سواء انتهت الهدنة بين كيان الاحتلال الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى التمديد، أو وقف نهائي للعدوان- وهذا ما أرجّحه شخصياً- أو عاد الجنون الإسرائيلي إلى سابق عهده في قتل الأبرياء وتدمير الحياة الإنسانية بلا ضوابط أو معايير، فلا خوف على المقاومة المحصَّنة بإرادة شعب عظيم أثبت أن لديه استعداد أسطورياً للتضحية بكل شيء في سبيل الحرية والكرامة ومن أجل دحر الاحتلال وتمريغ أنفه في الوحل.
– في غزّة يتنفس الناس نسائم الحرية ويعشقون الكرامة ويركبون أمواج الخطر بحب ويواجهون الأهوال بصدر رحب ويرون في دمائهم الطاهرة ثمنا ضئيلا لا يستحق الذكر عندما يتعلق الأمر بالأرض والوطن والسيادة والمقدسات.
-هناك في القطاع الذي لا تزيد مساحته الجغرافية عن مساحة حديقة العاب أو متنزّه في بلدان عظمى على غرار أمريكا التي ألقت بكل ثقلها وقوتها العسكرية والمادية والتقنية لكسر إرادة الفلسطينيين وفرض رغبات وأهواء الاحتلال ونزواته الانتقامية، رأينا معجزات وآيات من التأييد الرباني الذي أحاط المجاهدين بالعناية واللطف والنصر والتمكين فقهروا أعتى قوى الغطرسة والطغيان والجبروت ودفنوا أمانيهم وأحلامهم في التراب بأقل الوسائل والإمكانيات.
-وضع العدو -وقد حصل على تطمينات ودعم لا محدود من أمريكا ودول الغرب العظمى- أهدافا كبيرة لعدوانه الشامل تمثلت في القضاء النهائي على حركة حماس ومعها كل فصائل المقاومة وقتل وأسر قادتها وإعادة الأسرى بالقوة ورسم واقع جديد في القطاع يحكمه المحتل أو من يراه ويزكيه من الخونة والعملاء، لكن ما أعلنه على الملأ صار وبالا عليه وعلى داعميه ليتبخر تحت وطأة صمود وبسالة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال الذين دمروا أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأحرقوا دبابة الميركافا “المعجزة” ونسفوا ناقلة النمر المحصّنة من مسافة صفر وأوسعوا قتلاً وتنكيلاً في ضباط وجنود العدو وآلياته ومدرعاته الأحدث والأكثر تحصيناً على مستوى العالم.
-واشنطن باشرت منذ الأيام الأولى من “سيوف نتنياهو الحديدية” وفي دهاليز الغرف المغلقة كعادتها بحث ومناقشة المستقبل السياسي للقطاع بمشاركة المتواطئين والخانعين من أنظمة الخزي والعار في المنطقة وهي واثقة بأن غزة ما بعد السابع من أكتوبر لن تكون كما قبله معتمدة في ذلك على ما سيحققه المحتل من نتائج محسومة، وقد دعمته بأحدث أدوات القتل والدمار وأعطته الضوء الأخضر لفعل ما يحلو له بنحو ثلاثة ملايين فلسطيني دون الالتفات إلى أي قواعد أو ضوابط أخلاقية أو قانونية وإنسانية وإذا بها أمام الهزائم المذلة للكيان تتراجع عن أغلى أمانيها وتتهاوى إلى الحضيض وتتعلق بقشة البحث والتسول السياسي عن إنجاز شكلي جاء على شكل هدنة وتبادل أسرى ورهائن وكان من وجهة نظر الأمريكي المهزوم عملا جبارا، يستحق أن يظهر رئيس أكبر دولة في العالم شخصياً لإعلانه والتقوّل بإسهامه الفاعل فيه.
-لم تفلح شلالات الدماء التي سفحها الإسرائيلي والأمريكي من نساء وأطفال غزة ولا الحصار ولا الابتزاز ولا التجويع ولا التخويف والترويع ودفع الناس قسراً للهجرة عن بيوتهم ومنازلهم في كسر إرادة الشعب الفلسطيني فظل وفيا لمقاومته الباسلة فتهاوت أحلام وتطلعات العدو تحت أقدام المجاهدين لينتصر الدم على السيف وتكسب حماس ومعها فصائل المقاومة في فلسطين الأبية وكل أحرار الأمة في اليمن ولبنان والعراق احترام العالم الحر الذي شاهد تجليات الانتصار مرتسمة على شفاه وملامح النساء والأطفال الفلسطينيين المحرّرين من سجون الاحتلال قابلها علامات الهزيمة والذل والانكسار والعار على وجوه القتلة المجرمين والإرهابيين في تل أبيب وواشنطن.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الدويري: المقاومة غيرت مقاربتها وزيادة الاحتلال لقواته لن يحقق أهدافه
يرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن اللواء احتياط بالجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف قدم نصيحة لرئيس الأركان الحالي، إيال زامير بأن المقاومة الفلسطينية بغزة غيرت من مقاربتها القتالية، وأن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة حتى لو ضاعفت عدد قواتها.
وكان زيف قد صرح في وقت سابق بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) طورت طرق قتالها، وأن إدخال قوات (إسرائيلية) كبيرة لغزة يزيد فرص تعرض هذه القوات لإصابات.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت إصابة 7 جنود وضابطين جراء انفجار لغم أرضي في منطقة الشجاعية شمالي قطاع غزة.
وبحسب اللواء الدويري، فإن طريقة القتال التي تعتمدها المقاومة الفلسطينية في غزة حاليا تختلف عن المراحل السابقة من الحرب، حيث تخوض عملية استنزاف لجيش الاحتلال من خلال حرب العصابات، وذلك لأن قوات جيش الاحتلال توجَد في المناطق العازلة في وضعية دفاعية، والاشتباك معها يتم بصورة غير مباشرة من خلال النيران وليس من خلال الحركة.
أما في المرحلة الأولى والثانية من الحرب، فكانت المعارك تصادمية على الحدود الأمامية للمناطق المبنية، وهو ما جرى بصورة واضحة في مدينة غزة وخان يونس جنوبي القطاع، كما كانت -يضيف اللواء الدويري- هجمات مقاتلي المقاومة ضد قوات الاحتلال تجري في كل الاتجاهات عبر الكمائن وغيرها من الوسائل.
إعلانوعما إذا كانت كمائن المقاومة الفلسطينية ستمنع مخطط التهجير، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي أن تهجير الغزيين لن يتم إلا عبر عملية إبادة جماعية ومجاز، وحتى لو هجروا تحت ضغط الجوع والقتل، فإن المقاومة موجودة، ولذلك على الاحتلال الإسرائيلي أن يطهر أولا غزة من المقاومة وبعدها يدفع بالناس إلى التهجير.
ويذكر أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق مؤخرا على خطة قد تشمل السيطرة على القطاع بأكمله، والذي يقطنه 2.3 مليون شخص، بالإضافة إلى التحكم في مرور المساعدات التي منعت إسرائيل دخولها إلى غزة منذ مارس/آذار الماضي.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن "غزة ستكون مدمرة بالكامل" بعد انتهاء الحرب المستمرة، مضيفا أن سكان غزة سيبدؤون "بالمغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة" بعد أن يتم نقلهم إلى جنوب القطاع.
كما تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فبراير/شباط الماضي عن خطة لإعادة بناء قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد تهجير سكانه، وهو ما أثار حينئذ انتقادات واسعة إقليميا ودوليا.