الدفن أصبح رفاهية.. عربي21 ترصد شهادات مفجعة عن مقابر غزة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
لم تقتصر جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني منذ 34 يوما على قتل الإنسان ونسف الحجار والحصار التام، إنما امتدت لاستهداف الموتى وجعل دفن الشهداء مهمة تودي بالحياة.
الدفن أصبح رفاهية
اضطر راني (43 عاما) لدفن بعض أفراد عائلته الذين استشهدوا في قبر واحد، وسط ازدحام شديد في مقبرة البطش إحدى مقابر مدينة غزة.
يقول راني لـ"عربي21" إنه يعتبر "من المحظوظين ومن أصحاب الرفاهية" لأنه تمكن من دفن ذويه في نفس يوم استشهدهم، وذلك بعدما تعرف عليهم سريعا.
ويؤكد أن ما حصل معه لم يتوفر للعديد من سكان غزة الذين لم يعرفوا مصير ذويهم من الشهداء بينما فقد الاتصال معهم أو لم يتم التعرف على جثثهم أو حتى لم يتم انتشالها من تحت أطنان الركام والطوابق المدمرة على رؤوس السكان.
ويضيف راني الذي لجأ إلى مستشفى الشفاء لأكثر من شهر ثم تركها متوجها إلى جنوب قطاع غزة أن الجثث متناثرة على طريق صلاح الدين بحسب ما رأى بعينه، خاصة عند الحاجز الإسرائيلي الذي يرفع النازح هويته لأعلى حتى يدقق بها الجندي ويقرر مرور الشخص أو رميه بالرصاص.
من ناحيته، يقول أمجد (36 عاما) إنه دفن عمه في قبر جده في مقبرة الشيخ رضوان في مدينة غزة والمغلقة منذ سنوات بسبب عدم توفر أماكن للدفن.
ويؤكد أمجد لعربي21 أنه لجأ إلى هذا الخيار بسبب عدم توفر أماكن للدفن في المقبرة القريبة من محل سكنه والتي دفن فيه جده منذ عقود.
ويضيف أنه بسبب عدم توفر وسائل المواصلات يتعذر الوصول إلى مقابر أخرى مثل مقبرة الشهداء الشرقية، التي يعتبر الوصول إلى مستحيلا حتى بوجود الوقود نظرا لوقوعها عند الحدود مباشرة.
من ناحيتها، تؤكد أفنان (42 عاما) أنه لم يتاح لها حتى توديع والدها الذي استشهد مع عدد آخر من أفراد عائلتها بعدما جرى استهداف بيتهم بشكل مباشر.
دفن الشهداء في الخنادق
وتذكر أفنان لـ"عربي21" أنها رجت والدها حتى يأتي إلى مجمع الشفاء في غزة ويترك بيته قائلة: "أخبرني حينا: بابا ما في مكان آمن نضل في بيتنا أفضل وأنت ضلي مع زوجك وأولادك، والآن عرفت أنه معه حق.. أنا تركت الشفاء وذهبت الى رفح عند بعض أصدقاء أولادي".
وتضيف أنه جرى إخبارها أن والدها وبعض أفراد عائلتها دفنوا في ما بات يعرف بالخطوط أو الخنادق بسبب عدم توفر أماكن للدفن، قائلة: "حرمونا حتى الحزن على أمواتنا".
وكشفت أفنان أيضا الأهوال التي رأتها على طريق صلاح الدين، حيث نزلوا من السيارة التي نقلتهم قبل الحاجز الإسرائيلي، وأكملوا الطريق مشيا على الأقدام حتى أقصى جنوب قطاع غزة.
وتقول "كل ما سمعنا عنه حقيقي الجثث على الطريق تأكل منها الطيور والكلاب، والقتل على الحاجز حقيقي.. مش عارفة إيش اقول كمان".
استهداف المقابر في قطاع غزة
ويقول رئيس قسم الإعلام في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إكرامي المدلل: إن قطاع غزة يعاني من عدم توفر أراضي لتجهيز مقابر عليها، علما أنه يضم حوالي 60 مقبرة.
ويؤكد المدلل لـ"عربي21" أنه منذ بدء العدوان الحالي جرى إغلاق العديد من المقابر بسبب الامتلاء بشكل كامل، بينما تعرضت أكثر من مقبرة للاستهداف ما أدى إلى تناثر أشلاء ورفات الأموات.
ويوضح أن الوزارة تعمل في حالات الطواريء والحروب على تخصيص أماكن إضافية للدفن، مضيفا أنه مع بدء العدوان الحالي جرى توفير 1610 قبور في مختلف محافظات قطاع غزة.
ويشير إلى أن "هذا العدوان فاق كل التوقات مع استهداف الاحتلال لكل شيء، وسجلنا العديد من حالات الاعتداء والاستهداف لأعداد من المشيعيين والجنازات".
ويذكر المدلل أنه في 15 تشرين أول/ أكتوبر الماضي استهدف الاحتلال مجموعة من المواطنين خلال دفن ذويهم في مقبرة دير البلح، بينما في 27 من ذات الشهر تم استهداف مقبرة بن مروان في حي الشجاعية.
ويضيف أنه في 4 تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري أنه تم استهداف مقبرة بيت لاهيا واستشهد 4 مواطنين كانوا يساعدون في حفر وتجهيز القبور ودفن الشهداء.
ويقول إنه خلال العدوان تم دفن 300 شهيد دفعة واحدة، وبسبب الأوضاع الحالية شرعت وزارة الأوقاف "حفر خطوط دون بناء قبور ووضع الشهداء فيها فوق بعض سترة للأموات وخشية من تفشي الأمراض".
ويوضح أن "انعدام الوقوت يحول دون استخدام الحفارات لتجهيز القبور، كما أن المساعدة من قبل الدفاع المدني متوقفة أيضا بهذا الخصوص لذات السبب، ولهذا نعتمد حاليا على استخدام الخطوط والدفن الجماعي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الشهداء مقابر غزة مقابر غزة شهداء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بسبب عدم توفر قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كشف أثري جديد في أسوان.. "مقابر رومانية ومومياوات أطفال"
في إنجاز أثري جديد يُضاف إلى سجل الاكتشافات المهمة التي تشهدها محافظة أسوان، اكتشفت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة ميلانو عن عدد من المقابر المنحوتة في الصخر من العصرين اليوناني والروماني، وتحتوي على نقوش هيروغليفية بحالة جيدة من الحفظ، وذلك في الجبانة المحيطة بمنطقة ضريح الآغاخان في البر الغربي لأسوان.
وأسفرت أعمال الحفائر أيضًا، خلال موسم الحفائر لهذا العام، عن اكتشاف المقبرة رقم (38)، والتي تُعد من أبرز المقابر المكتشفة حتى الآن من حيث التصميم والحالة الإنشائية، حيث تقع على عمق يزيد عن مترين تحت الأرض، ويؤدي إليها سلم حجري مكون من تسع درجات محاطة بمصاطب من الطوب اللبن، كانت تُستخدم لوضع القرابين الجنائزية.
وفي داخل المقبرة، عُثر على تابوت من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعه نحو مترين، موضوع فوق منصة صخرية نُحتت مباشرة في الجبل، ويتميز بغطاء على هيئة آدمية يحمل ملامح واضحة لوجه إنسان مزين بباروكة وزخارف مذهلة، بالإضافة إلى عمودين من النصوص الهيروغليفية التي تسجل أدعية للآلهة المحلية بمنطقة أسوان، واسم صاحب المقبرة "كا-مِسيو"، وهو أحد كبار المسؤولين في عصره، إلى جانب أسماء أفراد من أسرته.
كما تم العثور على مومياوات بعضها لأطفال.
ووصف شريف فتحي وزير السياحة والآثار، الكشف بالإضافة النوعية في محافظة أسوان، والذي يعكس تنوع وثراء الحضارة المصرية القديمة عبر العصور.
كما يؤكد أهمية التعاون العلمي الدولي في دعم جهود الاكتشافات الأثرية حيث إن المقابر المكتشفة تفتح آفاقًا جديدة لفهم طبيعة المجتمع المحلي في أسوان خلال العصرين البطلمي والروماني، وتُبرز المكانة التاريخية للمنطقة كأحد المراكز الحضارية المهمة في جنوب مصر.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الكشف بعد دليلًا واضحًا على استمرار الاستخدام الجنائزي للمنطقة من قبل مختلف الطبقات الاجتماعية، بدءًا من النخبة التي دُفنت في المقابر العلوية على الهضبة، ووصولًا إلى الطبقة المتوسطة التي استقرت في سفوح الجبانة. كما أن النقوش واللقى المكتشفة ستوفر مادة علمية غنية للباحثين في مجال علم المصريات، خصوصًا في ما يتعلق بالتقاليد الجنائزية والرمزية الدينية خلال الفترات المتأخرة من الحضارة المصرية.
وأضاف أن المومياوات المكتشفة داخل هذه المقابر، والتي تشمل عددًا من الأطفال، سيتم إخضاعها لفحوصات بالأشعة المقطعية والتحاليل البيولوجية خلال موسم الخريف المقبل، مما سيسهم في فهم أدق لهوية هؤلاء الأفراد وظروف حياتهم وأسباب وفاتهم.
وأشار محمد عبد البديع رئيس قطاع الأثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أنه على الهضبة الواقعة في أعلى التل، توجد مقابر ضخمة تحت الأرض تعود للعصر البطلمي خُصصت لعائلات النخبة الثرية، وقد أُعيد استخدامها خلال العصر الروماني.
كما كشفت البعثة في مواسم سابقة عددًا من المصاطب الجنائزية والمقابر المنحوتة في صخور جبال سيدي عثمان، بالمنطقة والتي تكشف عن نمط معماري متميز يعكس تفاعل الإنسان مع التضاريس الطبيعية للموقع.
جاء هذا الاكتشاف ضمن أعمال البعثة الأثرية بالموقع هذا العام والتي تعمل به منذ عام 2019، برئاسة الدكتورة باتريتسيا بياشنتيني، أستاذ علم المصريات بجامعة ميلانو، والأستاذ فهمي الأمين مدير عام آثار أسوان.
وتُعد هذه الاكتشافات المتتالية في جبانة بمنطقة ضريح الآغاخان دليلًا ملموسًا على الأهمية الأثرية للمنطقة، وإحدى ركائز المشهد الأثري في أسوان.
WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.55 PM (1) WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.55 PM WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.56 PM (1) WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.56 PM (2) WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.56 PM (3) WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.56 PM