حرب صامتة تجري في الضفة الغربية تصل حتى الكهوف
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
تعيش الضفة الغربية المحتلة حالة من التصعيد المستمر منذ أكثر من عامين، لكنه تعمق وتكثف بشكل كبير منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
ويقول مراسلنا في رام الله أن الجيش الإسرائيلي شدد من إجراءاته ومداهماته للمدن للفلسطينية بالضفة التي باتت محاصرة ومعزولة عن بعضها البعض.
ويقول الفلسطينيون إن ما يجري في الضفة الغربية حرب صامتة، في ظل خيمة الحرب في قطاع غزة وانشغال الصحافة والسياسيين بما يجري هناك.
وتتكثف هذه الحرب كل يوم بعشرات الاعتقالات، حيث تم مؤخرا اعتقال 28 فلسطينيا ليرتفع عدد من اعتقلهم الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب على غزة إلى ما يزيد على 2400 فلسطيني، بحسب ما يفيد نادي الأسير الفلسطيني، وهذه أكبر حملة اعتقالات تشنها إسرائيل في الضفة منذ سنوات طويلة.
وقتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين شمالي الضفة الغربية، الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، مما يرفع الحصيلة إلى نحو 185 فلسطينيا قتلهم الجيش في مدن الضفة ومخيماتها منذ 7 أكتوبر الماضي.
وبالتوازي، ينفذ المستوطنون المتطرفون هجمات على الفلسطينين الذين هاجموا، وهم يرتدون ملابس عسكرية، مدرسة في "مسافر يطا" جنوبي الخليل، وهو تجمع يعيش سكانه في الكهوف. وعاث المستوطنون فيها خرابا.
ويتعرض سكان هذا التجمع باتنظام لاعتداءات من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
تحذيرات أميركية وإسرائيلية
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت في الأيام الأخيرة أن الضفة الغربية على وشك انفجار كبير.
وفي السياق ذاته، حذرت تقارير أميركية من خطر اشتعال جبهة صراع ثانية ضد إسرائيل في الضفة الغربية بسبب ارتفاع وتيرة حملات الدهم وهجمات الجنود والمستوطنين.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن حالة التوتر في الضفة تزايدت بشدة عما كانت عليه قبل هجوم حماس على مناطق غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وَأضافت أن مسلسل اعتداءات للمستوطنين لم يعرف توقفا، وأصبح هذا هو المشهد السائد في الضفة الغربية منذ 7أكتوبر.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات رام الله بالضفة الضفة الغربية قطاع غزة الحرب على غزة إسرائيل الجيش الإسرائيلي المستوطنون الخليل حماس غلاف غزة أخبار فلسطين أخبار إسرائيل الضفة الغربية الجيش الإسرائيلي حرب غزة رام الله بالضفة الضفة الغربية قطاع غزة الحرب على غزة إسرائيل الجيش الإسرائيلي المستوطنون الخليل حماس غلاف غزة أخبار فلسطين الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
"ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي
مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وارتفاع أعداد القتلى، تتزايد الأصوات المعارضة داخل الجيش الإسرائيلي لا سيما بين جنود وضباط الاحتياط. وقد خرج بعضهم عن صمته علنًا، في انتقاد غير مسبوق للحكومة وقراراتها التي يصفونها بأنها غير أخلاقية وتحمل دوافع سياسية. اعلان
ومن بين هؤلاء يوڤال بن آري، جندي احتياط خدم في جولتين داخل القطاع، الأولى في الشمال والثانية في الجنوب، وقد أعلن عبر مقابلة مع شبكة NBC أنه يرفض المشاركة في ما وصفه بـ"جرائم حرب"، مشددًا على أن "الموقف الوطني الحقيقي هو أن تقول لا".
كما عبّر عن شعوره بالخجل والذنب حيال معاناة المدنيين في غزة، قائلاً: "أناشد الحكومة الإسرائيلية وقف تجويع مليوني إنسان".
بن آري، الذي أعيد تجنيده في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 رغم إصابته السابقة في ساقه، أشار إلى أن صدمته من حجم الدمار الذي شاهده خلال المهمة الأولى دفعته لاحقًا إلى طلب إعفائه من المهمة بعد أسبوع واحد فقط على انتشار جديد جنوب القطاع في آذار/مارس. وقد كتب عبر وسائل التواصل: "لن أرتدي هذا الزي العسكري ما دامت هذه الحكومة في السلطة".
ورغم تلقيه دعمًا من بعض أفراد عائلته وأصدقاء مقرّبين، فقد واجه بن آري أيضًا اتهامات بـ"الخيانة" و"التخلي عن الرهائن"، وهي اتهامات قال إنه كان يتوقعها. ودوّن تجربته لاحقًا في مقال بصحيفة "هآرتس" دون الإفصاح عن هويته.
تصاعد المعارضة داخل المؤسسة العسكريةلم يكن موقف بن آري معزولًا عن موجة اعتراض آخذة في الاتساع، فمع انطلاق عملية "عربات جدعون" مطلع الشهر الجاري، تصاعد زخم الرافضين داخل الجيش الإسرائيلي.
ووفق منظمة "ريستارت إسرائيل"، التي ترصد الاعتراض على سياسات الحكومة، فقد وقّع أكثر من 12 ألف جندي حالي وسابق على رسائل احتجاج منذ انهيار الهدنة في آذار/مارس، دعوا فيها إلى وقف الحرب، وأعلنوا رفضهم أداء أي مهام قتالية مستقبلية في حال استمرارها.
وفي هذا السياق، برز موقف الطيار المتقاعد غاي بوران (69 عامًا) في مقابلة مع شبكة NBC، والذي عبّر عن رفضه العلني لما يجري، مؤكدًا من تل أبيب أن الاعتراض لا يأتي من منطلق التعب بل لأن "هذه الحرب غير شرعية".
وكان بوران من أوائل من بادروا إلى صياغة رسالة احتجاج وقّع عليها نحو 1200 من الطيارين الحاليين والسابقين. واعتبر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "غارق في مشاكل قانونية خطيرة"، في إشارة إلى محاكمته في قضايا فساد.
ورأى بوران أن الحرب تُدار خدمةً لمصالح الشركاء اليمينيين في الائتلاف الحاكم، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين هددا بإسقاط الحكومة في حال التوصل إلى هدنة مع حماس، كما دعا كلاهما إلى "إبادة كاملة" للحركة، واحتلال غزة مجددًا وإعادة توطينها. وعلّق بوران قائلًا: "إسرائيل أصبحت رهينة لهذا الابتزاز السياسي".
حرب "غير إنسانية"اعتراضات أخرى برزت من داخل صفوف ضباط الاحتياط. أحدهم، برتبة رائد، أعرب عن قلقه من تصريحات بعض الوزراء بشأن استخدام التجويع كأداة ضغط، قائلاً: "هذه لم تعد حكومة أخلاقية... على الجيش أن يضع حدًا لهذا الجنون".
وعلى الرغم من أن القانون الإسرائيلي يمنع فصل الموظفين دون مبرر قانوني، أفادت تقارير بأن الجيش قام فعلًا بفصل أو تهديد عدد من الجنود الموقّعين على رسائل الرفض.
في المقابل، اكتفى الجيش الإسرائيلي بإصدار بيان مقتضب قال فيه إن "الجنود الاحتياطيين الذين يتركون عائلاتهم ووظائفهم للدفاع عن البلاد هم ركيزة أساسية في قوة الجيش"، من دون أن يتطرق إلى الانتقادات أو الخلفيات السياسية المرتبطة باستمرار الحرب.
Relatedمظاهرات في تل أبيب تطالب بعودة الرهائن وبإنهاء الحرب في غزةإسرائيل تتهم ماكرون بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية" بعد انتقاده الحرب على غزةغزة: جوع وطوابير ولا حل في الأفق.. الآلاف يتجمعون أمام مركز جديد للمساعدات في رفحوفي ختام تصريحاته، قال بوران إن الصراع الجاري لم يعد سوى "حرب انتقام"، محذرًا من غياب الحلول الواقعية: "حتى الجيش يقول إن هذا ليس حلًا طويل الأمد. إذا احتلّ غزة، فعليه أن يطعم سكانها، ويعالجهم، ويوفر لهم التعليم والبنية التحتية. من سيتولى ذلك؟".
أما بن آري، فاختصر موقفه بالقول: "لا يمكن تهجير مليوني إنسان من ديارهم بهذه البساطة... هذا فعل غير إنساني".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة