السودان يواجه أسوأ أزمة نزوح للأطفال في العالم
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
دينا محمود (الخرطوم، لندن)
أخبار ذات صلةوسط توجيه المجتمع الدولي أنظاره بالكامل تقريباً صوب الوضع المتفجر في قطاع غزة، دخلت المعارك الدائرة بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع في السودان شهرها الثامن، في ظل تحذيرات من تفاقم الثمن الفادح، الذي يتكبده المدنيون من جراء تواصل القتال، الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 10 آلاف شخص، فضلاً عن تحويل ملايين آخرين، إلى نازحين أو لاجئين.
وانتقد خبراء ومحللون، تراجع اهتمام القوى الكبرى في العالم بهذا الاقتتال، مؤكدين أنه يمثل أزمة ذات أبعاد إقليمية ودولية، تستوجب تكثيف الجهود الرامية لإيجاد تسوية لها، لا سيما بعدما جعلت عدد المحتاجين لمساعدات، من سكان هذا البلد ذي الموقع الاستراتيجي في شمال شرق إفريقيا، يناهز 25 مليون شخص.
كما تسببت المعارك، وفقا للخبراء، في نشوب إحدى أسوأ أزمات النزوح واللجوء في العالم، خاصة بالنسبة للأطفال.
فقد أجبر القتال أكثر من 6 ملايين سوداني، على الفرار من ديارهم، ليصبح ما يزيد على 4.8 مليون منهم نازحين، ويتحول مليونا ومئتي ألف آخرين، إلى لاجئين إلى دول الجوار.
ويشكل الصغار نصف النازحين واللاجئين السودانيين، بما دفع منظمة «اليونيسف» المعنية بحماية الطفولة في العالم إلى التحذير من أن الصراع الحالي في السودان، أحدث «أكبر أزمة نزوح للأطفال» في العالم بأسره.
كما أدى إلى أن يصبح قرابة 14 مليون طفل في مختلف أنحاء البلاد، بحاجة لمساعدات إنسانية، بما يشمل الغذاء والمأوى وخدمات الرعاية الصحية.
ويزيد من حدة هذه الأزمة الإنسانية، اضطرار أكثر من 70% من مرافق الرعاية الصحية في السودان لإغلاق أبوابها على وقع استمرار القتال، وذلك في وقت يُخشى فيه من تفشي وباء الكوليرا في مناطق متضررة بالمعارك، وعلى رأسها ولايتا الخرطوم وجنوب كردفان، وسط مخاوف من خروج الوباء عن نطاق السيطرة، كما قال مارتن جريفيث منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.
إلى ذلك، وبحسب إحصاءات أوردتها الأمم المتحدة، أخيراً، فإن من بين 19 مليون طفل في السودان، فقد نحو 6.5 مليون طفل إمكانية الوصول إلى المدرسة بسبب تزايد العنف وانعدام الأمن في مناطقهم، بعد أن أغلقت أكثر من 10 آلاف مدرسة أبوابها تقع في المناطق المتضررة إثر النزاع. يأتي ذلك بينما ينتظر أكثر من 5.5 مليون طفل ممن يقيمون في مناطق أقل تأثراً بالصراع قرار السلطات المحلية بإعادة فتح الفصول الدراسية في ظل الوضع الراهن.
وفي تصريحات نشرها موقع «أتلانتا بلاك ستار» الإلكتروني، حذر المحللون، من أن تحركات المجتمع الدولي، وفي القلب منه الولايات المتحدة، لم تحرز حتى الآن تقدماً يُذكر على طريق إقناع طرفيْ الأزمة بالتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإن كانوا قد أشاروا إلى تعهد الجانبين قبل أيام، بتحسين إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها في المناطق المنكوبة بالقتال في السودان.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السودان أزمة السودان الجيش السوداني الدعم السريع قوات الدعم السريع فی السودان ملیون طفل فی العالم أکثر من
إقرأ أيضاً:
السودان: توثيق أكثر من الف وثلاثمائة حادثة اغتصاب بمناطق سيطرة “الدعم السريع”
الجديد برس|
ذكرت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان، أنه تم توثيق “1385 حالة اغتصاب” ارتكبت في مناطق تسيطر عليها “قوات الدعم السريع”، منذ أبريل 2023 وحتى مايو 2025.
وقالت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، سليمى اسحق، إن “آخر إحصائية جديدة لحالات الاغتصاب الموثقة بلغت 1385حالة بينهن 204 قاصرات”، مؤكدة أن “جميع هذه الجرائم ارتكبت في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع”.
وكشفت اسحق عن تقديم الخدمات الصحية للضحايا في ولايات: الخرطوم، الجزيرة، سنار، شمال وغرب كردفان، وولايات دارفور، منذ أبريل 2023 حتى مايو الجاري”.
وأضافت أن “العنف الجنسي المرتبط بالنزاع يصل إلى نسبة 98%”، مشيرة إلى أنه “جزء من أسلحة الحرب التي تستخدمها الدعم السريع”.
وأشارت إلى “وجود حالات اغتصاب لفتيات ونساء من أفراد نظاميين أو أفراد مسلحين وأيضا بواسطة مدنيين مسلحين نتيجة لانتشار السلاح والانفلات الأمني”.
ووثق خبراء حقوق إنسان مستقلون “ما لا يقل عن 330 حالة عنف مرتبط بالنزاع في السودان في عام 2025 لوحده”، حيث يعتقد أن العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب التردد في الإبلاغ.