الجزيرة:
2025-07-28@00:19:57 GMT

ماذا يعني تجنيد إسرائيل لمرضى نفسيين في جيشها؟

تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT

ماذا يعني تجنيد إسرائيل لمرضى نفسيين في جيشها؟

أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الجيش توجّه لجنود يعانون من اضطرابات نفسية للمشاركة في العمليات القتالية في قطاع غزة. في كتابها الصادر عام 2012، بعنوان: "كأنه كان جرحًا مستترًا"، تشير الباحثة الإسرائيلية عيريت كينان إلى أنّ الاعتراف بالاضطرابات النفسية وصدمة الحرب في صفوف الجنود بدأ يظهر بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأوّل 1973.

وبدأ المجتمع الإسرائيلي والجيش يتعامل بشكل جادّ من الاضطرابات النفسية للجنود كأنها إصابات يطلق على من يعانيها بالجرحى، كما الجنود الذين يتعرّضون لإصابات جسديّة بمراحل مختلفة.

تأسّست في إسرائيل هيئات مدنية وحكومية وعسكرية تعالج الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية وحالة صدمة، وما بعد الصدمة، والأخيرة تم الاعتراف بها مؤخرًا في أدبيات الجيش الإسرائيلي العلاجية، واعتبرت حالة ما بعد الصدمة جرحًا نفسيًا يرافق الجنود الإسرائيليين، ويؤثر على حياتهم العملية والشخصية. وأصبح التصنيف النفسي للأفراد عاملًا في الإعفاء من الخدمة العسكرية، أو الاستمرار بها، أو الالتحاق بصفوف الاحتياط في الجيش الإسرائيليّ.

هذه المقدّمة هامة لفهم المعلومة التي بدأنا بها المقال، والتي تتحدّث عن توجّه الجيش لجنود يعانون من اضطرابات نفسية للمشاركة في الخدمة العسكرية، وهو يدلّ على حالة الأزمة التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي في مسألة تجنيد جنود للعمليات العسكرية في قطاع غزة وجبهات أخرى.

إعلان

في هذا الصدد، هنالك حاجة لمقال منفرد لتحليل أسباب الاضطرابات النفسية لدى الجنود، هل هي نابعة من قتل المدنيين الفلسطينيين والأطفال خاصة، أم بسبب موت رفاقهم في الوحدات العسكرية، أم حالة الخوف التي تعتريهم؛ بسبب العمليات العسكرية في قطاع غزة؟، هذا سؤال يحتاج للكثير من التمحيص والتحليل، وهو ليس سياق هذا المقال.

جهود الجيش لتجنيد جنود في الخدمة العسكرية في خضم العدوان على غزة، دفعه ذلك إلى اتخاذ قرار بوضع شروط أصعب على التحرّر من الخدمة العسكرية؛ بسبب الحالات النفسية.

تفيد معطيات الجيش أن واحدًا من ستة جنود يتسرّبون من الخدمة العسكرية ولا يكملون خدمتهم الإلزامية لمدة ثلاث سنوات، 50% من أسباب ذلك تعود لمشاكل نفسية تظهر في الفحص الطبي الذي يجرَى للجنود، ففي العام 2023 وصل عدد الجنود الذين تسرّبوا من الجيش بسبب مشاكل نفسية إلى حوالي 16.5%.

لم يلتفت الجيش لهذه الظاهرة في السابق، وكان متساهلًا مع التصنيف الطبي العسكري حول المشاكل النفسية التي تسمح للجنود بعدم إكمال الخدمة العسكرية.

ولكن بسبب الحرب على غزة والنقص الحاد في الجنود، قرَّر الجيش وضع قيود وشروط قاسية على التصنيف الطبي الذي يسمح للجنود بالإعفاء من الخدمة، كما توجّه لجنودٍ خدموا في الحرب على غزة ويعانون من مشاكل نفسية، للخدمة مرّة أخرى في الجيش.

تؤكد هذه الحالة حاجة الجيش للجنود بأي ثمنٍ، وفقط بعد الضغط الاجتماعي على الجيش تراجع عن قراره بتجنيد الجنود ذوي الاضطرابات النفسية والذين خدموا قبل ذلك في الحرب، وكان الجيش يحضّر مسارات خاصة لتأهيلهم للعمل العسكري في غزة، ولكنه تراجع عن ذلك لأسباب عديدة، أهمها الضغط الشعبي عليه، وإظهاره بأنه يتخلّى عن تجنيد المتدينين اليهود (الحريديم)، وفي المقابل يزيد العبء على جنود خدموا في الحرب وصُنفوا كجنود ذوي اضطرابات نفسية، وهم يعتبرون كجنود جرحى، حسب التّصنيف الطبي العسكري.

إعلان

تكشف هذه القضيّة- على الرّغم من تراجع الجيش عنها- عن حاجة الجيش للجنود، فمعدّل التزام جنود الاحتياط يصل في بعض الوَحدات إلى 50%، والفرق العسكريّة الخمس الفاعلة في قطاع غزّة لا تعمل بكامل عديدها العسكريّ من الجنود، وهنالك عبء كبير بدأ يظهر في صفوف الجنود النظاميين الذين يتواجدون في الجبهات المختلفة.

ومن أجل عدم الكشف عن الأزمة المستفحلة في منظومة الاحتياط، يحاول الجيش إرسال أوامر استدعاء قليلة، مما يؤكد أن نسبة عدم الالتزام هي أكبر من النسبة المعلنة.

وتشير معطيات الجيش إلى أن 85% من قوات الاحتياط التزمت بالخدمة في العام 2024، وأدّى ذلك إلى ارتفاع 1500% في عدد الأيام التي خدم بها الجنود والضبّاط خلال العام الماضي، حيث وصل معدّل عدد الأيام للجنود إلى 136 يومًا، وللضبّاط إلى 168 يومًا.

يدرك الجيش معضلة قوّات الاحتياط، لذلك استدعى وحدات قليلة من منها في هذه المرحلة لاستبدال القوات النظامية في سوريا، ولبنان والضفة الغربية، والتي ستنتقل للقتال في قطاع غزّة.

التوجه لجنود ذوي اضطرابات نفسية، وتعقيد شروط التحرّر من الخدمة؛ بسبب مشاكل نفسية يكشفان عن جانب آخر من أزمة الجيش التي ظهرت في الحرب على غزة، وهي أزمة تتطور مع غياب الشرعيّة الاجتماعية عن العمليات العسكرية في غزة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخدمة العسکریة اضطرابات نفسیة العسکریة فی من الخدمة فی الحرب فی قطاع على غزة

إقرأ أيضاً:

الحكم بسجن 3 جنود إسرائيليين بسبب رفضهم القتال في غزة

أفادت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الأحد بأن محكمة عسكرية قضت بسجن 3 جنود من الكتيبة 931 في لواء ناحال بسبب رفضهم الدخول للقتال في غزة، رغم خدمتهم في عدة جولات سابقة منذ اندلاع حرب الإبادة على القطاع.

وبحسب التقرير الذي أوردته هيئة البث فقد حكم على 3 من الجنود بالسجن لفترات تراوحت بين أسبوع و12 يوما، في حين لم يُبت بعد في ملف جندي رابع في القضية نفسها، وأُقصي الأربعة من أي مهام قتالية مستقبلية.

وذكر التقرير بأن الجنود الأربعة قاتلوا داخل غزة لشهور، وخلال خدمتهم فقدوا عددا من زملائهم وتعرضوا لـ"مشاهد قاسية وتجارب مأساوية"، وفق ما نقل عن والدة أحدهم التي قالت إن "هذه الأمور ستبقى محفورة في أعماقهم".

وكانت محكمة عسكرية إسرائيلية قد قضت أيضا في 29 مايو/أيار الماضي بسجن جنديين آخرين من لواء ناحال لرفضهما المشاركة في الحرب على غزة.

كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية في الفترة ذاتها بأن العشرات من جنود الاحتياط في سلاح الطب وقعوا عريضة أعلنوا فيها أنهم لن يكونوا مستعدين للعودة للمشاركة في القتال بالقطاع.

وقالت إن جنود الاحتياط برتبة مقدم وما دون من بينهم أطباء ومسعفون، ومسعفون مقاتلون أشاروا إلى أن رفضهم للخدمة العسكرية سببه دعوات الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في غزة والدعوة إلى توطينها.

واعتبروا أن هذا الأمر يشكل انتهاكا للقانون الدولي وأن هذا هو العامل الرئيسي في رفضهم، إضافة لعدم إحراز تقدم نحو صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأوضح الموقعون على العريضة أنهم يرفضون الاستمرار في التطوع في قوات الاحتياط بسبب طول مدة الحرب التي قالوا إنها تجاوزت أي منطق، وبسبب الضرر الذي تسببه للمدنيين على الجانبين وللنسيج الاجتماعي الإسرائيلي.

وأضاف الموقعون أن التعرض المستمر لأحداث صادمة للغاية ومواقف تهدد الحياة يسبب أضرار ما بعد الصدمة، إلى جانب تدنيس الصورة الإنسانية.

إعلان 100 ألف معاق

من ناحية أخرى، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن بيانات شعبة إعادة التأهيل بوزارة الدفاع أظهرت وجود 100 ألف معاق من الجيش، بينهم مصابون بأمراض نفسية في كل حروب إسرائيل، أصيب أغلبهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإن مسؤولين يقولون إن القادم أسوأ.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن أعداد الجنود المصابين بأزمات نفسية ارتفعت بصورة كبيرة في الأشهر الماضية.

وقال الجيش إن أكثر من 10 آلاف جندي أصيبوا بأزمات نفسية منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويخضعون للعلاج.

وأضاف أن العام الماضي شهد ذروة الإصابات النفسية، بعدد يتجاوز 9 آلاف. كما كشفت البيانات أن أغلب المصابين بأزمات نفسية من الجنود العام الماضي تقل أعمارهم عن 30 عاما.

ويتوقع الجيش أن يشهد العام الجاري ارتفاعا في عدد الجنود المصابين بأزمات نفسية، مما يتطلب دعم الدولة.

يشار إلى أن إسرائيل ترتكب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وإضافة إلى الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الإبادة ما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • كاتبة إسرائيلية: تصاعد حاد في معدلات الانهيار بين جنود الجيش
  • الحكم بسجن 3 جنود إسرائيليين بسبب رفضهم القتال في غزة
  • تفاقم الأزمة النفسية ووقائع الانتحار بصفوف الجيش الإسرائيلي
  • بسبب أزمة نفسية.. تحقيقات موسعة في مصرع سيدة شنقًا بالعجوزة
  • أزمات نفسية وإعاقات في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • يديعوت أحرونوت: ارتفاع كبير للجنود المصابين بأزمات نفسية بسبب حرب غزة
  • الجيش الليبي يفتح باب القبول للدراسة العسكرية في الخارج
  • الجيش الإسرائيلي يعلق العمليات العسكرية في 3 مناطق بقطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تعليق الأعمال العسكرية بمناطق محددة في غزة
  • فيديو: الجيش الإسرائيلي يقتحم سفينة "حنظلة" المتجهة إلى غزة