رأي اليوم:
2025-10-12@19:03:42 GMT

إنحدار جامعات الأردن وتفوّق جامعات أمريكا

تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT

إنحدار جامعات الأردن وتفوّق جامعات أمريكا

 

الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة يعتقد أغلب المسؤولين والنخب السياسية في الأردن أن العمل الأكاديمي والبحث العلمي مجرّد ترف أو من قبيل الكماليات الأكاديمية فوق نشاط الجامعة، أو أنه إنفاق إضافي عبثي، لأن رجل السياسة والوزير والنائب في البرلمان ليسوا بحاجة لهؤلاء “المتفلسفين” أو الذين لا يفقهون السياسة ولا صنعة الحكم حسب تصوّرهم.

قبل أعوام، قرّر أستاذ الفلسفة السياسية مايكل ساندل في جامعة هارفارد تقديم محاضراته في مادة “العدالة” مجانًا عبر الأنترنت وشاشات التلفزيون، ليتابعها الطلاب في الهند والصين واليابان وجنوب أفريقيا وبقية دول العالم. فأصبح “الشخصية الأجنبية الأكثر تأثيرا في الصين” حسب تصنيف مجلة “تشاينا نيوزيوك” قبل عامين. هكذا تتداخل المعرفة عضويا مع القوة، ويتحرك البحث العلمي في تكريسها عبر الأجيال والجغرافيات وفي ثنايا العلاقات بين الدول، مما يزكّي مقولة الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو حول جدلية المعرفة والقوة. نعود إلى رحاب الجامعات الأردنية حيث تكثر المفارقات بين خليط غريب من الأساتذة الذين يتمسك بعضهم بإستقلال ورصانة البحث العلمي، وبعضهم الآخر يستخدم المنصب وما ينطوي عليه للتقرب زلفى من دوائر معينة في العاصمة عمان. في المقابل، إذا ركزنا على مبدأ صيانة الصرامة العلمية لمعرفة سر تفوق الجامعات الأمريكية، يقول سيتفن بْرِيتْ أستاذ السوسيولوجيا والسياسات العامة في جامعة كاليفورنيا – الأمريكية إن “نجاح التعليم العالي في الولايات المتحدة يتجاوز نجاح عشرين جامعة أمريكية تهيمن على تصنيف أفضل الجامعات في العالم، بل “أصبحت الغالبية العظمى من مؤسساته من أفضل 200 جامعة تتولى البحث العلمي أقوى من أي وقت مضى، وقد أظهر النظام الأمريكي برمّته مرونة مذهلة بين مراحل الركود ومراحل التوسع على حد سواء،” كما يقول في كتابه بعنوان Two Cheers for Higher Education: Why American Universities Are Stronger than Ever — And How to Meet the Challenges They Face “هُتافان للتعليم العالي: لماذا أصبحت الجامعات الأمريكية أقوى من أي وقت مضى، وكيف تواجه تحدّياتها؟” حول عن تقييم نظام التعليم الجامعي الأمريكي منذ عام 1980. إنّ البنيات والغايات التقليدية لدى الجامعات الأمريكية تهدف إلى إحراز نتيجتين: أوّلهما، توسيع المعرفة بشكل أساسي ليس في التخصصات المتداولة فحسب، بل في التقاطعات بينها. وثانيهما، تطوير القدرات المعرفية للطلاب وتعميق معرفتهم بموضوع الدراسة. وشهدت الجامعات حركتيْ تغيير إجتاحتاها بقوة كبيرة، تمثلت إحداهما في دفع الأبحاث الجامعية نحو تعزيز التنمية الإقتصادية من خلال إختراع تقنيات جديدة ذات إمكانات تجارية. أما الحركة الثانية فاستهدفت دفع الجامعات للعمل كأدوات للإدماج الإجتماعي، وتوفير الفرص للمجموعات المهمشة، بما في ذلك النساء والأقليات العرقية. كان هذا التوجه بإيعاز من قبل أطراف خارجية مثل منتدى التعليم العالي للأعمال، والمؤسسات الخيرية الكبرى، ودوائر الحرم الجامعي التي استفادت من تكريس تلك القضايا الاجتماعية. يستدعي تفكيك تراجع الجامعات الأردنية كمثال على بقية الجامعات العربية إعادة التركيب، أو الفصل والوصل، بمقومات إصلاح تجريبية ومقارنات موضوعية من أجل توجيه مآلها في السنوات والعقود المقبلة. فتعفّنُ السّمكة من الرأس بسبب خطايا سماسرة المعرفة وبيروقراطية الوزارة يؤدي لا محالة إلى مضاعفات المرض في بقية الجسم الفكري والتربوي والسياسي الأردني. ومما يزيد في الطين بلة، وقوف جلّ المثقفين الأردنيين موقف المتفرج أمام تردّي الجامعة وهزالة البحث العلمي الوطني، بل إنقسموا إلى فريقين: فريق دخل مرحلة الغياب الإختياري كمن يدفن رأسه في الرمل إسوة بإستراتيجية النعامة. هم يفضلون الإنزواء على أنفسهم ولا يحركون المياه الراكدة التي تسترخي لهجمة العفن الثقافي، فأصبحوا دعاة العقل المستقيل. وفريق آخر يغازل الدولة وكبار المخزنيين في حقبة الإسترزاق والرقص على الإيقاع المطلوب وموّال السلطوية وتعبئة الجماهير. إن ” التقرّب زلفى من العاصمة عمان هو سبب إنحدار الجامعات الأردنية.” “إذا تسيّس البحث العلمي، خسر البحث العلمي وخسرت السياسة أيضا..!” وينبغي أن تستعيد الجامعة ماهيتها وغايتها بأن تكون فوق السياسة وتحيد عن هوى كل المؤسسات والتيارات والأحزاب والمصالح الضيقة. ولا يمكن لفلسفة الجامعة أن تحقّق إلاّ مؤسسةَ نقدٍ وتقييمٍ وتقويمٍ وإبتكارٍ، تسائل الوضع القائم من أجل تركيب رؤى جديدة. ولا ينبغي أن تكون فلسفة الجامعة معيارية أو قومية تُجاري الخطاب السياسي في أي مجتمع. وهذه مسألة تستحضر طبيعة العلاقة بين الأردنيين والعلم والتفكير النقدي، وحرية التفكير، والمسؤولية الروحية لقيم المجتمع.

 

أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

بالتعاون مع النيابة العامة.. “تريندز” يشارك في “جيتكس 2025” بأنشطة نوعية تسلط الضوء على مستقبل التقنيات والبحث العلمي

 

 

 

أبوظبي – الوطن:

بالتعاون مع النيابة العامة لدولة الامارات، يشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في معرض”جيتكس 2025″، الذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 13 حتى 17 أكتوبر الجاري، بعدد من الأنشطة التي تواكب التحولات التكنولوجية المتسارعة وتستشرف مستقبل الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي.

وتتضمن المشاركة ” إطلاق ورقة بيضاء مع النياية العامة الاتحادية تتضمن مخرجات قمة حوكمة التقنيات الناشئة (GETS 2025)، التي نظمها مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة (ATRC)، بالشراكة الاستراتيجية مع النيابة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبشراكة معرفية مع “تريندز”.

كما يشارك “تريندز” خلال المعرض في جلسة حوارية علمية بمشاركة متخصصين، بعنوان  إطار الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي في العدالة الجنائية” إلى جانب مناظرة طلابية حول الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي والمستقبل، في إطار سعيه إلى إشراك الشباب في الحوار المعرفي وتعزيز ثقافة البحث والابتكار.

وأكد الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن مشاركة “تريندز” في “جيتكس” تأتي انطلاقاً من التزام المركز بدوره كمنصة فكرية مواكبة للتحولات التقنية العالمية، مشيراً إلى أن المعرض يمثل بيئة مثالية لتبادل المعرفة واستشراف آفاق التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوكمة الرقمية والبحث العلمي التطبيقي.

وقال الدكتور العلي إن “تريندز” يحرص على أن تكون مشاركته في “جيتكس” إضافة نوعية للحوارات العالمية حول التقنيات الناشئة، من خلال تسليط الضوء على دور البحث العلمي في توجيه الابتكار نحو التنمية المستدامة، وإبراز الجهود الإماراتية في بناء منظومة معرفية متقدمة تدعم الاقتصاد القائم على المعرفة.

من جانبه، أوضح عبد الله الحمادي، باحث رئيسي – رئيس قطاع الاستشارات في “تريندز”، أن المشاركة في”جيتكس 2025” تمثل فرصة لعرض الرؤى البحثية التي يقدمها المركز حول حوكمة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في العمل المؤسسي، مشيراً إلى أن “تريندز” يسعى من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز التكامل بين البحث العلمي والممارسات التقنية الحديثة بما يسهم في دعم صناع القرار وتطوير الحلول المستقبلية.

وأضاف الحمادي ان أنشطة “تريندز” في جيتكس هذا العام تجسد رؤيته في توظيف المعرفة لخدمة المجتمع، وإبراز أهمية الدراسات التطبيقية في تعزيز التحول الرقمي.

ويُعد “جيتكس 2025” الحدث التقني الأكبر في المنطقة والعالم، حيث يستقطب أكثر من 200 ألف متخصص في التكنولوجيا، و6,500+ عارض، و1,800+ شركة ناشئة من أكثر من 180 دولة، إضافة إلى مشاركة كبار المسؤولين التنفيذيين والوزراء وقادة الصناعة لاستكشاف أحدث الابتكارات التقنية وتشكيل شراكات استراتيجية جديدة.


مقالات مشابهة

  • جامعة عين شمس تسلّم عقود دعم المشروعات البحثية التطبيقية
  • جامعة صنعاء تتقدّم 459 مرتبة في قائمة التصنيف العالمي”AD SCIENTIFIC INDEX”
  • ناصر مندور: قناة السويس واحدة من الجامعات الرائدة في المنطقة
  • جامعة مطروح تحصد الفئة الفضية في الاستبيان المصري للمشاركات الطلابية
  • جامعة مدينة السادات تحقق إنجازا غير مسبوق بتصنيف التايمز البريطاني لأفضل جامعات العالم
  • إنجاز لجامعة مدينة السادات بتصنيف التايمز البريطاني 2026
  • جامعة المنصورة تتصدر الجامعات المصرية في تصنيف التايمز العالمي
  • جامعة بنى سويف من أفضل 1200 جامعة عالميا والعاشر محليا بتصنيف التايمز
  • جامعة المنصورة تتصدر الجامعات المصرية في مؤشر البُعد الدولي بتصنيف التايمز
  • بالتعاون مع النيابة العامة.. “تريندز” يشارك في “جيتكس 2025” بأنشطة نوعية تسلط الضوء على مستقبل التقنيات والبحث العلمي