صدى البلد:
2024-06-16@09:33:41 GMT

هادي التونسي يكتب: أن تكون أنت

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

أن تجرؤ أن تبوح بما في قلبك، أن تحب أن تتصرف بعفوية، أن تأمن أن تكون كما أنت، أن تغامر بأن تنطلق، أن  تحب أن تغامر بلا ضمان لأنك لا يمكن أن تكون غير فطرتك، ألا تشترط ان تنجح في مسعاك أو أن يقبلك الإخرون. 

أن تأمن أن تكون كتابا مفتوحا لأنك تثق فيما يصدر عن نفسك التي تعتز بها و ترضاها، و لأنك تحب أن تكون نفسا واحدة آمنة مطمئنة، تشع سلاما و محبة و وفاقا و فرحة، أن تتناغم نفسك و عقلك و روحك، أن تكون كاملا في كل لحظة، و أن تكون صادقا في كل كلمة، و أن تكون مسئولا في كل تصرف، و أن تكون وفيا في كل علاقة ، و مخلصا لكل مبادئك، فأن عشت حياتك هكذا  ستسعد بالقليل، لأنك تعرف كيف تعيش و كيف تسعد، سيكون لكل كلمة عمق، و لكل تصرف حكمة، و لكل لحظة حيوية، و لكل ألم فائدة، و لكل  طاقتك  فاعلية، أن عشت هكذا تكون تخليت عن السلبيات و تجاوزت الذات، ان عشت هكذا سيغنيك تمالك النفس عن السيطرة علي الآخر، و ستغنيك حريتك عن تملك الغير، و سيغنيك آمانك عن التردد و التأجيل، و ستغنيك ثقتك بنفسك عن مقارنتها بالآخرين، و سيغنيك حب التعلم عن الأسي من المشاكل، و سيغنيك التسليم لله عن الخوف من الكوارث و الموت.

إن عشت هكذا تكون عشت حياتك كاملة و لحظاتها ثرية، و ستكون نفسك راضية لأنك فعلت كل ما تستطيع بنبل المقصد و تواضع العرفان و جزيل العطاء و كامل الصدق و الإيمان، و ستكون جديرا بجنتك التي زرعتها في صدرك و أرضك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أن تکون

إقرأ أيضاً:

تامر أفندي يكتب: " رُتبة في الخير".. "مما قرأت"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في العادة لا أستغرق وقتًا طويلًا لأُترجم مشهدًا رأيته أو فكرة سكنتني إلى كلمات، لكن هذه المرة كنت بحاجة إلى بعض الوقت حتى أعيد على نفسي الحكاية، أولًا لأُعلمها الدرس المستفاد من القصة، قبل أن أكتبها للناس.


تدافعت في قلبي الحكايات التي سمعتها وقرأتها.. طل من عقلي سؤال أم البنات الثلاثة لنبي الله "داود": "ربك ظالم أم عادل!".. قلت لها كما قال نبي الله: "ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور".. وقعت العبارة في قلبي موقع "الغزل" في سد عيب "المركب" و"النفس".. فقلت طالبًا العون: "يا الله".

أحب هؤلاء الذي ينفقون أنفسهم لصالح الناس.. وما زلت أحبو نحو الرضا.. رغم شغفي بالقراءة ومحاولة الوصول إلى اليقين.. أن أترك التدبير وأجافي القلق.. أن أتخفف وأقطع المسافات دون ضجرٍ!.. أمشي بروحي وتعرقلني نفسي أحيانًا.. لكني أتبع إرشادات الطريق وكلما نجوت من "حفرة يأس".. هللت وكبرت واستبشرت.. أود أن أصل ولا شيء في قلبي غير “الله".. كما بدأت.

كنت على موعد مع "حكاية خير" صاغها أحد الزملاء في رسالة يناشد للمساعدة في تجهيز "فتاة" بمصوغات من الحب وأثاث من الحنان، بعد أن توسدت طيلة حياتها "حصير خشن من الألم"، استجابات عديدة ساقها الله لـ"الفتاة"، قرأتها بعين محب، يجري إحصائية بأنه ما زال الخير فينا.. ينمو ويكبر ويزيد ولا يقل.

ثم رأيت يد الله ولست أغالي في الوصف، فثمة رجل يقتفي الكثير أثره ولا يصلون إلى حيث إقامته.. عزيز الحديث والطلة والنفس.. تسمع عنه الحكايات دون أن تراها، وها قد قدر الله لي رؤيتها حينما أرسل إليه استدعاء لتلك "الفتاة"، قرأ الرسالة الربانية وأسرع لجبر خاطر الفتاة.. وضع فعله في يد الله ومضى إلى حيث "مكانه" دون ضجيج ولا حديث.


وهنا يجب أن تنقش على جدار الروح أن الله دائمًا هنا، إذا ما فر جوادك.. سيعود لك بمائة أخرى.. إذا ما تاهت خطواتك سيمنحك "البوصلة".. إذا ما تلعثمت كلماتك.. سيعضد حجتك.. إذا ما اشتدت كُربتك سيدهشك جبره وعطاؤه.. شق البحر واستدعى أشلاء الطير وأنطق الطفل وعلم الأمُي، لكيلا تقيد نفسك بحدود العقل عند الرجاء.. فاطلب كما تشاء.. فكل ما يُمكن أن تتمناه بين "الكاف والنون".


ليست حكاية "الفتاة" فقط هي نتاج التجربة، بل هناك رسائل أخرى تركها في تلك الحكاية صاحب توقيع "مما كتبت".. وهي أن في تلك المدرسة التي ينتمي إليها.. ترى "الإنسان" مرة.. لينًا كالنهر وأخرى صامدًا كالجبل، مرة.. عذبًا ومرة أجاجًا.. مرة قلمًا ومرة مسدسًا.. مرة ماءً وأخرى نارًا.. وهو.. وهم صادقون في الحالتين.. "إنما اللين للأهل.. والغلظة لمن يعاديهم". 
    
هذا السياج من الخير هو الذي يحمي ذلك الوطن.. سور كلما طالت أقدام الشياطين، زاد ارتفاعًا وصلابة.. جينات تُورث وثمة من يرويها لتُزهر ويفوح عبيرها.. أولياء في كل الأماكن وليس فقط تحت القباب.. لا يُرد سائل فيها طرق الباب رغم العوز.. لكننا بحاجة إلى أن نعيد قراءة تاريخها بالقلب لا بالعين.. أن نعيش داخل حكايتها.. ألا نتعجل بالمرور على العناوين والسطور فكلماتها ما كُتبت بمدادٍ ولكن بدماء وتضحيات.. فلله درك يا مصر يا سيف الضعيف.. يا درة فوق الجبين.

 





 

مقالات مشابهة

  • الرئيس العليمي وأعضاء مجلس القيادة يهنئون الرئيس السابق ”عبدربه منصور هادي” بالعيد
  • درب نفسك.. نماذج تدريبية لامتحان اللغة العربية للثانوية العامة
  • الخامس على الثانوية العامة 2023: حل أسئلة كثيرة قبل الامتحانات مهم جدا
  • م. حاتم الرومي يكتب: عمق الوعي البيئي والاقتصاد الوطني
  • "فاكر نفسك مين؟".. تفاصيل الشجار بين العسيلي ومسلم
  • كيف تحمي نفسك من ضربة الشمس خلال مناسك الحج؟
  • تامر أفندي يكتب: " رُتبة في الخير".. "مما قرأت"
  • امتحان اللغة العربية للثانوية العامة العام الماضي.. «درب نفسك على الأسئلة»
  • أمين الفتوى يوجه نصائح لمن لم يستطع الحج: حجوا من بيوتكم (فيديو)
  • وزير الزراعة يكتب عن الإرهاب على الطبيعة.. هذا ما قاله