فعل واحد أمرنا به النبي عندما تضيق بنا الحياة..علي جمعة يكشف عنه
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، انه عندما يضيق بنا الأمر وتضيق بنا الأرض بما رحبت ويتغير علينا الزمان ونقع فريسة للأمم, أمرنا سيدنا رسول الله ﷺ أن نلتمس الهداية من كتاب الله.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" من التمس الهداية في غيره أضله الله"، ومن الهداية التي تركها لنا سيدنا رسول الله ﷺ نكررها وكثيراً لا نفعلها, ونأمر بها وكثيراً ما نتغاضى عنها "الوحدة "؛ وحدة القلوب, ووحدة الصفوف, ووحدة الأمة, وعدم الفرقة فيما بيننا حتى نكون يداً واحدة أمام الناس أجمعين.
واشار الى ان الناس ليسوا كلهم أعداء ولا كلهم أصدقاء ، ولا كلهم حلفاء ولا كلهم خصماء, الفرقة أصابت الأمة وأصابت الناس ، وأصبح المسلمون يتنازعون فيما بينهم أكثر مما يتفقون, ويختلفون أكثر مما يتوحدون, والله تعالى يأبى ذلك ورسوله, تركنا سيدنا رسول الله ﷺ بعد أن وحد قبلتنا ووحد صلاتنا ووحد كلمتنا على كلمة سواء "لا إله إلا الله محمد رسول الله" كلمة تجمع ولا تفرق ،وتوحد ولا تشتت ، فإذ بنا تركنا كل ذلك ورائنا ظهرياً ولم نستمع لكلام الله تعالى ولا لكلام رسوله حتى أصبحنا في هذا البلاء الذي نحن فيه, والذي ندعو الله أن يزيله و لا ندعوه سبحانه أن نصبر عليه؛ فإن الصبر على هذا البلاء من الفرقة أمر لا يقره الله ولا يحبه رسوله ولا المؤمنون.
قال تعالى ﴿ واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً وكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ فجعل خلاف الاعتصام بحبل الله على سبيل الوحدة طريقاً للضلال والهلاك وجعله على شفا حفرة من النار .
علمنا الله ورسوله الاتحاد, وكثير من الناس ما يسأل لما تقولوا هذا ؟ وهل يتأثر الناس به؟ الكلمة ولو كانت بسيطة متى خرجت لله وبأمر الله ؛ فإن الله يسمّع بها العالمين إلى يوم الدين؛ وعندكم مثالكم الأعظم ونبيكم الأكرم ﷺ وقد أتى وحده فتكلم بالكلام الصدق فإذ به أكثر الناس تبعاً إلي يوم الدين ، وإذ به قد رفع الله له ذكره وأعلى شأنه وجعل أتباعه أكثر أتباع دين على وجه الأرض وعلى مر العصور ،نبيكم وهو الصادق المصدق الذي كان له قلب هو جوهر القلوب وكانت له روح هي سيدة الأرواح, لما تكلم من قلبه كلمة طيبة خرجت للعالمين بصدق لوجه الله تعالى أثرت في الناس ؛ أثرت فيهم وهزتهم عبر العصور وعلى كر الدهور وفي كل مكان وفي كل الأحوال.
ادعوا إلى الوحدة وإلى تأليف الصفوف فينتهي النزاع والخصام بين الناس فيما بينهم, ويقل الخصام والنزاع بين الدول التي تنتمي إلى دين واحد, وها هو عدونا يرتع من كثرة فرقتنا وقلة حيلتنا يضرب هذا وذاك, ويأخذ من هذا ويأخذ من هذا ،وكل عناصر الوحدة موجودة بين المسلمين إلا أن عناصر الفرقة في الواقع أكثر, فالأمر مرده إلينا ونحن أصحاب الرأي العام, وها هو في ديننا وما زلنا مؤمورين به ﴿ ومَا وصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيمَ ومُوسَى وعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ كلام يكتب بالإبر على مأقي البصر, يكتب بالذهب ليعلق كشعار وبرنامج للمسلمين ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى المُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إلَيْهِ مَن يَشَاءُ ويَهْدِي إلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴾هذا هو الذي أُمرنا به من ربنا عبر العصور أن نقيم الدين وألا نتفرق فيه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رسول الله
إقرأ أيضاً:
خمسة واجبات لا يبطل الحج بتركها ولكن تجبر بدم.. علي جمعة يكشف عنها
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن للحج خمسة واجبات شرعية، لا يترتب على تركها بطلان الحج، ولكن يلزم الفداء، موضحًا أنها تنقسم إلى قسمين: واجبات أصلية وأخرى تابعة، حيث تتمثل الأصلية في أربع أعمال مستقلة، لا ترتبط بسواها.
وبيّن أن أولى هذه الواجبات الأصلية هو المبيت في مزدلفة، وهي منطقة تقع بين عرفات ومنى، يقيم فيها الحجاج ليلة العاشر من ذي الحجة.
وأشار إلى أن أقل ما يجزئ من هذا المبيت هو التواجد في مزدلفة بعد منتصف الليل، وهو قول الشافعية والحنابلة، وهو ما يُفتي به حاليًا، بينما يرى المالكية أن المرور بمزدلفة وأداء صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا كافٍ، ويمكن بعدها الانتقال إلى منى أو مكة.
وأوضح أن الأكمل هو أن يغادر الحاج عرفات بعد غروب شمس يوم التاسع إلى مزدلفة، حيث يؤدي فيها صلاتي المغرب والعشاء تأخيرًا وجمعًا، ويبيت بها حتى الفجر، ثم يغادر بعد الشروق، ويُستحب التقاط الجمار من مزدلفة، ليرمي بها جمرة العقبة يوم النحر، وعدد الجمار حينئذ سبع حصيات، أما في حالة تأخر الحاج للرمي حتى آخر أيام التشريق، فيكون عدد الجمار الكلي 70 حصاة، بينما يكون 49 إذا تعجل الحاج.
ثم أشار إلى الواجب الثاني وهو رمي الجمار، وهو رمي مواضع محددة بالحصى، ويتضمن رمي سبع حصيات لكل جمرة، باتفاق العلماء. ويُؤدى الرمي خلال أربعة أيام: يوم النحر (العاشر من ذي الحجة) وثلاثة أيام بعده، تُعرف بأيام التشريق. في يوم النحر، يقتصر الرمي على جمرة العقبة بسبع حصيات فقط.
وبيّن أن وقت الرمي في يوم النحر يبدأ عند طلوع الفجر وفقًا للحنفية والمالكية، أما عند الشافعية والحنابلة فيبدأ من منتصف الليل. أما في اليومين التاليين، فيبدأ وقت الرمي بعد الزوال، ويتم برمي الجمار الثلاث بترتيب محدد: الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة، كل منها بسبع حصيات. ولفت إلى أن الحنفية والمالكية يقيّدون وقت الرمي بكل يوم على حدة، بينما يمده الشافعية والحنابلة إلى غروب شمس اليوم الرابع.
وتحدث عن الواجب الثالث وهو المبيت بمنى، موضحًا أنه شِعب جبلي قريب من الحرم، ويجب المبيت به ليالي أيام التشريق عند جمهور الفقهاء، ويُطلب الفداء ممن تركه دون عذر.
أما الواجب الرابع فهو طواف الوداع، ويُعرف أيضًا بطواف الصدر أو آخر العهد، وقد اتفق جمهور العلماء من الحنفية والحنابلة ومعهم الرأي الأرجح عند الشافعية على وجوبه، في حين اعتبره المالكية سنة، ويمكن للحاج أن يختار الرأي الذي يناسب حاله. وأشار إلى أن طواف الوداع شبيه بطواف الإفاضة من حيث الهيئة وعدد الأشواط.
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالواجب التابع وهو واجبات الإحرام، والتي تشمل الإحرام من الميقات الزماني والمكاني، وترك محظورات الإحرام، مشيرًا إلى أن التلبية سنة عند جمهور الفقهاء، خلافًا لرأي الحنفية الذين اعتبروها واجبة.