يوم اللطف العالمي.. رسالة لكل شعوب الأرض للتمسك بالأخلاق والإنسانية
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
في 13 نوفمبر من كل عام يحتفل العالم بيوم اللطف العالمي، إذ يهدف إلى إحياء روح التعاون ونشر السلام والمحبة في المجتمع، بالإضافة إلى تذكير الناس بالتمسك بالأخلاق والتعبير عن المشاعر الجيدة والإيجابية.
احتفال يوم اللطف العالمييوم اللطف العالمي، مناسبة دشنتها حركة اللطف العالمية لأول مرة عام 1998 في أستراليا، بهدف تسليط الضوء على الأعمال اللطيفة والخيرية، وتشجيع الناس على تبنيها لخلق عالمًا أفضل وأكثر راحة، وهي بمثابة رسالة لكل شعوب العالم للتمسك بالأخلاق الإنسانية وتبادل المشاعر الطيبة، مثل مساعدة الآخرين وزيارة المريض ونشر الابتسامة على وجوه الآخرين.
ويهدف يوم اللطف العالمي إلى تذكير الناس بالجانب الإيجابي للروح وتغيير العالم للأفضل، وهي مناسبة لتوحيد الجميع، بغض النظر عن الاختلافات السياسية والدينية والعرقية، كما تدعم الفكرة عشرات المنظمات في عدد من الدول.
يروج يوم اللطف العالمي لأهمية التعاطف مع بعضنا البعض ومع نفسك ومع العالم، ومساعدة الجميع على فهم أن اللطف هو ما يربطنا جميعًا، وفي بعض الدول تقدم العروض المسرحية والترفيهية مجانا، ويجرى توزيع الشوكولاتة والزهور على المارة في الشوارع.
وبحسب بحسب موقع «National Today»، فإنه يوجد حالياً أكثر من 29 دولة مشاركة في يوم اللطف العالمي، بهدف خلق عالم أكثر لطفاً من خلال إلهام الأفراد والدول نحو مزيد من اللطف، وفي عام 2020، أعطت منظمة الأمم المتحدة، إيماءة لليوم من خلال التغريد حول اليوم، ومشاركة الهاشتاج الخاص به.
رمز يوم اللطف العالمييرمز يوم اللطف العالمي، إلى قيام الإنسان بأعمال طيبة مربحة للجميع، خاصة في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم، فضلا عن فعل أشياء يمكن خلالها إظهار لطفه وإلهام الآخرين أيضًا، لاتباع السبيل نفسه، من بينها أن يتحلى بالصبر مع كبار السن.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
مكتبة الحجر: كيف تروي محمية الدبابية المصرية قصة مناخ الأرض ومستقبله؟
على بعد كيلومترات قليلة من كنوز الأقصر الفرعونية، حيث تقف المعابد والمسلات شاهدة على آلاف السنين من الحضارة البشرية، تقع مكتبة أقدم بكثير، لم تبنها أيدي البشر، بل نحتتها يد الزمن على مدار ملايين السنين. إنها "محمية الدبابية"، نافذة جيولوجية فريدة لا تروي قصة منطقة فحسب، بل تسرد فصلا حاسما من تاريخ كوكب الأرض بأكمله: قصة تغير مناخي كارثي حدث قبل 56 مليون سنة، ويحمل في طياته دروسا حيوية لمستقبلنا اليوم.
هذه المحمية، التي تبدو للوهلة الأولى مجرد تلال صخرية في قلب صعيد مصر، هي في الحقيقة أحد أهم المواقع الجيولوجية في العالم، حيث تقدم سجلا كاملا ومتصلا لواحدة من أكثر الفترات سخونة في تاريخ الأرض، وهي الفترة التي شهدت انقراضا جماعيا لمعظم الكائنات الحية بسبب ارتفاع حرارة الكوكب إلى أعلى معدلاتها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إتيكيت زيارات عيد الأضحى.. أمور ينبغي تجنبها في منازل الأهل والأصدقاءlist 2 of 2الحج خطوة بخطوة.. دليل مرئي مفصل للمناسك في مكة المكرمةend of list همزة الوصل الذهبية في تاريخ الأرضتكمن القيمة العلمية الاستثنائية للدبابية في طبقاتها الصخرية التي تكشف بوضوح تام عن فترة انتقالية حاسمة بين عصرين جيولوجيين: "الباليوسين" و"الإيوسين". وبحسب الخبراء، فإن هذا التتابع الجيولوجي الكامل غير موجود في أي مكان آخر على وجه الأرض. فبينما توجد صخور من كلا العصرين في مناطق متفرقة في العالم، إلا أن السجل بينهما دائما ما يكون منقطعا أو غير مكتمل. أما في الدبابية، فالتتابع متصل، مما يعني أن تاريخ الحياة وتغيراتها المناخية سجل هنا دون انقطاع.
إعلانلهذا السبب، اختار الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية محمية الدبابية لتكون "نقطة حدودية عالمية" (GSSP)، أو ما يعرف بـ"المسمار الذهبي". هذا يعني أن هذا الموقع هو المرجع العالمي الرسمي الذي يعرف الحد الفاصل بين هذين العصرين، ويأتي إليه العلماء من كل أنحاء العالم لدراسة هذا التحول الدراماتيكي.
مختبر طبيعي لتغير المناخيوضح الباحث المصري، الدكتور أحمد الجيلاني، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الدبابية توثق حدثا مناخيا بالغ الأهمية يعرف بـ"الحد الأقصى الحراري الباليوسيني-الإيوسيني" (PETM). يقول الجيلاني: "تشكل المحمية نافذة علمية استثنائية لفهم التغيرات المناخية، حيث توثق طبقاتها الصخرية ارتفاعا حادا في تركيزات الكربون الجوي، وانزياحات في النظم البيئية البحرية والبرية".
ويضيف أن أهمية الموقع تكمن في كونه "مختبرا طبيعيا لفك تشفير آليات التغير المناخي القديم". فالتشابه الكبير بين الظروف التي سادت خلال حدث PETM وبين تسارع الاحترار العالمي الذي نشهده اليوم، يجعل من الدبابية مرجعا حيويا لنمذجة سيناريوهات المستقبل المناخي وفهم تداعيات زيادة الكربون في الغلاف الجوي.
منتزه الدبابية الجيولوجيإدراكا لهذه القيمة المزدوجة، لم تعد النظرة إلى الدبابية تقتصر على كونها تراثا جيولوجيا يجب الحفاظ عليه، بل أصبحت منطلقا لرؤية مستقبلية طموحة تسعى سلطات محافظة الأقصر وجامعة الأقصر لتحقيقها. هذه الرؤية تتمثل في مشروع "منتزه الدبابية الجيولوجي"، الذي تهدف دراسته التفصيلية، التي أعدها الدكتور الجيلاني، إلى دمج الحفاظ على الطبيعة في التنمية المجتمعية المستدامة عبر ثلاثة محاور متكاملة:
الفندق البيئي (Eco-Lodge): إنشاء فندق يبئى بالكامل من الحجر الجيري المحلي، الذي يتمتع بخصائص عزل حراري طبيعية تقلل من استهلاك الطاقة، مع الاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية، ليكون نموذجا للعمارة الخضراء المتناغمة مع البيئة. مركز العلوم والفنون التراثية: إحياء المهارات التقليدية لأهالي المنطقة، مثل فن النحت على الحجر، والحرف اليدوية القائمة على سعف النخيل وأشجار الأثل والجميز، لربط المجتمع المحلي بالمشروع وخلق فرص اقتصادية. الملتقى الدولي السنوي للنحت: دعوة فنانين من مختلف أنحاء العالم لتحويل صخور المنطقة إلى منحوتات فنية ضخمة، تروي قصة التغير المناخي وتاريخ الأرض، مما يحول الدبابية إلى متحف فني مفتوح في قلب الصحراء. إعلان من الحكاية الجيولوجية إلى التنمية المستدامةيهدف هذا المشروع، كما يؤكد الدكتور رمضان عبد المعتمد، وكيل كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، إلى تعميق وعي الزائر بالبيئة الطبيعية والثقافية، وتقديم "رسالة تعليمية وتثقيفية" تتجاوز السياحة التقليدية. فالسائح هنا لا يأتي لمجرد المشاهدة، بل ليُعايش تجربة "الحكايات الجيولوجية" التي تربطه بتاريخ الكوكب وتلهمه تبني ممارسات صديقة للبيئة.
وهكذا، تتحول الدبابية من مجرد محمية صامتة إلى نموذج واعد للاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة، حيث تصبح الموارد الطبيعية المحلية أساسا لبناء مستقبل أخضر. إنها قصة موقع فريد يثبت أن الحفاظ على ماضي الأرض السحيق ليس ترفا أكاديميا، بل هو ضرورة حتمية لفهم حاضرنا، وبناء مستقبل أكثر استدامة ووعيا.