"خليهم يغرقوا في رمال غزة".. محمد دحلان يتحدث مستقبل الاحتلال وحكم فلسطين
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
أبوظبي- رويترز
يظهر اسم محمد دحلان المسؤول الأمني السابق في قطاع غزة كخيار مطروح لما بعد الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع والتي تهدف من خلالها إلى القضاء على حركة حماس. ويقول دحلان إن عدم وجود استراتيجية واضحة لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال يجعلان من الصعب عليه وعلى غيره إدارة غزة المدمرة.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز في إمارة أبوظبي يقطع القيادي السابق في السلطة الفلسطينية محمد دحلان سعيه إلى أي منصب ويقول "انا لا أبحث عن أي منصب ولم يعد لي أي صلة بأي عمل حكومي ولكنني سأستمر في دعم الشعب الفلسطيني والوقوف بجانب أهلنا بما تيسّر من علاقاتنا العربية. لا أريد أي مكانة أو موقع في المستقبل لكني أيضا لن أتوقف عن أداء واجبي وهذا واضح لا لبس فيه".
ويعزو دحلان غياب الرؤية لمستقبل غزة إلى غياب التصور عند كل من إسرائيل وأمريكا والمجتمع الدولي لما بعد الحرب، إذ دخلت إسرائيل الحرب من دون رسم استراتيجية لما بعد حرب غزة.
وقال "دخلت (إسرائيل) القطاع خليّها تدبّر نفسها، هي قوة احتلال وسيتعامل معها الشعب الفلسطيني على أنها قوة احتلال ولن يجدوا من يأتي لأخذ هذا الهم وتحمّل المسؤولية، والذي يريد الحرب فليتحمل مسؤولية نتائجها مش يدوّر (لا يفتش) على ضحايا ليعطيهم هذه المسؤولية".
ويشهد قطاع غزة قصفا ودمارا لم يسبق لهما مثيل جراء الهجوم الذي تشنه إسرائيل برا وبحرا وجوا عليه ردا على هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على بلدات إسرائيلية عبر الحدود في السابع من أكتوبر والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، وأسر حوالي 240.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 11 ألف شخص - كثير منهم نساء وأطفال - استُشهدوا منذ أن بدأت إسرائيل حربها على القطاع الساحلي الصغير الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
وفي رأي دحلان أن "الحرب ستنتهي إلى خراب على كل الأطراف، ومن يدخل في غزة لا يعرف أن يخرج، ما حدا عارف ما حدا عنده ضمانات".
ولا يرى دحلان نتائج عسكرية محققة للإسرائيلي على الأرض لغاية اليوم فهو "ينتصر على الأبرياء فقط، أطفال وشيوخ مثلما يفعل الآن وكأن الحرب المعلنة لإنجاز قتل المدنيين".
ويستخلص القيادي الذي شغل مناصب أمنية بارزة في السلطة الفلسطينية وكان خصما بارزا لحماس في الداخل بأن المشكلة ليست حماس ويقول إن "الموضوع أشمل من ذلك، الموضوع ليس حماس في غزة فقط" متسائلا "هل كانت حماس تشكل أزمة وحدها أم أن المشكلة كانت أنه لا يوجد حكومة إسرائيلية قابلة لفكرة السلام مع الشعب الفلسطيني؟"
وأضاف: "طيب اليوم المشكلة حماس غدا ماذا ستكون المشكلة؟ ولنفترض أن إسرائيل تخلّصت من حماس، هل تقبل بحل الدولتين وتعطي دولة ذات مصداقية فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل؟ الجواب من وجهة نظري لا، فليثبتوا عكس ذلك".
وكان دحلان قد اتخذ في السابق موقفا متشددا ضد حماس ووصف انتصارهم في الانتخابات بأنه "كارثة" لكنه يقول اليوم "أنا لست مناصرا لحماس وبيني وبينهم كثير من الخلافات الجوهرية والكبيرة لكن أن تبرر لنفسك رفع شعار الديمقراطية وتعذب وتقتل الأطفال لأنهم انتخبوا حماس زمان؟ هذا عار إسرائيلي".
ويعود دحلان إلى وثائق عام 1948 ليؤكد عقيدة التهجير والنزوح لدى إسرائيل ويقول "الوثائق التي يتم تسريبها سواء من الاستخبارات أو من الأحزاب أو من وزير المالية خلاصتها أنهم لا يريدون الشعب الفلسطيني في فلسطين، فكرة التهجير والتطهير العرقي وهذه فكرة أيدلوجية قائمة لدى الصهيونية وفي وثائق منذ 48 حتى الآن، لا يستطيعون أن يعيشوا من وجهة نظرهم في إسرائيل إلا إذا قتلوا كل الشعب الفلسطيني أو هجروه".
أما الشعب الفلسطيني فيراه دحلان ثابتا ولا يريد النزوح "ورغم كل القهر والاستغلال والأسلحة... فالشعب الفلسطيني ما زال بفقره وجوعه وبلا كهرباء وماء ودواء مثبتا في ركام بيوته".
ولا يعتقد القيادي السابق أن فكرة التهجير ستكون قابلة للتطبيق والتنفيذ سواء بالنزوح إلى سيناء أو الأردن قائلا "حتى لو نفذوها بقوة الدبابات وحملوا كل مواطن فلسطيني على دبابة وطلعوه على سينا هيلف (يدور) ويرجعلهم تاني من الجهة الأخرى، فنحن ليس لدينا وطن غير فلسطين، جربوا كل أنواع التعذيب والقتل الجماعي، ما يجري اليوم في غزة هي حرب عالمية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وإسرائيل على المواطنين في غزة ولن يفلحوا فيها".
ودحلان في بداية الستينات من العمر وهو قيادي تدرج في قيادة حركة فتح حتى أصبح عضوا في لجنتها المركزية قبل أن يصطدم مع الرئيس محمود عباس. وعمد دحلان إلى تشكيل تيار جديد أطلق عليه اسم (التيار الإصلاحي) للحركة وانضم إليه بعض من حركة فتح وخصوصا من قطاع غزة.
وكانت حركة فتح بقيادة الرئيس عباس تلاحق كل من تعتقد أنه انضم إلى حركة التيار الإصلاحي التابع لدحلان وتتخذ إجراءات بحقه.
ومن خلال علاقاته بدولة الإمارات العربية المتحدة والعمل كمستشار لديهم أصبح دحلان يعمل في الضفة الغربية من خلال دفع أموال وتحديدا في المخيمات الفلسطينية وفي القدس لإيجاد قاعدة له. وينظر البعض إلى دحلان على أن لديه طموحا بالعودة الى الأراضي الفلسطينية وأنه خليفة محتمل للرئيس عباس.
وفي التقييم الميداني للوضع يعتبر دحلان أنه ليس لدى إسرائيل أي إنجاز عسكري تعرضه على مجتمعها "فالحرب العسكرية بدأت وانتهت في 7 أكتوبر بفضيحة". وقال "ما بعد 7 أكتوبر هو عمل انتقامي من إسرائيل ومَن يدعمها، وكل ما يجري الآن وفي المستقبل القريب لن يكون لصالحها، وسيشكل فضيحة أخلاقية لكل من دعم إسرائيل في هذا الغلط، وهذا الدعم لإسرائيل بقتل المدنيين يورط الشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية لانه لا يوجد مخرج إلا السلام".
وعن مستقبل هذا الصراع يجزم دحلان أن الفلسطينيين لا يطلبون معركة نهائية مع الاحتلال لكن الحل هو "أن ينخلع الاحتلال من الضفة وغزة والقدس الشرقية .. نحن شعب لن يتنازل مهما كلف الامر".
ويعوّل المسؤول الفلسطيني السابق على الأجيال الفلسطينية القادمة في صنع الحلول ويقول للإسرائيليين "إذا بدهم نصيحة ما يغلبوا حالهم (لا يتعبوا انفسهم) مع الشعب الفلسطيني يا إما بيعطونا حل الدولتين يا إما الجيل القادم لن يقبل بحل الدولتين لأن هذا الجيل سيكون هو الجيل الذي قُصف ودُمر وشُتت في الضفة وغزة".
وطالب دحلان الذي يعد شخصية مثيرة للجدل ويُنظر إليه على أنه متعدد العلاقات على مستوى دولي "بوقف الحرب ثم الحديث الجدي ولمرة واحدة لفكرة حل الدولتين، الذين يديهم فكرة بأن تعميق الاحتلال في غزة سيجد له حل يكون واهما. والجيل الحالي في فلسطين إذا لم يجد أملا في الاستقلال والحرية وحياة كريمة سيكون أقسى بألف مرة مما شاهدناه سيكون أشرس".
ويخلص دحلان في تقييمه إلى أنه "إذا لم يعملوا على حل الدولتين خليهم يغرقوا في رمال غزة".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مشعل يتحدث حول تصور حماس لسلاح المقاومة وإدارة غزة
أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج- أن الحركة لديها مقاربتها الخاصة بشأن السلاح وتسعى لإقناع الإدارة الأميركية بها، وقال إن غزة قدمت ما عليها وآن لها أن تنهض وتتعافى.
وتطرق مشعل -الذي حل ضيفا على برنامج موازين ضمن حلقة (2025/12/10)- إلى العديد من النقاط والتفاصيل وخاصة موقف حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبنود خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القطاع.
وكشف في سياق حديثه عن مقاربة المقاومة بشأن المطالب الإسرائيلية بنزع سلاح المقاومة، أن حماس تطرح على الأطراف المختلفة معادلة مفادها "أن المقاومة تريد تكوين صورة فيها ضمانات بأن لا تعود الحرب بين غزة والاحتلال الإسرائيلي"، أي "كيف يُخبأ هذا السلاح ويحفظ ولا يستعمل ولا يستعرض به"، وذكر أيضا أن المقاومة طرحت فكرة هدنة طويلة المدى لتشكل ضمانة حقيقية.
وأكد القيادي في حماس أن الخطر يأتي من الكيان الصهيوني، و"ليس من غزة التي يطالبون بنزع سلاحها"، ووصف نزع السلاح عند الفلسطيني بأنه بمثابة "نزع للروح".
وأعرب مشعل عن قناعته بقدرة حماس على إقناع الإدارة الأميركية بمقاربتها المتعلقة بالسلاح، بالنظر إلى العقل الأميركي البراغماتي -حسبه- وبالتالي فرضها على الطرف الإسرائيلي. وكشف أن الوسطاء يبحثون هذه المقاربة مع الأميركيين.
ومن جهة أخرى، أكد مشعل أن إستراتيجية غزة القادمة هي الانشغال بنفسها، في محاولة للتعافي وإعادة الحياة من جديد، مشددا على أنها "قدمت كل ما عليها وزيادة، ولا أحد يطالبها أن تطلق النار ولا أن تمارس واجبها في المقاومة"، وأفاد أن حماس أبلغت الوسطاء بحاجتها لمن يساعدها على النهوض والتعافي مجددا.
وبشأن القوة الدولية، قال مشعل إنه لا مانع لدى المقاومة من وجود قوة استقرار دولية على الحدود مثل قوات اليونيفيل، "تتولى الفصل بين غزة والاحتلال الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن الضامنين خاصة الوسطاء (قطر ومصر وتركيا) والدول الثماني العربية والإسلامية بإمكانهم ضمان غزة وحماس والمقاومة، بحيث "لا يأتي من داخل غزة أي تصعيد عسكري ضد إسرائيل".
وفي نفس السياق، أثنى مشعل على موقف وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، الذي صرح لبرنامج " لقاء خاص" على قناة الجزيرة بأن "دور القوة الدولية هو حفظ السلام وليس فرضه".
إدارة غزة
وعن رؤية حماس لشكل إدارة غزة، أكد أنه كان هناك توافق على أن تسلم غزة لحكومة تكنوقراط وأن تجمع القطاع والضفة الغربية، لكن الأمر تعثر بسبب الحرب والفيتو الإسرائيلي، وكشف أنه قبل أسبوعين أو ثلاثة جرى حوار معمق بين الفصائل ومع مصر، وتم طرح 40 اسما استخلص منهم 8 يمثلون تنوع المجتمع الغزي، و"لكن هذه الخطوة تعرقلها إسرائيل".
كما حذر القيادي في حماس من أن مجلس السلام الذي ورد في خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة محفوف بالمخاطر، مؤكدا أن حماس ترفض المجلس التنفيذي الذي ينضوي تحته ويشكل الحكم الحقيقي داخل غزة، والسبب أنه "شكل من أشكال الوصاية" على الفلسطينيين، وشدد قائلا "نريد أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني وهو من يقرر من يحكمه".
وعلى صعيد آخر أشار إلى أن القضية الفلسطينية استعادت روحها على الساحة الإقليمية وتحولت من الأدراج لتفرض نفسها على الجميع. وفي المقابل تحولت إسرائيل في العالم إلى كيان منبوذ، لأنها ارتكبت إبادة جماعية.
وعن فكرة التطبيع وما كان يُطرح بخصوص تصفية القضية الفلسطينية، يرى مشعل أن هذه الفكرة باتت أبعد بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 "إلا لمن يريد تجاهل ما أفرزته الحرب الإسرائيلية الشرسة على غزة خلال عامين".
وبشأن الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، نبّه مشعل إلى أن "إسرائيل تقوم حاليا بالضم الفعلي للضفة وهي تريد أن تحسم الهوية السياسية للضفة وأن تلحقها بالسيادة الإسرائيلية من خلال خطوات عملية"، وقال إن السلطة الفلسطينية عليها مسؤولية كبيرة، وإنها تعرف أن" مشروعها السياسي أُفشِل، ويتم تقليم أظافرها وتُقلص صلاحيتها وينظر إليها أن تكون أداة أمنية".
وعن موقع حماس في ظل الواقع الجديد في المنطقة، أوضح مسؤول حماس أن "الدعم الإيراني كان وما زال مهما وأساسيا وقويا ويُشكَرون عليه"، وقال إن الحركة تلقت طوال مسيرتها الدعم من كل الدول العربية، ولكن بتفاوت، وانفتحت على الجميع، لكنه أكد أن حماس" لم تكن تتمحور يوما في موضع بعينه بعيدا عن الأمة العربية والإسلامية".
وأضاف أن الصورة اختلت بعض الشيء؛ لوجود "أطراف عربية وإسلامية أوصدت الأبواب أمام حماس"، وقال إن الحركة معنية بتعزيز حضورها العربي والإسلامي.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة - تنبيه مهم بشأن الحالة الجوية محدث: طبيعة دوام المدارس في محافظات الضفة الغربية غدا الخميس وزير الخارجية المصري يطالب بسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة الأكثر قراءة بالفيديو: 5 شهداء بينهم طفلان في غارات إسرائيلية على خانيونس كان: الإعلان عن فتح معبر رفح يهدف إلى إيصال رسالة إلى حماس بالصور: جامعة غزة تواصل ارشاد طلبة الثانوية العامة بآليات اختيار التخصص الجامعي بالفيديو: مصر: إسرائيل لا تملك فتح أو غلق معبر رفح بقرار فردي عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025