"العوني الزاوية"... فقيه مغربي عصامي كان يرعى الغنم نهارا ويتعلم في المساء من أخواله
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
شَيَّعَ أمس الأحد بتمارة مئات المُواطنين الفقيه المَغْربي “العَوني الزاوية”، الذي تُوفي السبت المُنصرم. وكانت صلاة جنازة على الراحل بعد صلاة الظهر بمسجد إبراهيم الخليل بحي المسيرة 2 القريب من مقر سكنه قبل التوجه بجثمانه نحو مقبرة ظهر الزعتر لمواراته الثرى.
عانى “الزاوية” قبل وفاته عن سن تناهز 73 سنة صحيا بفترة قصيرة بسبب جلطة دماغية رقد إثرها بمستشفى الشيخ زايد بالرباط.
وكان “الراحل من الوجوه الإعلامية البارزة بقناة محمد السادس للقرآن الكريم، حيث كان يقدم دروسه في تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة ولغة عربية فصيحة ودارجة، يعززها بأمثال شعبية مغربية وأشعار وقواعد نحوية تتخللها “قفشات”.
وأبدى حرصه على تبسيط الفقه لعموم الناس خاصة عندما كان يشرح متن الفقيه المالكي ابن عاشر، المُسمى”المرشد المعين على الضروري من الدين”.
وكان الراحل “مكتبة متنقلة تضم علوما ومعارف شتى”، وفق ما وصفه به معارفه، واكتسب رصيدا فقهيا مهما بفضل عصاميته وذاكرته القوية، حيث تلقى العلم عن أخواله خريجي جامعة القرويين بفاس بعد صلوات المغرب.
كان يرعى الغنم بحقول دكالة نهارا ويتعلم في المساء، ومما زاد من تبحره في العلوم الشرعية والشعر العربي والنحو والفقه وأصول الفقه اشتغاله بالنساخة، حيث نسخ مجموعة كبيرة من الكتب في زمن كانت فيه أدوات الطباعة العصرية نادرة ومكلفة ماديا.
ولم يكن الراحل معروفا سوى لدى عدد قَليل من طلبة دكالة مسقط رأسه وتمارة المدينة التي قدم إليها من دكالة وعاش فيها منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وكان الزاوية عضوا بالمجلس العلمي للصخيرات تمارة ومن أبرز المدرسين بدار القرآن الحاج البشير بكيش الأوداية التي كان يعلم فيها الطلبة علوم التفسير.
ومع إطلاق قناة محمد السادس قبل سنوات، استقطب الراحل بسرعة الأنظار من خلال دروسه في التفسير أو من خلال برنامج “ويسألونك” الذي تبثه إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم.
وكانت له طريقة بسيطة وعميقة في الوعظ والإرشاد بتعبير الكاتب الفرنسي “Honoré de Balzac”. ومن أقواله رحمه الله “إذا كانت كل الاختبارات تحتاج إلى تحضير جيد استعدادا للجواب عن الأسئلة، فإن التحضير للأجوبة عن أسئلة من ربك؟ وما دينك؟ وما كنت تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟ بعد الوفاة ينبغي أن تسبقه مراجعة دائمة ومستمرة ليجتاز الإنسان في حالة النجاح إلى دار الرحمة والرضوان، أو يرسب فتكون الخيبة والخسران”.
كلمات دلالية ابن عاشر العوني الزاوية القرويين جنازة قناة محمد السادس للقرآن الكريمالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: جنازة محمد السادس
إقرأ أيضاً:
بتعليمات ملكية.. مؤسسة محمد الخامس للتضامن تطلق العمل بـ13 مركزا جديدا في عدد من مدن المملكة
أعطى الملك محمد السادس، رئيس مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعليماته السامية بوضع المراكز التي أنشأتها المؤسسة في مجالات الصحة والإعاقة والتكوين رهن إشارة الساكنة المعوزة المستفيدة.
وأوضحت المؤسسة في بلاغ لها أن الإطلاق الفوري يهم 13 مركزا جديدا تم الانتهاء من أشغال بنائها وتجهيزها بثمان من عمالات وأقاليم المملكة، مضيفة أن هذه البنيات تندرج في إطار برامج التدخل الكبرى للمؤسسة الرامية إلى تعزيز الولوج إلى العلاجات الصحية للقرب، وتحسين التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، ودعم التكوين والإدماج السوسيو-مهني للشباب.
وأضاف المصدر ذاته أن هذه الإنجازات تتعلق بثلاثة برامج رئيسية هي المراكز الطبية للقرب – مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وشبكة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، والبرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان.
وهكذا، سيتم الشروع في العمل بمركز طبي جديد للقرب بسلا، باستثمار إجمالي قدره 5ر85 مليون درهم، ليرتفع بذلك عدد الوحدات التي تقدم خدماتها حاليا إلى ست وحدات من أصل اثني عشر وحدة مرتقبة على الصعيد الوطني.
وفي ما يخص الجانب المتعلق بالإعاقة، سيتم افتتاح فرع جهوي جديد للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين ببني ملال (30 مليون درهم)، ليصل بذلك عدد المراكز التابعة لهذه الشبكة في جميع أنحاء المملكة إلى تسعة مراكز.
كما ستستفيد مدينة العروي من مركز جديد لتصفية الدم، بتكلفة 10 ملايين درهم، والذي سيكمل خدمات مستشفى محمد السادس المجاور، لتحسين التكفل بمرضى القصور الكلوي.
ويتواصل تنفيذ برنامج محاربة سلوكات الإدمان، بافتتاح ثلاثة مراكز جديدة في شفشاون (5ر6 مليون درهم)، والحسيمة (5ر6 مليون درهم) وبني ملال (5ر4 مليون درهم)، ما يرفع العدد الإجمالي لمراكز محاربة سلوكات الإدمان المشغلة إلى 18 مركزا موزعة على 15 مدينة عبر المملكة.
من جهة أخرى، ستفتح ستة مراكز للتكوين المهني أبوابها، مستهدفة قطاعات واعدة وملائمة لاحتياجات السوق. ويتعلق الأمر بمراكز التكوين في مهن لحام المعادن بتيط مليل (94 مليون درهم)، ومركز التكوين في المهن الفلاحية بسوق الأربعاء (34 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الكهرباء والإلكترونيات بسيدي عثمان بالدار البيضاء (5ر32 مليون درهم)، ومركز التكوين في المهن الثالثية بلوازيس بالدار البيضاء (25 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن السياحة بشفشاون (2ر15 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الصناعة التقليدية بشفشاون (4ر9 مليون درهم).
وتهدف هذه المؤسسات إلى تمكين الشباب المنحدرين من أوساط معوزة من كفاءات ملموسة في تخصصات ذات قابلية قوية للتشغيل.
وأخيرا، سيفتح مركز سوسيو-تربوي أبوابه بإيزمورن (5ر3 مليون درهم)، ويتعلق الأمر بأول بنية من نوعها في هذه الجماعة التابعة لإقليم الحسيمة موجهة لمواكبة الشباب في مجال التعليم والأوليات المهنية.
وسيتم تأمين تدبير مختلف هذه المراكز حسب مجالات التدخل من خلال مختلف شركاء المؤسسة وهم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وكذا الجمعيات المتخصصة.
وبفتح هذه البنيات الجديدة، تواصل مؤسسة محمد الخامس للتضامن انخراطها لفائدة ولوج أفضل للعلاجات والتكوين ومواكبة الساكنة الهشة، من خلال وضع مبدأي القرب والتضامن في صلب عملها.