لأول مرة.. اكتشاف آلية تحرير جيني مشابهة لآلية كريسبر في حقيقيات النوى
تاريخ النشر: 8th, July 2023 GMT
أعلن علماء معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" (MIT) بقيادة فينغ زانغ عن اكتشاف آلية تحرير جيني مشابهة لآلية "كريسبر-كاس" (CRISPR-Cas) التي اكتشفت في الخلايا بدائية النوى كالبكتيريا والعتائق التي تفتقر إلى النواة، غير أن الآلية المكتشفة تعمل في الخلايا حقيقية النواة.
ونشرت الدراسة في دورية "نيتشر" (Nature) في 28 يونيو/حزيران الماضي.
وتعتمد الآلية المكتشفة حديثا على بروتين يعرف باسم "فانزور" (Fanzor)، ويوجد بكثرة في الكائنات حقيقية النوى، ومنه اشتقت الآلية الجديدة اسمها.
تقنية "كريسبر-كاس"لفهم هذا الاكتشاف بشكل أعمق، فإنه يتعين علينا أولا فهم آلية "كريسبر-كاس"، التي هي اختصارا لـ "التكرارات العنقودية المتناوبة المنتظمة التباعد".
توجد في البكتيريا والعتائق بدائية النوى تتابعات متكررة من الحمض النووي. ويبلغ طول كل تتابع حوالي 30 قاعدة (الوحدة البنائية للحمض النووي)، وتتكرر هذه التتابعات على نحو منتظم يبلغ 35 قاعده، وتقرأ هذه التتابعات بالترتيب نفسه سواء من اليمين إلى اليسار أو العكس.
لكن ما الدور الذي تلعبه هذه التتابعات في البكتيريا؟
للإجابة عن هذا التساؤل، علينا أولا معرفة أن البكتيريا وغيرها من الكائنات الأولية تتعرض لهجوم دائم ومستمر من الفيروسات إذ تتفوق الأخيرة على الكائنات بدائية النواة في العدد (نسبة الفيروسات إلى الكائنات البدائية هي 10 إلى واحد)، وكذلك في قدرتها على التحور والتغير الجيني المستمر.
وطورت الكائنات البدائية آليات دفاعية لمجابهة الغزو الفيروسي، ومن بينها نظام "كريسبر-كاس" الذي يجيد التعرف على الجينات الفيروسية وتذكرها وتدميرها، وذلك بمساعدة بروتين آخر يعرف باسم "كاس" (Cas)، وهو اختصار لكلمة "البروتينات المرتبطة بكريسبر".
وطور العلماء هذه الآلية وتم دمجها داخل الخلايا حقيقة النوى (كخلايا الحيوان والنبات)، حتى تستخدم كتقنية تمكنهم من تحرير وتعديل الجينات العطبة أو غير المرغوب فيها. وقد لعبت هذه الأداة الثورية دورا هاما في مجابهة الأمراض، ومكافحة العدوى الفيروسية، ومكافحة الآفات الزراعية.
لطالما تساءل العلماء عن إمكانية احتضان الخلايا حقيقة النواة لآلية مشابهة تستخدمها في مجابهة العدوى.
وبالفعل، فقد نجح فريق زانغ في اكتشاف آلية مماثلة في الخلايا حقيقة النواة. فطبقا للبيان الصحفي الذي نشره معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا"، أظهرت الدراسة أن بروتينات "فانزور" تستخدم الحمض النووي الريبي (RNA) كدليل لاستهداف الحمض النووي (DNA) بدقة. ويمكن إعادة برمجة "فانزور" لتحرير الجينوم البشري.
ويتفوق نظام "فانزور" على "كريسبر-كاس" بميزة هامة، وهي سهولة إيصاله للخلايا والأنسجة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحسين كفاءته في استهداف مناطق الحمض النووي، مما يجعله أداة قيمة لتحرير الجينوم البشري.
وفي سياق متصل، يشير زانغ، قائد الدراسة من معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا"، إلى أن "أنظمة كريسبر تستخدم على نطاق واسع بسبب سهولة برمجتها، مما يتيح استهداف مناطق مختلفة في الجينوم".
ويركز زانغ على أن "هذا النظام الجديد يعتبر وسيلة إضافية لإجراء تعديلات دقيقة في خلايا الإنسان، ويعتبر أداة مكملة للتقنيات المتاحة بالفعل لتحرير الجينوم".
ويهدف مختبر زانغ إلى تطوير الأدوية الجينية التي تستهدف الخلايا البشرية عن طريق التلاعب في الجينات. وقد اكتشف زانغ وفريقه قبل عامين فئة من أنظمة التحرير القابلة لإعادة البرمجة في الخلايا بدائية النواة أيضا، وعرف هذا النظام باسم "أوميغا" (OMEGA)، ويعتمد بدوره على الجينات القافزة أو النطاطة (Jumping genes).
وأظهرت الدراسة الأخيرة وجود تشابهات بين أنظمة "أوميغا" وبروتينات "فانزور"، مما يشير إلى أن إنزيمات نظام "فانزور" تعتمد على آليات توجيه تستند إلى الحمض النووي الريبي لاستهداف وقطع الحمض النووي.
وتمكن العلماء من عزل بروتين "فانزور" من مجموعة متنوعة من الكائنات مثل الفطريات والطحالب وأنواع من الأميبا. وتبين أن نظام "فانزور" يستخدم إنزيمات القطع الموجهة بواسطة الحمض النووي الريبي، ويعتمد على وجود حمض ريبي غير مُشفِّر آخر يسمى "الحمض النووي الريبي أوميغا" (ωRNAs) لاستهداف مواقع محددة في الجينوم.
وتعد هذه المرة الأولى التي يعثر فيها على آلية كهذه في الخلايا حقيقة النواة.
وتمكن الباحثون من إظهار قدرة نظام "فانزور" على إدخال وتعديل وقص أجزاء من الجينوم البشري كأداة لتحرير الجينات.
في البداية، كانت كفاءة نظام "فانزور" أقل من نظام "كريسبر-كاس" المماثل. ومع ذلك -عن طريق الهندسة المنهجية التي قام بها الفريق- تم زيادة نشاط نظام "فانزور" بنسبة 10 أضعاف.
وتبين للباحثين -على النقيض من بعض أنظمة "كريسبر" و"أوميغا"- أن بروتين "فانزور" الذي عزلوه من الفطريات لا يتسبب في آثار جانبية، مما يشير إلى إمكانية تطويره كأداة فعالة لتحرير الجينوم.
ويمكن إعادة برمجة نظام "فانزور" بسهولة لاستهداف مواقع محددة في الجينوم، ويشدد زانغ على أنه "يمكن تطويره في المستقبل ليصبح تقنية قوية وجديدة لتحرير الجينوم في التطبيقات البحثية والعلاجية".
تجدر الإشارة إلى أن فريق بحثي آخر، يقوده عضوان سابقان في مختبر زانغ، قد نشر دراسة أولية مشابهة على موقع الأبحاث غير المحكمة "بيو آركايف" (bioRxiv) في 14 يونيو/حزيران الماضي، تناقش الاكتشاف نفسه.
ومن المحتمل أن يفسر هذا سبب ظهور نسخة معالجة من الدراسة على موقع دورية "نيتشر" لتسهيل الوصول المبكر إلى نتائجها، رغم أنها ما زالت تخضع لعملية التحرير كما تذكر الدورية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أسيوط: تحرير 669 محضرًا تموينيًا خلال حملات لضبط الأسواق والمخابز
أكد اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، على تكثيف الحملات التموينية والرقابية على الأسواق والمخابز بجميع مراكز ومدن المحافظة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتشديد الرقابة على منظومة تداول السلع والمواد التموينية وضمان وصول الدعم لمستحقيه، مشددًا على عدم التهاون مع أي تجاوزات تمس حقوق المواطنين أو تمثل تهديدًا لصحتهم وسلامتهم.
تحرير 669 محضرًا تموينيًاوأوضح المحافظ أن الحملات، التي نفذتها مديرية التموين والتجارة الداخلية بأسيوط بقيادة المهندس خالد محمد أحمد، وكيل الوزارة، بالتنسيق مع مباحث التموين والأجهزة الرقابية،أسفرت عن تحرير 669 محضرًا تموينيًا متنوعًا خلال الأيام الماضية، بينها 578 محضرًا لمخابز بلدية و91 محضرًا لأسواق ومنشآت تموينية ومحال تجارية.
وأشار محافظ أسيوط إلى أن جهود التفتيش على المخابز البلدية أسفرت عن رصد مخالفات، من بينها: نقص وزن الرغيف، وإنتاج خبز غير مطابق للمواصفات، وسوء نظافة المعدات والموقع، وعدم وجود لوحات بيانات إرشادية، إلى جانب حالات غلق دون إذن، وتوقف جزئي عن الإنتاج، والتصرف في كميات من الدقيق، وعدم إصدار بونات صرف للمواطنين، وعدم وجود موازين. وفيما يتعلق بمخالفات الأسواق، أوضح اللواء هشام أبوالنصر أن الحملات ضبطت مخزنًا غير مرخص يحتوي على كميات من الأدوية ومستحضرات التجميل، إلى جانب سلع غذائية منتهية الصلاحية شملت 1000 قطعة حلوى غير صالحة، و24 علبة حلوى مجهولة المصدر، و1200 عبوة "مثلجات" مجهولة المصدر، كما تم ضبط 3 مخالفات لحوم بدون بيانات، و41 برطمان عسل بدون بيانات. كما تمكنت الحملات من ضبط سلع تموينية بدون فواتير، شملت 100 كجم سكر، و100 كجم أرز، و30 برطمان مخللات، بالإضافة إلى 7 أجولة دقيق بلدي مدعم قبل بيعها في السوق السوداء، و11 جوال ردة بدون فواتير، و13 كجم دقيق فاخر منتهي الصلاحية، و10 أجولة دقيق فاخر بدون فواتير، و5 أجولة أعلاف بدون مستندات.
وفي إطار متابعة أسطوانات الغاز، تم تحرير محضر بيع بأزيد من السعر الرسمي، وضبط 6 أسطوانات، بالإضافة إلى تحرير 3 محاضر لغلق مستودعات بوتاجاز، و5 محاضر لعدم الإعلان عن أسعار الأسطوانات. كما تم تحرير 4 محاضر لغلق تجار تموينيين دون مبرر، و22 محضرًا لبيع السجائر بأعلى من السعر الرسمي وامتناع عن البيع، فضلًا عن 37 محضرًا لعدم الإعلان عن الأسعار داخل المحال والمقاهي والمطاعم، و3 محاضر لمخابز لم تلتزم بمواعيد العمل الرسمية.
وأكد محافظ أسيوط أن حملات الرقابة التموينية مستمرة بشكل يومي ومفاجئ، بالتنسيق مع الجهات المعنية، لضبط الأسواق والمخابز، ومواجهة أية محاولات لاستغلال المواطنين أو الإضرار بالاقتصاد المحلي، مشددًا على أن المحافظة لن تتوانى في تطبيق القانون بكل حزم واتخاذ الإجراءات الرادعة تجاه المخالفين، دعمًا لاستقرار الأسواق وحماية لحقوق المواطنين.