ميقاتي في ذكرى الإستقلال: للإسراع بانتخاب رئيس والإلتفاف حول الجيش
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن "الاستقلالُ تحقَّقَ فعليًّا عندما انتصر اللبنانيون لدستورِهم وميثاقِهم الوطني، وهكذا، بعد ثمانينَ من الأعوامِ التي خاضَ فيها الوطنُ كثيرًا مِنَ المحن القاسية، ما زال التمسُّكُ بالدستورِ الناظمِ لحياتِنا السياسية، والتشبُّثُ بميثاقِ العيش المشترك الراعي لوجودِنا الوطني، السبيلَ الوحيد لتجديد الاستقلالِ".
وجدّد "الدعوةَ إلى الإسراعِ في انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية يعيدُ انتظامَ دورةِ الحياة إلى جسدِ الدولةِ المنهَك"، كما جدد "الدعوة إلى الالتفاف حول الجيش، وصَوْنِ حضورِه ومؤسسته، كما سائر القوى الأمنية التي نحييها على الدورِ الذي تقومُ به لحفظ أمن الوطن والمواطنين". وكان رئيس الحكومة يتحدث خلال رعايته ظهر اليوم حفل ذكرى الاستقلال والاعلان عن اطلاق متحف الاستقلال في قلعة الاستقلال في راشيا الوادي. حضر الحفل الوزراء السادة: محمد وسام مرتضى، عباس الحلبي ،جورج بوشيكيان، ناصر ياسين، النائبان وائل بو فاعور وغسان سكاف، قائد الجيش العماد جوزيف عون، عقيلة رئيس الحكومة السيدة مي ميقاتي، السيدة منى الياس الهراوي، نائبة رئيس "مؤسسة الوليد بن طلال" التي تولت ترميم القلعة وانشاء متحف الاستقلال الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، وشخصيات سياسية واجتماعية وقضائية وروحية وعسكرية وفاعليات. كلمة رئيس الحكومة وفي المناسبة ألقى رئيس الحكومة الكلمة الآتية:
أيها الحفل الكريم
تُطِلُّ علينا الذِّكرى الثمانونَ للاستقلال، ووطنُنا في مهبِّ عواصفَ عاتية، داخليّةٍ وخارجيّة، تتمثَّلُ في أزْمتَيْهِ السياسيةِ والاقتصادية، وفي عبءِ النزوحِ الرّازِحِ على صدور مدنِه وقُراه، وفي العدوانِ الإسرائيلي المتمادي على الجنوبِ القريبِ من هنا، وعلى غزةَ المقيمةِ في كلِّ وجدانٍ حيٍّ وضميرٍ إنساني شريف.
لكنَّ اللبنانيين، حكومةً وشعبًا، وبرَغْمِ كل الظروف، مصرون على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحريةِ والسيادةِ والوحدةِ الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسِهم مِن رجاءٍ بغدٍ أفضل باذن الله.
ولأنَّ المتأمِّلَ في التاريخ يُشْبِه مَنْ يحفِرُ في الأرضِ أساساتٍ عميقة، ليبني فوقَها صرحًا يعانقُ الفضاء، نسترجعُ في هذه القلعة العابقة بتاريخ الاستقلال أحداثَ تشرين الثاني من العام 1943، التي انطلقَتْ شرارتُها الأولى مِن تمسكِ اللبنانيينَ بدستورهم المعدّل، بعدما أُلغِيَت منه النصوصُ المتعلقة بالانتداب، لنكتشفَ أنَّ معركةَ الاستقلال ما كانَتْ لتُثْمِر، لولا اتّحادُ المواطنينَ خلفَ دولتِهم بقيادة الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح، رحمهما الله، اللَّذَينِ اعتقلَهما الانتدابُ، وجاءَ بهما مع سائرِ رجالاتِ الاستقلال إلى قلعةِ راشيّا، وفي ظَنِّهِ أن أسْرَهم سيُطْفئُ الحراكَ الوطنيَّ، الشعبيَّ والرسميَّ المنادي بالحرّيَة.
لكنَّ الثورةَ التي اندلَعَتْ في بيروتَ وطرابلس وسائرِ المناطق، وحناجرَ المواطنين وهي تردِّدُ بصوتٍ واحد: "بَدّنا بشارة، بدّنا رياض"، والتفافَ الشعبِ بكامل فئاتِه وأطيافه حولَ حكومة بشامون، كلُّ ذلك... معًا... أدّى إلى إنجازِ الاستقلالِ المنشود.
الاستقلالُ إذًا، تحقَّقَ فعليًّا عندما انتصر اللبنانيون لدستورِهم وميثاقِهم الوطني. وهكذا، بعد ثمانينَ من الأعوامِ التي خاضَ فيها الوطنُ كثيرًا مِنَ المحن القاسية، ما زال التمسُّكُ بالدستورِ الناظمِ لحياتِنا السياسية، والتشبُّثُ بميثاقِ العيش المشترك الراعي لوجودِنا الوطني، السبيلَ الوحيد لتجديد الاستقلالِ. وهذا يستدعي منا أمرين: أن نسعى دائمًا إلى حِفظِ الدولةِ، كيانًا ومؤسسات، وأن نبحثَ باستمرارٍ عن المساحاتِ المشتركة التي تؤَمِّنُ المناخَ الأفضلَ لنموِّ المواطنة.
أما الدولةُ، فلقد أثبتت التجاربُ أنها وحدَها الحِضْنُ الجامعُ للبنانيين، فلا ينبغي التفريط بعمل مؤسساتِها ولا باستحقاقاتِها، ولا سيما رئاسة الجمهورية التي تجاوز الفراغ فيها عامَه الأول. ولقد كان يجدر بنا أن نقيم احتفالًا بالاستقلال، مَهيبًا، على الصورةِ المعتادةِ كلَّ عام، لولا شغورُ سدّةِ رئاسة الجمهورية .
مِن هنا نجددُ الدعوةَ إلى الإسراعِ في انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية يعيدُ انتظامَ دورةِ الحياة إلى جسدِ الدولةِ المنهَك. كما نجددُ الدعوة إلى الالتفاف حول الجيش، وصَوْنِ حضورِه ومؤسسته، كما سائر القوى الأمنية التي نحييها على الدورِ الذي تقومُ به لحفظ أمن الوطن والمواطنين.
السيدات والسادة
عوضَ العرض العسكري التقليدي في ذكرى الاستقلال،يستمرُ على حدودِنا الجنوبية عدوانٌ عسكريٌّ تشعلُه إسرائيل، التي لم تشبع آلتُها التدميريةُ بعد من لحوم الأطفالِ ودماءِ النساء وآهاتِ الشيوخ في غزةَ الجريحة. وهنا أكرر ما قلتُه في مؤتمر القمة العربية- الاسلاميةِ قبل أيام: نحن شعبٌ يريد السلام ويحبُّ ثقافة السلام. لكننا لا ولن نرضى بانتهاك سيادتِنا والاعتداء على حقوقِنا، وإلا فما معنى الاستقلال إذًا؟
إن على المجتمع الدولي أن يردع إسرائيلَ عن عدوانِها وانتهاكها الصارخ للمواثيق والقرارات الدولية وحقوق الإنسان، وعن استمرارها في ارتكاب المجازر والإباداتِ الجماعيةِ، وآخرها جريمة اغتيال الاعلاميين ربيع معماري وفرح عمر بالامس وقبلها المصور الشهيد عصام عبدالله ، وأن يبادرَ هذا المجتمع الدولي الى وضعِ حلٍّ سياسي يؤدي إلى إعطاءِ الفلسطينيين حقوقَهم كاملةً غيرَ منقوصةٍ، في دولتِهم المستقلة وعاصمتُها القدسُ الشريف.
السيدات والسادة، الاستقلالُ ليس ذكرى، بل حقيقةٌ تُعاشُ كلَّ يوم. فلعلَّ متحف الاستقلال، برعايتك سيدة منى رياض الصلح، يكون صورةً عن عيش الاستقلال كما يريدُه لنا وطنُنا ونريدُه نحن له.وفي هذه المناسبة المجيدة،لا بد من ان أتوجه مجددا بتحية تقدير واجلال الى الجيش، قائدا وضباطا وافرادا، هذه المؤسسة هي سياج الوطن وحامية الاستقلال، وبها تكبر قلوبنا وتطمئن نفوسنا الى الحاضر والمستقبل.
حضرة قائد الجيش العماد جوزيف عون، الاخ العزيز، ان جهودك ورعايتك الابوية ، التي كنت شاهدا عليها،حمت المؤسسة العسكرية وصانتها من العواصف وهي محل تقديرنا جميعا، وتؤمن استمرارية استقرار الجيش ودوره.
عشتم، عاشت ذكرى الاستقلال يمن عام إلى عام، وعاش لبنان.
محطات وقبيل توجهه الى قلعة الاستقلال كانت لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة محطات بدأها في منطقة مجدل عنجر، حيث أقيم له إستقبال شعبي حاشد وسط حضور عدد من السياسيين والفاعليات. كذلك، زار رئيس الحكومة ووزراء الصناعة جورج بوشكيان، التربية والتعليم الحالي عباس الحلبي والبيئة ناصر ياسين، دار الفتوى في البقاع الغربي وزحلة حيث كان في استقباله مُفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي ومفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي. كما كان في استقبال الرئيس ميقاتي النواب السادة: بلال الحشيمي، ينال الصلح، وائل بو فاعور، ياسين ياسين والنائب السابق محمد القرعاوي وعدد من رؤساء البلدات وقُضاة الشرع. بعد ذلك اقيم للرئيس ميقاتي استقبال حاشد في قاعة ازهر البقاع، القى خلالها مُفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي كلمة رحب فيها بالرئيس ميقاتي بين أهله وإخوانه. كما أثنى على الجهود الوطنية لرئيس الحكومة في اصعب مرحلة من تاريخ لبنان. بعد ذلك زار رئيس الحكومة دار الفتوى في راشيا حيث استقبله مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي وحشد من المشايخ. وقال المفتي مرحبا برئيس الحكومة:نحن على يقين بأن غيرتكم على لبنان واهله وناسه امر محمود ومشكور امام التطورات في المحيط، وبحكمتكم نحن على ثقة بأن لبنان سيعود افضل من السابق. بعد ذلك انتقل رئيس الحكومة الى القاعة العامة في راشيا حيث اقيم له استقبال شعبي وكشفي حاشد والقيت كلمات نوهت بدوره الوطني وعزمه على مواجهات الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الوطن. ثم انتقل رئيس الحكومة الى قلعة راشيا حيث كان في استقباله قائد الجيش العماد جوزيف عون، على وقع موسيقى الجيش. وفي جناح الاستقلال، في مقر قيادة كتيبة المشاة الثامنة في الجيش( موقع راشيا) دوّن رئيس الحكومة الكلمة الاتية: نزور هذه القلعة الشامخة لنؤكد ان جدرانها التي جمعت كلمة اللبنانيين ستبقى في وجدان كل لبناني. بها تم الاستقلال، وبالكلمة الواحدة والموقف الواحد، يكون السبيل الوحيد لخلاص لبنان من كل ازمة يمر بها. تحية اجلال للجيش حامي الوطن. كل عيد استقلال ولبنان بألف خير".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس الحکومة
إقرأ أيضاً:
رئيس الشيوخ: المجلس بيت الخبرة التشريعية للدولة.. وسنواصل ترسيخ الديمقراطية وبناء الوطن
ألقى المستشار عصام الدين أحمد فريد، رئيس مجلس الشيوخ ، كلمة عقب انتخابه رئيسًا للمجلس، أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره لأعضاء المجلس على الثقة التي أولوه إياها بانتخابه لرئاسة هذا المجلس العريق، مؤكدًا أن المنصب يمثل شرفًا كبيرًا ومسؤولية وطنية جسيمة، داعيًا الله أن يوفقه في أداء الأمانة وأن يكون عند حسن ظن الأعضاء به.
وهنأ رئيس المجلس ، الأعضاء جميعًا على فوزهم بعضوية مجلس الشيوخ، سواء بثقة الناخبين في الانتخابات أو بثقة رئيس الجمهورية في التعيينات، مشيرًا إلى أن المجلس يمثل أحد أعرق المؤسسات البرلمانية في المنطقة، إذ تجاوز عمره القرنين، ليكون أول مجلس نيابي في إفريقيا والشرق الأوسط.
وقال المستشار عصام فريد إن مصر – قيادةً وشعبًا – تعي مكانة مجلس الشيوخ ودوره في دعم الحياة النيابية والسياسية، مشيرًا إلى أن الوطن بُني من جديد على أسس قوية من البنية التحتية والمشروعات القومية التي أسهمت في رفع تصنيف مصر في مؤشرات التنمية، وتهيئة البيئة للنهوض بالزراعة والصناعة والتجارة وتحقيق حياة كريمة للمواطنين في مختلف المجالات.
وأكد أن ما تحقق من إنجازات داخلية جاء رغم التحديات ومحاولات الهدم، بفضل وعي الشعب وإرادة الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطلق مبادرات رئاسية غير مسبوقة في مجالات الصحة والتعليم والتكنولوجيا والتنمية الاجتماعية.
وأضاف رئيس مجلس الشيوخ، أن مصر أثبتت على الصعيد الإقليمي والدولي أنها قوة عاقلة تملك القدرة وتختار الحكمة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية حافظت على أمنها القومي غربًا وجنوبًا، وتمسكت بحقوقها التاريخية في مياه النيل، وانتهجت سياسة السلام والاحترام المتبادل في علاقاتها الخارجية.
وتوقف المستشار عصام فريد أمام الموقف المصري من العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدًا أن مصر اتخذت موقفًا مشرفًا تمثل في إدانة العدوان ورفض تهجير الفلسطينيين، والتمسك بحل الدولتين، وإدخال المساعدات الإنسانية، حتى تحقق الاتفاق التاريخي الذي أنهى الحرب بجهود مصرية خالصة شهد لها العالم خلال قمة شرم الشيخ للسلام.
وأشار رئيس مجلس الشيوخ، إلى أن الدستور أولى المجلس اختصاصات رفيعة، وجعله بيت الخبرة التشريعية والفكرية للدولة المصرية، حيث نصت المادة (248) على دراسة ودعم دعائم الديمقراطية، وعلى رأسها الانتخابات والأحزاب والمجتمع المدني، وتمكين المرأة وإشراك الشباب، إضافة إلى تعزيز السلام الاجتماعي ومبادئ المواطنة ومكافحة الإرهاب.
واختتم المستشار عصام فريد كلمته بالتأكيد على أن مهمة المجلس عظيمة وتتطلب عزيمةً وإخلاصًا، داعيًا الأعضاء إلى العمل بروح الفريق، دون موالاة أو محاباة، ابتغاء وجه الله ومصلحة الوطن، مؤكدًا ثقته في أنهم سيؤدون رسالتهم على أكمل وجه.
وقال في ختام كلمته: «إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا»، داعيًا الله أن يوفق أعضاء المجلس لما فيه خير مصر ورفعة شأنها.