لم يعد الحديث عن استهداف المناهج التعليمية في اليمن مجرد تحليل سياسي أو قراءة نظرية لمسار الأحداث، بل تحوّل إلى حقيقة موثّقة باعترافات رسمية أعلنتها الأجهزة الأمنية اليمنية، كشفت فيها عن شبكة من العملاء الذين جرى تجنيدهم من قبل الاستخبارات الأمريكية، ونُفِّذت عبرهم واحدة من أخطر حلقات الحرب الناعمة على اليمن، حرب على التعليم، والعقيدة، والهوية، والعقل الجمعي للنشء، حيث جرى تجنيد عملاء في مواقع أكاديمية وإدارية عليا لتنفيذ مخطط ممنهج يهدف إلى طمس معالم الدين الإسلامي، وحذف آيات الجهاد من المناهج، وإدخال إيحاءات أخلاقية دخيلة، وتعقيد العملية التعليمية بما يؤدي إلى تغييب الفهم وشلّ وعي النشء اليمني.

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

التعليم في مرمى الاستخبارات

المعلومات التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية اليمنية، فإن العدو الصهيوأمريكي تعامل مع التعليم بوصفه ساحة استراتيجية لا تقل خطورة عن الجبهات العسكرية، فالمناهج الدراسية، كما ورد في اعترافات العملاء، كانت هدفًا مباشرًا لمشروع مدروس يسعى إلى إفراغ الدين الإسلامي من محتواه الجهادي والأخلاقي والتربوي، وتحويل المدرسة من فضاء لبناء الإنسان المؤمن الواعي، إلى أداة لتخريج أجيال مشوَّشة، مفصولة عن قرآنها، غريبة عن واقعها، قابلة للتطويع الثقافي والفكري.

الأخطر في ما كُشف، أن هذا المشروع لم يُنفّذ عبر أدوات خارجية مكشوفة، بل من خلال تجنيد عملاء محليين في مواقع أكاديمية وإدارية عليا، خبراء مناهج، قيادات تربوية، ومسؤولين في مؤسسات تعليميه، تلقّوا توجيهات مباشرة من الاستخبارات الأمريكية، وعملوا تحت عناوين خادعة مثل تطوير التعليم، وتحديث المناهج، ومكافحة التطرف.

ويقرّ هؤلاء العملاء  بمشاركتهم في حذف آيات قرآنية صريحة تتعلق بالجهاد، وإدخال معاني تفصل النص القرآني عن سياقه  الواضح، وحذف كل ماله علاقة بالقضية الفلسطينية ، بما يخدم رواية العدو ويجرّد الأمة من مفاهيم العزة والمقاومة، بل امتد هذا الاستهداف إلى إدخال إيحاءات فكرية وسلوكية تستهدف الأخلاق العامة، وتعمل على تبرير الاختلاط غير المنضبط، وتقديمه كقيمة تقدمية مفروضة، دون أي مراعاة لخصوصية المجتمع اليمني أو ثوابته الإسلامية.

ويؤكد تربويون أن هذه التعديلات لم تكن عفوية، بل جاءت ضمن رؤية تهدف إلى تفكيك منظومة القيم لدى الطالب، وإضعاف الحصانة الإيمانية، تمهيدًا لتقبّل أنماط ثقافية غربية دخيلة، تتفق في جوهرها مع المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.

 

نموذج متكرر في العالم العربي

ولا تبدو اليمن حالة معزولة، إذ تشير شواهد عديدة في عدد من الدول العربية إلى نمط متشابه من التدخل في المناهج، حذف أو تهميش آيات قرآنية، إعادة صياغة التاريخ الإسلامي، تفريغ مفاهيم الجهاد والمقاومة، وتقديم الدين الاسلامي بوصفه عبئًا على الحداثة،  هذا التشابه، وفق محللين، يؤكد وجود غرفة عمليات واحدة تدير هذا المسار على مستوى المنطقة.

 

الشهيد القائد والسيد القائد .. تحذير مبكر كشف جوهر الاستهداف

ما يجري اليوم من كشفٍ لاستهداف المناهج التعليمية في اليمن يؤكد ما كان محذَّرًا منه بوضوح منذ وقت مبكر من قبل الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، الذي نبّه في ملزمة، الإسلام وثقافة الاتباع،  إلى خطورة العبث بالمناهج وفصلها عن هدي الله والقرآن الكريم، فقد لفت إلى حالة التخبط المستمرة في المناهج الدراسية، قائلًا إن المنهج ظل لأربعين عامًا تجريبيًا، بلا استقرار، معتبرًا ذلك نتيجة حتمية للعمل البشري المنفصل عن الهداية القرآنية، ومؤكدًا أن أي جهد تربوي، مهما بلغ من الإخلاص أو العبقرية ، سيقع في الخطأ إذا لم يعتمد القرآن الكريم بوصفه منهجًا تربويًا متكاملًا له مقاصده الواضحة.

هذا التحذير المبكر أعاد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله تأكيده في كلمته بالذكرى السنوية للشهيد في العام 2021، حين كشف أن السيطرة الأمريكية على التعليم كانت أداة أساسية للهيمنة الثقافية والفكرية، عبر التحكم بالمناهج الدراسية وتحديد ما يُحذف وما يُبقى، إضافة إلى استهداف المعلمين والنخب الطلابية ضمن مشروع يهدف إلى احتلال العقول والقلوب، وبذلك تتكامل الرؤية القرآنية المبكرة مع الوقائع التي كشفتها الاعترافات، لتؤكد أن استهداف المناهج لم يكن عشوائيًا، بل جزءًا أصيلًا من مشروع الاستباحة.

وفي مواجهة هذا الاستهداف الخطير، فقد نجح المشروع القرآني، في كشف أبعاد المؤامرة التعليمية، وفضح دور العملاء، وإعادة الاعتبار للقرآن الكريم بوصفه مصدر هداية وبناء علمي وحضاري، لا نصًا هامشيًا أو عبئًا على التعليم،

وعمل المشروع القرآني على إعادة صياغة الرؤية التعليمية، بما يربط بين الإيمان والعلم، ويعيد الروح القرآنية إلى المناهج، ويقدّم المعرفة بوصفها أداة فهم للواقع، لا وسيلة لتغييبه، كما ساهم في تحصين المجتمع تربويًا، وكشف خطورة الاختراق الثقافي، والتنبيه إلى أن معركة التعليم هي في جوهرها معركة سيادة وهوية.

 

ختاماً 

مخطط استهداف التعليم الذي كشفت فصوله في اليمن، يضع الأمة أمام حقيقة لا تحتمل التجميل، أن العدو الصهيوأمريكي يخوض حربًا شاملة على العقول قبل الأرض، مستخدمًا التعليم سلاحًا لتفريغ الدين، وتشويه القيم، وتغييب الوعي.

غير أن التجربة اليمنية تؤكد أيضًا أن الوعي القرآني، حين يتحوّل إلى مشروع عملي، قادر على كشف المؤامرة، وإفشالها، وإعادة بناء الإنسان علميًا وإيمانيًا، في معركة لا تقل قداسة عن أي مواجهة أخرى.

المشروع الصهيوأمريكي لاستهداف المناهجمشروع الاستباحة

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

محافظ أسوان يتابع مشروع الصرف الصحى المتكامل بقرى أبوالريش..صور

تابع اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان الأعمال الجارية بمشروع الصرف الصحى المتكامل بقرى أبو الريش ، والجارى تنفيذه بواسطة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى على مساحة 6.5 فدان ، وبطاقة 25 ألف م3 / يوم .

ويضم المشروع 6 محطات للرفع و 254 كم خاصة بشبكات الإنحدار ، و 16 كم لخطوط الطرد ، بتكلفة تقديرية تصل إلى 975 مليون جنيه بما يساهم فى خدمة أكثر من 125 ألف نسمة من أهالى قرى أبو الريش قبلى وبحرى وبهريف والأعقاب ، وتحقيق حلم طال إنتظاره منذ عقود وسنوات طويلة .

ويأتى ذلك ضمن القرى المدرجة بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى " حياة كريمة " تنفيذ سلسلة من المشروعات بمختلف قطاعات العمل العام .

وأكد المحافظ على أنه تم مواجهة العديد من التحديات ، ومن بينها الطبيعة الصخرية الصعبة ، وتم إستعجال تنفيذ هذا المشروع الحيوى المتوقف منذ 2010  ، وتم إدراجه ضمن المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية " حياة كريمة " .

الصرف الصحىشكر وتقدير من أهالى غرب سهيل لمحافظ أسوان لتحويل المنطقة لمقصد تراثى وسياحى متميزأسوان تعلن عن وظيفة مدير إدارة تنسيق وظائف التعليم الفني

حيث تم إعتماد مسارات خطوط الطرد من الوحدة المحلية ، ليتم تنفيذ هذا المشروع الحيوى الكبير بشكل متكامل طبقاً لأعلى المعايير الدولية مما يعكس حرص أجهزة الدولة التى تعمل بروح الفريق الواحد فى ملحمة من التكاتف والتكامل لتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين ، وتلبية المطالب الجماهيرية من خلال تسخير كافة الإمكانيات لتوفير حياة كريمة لهم .

وأشار الدكتور إسماعيل كمال إلى أن مشروع الصرف يأتى إستكمالاً لمشروع الربط وتسليم خط المياه الناقل من محطة جبل شيشة مباشرة إلى خزان أبو الريش لشركة مياه الشرب للتشغيل الفورى وذلك بسعة 4 آلاف م3 بطول 15 كم ، وبقطر 500 مللى ( UPVC ) مما ساهم فى دعم وتحسين وزيادة مياه الشرب لتلبية إحتياجات ومطالب الأهالى والمواطنين بالشكل المطلوب.

ولفت المحافظ إلى أنه تم توفير الخزان الإنارة للخزان من خلال الألواح الشمسية ، ويتم تحليل عينات المياه بالمعامل المتخصصة ، وتم التأكيد على سلامتها وجودتها للإستهلاك الآدمى .

طباعة شارك أسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • مصر وقطر توقعان مشروع إنشاء مصنع لإنتاج وقود الطائرات المستدام SAF
  • 235 مليون ريال تكلفة مشروع شبكات توزيع المياه في الظاهرة
  • جمال الدين: 48 مشروعًا بالقنطرة غرب الصناعية باستثمارات 1.325 مليار دولار
  • تطوير ميناء المخا.. رهان اقتصادي يعيد إحياء بوابة تجارة هامة في اليمن
  • محافظ أسوان يتابع مشروع الصرف الصحى المتكامل بقرى أبوالريش..صور
  • رئيس الوزراء: التعليم والصحة وتحسين الخدمات على رأس أولويات الحكومة
  • مدبولي: الحكومة تضع التعليم والصحة وتحسين الخدمات للمواطنين على رأس الأولويات حاليا
  • رئيس جمهورية اليمن الأسبق يكشف تفاصيل مشروع فندق عدن وخيارات التطوير الاقتصادي في الجنوب
  • قبيصي: يشهد فعاليات معرض أنشطة مشروع "صحتهم مستقبلهم" بإدارة أبشواي التعليمية