الجارديان: بوتين يتهم واشنطن بعرقلة فرص السلام في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
سلط مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على الكلمة التي ألقاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء أمام قمة تجمع «بريكس» والتي اتهم فيها الولايات المتحدة بعرقلة فرص السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف كاتب المقال باتريك وينتور أن الرئيس الروسي ألقي باللوم على واشنطن متهما إياها بأنها السبب في الصراع الحالي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والذي اندلع في السابع من أكتوبر الماضي، حيث أشار إلى أن السياسة الأمريكية أحادية القطب أسهمت في عرقلة التوصل لسلام حقيقي في الشرق الأوسط.
وأضاف الرئيس الروسي أن واشنطن نجحت في تقويض فرص السلام من خلال سعيها "لاحتكار الجهود الدبلوماسية لخدمة مصالحها الخاصة"، مؤكدا أن مصرع الآلاف من سكان غزة وتشريد مئات الآلاف الآخرين إلى جانب الكارثة الإنسانية في غزة تدعو إلى بالغ القلق.
وأضاف بوتين أنه نتيجة لتقويض جهود الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، فقد نشأت أجيال كاملة من الفلسطينيين ولديهم إحساس بغياب العدل فيما يخص قضيتهم.
وأشار المقال إلى أن أحد عشر دولة من الدول الأعضاء في بريكس شاركت في الاجتماع الذي عقد عبر الفيديو كونفرنس برئاسة سيريل رامافوزا رئيس دولة جنوب أفريقيا.
ولفت إلى أن تلك التصريحات تأتي في وقت يبذل فيه وزراء خارجية الدول العربية جهودا حثيثة في العديد من عواصم العالم من أجل التوصل إلى قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ووقف ما وصفوه بانتهاكات القانون الإنساني الدولي.
ونوه المقال إلى أن تلك المواقف والتحركات من جانب تجمع بريكس والدول العربية تمثل إحدى حلقات الرفض لازدواجية معايير الولايات المتحدة والتي ترفض وقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والذي تسبب حتى الآن في مقتل ما يقرب من 13، 000 من المدنيين العزل، طبقا لما ذكرته وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أطلق الأسبوع الماضي نداء لإسرائيل يطالبها بهدنة إنسانية إلا أن وزراء الخارجية العرب لم يقنعوا بذلك النداء ويطالبون بقرار صريح من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار.
وأوضح المقال في الختام أن العديد من الدول الأعضاء في بريكس والتي شاركت في الاجتماع أعربت عن اعتقادها أن توسع تجمع بريكس أسهم في تعزيز قدرته على مواجهة مجموعة الدول الصناعية السبع.
اقرأ أيضاًبوتين: نشكر جهود الرئيس السيسي لإرسال مساعدات للفلسطينيين في غزة
السيسي وبوتين يتفقان على تكثيف الجهود الدولية للوقف الفوري لإطلاق النار بغزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس الروسي بوتين فلاديمير بوتين غزة بريكس الدول الصناعية السبع فی الشرق الأوسط من الدول إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
من جبال طاجيكستان إلى ضفاف الخليج، تعود لغة السلاح لتعلو فوق دبلوماسية الغموض. وفي تصريح حمل نذر الشر.
قال رئيس أركان الجيش الإيراني خلال لقائه قائد الجيش الطاجيكي: «إيران جاهزة لأي معركة قادمة، وأمريكا وإسرائيل لا عهد لهما»، هكذا تعلن طهران بصراحة أن المنطقة ليست على حافة الحرب، بل تقف بالفعل على حافتها.
رقعة الشطرنج: الشرق الأوسط كمتاهة نزاعاتفي الجغرافيا السياسية لا مكان للفراغ، وكل انسحاب، هو تقدم لخصم آخر. والشرق الأوسط، منذ قرن كامل، لم يكن إلا ساحة تصادم مصالح بين إمبراطوريات قديمة وجديدة، لكن اليوم لم يعد الصراع على موارد أو طرق ملاحية فحسب، بل بات صراع هويات وتحالفات تتقاطع وتتناقض مع كل شروق.
من حرب يونيو (حزيران ) إلى صفقات التطبيع، ومن غزّة إلى مضيق هرمز، من اليمن إلى كردستان، تتشظّى الرقعة واللاعبون لا يتوقفون عن تحريك بيادقهم. وإذا كان القرن العشرون قد شهد الحرب الباردة على الأرض العربية، فإن الحاضر يشهد صراع "الخصوم المتقاطعين" و"التحالفات المؤقتة" في شرق أوسط بلا ثوابت.
إيران: من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباكإيران باتت تخرج من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباك، ضمن عقيدة عسكرية هجومية مغطاة بعباءة ثورية، تصريحات رئيس الأركان الإيراني تأتي في توقيت حرج، «تصعيد في الجنوب اللبناني، اختناق أمني في غزة، ضربات في سوريا والعراق، واحتقان إقليمي تقوده تل أبيب وواشنطن ضد "الهلال الشيعي»، كما يسمونه.
إسرائيل: هروب إلى الأمام أم ترتيب للمواجهة الكبرى؟إسرائيل الغارقة في أزماتها السياسية والقضائية تبحث عن نصر تكتيكي يرمم صورتها الردعية بعد فشلها في غزة، وتدفع واشنطن نحو مواجهة إيرانية تُغلف بخطاب "التهديد النووي"، لكنها تعرف أن ضرب إيران يعني اشتعال الجبهات من اليمن إلى لبنان، مع آلاف الصواريخ على الجليل والساحل المحتل.
«طاجيكستان».. ما وراء الرسائل الجيوسياسية؟أن تصدر هذه التصريحات من «دوشنبه» ليس تفصيلاً. فطاجيكستان، على تخوم أفغانستان، تقع في منطقة نفوذ صيني- روسي حساس. تنامي التعاون العسكري مع إيران يعني بناء جبهة جديدة في ظهر الحلف الأمريكي، وتكريس لحظة فارقة في شبكة التحالفات بين طهران وموسكو وبكين في قلب آسيا.
«أوروبا».. التردد السياسي وسط اضطراب المصالحأما أوروبا، فتمضي على حد السكين، تخشى انفجارًا جديدًا في الشرق يهدد أمنها الطاقي واللاجئين، لكنها عاجزة عن رسم سياسة مستقلة بعيدًا عن الرغبة الأمريكية. برلين وباريس تراقبان المشهد اللبناني والسوري بقلق، وتحاولان الحد من الانفجار الكبير عبر رسائل خلف الكواليس، لكن بدون أدوات ضغط حقيقية.
«لبنان وسوريا».. الجبهتان المنسيتان في قلب العاصفة.لبنان مرشح للانفجار في أي لحظة، حزب الله، الذي يُعد رأس الحربة في أي رد إيراني، بات جاهزًا لخوض معركة لا يريدها لكنه لا يتردد إن فرضت. الغارات الإسرائيلية تتكثف في الجنوب والضاحية، وتحركات الحزب تتوسع من الجليل إلى الجولان. أما سوريا، فهي الحلبة الصامتة التي تحتمل اشتعالًا مفاجئًا.
القصف المتكرر على مطارات دمشق وحلب ومحيط دير الزور هو رسالة واضحة بأن تل أبيب تعتبر الأرض السورية امتدادًا لجبهة الحرب المقبلة، بينما طهران تعيد تموضع قواتها على الأرض.
هل الحرب قادمة؟ قراءة في الاحتمالاتمواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل «قائمة»، لكنها مؤجلة ما لم تُفتح جبهة فجائية تشعل الإقليم دفعة واحدة.
تصعيد بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق، هو السيناريو الأقرب، عبر ضربات متبادلة ورسائل دموية دون مواجهة شاملة.
خليج محتقن وتوازنات هشة، «الرياض وأبوظبي» تراقبان عن كثب، وتلعبان على توازن بين الحوار مع طهران والتنسيق مع واشنطن
وفي الختام «الجغرافيا لا ترحم من يجهل التاريخ»، فالشرق الأوسط ليس مجرد رقعة شطرنج، بل متاهة من اللهب، تحكمها ذاكرة ملتهبة وخرائط متحركة. كل لاعب يتوهم أنه يمسك بالخيوط، لكنه غالبًا ما يكون جزءًا من خيط خفي في يد قوة أكبر، والحرب قد لا تقع غدًا، لكنها تُطبخ على نار هادئة، والجميع يتهيأ للانفجار الكبير!!
كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]
اقرأ أيضاً«عبد العاطي» يستعرض مع سيناتور أمريكي جهود مصر لدعم الاستقرار بالشرق الأوسط
أستاذ علوم سياسية: «الشرق الأوسط الجديد» يُعيد رسم خريطة الإقليم لصالح إسرائيل