البرلمان الألماني يناقش مقترح الاعتراف بإسرائيل كشرط لمنح الجنسية
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
من المقرر أن يناقش البرلمان الألماني (البوندستاغ)، الجمعة المقبل، مشروعي قانونين يدعمان وجود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحسب وثيقة نشرها البرلمان الألماني، فإن المشروع الأول يقترح فرض عقوبات أشد على التعبير المزعوم "المعادي للسامية"، أما الثاني فسيشترط جعل منح الجنسية (المواطنة) مرتبطة بالاعتراف بوجود "إسرائيل"، وعدم نقدها كدولة محتلة.
الجهة التي قدمت المشورعين، هما بحسب الوثيقة، المجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي.
ويرى المشروع الأول بأنه من "غير المقبول" الترويج لحماس ومعاداة السامية، و"إنكار حق إسرائيل في الوجود علنا في المظاهرات، وأن يتم الدعوة إلى تدمير دولة إسرائيل".
وستطالب بموجب هذا الاقتراح إلى "زيادة العقوبات على إحداث الفتنة"، التي عرفتها المجموعة بأنها "العقوبة على إنكار حق دولة إسرائيل في الوجود والدعوة إلى إلغائها".
أما بخصوص المشروع الثاني، فهو يدعو إلى ضرورة إجراء تغييرات على قانون الإقامة واللجوء والجنسية في ألمانيا من أجل "توفير حماية أفضل" لليهود أمام انتشار معاداة السامية.
وتهدف المجموعة البرلمانية إلى إدخال شرط في قانون الإقامة في البلاد ينص على أن الجريمة المعادية للسامية لا تؤدي فقط إلى طرد مرتكب الجريمة المزعوم، بل تؤدي أيضا إلى عقوبة بالسجن لمدة 6 أشهر مع الحرمان من الحماية الإنسانية أو فقدانها في ألمانيا، وفقا لنص المشروع.
وسيعتمد حصول اللاجئين أو طالبي اللجوء أو المهاجرين على الجنسية الألمانية "على الالتزام بحق إسرائيل في الوجود والإعلان بأن طالب التجنس لم يتابع أو يتابع أي مساعي موجهة ضد وجود إسرائيل".
يأتي ذلك في الوقت الذي تضغط فيه وزارة الداخلية الألمانية على المنظمات الإسلامية في أراضيها من أجل "إدانة واضحة" لعملية طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال الجنسية معاداة السامية المانيا الاحتلال معاداة السامية الجنسية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عربات جدعون: معركة الوجود والهوية
(عربات جدعون) توراتية الاسم والمضمون وعنصرية القتل، ليست إلا فصلًا إضافيًا للإبادة في محرقة غزة، يراد منها التهجير وكسر الإرادة. لكن غزة، كما عهدناها، عصيّة على الانكسار. بشعبها المقاوم، ووعيها المتجذر، تسدّ ثغرة الأمة في الدفاع عن فلسطين ومقدساتها. الأرض تُحمى بالوجود، والوجود يُصان بالصمود. نتنياهو، بتطرّفه اليميني، نسف أي مسار تفاوضي وضحى بأسراه، وعليه أن يترقب اشتعال الضفة والقدس والداخل، فضلًا عن انتفاضات أحرار العالم. إنها معركة هوية وأرض، وغزة وفق تاريخها، شوكة دائمة في حلق المشروع الصهيوني، وجسر عبور إلى التحرير الشامل (ولتعلمن نبأه بعد حين).
بين ركام البيوت في غزة، وتحت قصف لم يعرف هدنة منذ سبعة أشهر، أعلنت إسرائيل عن بدء عملية “عربات جدعون” كحلقة جديدة في مشروع الإبادة والتهجير القسري، بإسناد أمريكي مباشر وتواطؤ إقليمي، في محاولة لإعادة إنتاج النكبة بصيغة أشد بشاعة، تطال البشر والحجر والوعي. ليست “عربات جدعون” مجرد عنوان عسكري لعملية اجتياح، بل هي جزء من خطة استراتيجية لإخضاع غزة وإفراغها، والتمهيد لفرض سيناريوهات الوطن البديل وخرائط جديدة للمنطقة.
هذه العملية، التي تأتي في ظل عنجهية (نتنياهو) بإغلاق المسار التفاوضي، وانكشاف هشاشة الجيش الإسرائيلي أمام صمود المقاومة، لا يمكن فصلها عن السياق الإقليمي والدولي العام. فالدور الأمريكي، ومن خلفه تحالفات النفط والتطبيع، أعاد تشكيل أجندته تحت لافتات “الاستقرار” و”إعادة الإعمار”، بينما الهدف الحقيقي هو سحق الإرادة الفلسطينية، وفرض وقائع تقسيمية ونهائية، تتجاوز حدود غزة إلى الضفة والقدس والداخل.
في المقابل، تقف غزة، كما عهدناها، عصية على الانكسار. بالمقاومة، بالإيمان، بالوعي العميق بأن هذه الأرض لا تُحمى إلا بالوجود، ولا يُصان الوجود إلا بالصمود. فالشعب الفلسطيني، في وجه هذه العربة الحديدية التي يقودها نتنياهو بعنجهية التطرف، يدرك أن الثمن كبير، لكن التراجع مستحيل، لأن البديل هو الاجتثاث.
وفيما يلهث الاحتلال نحو تصدير نصر مزيف عبر اجتياح بري متهور، تبدو الضفة والقدس والداخل المحتل على صفيح ساخن، وقد تشتعل في أية لحظة. فهذه المعركة لم تعد تخص غزة وحدها، بل باتت معركة هوية ووجود لكل فلسطين، بل وللمنطقة بأسرها. هي معركة إعادة تعريف “العدو”، وكشف زيف المشاريع التي تُطرح بلغة الإنسانية لكنها تُنفذ بأدوات التطهير العرقي.
ومع تصاعد العزلة الدولية لإسرائيل، وتراجع ثقة جمهورها بجيشها، وظهور ملامح نظام عالمي متعدد الأقطاب بقيادة الصين وروسيا، فإن ثمة نافذة استراتيجية بدأت بالتشكل. لكنها تحتاج لإرادة فلسطينية سياسية موحدة، ورؤية عربية جريئة تخرج من مربع الصمت إلى الفعل.
إن مواجهة “عربات جدعون” تتطلب تحركًا على مستويين:
1. الوطني الفلسطيني: عبر تثبيت الرؤية الجامعة، وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية، واستعادة القرار الوطني المستقل، ورفض مشاريع الانقسام السياسي والجغرافي.
2. الإقليمي والدولي: من خلال رفض أي صيغ للتطبيع مع الاحتلال، وتعزيز الاصطفاف مع القوى المناهضة للهيمنة الأمريكية، واستثمار التحولات في الرأي العام العالمي، وتوسيع الجبهة الداعمة لفلسطين شعبيًا ورسميًا.
ما يجري اليوم في غزة ليس معركة عابرة، بل فصل مفصلي في مشروع “إسرائيل الكبرى”، التي تسعى لفرض واقع جديد بالقوة، تحت غطاء دبلوماسي مموّه. لكنها، كما التاريخ يُثبت، ستصطدم دومًا بجدار غزة: الإنسان، والكرامة، والإيمان بأن الأرض لا تُؤخذ إلا من شعب خانع، وشعبنا ليس كذلك.
ستبقى غزة الجسر، لا الممر. والسد، لا الثغرة. وستبقى، كما كانت، قبرًا لكل مشاريع الإبادة، وشرارة لكل مشروع تحرير.
* رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات