الجزيرة:
2025-12-12@08:20:31 GMT

ماذا يعني تجنيد إسرائيل لمرضى نفسيين في جيشها؟

تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT

ماذا يعني تجنيد إسرائيل لمرضى نفسيين في جيشها؟

أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الجيش توجّه لجنود يعانون من اضطرابات نفسية للمشاركة في العمليات القتالية في قطاع غزة. في كتابها الصادر عام 2012، بعنوان: "كأنه كان جرحًا مستترًا"، تشير الباحثة الإسرائيلية عيريت كينان إلى أنّ الاعتراف بالاضطرابات النفسية وصدمة الحرب في صفوف الجنود بدأ يظهر بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأوّل 1973.

وبدأ المجتمع الإسرائيلي والجيش يتعامل بشكل جادّ من الاضطرابات النفسية للجنود كأنها إصابات يطلق على من يعانيها بالجرحى، كما الجنود الذين يتعرّضون لإصابات جسديّة بمراحل مختلفة.

تأسّست في إسرائيل هيئات مدنية وحكومية وعسكرية تعالج الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية وحالة صدمة، وما بعد الصدمة، والأخيرة تم الاعتراف بها مؤخرًا في أدبيات الجيش الإسرائيلي العلاجية، واعتبرت حالة ما بعد الصدمة جرحًا نفسيًا يرافق الجنود الإسرائيليين، ويؤثر على حياتهم العملية والشخصية. وأصبح التصنيف النفسي للأفراد عاملًا في الإعفاء من الخدمة العسكرية، أو الاستمرار بها، أو الالتحاق بصفوف الاحتياط في الجيش الإسرائيليّ.

هذه المقدّمة هامة لفهم المعلومة التي بدأنا بها المقال، والتي تتحدّث عن توجّه الجيش لجنود يعانون من اضطرابات نفسية للمشاركة في الخدمة العسكرية، وهو يدلّ على حالة الأزمة التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي في مسألة تجنيد جنود للعمليات العسكرية في قطاع غزة وجبهات أخرى.

إعلان

في هذا الصدد، هنالك حاجة لمقال منفرد لتحليل أسباب الاضطرابات النفسية لدى الجنود، هل هي نابعة من قتل المدنيين الفلسطينيين والأطفال خاصة، أم بسبب موت رفاقهم في الوحدات العسكرية، أم حالة الخوف التي تعتريهم؛ بسبب العمليات العسكرية في قطاع غزة؟، هذا سؤال يحتاج للكثير من التمحيص والتحليل، وهو ليس سياق هذا المقال.

جهود الجيش لتجنيد جنود في الخدمة العسكرية في خضم العدوان على غزة، دفعه ذلك إلى اتخاذ قرار بوضع شروط أصعب على التحرّر من الخدمة العسكرية؛ بسبب الحالات النفسية.

تفيد معطيات الجيش أن واحدًا من ستة جنود يتسرّبون من الخدمة العسكرية ولا يكملون خدمتهم الإلزامية لمدة ثلاث سنوات، 50% من أسباب ذلك تعود لمشاكل نفسية تظهر في الفحص الطبي الذي يجرَى للجنود، ففي العام 2023 وصل عدد الجنود الذين تسرّبوا من الجيش بسبب مشاكل نفسية إلى حوالي 16.5%.

لم يلتفت الجيش لهذه الظاهرة في السابق، وكان متساهلًا مع التصنيف الطبي العسكري حول المشاكل النفسية التي تسمح للجنود بعدم إكمال الخدمة العسكرية.

ولكن بسبب الحرب على غزة والنقص الحاد في الجنود، قرَّر الجيش وضع قيود وشروط قاسية على التصنيف الطبي الذي يسمح للجنود بالإعفاء من الخدمة، كما توجّه لجنودٍ خدموا في الحرب على غزة ويعانون من مشاكل نفسية، للخدمة مرّة أخرى في الجيش.

تؤكد هذه الحالة حاجة الجيش للجنود بأي ثمنٍ، وفقط بعد الضغط الاجتماعي على الجيش تراجع عن قراره بتجنيد الجنود ذوي الاضطرابات النفسية والذين خدموا قبل ذلك في الحرب، وكان الجيش يحضّر مسارات خاصة لتأهيلهم للعمل العسكري في غزة، ولكنه تراجع عن ذلك لأسباب عديدة، أهمها الضغط الشعبي عليه، وإظهاره بأنه يتخلّى عن تجنيد المتدينين اليهود (الحريديم)، وفي المقابل يزيد العبء على جنود خدموا في الحرب وصُنفوا كجنود ذوي اضطرابات نفسية، وهم يعتبرون كجنود جرحى، حسب التّصنيف الطبي العسكري.

إعلان

تكشف هذه القضيّة- على الرّغم من تراجع الجيش عنها- عن حاجة الجيش للجنود، فمعدّل التزام جنود الاحتياط يصل في بعض الوَحدات إلى 50%، والفرق العسكريّة الخمس الفاعلة في قطاع غزّة لا تعمل بكامل عديدها العسكريّ من الجنود، وهنالك عبء كبير بدأ يظهر في صفوف الجنود النظاميين الذين يتواجدون في الجبهات المختلفة.

ومن أجل عدم الكشف عن الأزمة المستفحلة في منظومة الاحتياط، يحاول الجيش إرسال أوامر استدعاء قليلة، مما يؤكد أن نسبة عدم الالتزام هي أكبر من النسبة المعلنة.

وتشير معطيات الجيش إلى أن 85% من قوات الاحتياط التزمت بالخدمة في العام 2024، وأدّى ذلك إلى ارتفاع 1500% في عدد الأيام التي خدم بها الجنود والضبّاط خلال العام الماضي، حيث وصل معدّل عدد الأيام للجنود إلى 136 يومًا، وللضبّاط إلى 168 يومًا.

يدرك الجيش معضلة قوّات الاحتياط، لذلك استدعى وحدات قليلة من منها في هذه المرحلة لاستبدال القوات النظامية في سوريا، ولبنان والضفة الغربية، والتي ستنتقل للقتال في قطاع غزّة.

التوجه لجنود ذوي اضطرابات نفسية، وتعقيد شروط التحرّر من الخدمة؛ بسبب مشاكل نفسية يكشفان عن جانب آخر من أزمة الجيش التي ظهرت في الحرب على غزة، وهي أزمة تتطور مع غياب الشرعيّة الاجتماعية عن العمليات العسكرية في غزة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخدمة العسکریة اضطرابات نفسیة العسکریة فی من الخدمة فی الحرب فی قطاع على غزة

إقرأ أيضاً:

بسبب الطقس السيئ.. إسرائيل تفقد الاتصال بـ 4 أشخاص

فقدت دولة الإحتلال، إسرائيل، الإتصال ب4 أشخاص أبحروا من إسدود، و أكدت وسائل إعلام عبرية أن سلاح الجو ووزارة الخارجية وهيئة الملاحة الإسرائيلية تجري عمليات بحث مكثفة عنهم.

روسيا تمضي قدماً في إنتاج سلسلة من لقاحات السرطاننتنياهو يواصل الدفاع عن لجنة "إخفاقات السابع من أكتوبر" رغم تشكيك المعارضة في نزاهتهافقد الاتصال بسبب الطقس 
 

و أبحر الأربعة وفُقد الاتصال بهم في منطقة يسودها طقس قاسٍ يزيد من الخطر على حياتهم، حيث تشير خرائط الرياح والأمواج إلى بحر هائج بشكل خاص: أمواج عالية، رياح قوية، وأمطار غزيرة.



 

و بحسب صحيفة "معاريف"، هناك قلق بالغ على حياة أربعة إسرائيليين اختفوا مساء أمس الثلاثاء، وهم في طريقهم إلى قبرص. 



 

وبسبب فقدان الاتصال، فإن البحث عنهم يتم بصريا فقط، حيث لا يكاد يكون للسفينة أي بصمة رادارية، فيما تجري عمليات البحث في مجال سيطرة مركز تنسيق الإنقاذ في لارنكا (RCC Larnaca) بقبرص وليس من قبل سلطات الرقابة الإسرائيلية.


 

وتقول مصادر في قبرص إن إسرائيل جندت للبحث وحدة الكوماندوز البحري "شايطت 13"، وحوّل خفر السواحل اليوناني سفنا من بحر إيجة للمساعدة في العملية. وقال متحدث قبرصي: "إنه سباق ضد الطقس - كل ساعة مهمة"، داعياً السفن إلى تجنب المنطقة


 

وأوضحت "معاريف" أن اليخت، الذي غادر ميناء أشدود في الأول من أمس، فقد الاتصال به مساء أمس وهو في طريقه إلى اليونان، بعد أن شوهد آخر مرة جنوب قبرص. وأفاد سلاح الجو، وهيئة الملاحة الإسرائيلية، ووزارة الخارجية بأنها تشارك معا في جهود البحث.


 

ووفق التقارير من قبرص، تجري حاليا عملية بحث وإنقاذ متعددة الجنسيات، تشمل قبرص وإسرائيل واليونان، في شرق البحر الأبيض المتوسط بعد اختفاء السفينة خلال عاصفة "بايرون".

هذا ولم يرسل اليخت إشارة استغاثة ولم يترك أي علامة، على الرغم من عمليات المسح الواسعة التي بدأت فور تدهور الأحوال الجوية.


 

طباعة شارك دولة الإحتلال إسدود أربعة إسرائيليين قبرص الأحوال الجوية

مقالات مشابهة

  • غضب بمصر وإيران بسبب مباراة الفخر في كأس العالم.. ماذا نعلم؟
  • زحمة خانقة على طريق نفق المطار باتجاه صيدا بسبب حادث سير
  • بنك إسرائيل: قانون تجنيد الحريديم لن يوفر عدداً كافياً من الجنود
  • اليونيفيل: جنودنا تعرضوا لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي على طول الخط الأزرق
  • المستشارة القضائية الإسرائيلية: مشروع قانون تجنيد الحريديم قد يقلل الدافعية للخدمة العسكرية
  • سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني
  • بسبب الطقس السيئ.. إسرائيل تفقد الاتصال بـ 4 أشخاص
  • نجيب ساويرس ينفي صحة تقارير حول زيارته إسرائيل.. ماذا قال؟
  • إسرائيل تستعد لاتخاذ خطوات رسمية بعد هتافات داعمة لغزة في العروض العسكرية السورية
  • وضعت يدي على فمي بسبب الكاميرات.. ماذا دار بين محمد شريف وحلمي طولان؟