• حيث يكون الموت أفضل من الحياة، يموت كل يوم، ألف مرة، أكثر من مليوني إنسان، يئسوا تماماً من نجدة إخوتهم العرب، ويتعلقون كل يوم بالأمل، عسى يطل من ما وراء التوقع، فكل الاحتمالات الممكنة أغلقت أبوابها في وجوههم، مع انفتاح كل أبواب الموت، القادم من آلة الحرب الأمريكية الصهيونية، بكل أنواع الأسلحة الحديثة، وبأبشع أنواعها المحرمة.
• وبعيداً عن شعب غزة المحاصر، تحاصر كافة أنظمة العالم شعوبَها، التي تحركت فيها الإنسانية بأكمل صورها، مقابل تحرك أنظمة القتل بكل قواتها، لدعم القتل والدمار، الموجه ضد شعب أعزل، لم يقترف ذنباً، سوى أن عمل بعض أبنائه الأحرار الواجبَ، في سبيل التحرر من هيمنة المحتل الغاصب، وعنجهيته، حينما صار الكفاح في سبيل الحرية أمراً لا بد منه، مع تصاعد عمليات القتل والاجتياح والاعتقال ومصادرة الحريات، التي كثف منها العدو الهمجي.
• الأنظمة الإرهابية تكاتفت وتآزرت لقتل الشعب الفلسطيني وتهجيره، بينما الأنظمة المعنية بالدفاع عن قضية الأمة انكفأت عن أداء واجبها، خشية من أساطيل وجبروت القوة الأمريكية، وانسياقاً خلف اتفاقيات التطبيع، وانجرافاً مع تيار (الإبراهيمية) المزعوم.
• الكل أدار وجهه لأنات وصراخ شعب، يُضرب كل يوم بأعتى الأسلحة، على مرأى العالم ومسمعه.. ليس إلا الشعوب التي أحست بآلام ومعاناة شعب غزة، لكنها مطوقة بأنظمة لا تذعن إليها إذعانها للإملاءات الأمريكية، رغم يقينها بأن مصيرها رهن صمتها.
• أطفالٌ ولدوا مع هذه الحرب، وقُتِلوا أثناءها، وأطفالٌ لم يحن بعد التحاقهم بالمدرسة دفنوا تحت الأنقاض، أو احترقوا بلهيب الفوسفور الأبيض ودخانه، وأطفالٌ تحولت مدارسهم إلى ملاجئ، لاحقتهم صواريخ وقنابل العدو، فحولتهم إلى أشلاء، اختلط بعضها بخرسانة المدارس المدمرة.
• أطفالٌ ونساءٌ وشيوخ وعجائز، طالتهم أسلحة الإرهاب الصهيوني حتى في المستشفيات، وجرحى كانوا يتلقون العلاج انسحقت أجسادهم تحت ركام المشافي المدمرة، واختلطت بأشلاء ممرضيهم وأطبائهم.
• كل يوم، وكل ساعة، يطل عليهم الموت، بطائرات لا تعرف الرحمة، ولا تفرق بين صغير وكبير، ونازحون في المساجد والكنائس لم يستثنهم العدوان في أماكن العبادة.
• كل يوم يتعلق الباقون من أطفال غزة بأمهاتهم وآبائهم طلباً للماء والغذاء، فيحصلون على تنهيدات ودمع والديهم، حتى نسي البكاءُ مغادرة أجفانهم، وهم يصحون على القصف وينامون عليه، بانتظار دورهم في المغادرة أشلاءً أو محترقين أو مدفونين أحياءً تحت ركام المباني.
• كل يوم نتجرع نحن أخبار الحرب الإرهابية الوحشية، وهي تطل علينا بأبشع مناظر القتل الجماعي المنظم، ولا نحرك ساكناً لإنقاذهم، نألم لآلامهم، ونقتل كل يوم ألف مرة ألماً لهم وحزناً عليهم، لكننا كشعوب ليس بإمكاننا إلا التظاهر والكتابة والمقاطعة، وبذل أنفسنا للجهاد في سبيل الله ومستضعفي غزة، والتبرع بالممكن، رغم إقفال المعابر، وبانتظار انتهاء هذه المأساة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصراع البشري.
• فمتى يا عرب سيرتفع لكم رأس، وأنتم تطأطئونها اليوم لجبروت الإرهاب الأمريكي الصهيوني، الذي يقتل الأطفال بدعوى محاربة الإرهاب، ثم يطل علينا أحد وزراء العدو الإرهابي، ليهدد بالقنبلة النووية؟!! فهل خلق أبناءُ غزة فقط ليُقتَلوا ؟!!
• فوالله إن الموت أفضل من حياة كهذه، وإن القتل في ميادين المواجهة أشرف من الموت كل يوم غبناً وحزناً..
• الموت الجاثم اليوم على غزة، ما هو إلا نموذج للقادم على العرب، ولن يستثني أحداً، فقفوا قبل أن يستحيل الوقوف، وانصروا أهلكم في غزة قبل أن تُضربوا، فتنادوا، ثم لا تجدون لكم من نصير.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً
تجمد الطفلة «رهف أبوجزر».. وغرق خيام النازحين وتحذيرات من تفشى الأوبئة
الأونروا: تسونامى إنسانى يجتاح القطاع يفوق قدرة منظمات الإغاثة الدولية
فتح البرد فصلاً جديدًا من فصول الموت فى قطاع غزة المُحاصر، حيث تتكامل قسوة الطقس مع فصول الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطينى. ملايين الأرواح تُركت تحت رحمة البرد والجوع والخيام الممزقة، فى ظل عجز كامل للمنظمات الإنسانية عن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة.
فالأطفال لا يعرفون معنى اللعب، بل يعرفون فقط كيف يهربون من الغرق، وكيف يقفون على قطعة تراب صغيرة لئلا يبتل جسدهم أكثر. وتختل أجسادهم وتزهق أرواحهم بفعل الجوع والبرد فالموت هنا يتلون مع كل مرحلة من مراحل الإبادة الجماعية.
ارتقت الصغيرة «رهف أبوجزر» شهيدة متجمدة. بعد أن فقدت روحها ذات الـ8 شهور فى ليلة قاسية هى الثانية التى يعيشها قطاع غزة. وسط اغراق مياه الأمطار لمخيمات النزوح تزامنًا مع تأثر فلسطين بمنخفض جوى عميق يستمر حتى ساعات مساء اليوم الجمعة، فى ظل أجواء باردة ودرجات حرارة متدنية.
واكد شهود عيان أنّ خيمة عائلة الرضيعة تضررت بفعل المنخفض الجوى وقوية الرياح وغزارة الأمطار، ما أدى إلى انخفاض حاد فى درجة حرارتها وسط غياب وسائل التدفئة والرعاية الصحية.
وهذه ليست حالة الوفاة الأولى إذ ارتقى العشرات من الأطفال خلال فصل الشتاء الماضى نتيجة البرد القارس، وانعدام الرعاية الصحية اللازمة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلى.
سبق رهف الطفل زاهر ابو شامية الذى استشهد دهسا قرب الخط الأصفر شرق مدينة غزة بعدما أطلق الاحتلال النار عليه وتركه ينزف فقامت إحدى الدبابات. بداية والمرور عليه ومنع إنقاذه فيما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال فى عدة مناطق.
كما رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلى السماح لطفل (5 سنوات) بالسفر من رام الله لتلقى علاجٍ منقذ للحياة من مرض السرطان فى مستشفى «تل هاشومير»، بحجة أن عنوانه مسجل فى غزة.
واوضحت منظمة «غيشا - مسلك» فى التماسها أن عائلة الطفل انتقلت إلى رام الله عام 2022 لتلقى العلاج الطبى، الذى أصبح غير فعال حاليا، بينما يحتاج الطفل بشكل عاجل إلى عملية زرع نخاع عظمى لا تتوفر فى الضفة المحتلة أو القطاع.
وقالت الارصاد الجوية الفلسطينية إن منخفض بايرن الجوى على فلسطين يشتد ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة، لذا يكون الجو باردًا وماطرا وعاصفا، وتسقط الأمطار على كافة المناطق وتكون غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحيانا.
وأظهرت مقاطع فيديو دخول مياه الأمطار إلى الخيام، بينما يُحاول النازحون إنقاذ ما تبقى من فراش وأغطية وحماية أطفالهم من الغرق والأجواء الباردة.
واشتكى النازحون فى عدة مناطق بالقطاع المنكوب من دخول المياه إلى أماكن نوم الأطفال والنساء والشيوخ فى الخيام، مؤكدين أن كل إجراءات الحماية فشلت أمام المنخفض الجوى والأمطار الغزيرة.
وحذر مدير عام صحة بغزة منير البرش من وفاة أطفال وكبار سن ومرضى جراء انخفاض درجات الحرارة داخل خيام النازحين التى غمرتها الأمطار.
وأوضح أن الرطوبة والمياه داخل الخيام تهيئ بيئة لانتشار أمراض الجهاز التنفسى بصفوف النازحين فيما يعجز المرضى عن الحصول على أى رعاية صحية.
وسجل الدفاع المدنى الفلسطينى غرق مخيمات بأكملها فى منطقة المواصى بخان يونس.
ومنطقة «البصة والبركة» فى دير البلح ومنطقة «السوق المركزى» فى النصيرات وفى منطقتى «اليرموك والميناء» فى مدينة غزة.
وتلقى منذ بدء المنخفض أكثر من 2500 إشارة استغاثة من نازحين تضررت خيامهم ومراكز إيوائهم فى جميع محافظات قطاع غزة.
واكد أن الفلسطينين بأطفالهم ونسائهم يغرقون الآن وتجرف الأمطار خيامهم رغم المناشدات والنداءات الإنسانية العديدة التى أطلقت لإنقاذهم قبل أن نرى هذه المشاهد المأساوية فى المخيمات.
وأعلن الدفاع المدنى الفلسطينى إجلاء نازحين من عشرات الخيام بعد غرقها الكامل، إثر الأمطار الغزيرة جنوبى القطاع، وحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية فى حال استمرار المنخفض الجوى الجديد مع عدم وجود مساكن مؤقتة تؤوى النازحين. مع استمرار انتهاك الاحتلال الإسرائيلى لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار مدير المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة، إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التى يعيشها النازحون فى مخيمات القطاع، مع تضرر أكثر من 22 ألف خيمة بشكل كامل جراء المنخفض، بما يشمل الشوادر ومواد العزل والبطانيات.
وأكد أن نحو مليون والنصف نازح يعيشون أوضاعًا قاسية داخل مخيمات الإيواء، بينما تقيم مئات آلاف العائلات داخل خيام مهترئة تضررت بفعل حرب الإبادة وبفعل العواصف الأخيرة.
وأوضح أن قطاع غزة بحاجة فورية إلى 300 ألف خيمة جديدة لتأمين الحد الأدنى من الإيواء، فى حين لم يدخل إلى القطاع سوى 20 ألف خيمة فقط منذ بدء الأزمة.
وشددت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، على أن هطول الأمطار فى القطاع يحمل مصاعب جديدة ويفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلا ويجعلها أكثر خطورة.
وأشارت «أونروا» فى تصريحات صحفية إلى أن البرد والاكتظاظ وانعدام النظافة فى القطاع تزيد خطر الإصابة بالأمراض والعدوى.
وأكد المستشار الإعلامى لوكالة «أونروا» عدنان أبو حسنة: أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة، واصفًا ما يجرى بأنه «تسونامى إنسانى» يفوق قدرات الوكالة والمنظمات الإغاثية، فى ظل منع الاحتلال إدخال المستلزمات العاجلة رغم النقص الحاد فى الإمدادات منذ وقف إطلاق النار.
وسلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على انتقادات وكالات الإغاثة الدولية لاستمرار فرض الاحتلال الإسرائيلى قيودا مشددة على شحنات المساعدات إلى قطاع غزة رغم مضى شهرين على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وأبرزت صحيفة الجارديان البريطانية أن وكالات الإغاثة الدولية لا تزال تنتقد القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات رغم مرور شهرين على إعلان وقف إطلاق النار. وذكرت الصحيفة أنه تم إدخال أكثر من 9000 طفل إلى المستشفيات فى أكتوبر الماضى فقط بسبب سوء التغذية الحاد.
وقالت تيس إنجرام، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): «فى مستشفيات غزة، التقيت بالعديد من الأطفال حديثى الولادة الذين كان وزنهم أقل من كيلوجرام واحد، وكانت صدورهم الصغيرة تنتفخ بسبب الجهد المبذول للبقاء على قيد الحياة».