتحدث عن لقاءات سرية وغير معلنة جمعت روستم أوميروف، كبير مفاوضي السلام الأوكراني، بمسؤولين كبار من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) في مدينة ميامي. هذه اللقاءات، التي جرت بعيداً عن الأضواء الدبلوماسية المعتادة، لم تثر التساؤلات في كييف وحدها، بل سببت حالة من "القلق المتزايد" بين المسؤولين الغربيين أنفسهم، مما يشير إلى تصدع محتمل في استراتيجية واشنطن المتعددة الأوجه تجاه الصراع.
إن توقيت هذه الاجتماعات بحد ذاته يثير الريبة فقد جاءت في مرحلة حاسمة من الحرب، حيث تتصاعد الضغوط الأمريكية، خاصة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، على كييف للنظر في تقديم تنازلات إقليمية لإنهاء النزاع.
وبينما يرفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل قاطع أي خطة تتضمن التخلي عن الأراضي، يبدو أن واشنطن تضاعف عدد قنوات الاتصال والوسطاء، متجاوزة القنوات الدبلوماسية التقليدية لتشمل وكالة تحقيق فدرالية غير مرتبطة عادة بالدبلوماسية رفيعة المستوى.
تساؤلات حول طبيعة التدخل الأمريكيإن انخراط الـ FBI في لقاءات مع مفاوض رئيسي لدولة حليفة هو دور غير مألوف وغير تقليدي على الإطلاق وهذا يفتح الباب أمام تساؤلات حاسمة حول دوافع واشنطن:
أولاً، مكافحة الفساد كوسيلة ضغط: يُعرف مكتب التحقيقات الفيدرالي بدوره في مكافحة الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود. بالنظر إلى المخاوف المستمرة والموثقة جيداً لدى الشركاء الغربيين بشأن الفساد في أوكرانيا، فمن المحتمل أن تكون هذه اللقاءات محاولة من الـ FBI لجمع معلومات استخباراتية أو ممارسة ضغط على أوميروف وفريقه لضمان الشفافية في استخدام المساعدات الغربية، وربما لتكون ورقة ضغط في مفاوضات السلام.ثانياً، البحث عن قنوات خلفية (Back Channels): قد تعكس هذه اللقاءات جهداً أمريكياً لاستكشاف أو إنشاء قنوات اتصال "خلفية" بعيداً عن القنوات الدبلوماسية الرسمية التي قد تكون مثقلة بالسياسات والإعلانات العلنية. هذا قد يمنح واشنطن مساحة أكبر للمناورة والضغط من أجل خطة سلام معينة، بما في ذلك فكرة التنازلات الإقليمية التي تروج لها بعض الدوائر الأمريكية.
ثالثاً، تشتت الاستراتيجية: بالنسبة للمسؤولين الغربيين الآخرين، بما في ذلك الأوروبيين، فإن هذا التورط غير التقليدي يثير القلق من تشتت الاستراتيجية الأمريكية وعدم وضوحها. إذا كان هناك أكثر من مسؤول أمريكي، من خلفيات مختلفة (الخارجية، الدفاع، الـ FBI)، يتحدثون مع الجانب الأوكراني، فمن الصعب على كييف – والشركاء الأوروبيين – فهم ما هو الموقف الأمريكي الرسمي بالضبط.
هذا الغموض يمكن أن يقوض الثقة ويخلق حالة من الفوضى الدبلوماسية.
تداعيات على جهود السلام والثقة الدوليةإن الكشف عن هذه اللقاءات قد يؤدي إلى نتائج عكسية على صعيد جهود السلام. من جهة، قد يُنظر إلى أوميروف، وهو شخصية محورية في مفاوضات السلام، على أنه يخضع لضغوط أو تأثير خارجي مباشر، مما يضعف موقفه التفاوضي.
ومن جهة أخرى، يزيد هذا السيناريو من الشكوك الروسية في حيادية الوساطة الأمريكية، مما يفاقم التحديات الدبلوماسية.
في النهاية، بينما قد تسعى واشنطن من خلال إشراك وكالات غير تقليدية مثل الـ FBI إلى تأمين مصالحها أو مكافحة الفساد، فإن هذا التكتيك يعرض للخطر شفافية العلاقات الدولية. يجب على واشنطن توضيح دور الـ FBI وأي وسطاء آخرين في جهود السلام، لضمان استعادة الثقة بين حلفائها الغربيين وبناء جبهة موحدة وواضحة المعالم، خاصة وأن مستقبل الدبلوماسية الأوكرانية يبدو معلقاً بشكل متزايد بين الضغوط الميدانية والتحركات الدبلوماسية غير التقليدية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا المشهد الدبلوماسي اوكرانيا هذه اللقاءات
إقرأ أيضاً:
أردوغان وبوتين يبحثان السلام في أوكرانيا
أفاد مكتب الرئيس التركي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقشا جهود السلام الشاملة في أوكرانيا خلال محادثات عقدت في عشق آباد، حيث أكدت تركيا دعمها الكامل لهذه المساعي.
وأشار البيان الرسمي إلى أن الزعيمين بحثا العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا بالإضافة إلى جهود السلام في سياق الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وتم التأكيد مجددًا على دعم تركيا لهذه الجهود، كما تم مناقشة جميع القضايا بالتفصيل بما في ذلك تجميد الاتحاد الأوروبي للأموال الروسية.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين استعداد تركيا لاستضافة المفاوضات بشأن أوكرانيا بأي صيغة، وذلك بهدف تسريع جهود التهدئة وحل الأزمة المستمرة منذ سنوات.
واستضاف منتدى السلام والثقة الدولي في عشّق آباد اجتماع الزعيمين، الذي ركز على السنة الدولية للسلام والثقة والذكرى السنوية لحياد تركمانستان، إلى جانب متابعة الوضع في أوكرانيا، وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الزعيمين تبادلا وجهات نظر معمقة حول القضية الأوكرانية والشؤون الإقليمية والدولية.
ويأتي هذا اللقاء بعد آخر اجتماع جمع الزعيمين في سبتمبر الماضي على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في الصين، مما يعكس استمرار الحوار الوثيق بين أنقرة وموسكو في قضايا الإقليمية والدولية.
ومنتدى السلام والثقة الدولي في عشق آباد يُعد منصة سنوية تجمع قادة دوليين ومسؤولين كبارًا لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي والدولي وتعزيز الحوار بين الدول.
ويركز المنتدى على تبادل الخبرات في مجالات السلام والأمن والثقة المتبادلة، ويستعرض المبادرات المتعلقة بالسلام وحل النزاعات، بالإضافة إلى دعم التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول المشاركة.
وتستضيف تركمانستان هذا المنتدى ضمن سياستها طويلة المدى للحفاظ على حيادها وتعزيز دورها كوسيط إقليمي موثوق، كما يشارك فيه قادة دول عدة لبحث ملفات ساخنة مثل النزاعات الإقليمية والأزمات الإنسانية والمفاوضات الدولية.
ويشكل المنتدى فرصة للتلاقي بين رؤساء الدول ووزراء الخارجية والمسؤولين الأمنيين لتنسيق الجهود في مكافحة الأزمات وتعزيز الاستقرار، ما يعكس أهمية عشّق آباد كمنصة دبلوماسية عالمية مؤثرة في ملفات السلام والأمن الإقليمي.
آخر تحديث: 12 ديسمبر 2025 - 18:42