صحيفة صدى:
2025-05-14@17:46:05 GMT

العودة الى الحياة

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

العودة الى الحياة

في مناسبة بهيجة حضرتها قبل عدة أيام لأناس عادوا الى الحياة ورأوا النور وانغرس الأمل في قلوبهم بعدما أظلمت الدنيا في أعينهم وأوصدت الأبواب في وجوههم ، حيث نبذهم القريب وخاف منهم البعيد ، هذه الفئة التي عادت إلى الحياة هم من بني جلدتنا وأبناء وطننا الحبيب ، غرر بهم شياطين الأنس حتى أوقعوهم في وحل المخدرات، ولكنهم ولله الحمد تم انتشالهم من مستنقع الإدمان الآسن إلى ضفاف الأنهار المشرقة، فما أجملها من لحظات عندما ترى متعافياً قد أعطي جرعات من الأمل بعد أن تم إنقاذه من هذه الآفة من خلال مراحل متعددة من العلاج البدني والنفسي والتأهيلي بعد أن عاش حينا من الدهر في التيه والضلال، وقد أغلقت أمامه كل الأبواب فتلقفه رفقاء السوء الذين أفقدوه عقله وجعلوه على هامش الحياة فأصبح عالة على أهله والمجتمع ووطنه بعدما كان عزيزا في قومه ، كانت بدايتها جرب ولن تندم وأغروه بالسعادة الوهمية حينما قالوا له سوف تكون أسعد الناس على وجه الأرض، وهكذا تعاطى حبة بعد حبة حتى تمكن منه ذلك الشبح وانقض على جسده وتمكن منه ، فاحتار ماذا يفعل؟! لم يكن في مخيلته إلا إكمال مابدأه لأنه يرى فيه نجاته كلما تعاطى ذلك المخدر شعر بالسعادة المزيفة، وبسبب إدمانه فقد وظيفته وتفككت أسرته وازداد الحال سوءا ونكص على عقبيه فأصبح هائما على وجهه بلا عقل ، وجسد بلا روح يغدو ويروح تائها لايعرف الأيام ولا جماليات الحياة مايعرفه فقط هو ذاك المخدر الذي تعلق به وما علم أن ذلك دماراً وضياعا وبؤسا ونكداً في حياته ، فلا هم له سوى البحث عن هذا المخدر بأي وسيلة حتى بلغ به إلى أن يبيع كل مايملك حتى يحصل عليها في بيئة سوداء قاتمة ورفقاء سوء يعززون له تلك الفكرة ، فترك قيمه الاجتماعية والإسلامية، وابتعد عن ربه وما يقربه إليه فتلقته الشياطين حيرانا فهو فريسة سهلة لهم ، فصار متعدي الضرر ليس بإرادته فهو إنسان لطيف على الفطرة ولكن ما يأخذه من مخدر أورثه تلك العدائية ، والإضرار بالغير، وعلى الرغم من التأثير الكبير لهذه الآفة إلا أنه كان يبحث عن سفينة النجاة متى ستبحر ويركب معها إلى بر الأمان ، فيقذف الله في قلبه الهداية ويسخر له الدلالة ويمكن له من يحتويه، فكان هذا التفكير هو البداية القويمة لتصحيح مساره وانفراج كربه .

حينما حضرت تلك المناسبة لجمعية إشراقة بالرياض المشاركة في مبادرة تكاتف التي كانت استجابة للحملة الوطنية لتعزيز حصانة المجتمع ضد آفة المخدرات ودشنت تلك المبادرة من أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر وكانت بمشاركة وتكاتف الجمعيات: عناية وإشراقة ووعي والمجلس التخصصي للجمعيات الصحية والجمعية السعودية لعلاج الإدمان وبمباركة ودعم من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، تلك المبادرة احتضنت ذلك المدمن وأشعرته بالحنان وأن الحياة جميلة ومفعمة بالحب والعطاء والعمل الصالح يقول بعض ممن ابتلي ونجح في الإقلاع عن هذه الآفة بفضل من الله عز وجل ثم بالجهود المبذولة ماكنت أتوقع أن هناك من يحبني ويحتويني، ماكنت أتوقع أن أخرج من تلك البراثن والحياة السيئة ،هذا المريض قد خضع لبيئة آمنة مدتها ستة أشهر تنقل فيها بين أخصائي نفسي وسلوكي واجتماعي وأسري وزرع للقيم الإسلامية وعاش في بيئة آمنة تأتيه النكسة (الرغبة الجامحة للعودة للإدمان) ثم يعود لبر الأمان ذاق طعم العافية فلا رجعة بعد اليوم ، وهكذا ولد من جديد وبدأ في التعافي وعاد جسده كما خلقه الله بعد سحب السموم منه طبيا وتأهيله سلوكيا، وعاد إليه كل من نفر منه ، وبدأت عليه علامات السعادة والسرور فبعد أن كان عابسا منبوذا أصبح مبتسما ضاحكا مقرباً يعيش حياة كريمة ومستقيمة مع أسرته ومجتمعه ووطنه ، فحينما يقارن بين حياته قبل وبعد الشفاء تنسكب عبراته على ما مضى كيف كان رهينة مخدر أنهكه وجعل منه بؤرة فساد فيحمد الله على ما من عليه بالشفاء ولسانه يلهث بالشكر على ما سخرته له دولتنا الرشيدة ـ أيدها الله ـ من إمكانات ساهمت في علاجه وعلاج أبنائها عبر المراكز الطبية والبيئات الآمنة في الجمعيات غير ربحية ، وهنا تنتهي قصتنا برحلة ذلك البطل الشجاع الذي انطفأ النور في قلبه من مرض الإدمان إلى متعافٍ يشعر بالفخر لكونه أصبح إنساناً منتجاً و مفيدا لأهله وأمته بعد أن أصبحت المخدرات في شريط ذكرياته جزءاً من الماضى وكابوساً ودعه للأبد ، قصة جميلة سطرها متعافي بقوته وإرادته لاتسعه الأرض بمارحبت من الفرحة عندما عاد الى الحياة.
اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين من إدمان المخدرات واحفظ بلادنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

القوى الفلسطينية في ذكرى النكبة: متمسكون بالثوابت الوطنية ومقاومة الاحتلال

 

الثورة نت/

قالت القوى الوطنية والإسلامية، إن كافة القوى والفصائل متمسكة بثوابت وقرارات الإجماع الوطني، وفي مقدمتها حق العودة، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

وأكدت القوى الفلسطينية، في بيان صدر عنها اليوم الاثنين، في الذكرى السابعة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، على أن حق العودة إلى الديار والممتلكات، استنادًا إلى القرار الأممي (194)، هو حق طبيعي وتاريخي ومقدس لا يمكن المساس به، رغم استمرار الاحتلال في رفض تطبيقه، ورفضه الالتزام بأي من قرارات الشرعية الدولية، باعتباره كيانًا مارقًا.

وحذرت القوى من المحاولات الإسرائيلية المستمرة لمنع عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأراضي الفلسطينية، وتدمير المخيمات في إطار حرب شاملة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، من خلال تقويض حق العودة ومنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأكدت استمرار نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة من أجل إنهاء الاحتلال والاستعمار، وضمان حق العودة وتقرير المصير.

ودعت القوى الوطنية والإسلامية، إلى المشاركة الواسعة في الفعاليات المقرة إحياءً للذكرى الـ77 للنكبة، التي ستقام في مختلف محافظات الوطن ومخيمات اللجوء والشتات، وفي العديد من العواصم العالمية بمشاركة المتضامنين وأحرار العالم.

ووجهت التحية إلى الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، وإلى الأسرى المحررين داخل الوطن والمبعدين خارجه، مؤكدة ضرورة الوقوف إلى جانبهم.

وشددت القوى على ضرورة تضافر الجهود لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا، خاصة في قطاع غزة، واستمرار عدوان جيش الاحتلال وعصابات المستعمرين في الضفة الغربية، الذي طال مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس وغيرها، داعية إلى فرض العقوبات على الاحتلال ومحاكمته أمام المحاكم الدولية على جرائمه التي ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وحذرت من محاولات الاحتلال لشرعنة تسوية الأراضي في المناطق المصنفة (ج)، ومنع التسوية الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي وتوسيع الاستعمار، مؤكدة أن هذه السياسات العدوانية لن تغير الواقع القانوني والسياسي للأراضي الفلسطينية المحتلة، ولن تلغي حق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي المحتلة، وعاصمتها القدس.

مقالات مشابهة

  • فيرمينو يقترب من العودة إلى الدوري البرازيلي
  • عودة أكثر من 200 ألف سوداني من مصر طوعياً
  • القنصل العام لمحافظات جنوب مصر بأسوان يكشف عند عدد العائدين من مصر عبر العودة الطوعية
  • قنصل السودان بأسوان: المسيرات لم تؤثر على تزايد العودة من مصر
  • الأمانة تنذر 17 عامل وطن بالفصل / أسماء
  • الأمانة تنذر 17 عامل وطن بالفصل (أسماء)
  • الأمم المتحدة: مخلفات الحرب في سوريا تعوق تنقلات السكان الراغبين في العودة
  • القوى الفلسطينية في ذكرى النكبة: متمسكون بالثوابت الوطنية ومقاومة الاحتلال
  • 30 عامًا ضد اللوبي الصهيوني.. مسيرة ماجد الزير في العمل الفلسطيني بأوروبا
  • غزة..صرخة الحياة