بعد «السبع العجاف».. باريس يعود «كامل الأوصاف»!
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
أخيراً، وبعد انتظار طويل ومحاولات كثيرة، نجح باريس سان جيرمان في الفوز بدوري أبطال أوروبا، بصورة رائعة تفوق خيال أي مشجع «باريسي»، إذ اكتسح «العريق» إنتر ميلان في نهائي «الشامبيونزليج» بـ «خماسية تاريخية»، في موسم شهد تحقيقه «الثلاثية العالمية»، ليلحق بالكبار، برشلونة ومانشستر سيتي وبايرن ميوينخ، في تلك القائمة الخاصة، وجمع «سان جيرمان» هذا الموسم ألقاب «ليج ون» وكأس فرنسا ثم دوري أبطال أوروبا، وبينها السوبر الفرنسي أيضاً، ليُنهي «الأمراء» السنوات الـ 7 «العجاف»، ويكتب التاريخ الأوروبي بمجد «كامل الأوصاف».
«المشروع الباريسي» المتلهّف للمجد الأوروبي، بدأ بصورة حقيقية و«شرسة» قبل 7 سنوات، منذ اللحظة التي تلت «الريمونتادا التاريخية» التي ضربت «الأمراء» على يد برشلونة في دور الـ 16 من «الشامبيونزليج 2016-2017»، فبعد التفوق ذهاباً 4-0، لم يتوقع أحد على الإطلاق أن يعود «بارسا MSN» بالفوز 6-1، والطريف أن لويس إنريكي صاحب «الريمونتادا» كان السبب في التحوّل الكبير الذي غيّر توجهات «مشروع الأمراء»، ثم أصبح السبب الأول أيضاً في تحقيق الحلم الكبير حالياً.
إلا أن الفريق «الباريسي» عانى كثيراً طوال 7 سنوات عجاف ماضية، حيث توقف قطاره عند محطة دور الـ 16 في دوري الأبطال 4 مرات، على يد ريال مدريد مرتين ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ، على الترتيب، ثم أبعده مانشستر سيتي وبروسيا دورتموند من نصف النهائي في نُسختين، وكانت أقرب محاولاته لتحقيق الحلم الأوروبي في عام 2020، لكنه اكتفى بالوصافة بعد الخسارة أمام «البافاري» في النهائي، بهدف لاعبه السابق، كينجسلي كومان، وبعد بلوغه نصف النهائي في الموسم الماضي، عاد هذه المرة مصحّحاً الكثير من الأمور، ليصل إلى النهائي الثاني له، في آخر 5 سنوات، ويفوز به هذه المرة، بطريقة رائعة.
ومن أجل تحقيق هذا الحلم، أنفق باريس سان جيرمان ما يفوق 1.6 مليار يورو، منذ موسم 2017-2018 حتى الموسم الحالي، لشراء النجوم من كل مكان، أملاً في الوصول إلى خريطة الطريق نحو المجد الأوروبي، وشهدت نُسخة 2017-2018 قفزة واسعة وطفرة هائلة في حجم إنفاق إدارة باريس، إذ تضاعفت من 134 مليون يورو إلى 238، للمرة الأولى منذ تولى الإدارة القطرية قيادة المشروع الرياضي، وفي الموسم التالي مُباشرة، بلغ حجم الإنفاق 262 مليوناً، وبعد «فترة هُدنة» امتدت لبضع سنوات، انفجر الوضع بصورة غير مسبوقة، بعدما أنفق في الموسم الماضي، 2023-2024, 454.5 مليون يورو، أتبعه بـ 240 مليوناً في الموسم الحالي.
النجوم اللامعة في سماء الكرة الأوروبية، ظلوا الهدف الأول الذي دار حوله المشروع الباريسي، منذ بداية تلك الحقبة، لكنه لم يكن الأمر الصائب دائماً، لا سيما عندما انتزع نيمار من برشلونة، بعد «ريمونتادا الأبطال»، برقم قياسي بلغ 222 مليون يورو في 2017-2018، ومعه استعار مبابي بعُمر أقل من 19 عاماً، ليبدأ بناء مشروعه حولهما آنذاك، لكنه رغم السيطرة المحلية على كل بطولات فرنسا، إلا أن «الشامبيونزليج» بقيت مستعصية عليه.
ثم حصل على مبابي بانتقال كامل في الموسم التالي، بقيمة 180 مليوناً، ليكون ثاني أغلى انتقال في تاريخ كرة القدم بعد نيمار على الإطلاق، كما أتى بالحارس الأسطوري، بوفون، في صفقة انتقال حُر بنفس الموسم، 2018-2019، ثم كانت نُسخة 2021-2022 على موعد مع انتقال «تاريخي»، للساحر الأسطوري، ليونيل ميسي، في صفقة حُرة أيضاً، ليُكوّن «مثلثاً» هجومياً خارقاً، مكوناً من ميسي ومبابي ونيمار، بجانب انتقال حُر للحارس دوناروما والمدافع التاريخي سيرجيو راموس، ومعهم بنفس الطريقة الهولندي فينالدوم، بجانب اقتناص أشرف حكيمي من إنتر ميلان، لكن الأمور سارت في اتجاه سلبي، لدرجة أنه اكتفى بالفوز بلقب الدوري الفرنسي فقط في ذلك الموسم!
بعدها، أدركت إدارة باريس ضرورة تغيير رؤيتها حول اختيار «لاعبي المشروع»، ولهذا تعاقدت في 2022-2023 مع نجوم شابة موهوبة تجيد اللعب «مجموعة»، مثل فيتينيا ونونو مينديز وفابيان رويز، ثم تخلّت في الموسم التالي 2023-2024 عن «الكبار»، نيمار وميسي وراموس وفيراتي وإيكاردي ودراكسلر، مقابل التعاقد مع عثمان ديمبيلي وكولو مواني وبرادلي باركولا، ثم جاء رحيل مبابي مطلع هذا الموسم، بمثابة «القنبلة»، التي حرّرت الفريق فنياً وذهنياً، وفي المقابل أتت بالنجم الصغير الموهوب، ديزيري دوي ومعه المُقاتل كفاراتسخيليا، بجانب الشاب جواو نيفيز، لتحقق تلك الأسماء الشابة المتألقة الحلم الباريسي في الموسم الحالي التاريخي.
أخيراً، جاء التعاقد مع المدرب لويس إنريكي في الموسم الماضي، ليقود الفريق بفكر تكتيكي جماعي حقيقي، بعيداً عن الفردية والمهارات غير المتكاملة في بوتقة الفريق الواحد، ليكون الخامس في قائمة باريس التدريبية خلال تلك السنوات الـ 7، بداية من إيمري، مروراً بتوخيل وبوكيتينو، ثم جالتييه، وفي موسمه الأول نجح إنريكي في استعادة قبضة «الأمراء» على البطولات المحلية، بجانب وصوله إلى نصف نهائي دوري الأبطال، وبالطبع يُدرك الجميع ما حصده إنريكي في الموسم الحالي، بـ «ثلاثية تاريخية» وتتويج أوروبي خالد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال أوروبا الشامبيونزليج باريس سان جيرمان إنتر ميلان
إقرأ أيضاً:
إنريكي يرشح ديمبلي للفوز بالكرة الذهبية بعد تتويج باريس بدوري أبطال أوروبا
دعم لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان، عثمان ديمبيلي، نجم الفريق للفوز بجائزة الكرة الذهبية، بعد دوره البارز في تتويج النادي الفرنسي بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم لأول مرة في تاريخه.
لم يهز ديمبيلي الشباك في فوز باريس الكاسح على إنتر ميلان 5 / صفر في المباراة النهائية أمس السبت، لكنه صنع هدفين مع تمريرة حاسمة سبقت الهدف الثالث لسان جيرمان.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية، أن مهاجم برشلونة السابق سجل 33 هدفا في جميع المسابقات هذا الموسم منها 22 هدفا منذ بداية العام الجاري 2025، ليساعد الفريق الباريسي في الجمع بين ألقاب دوري الأبطال والدوري الفرنسي وكأس فرنسا.
قال إنريكي في مؤتمر صحفي "وسط حديث الكثيرين عن الكرة الذهبية، أرشح عثمان ديمبيلي للفوز بهذه الجائزة".
وأضاف المدرب الإسباني "لقد أثبت جدارة بفضل التزامه بالمهام الدفاعية، وكان قائدا متواضعا، ودافع بثبات وتماسك، ويستحق الجائزة بلا شك".
وتابع "لا أرشحه للجائزة بسبب أهدافه فقط بل لدوره في الضغط بشراسة على المنافسين، لقد قدم موسما رائعا، وكان استثنائيا في نهائي دوري الأبطال".
وسيكون ديمبيلي أمام فرصة جديدة لتعزيز حظوظه في المنافسة على الجائزة المرموقة عندما يشارك مع باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة.
ورغم أن الفريق الباريسي لن يحصل على راحة، لكن مدربه إنريكي يتطلع لتحقيق البطولة العالمية وإضافتها لألقاب دوري أبطال وروبا والدوري الفرنسي وكأس فرنسا، وكأس السوبر الفرنسي.
قال إنريكي "كأس العالم للأندية بطولة رائعة بصرف النظر عن توقيتها، ولكنها النسخة الأولى، وستكون لقبا مهما نأمل الفوز به".
واصل "تنافس أفضل أندية العالم في بطولة مجمعة كل أربعة أعوام تبقى أمرا مذهلا".
وأتم إنريكي تصريحاته "نريد التألق مجددا في نهاية الموسم، وسيكون هذا اللقب بمثابة حبة الكرز التي تزين الكعكة، وستكون لقبنا الخامس هذا الموسم حال الفوز به".