شدد المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، الاثنين، على عزمه تقديم أدلة تثبت ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم في قطاع غزة إلى الشرطة البريطانية، موضحا أنه في حوزته شهادات تشير إلى استهداف قوات إسرائيلية مدنيين فلسطينيين في بيوتهم وقتل عائلات فلسطينية بأكملها.

ولفت المركز في مؤتمر صحفي في العاصمة البريطانية لندن، إلى أنه استطاع جمع أدلة على وجود خطر ارتكاب دولة الاحتلال الإسرائيلي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة.



https://t.co/oBuGYbKCYu @GhassanAbuSitt1 and @tayab_ali_ | Q&A | ICJP Press Conference — ICJP (@ICJPalestine) November 27, 2023
وأوضح المركز الحقوقي على أن قوات الاحتلال استهدفت خلال عدوانها الوحشي على قطاع غزة "أناسا لا علاقة لهم إطلاقا بحركة حماس".

وأعلن عن تأسيس وحدة تحقيقات خاصة بجرائم حرب محتملة في قطاع غزة، معربا عن عزمه  العمل مع وحدة تحقيقات الحرب التابعة لشرطة لندن لتزويدها بالأدلة.

ووجه المركز نداء إلى جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي دعاهم فيه إلى تزويده بالأوامر التي تلقوها من قادهم لأغراض التحقيق.

وخلال المؤتمر، كشف الجراح البريطاني من أصول فلسطينية غسان أبو ستة، عن مشاهد عاينها من جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والمستشفيات في قطاع غزة.

ولفت أبو ستة الذي قدم إلى غزة عقب اندلاع العدوان متطوعا للمساعدة في أعمال إغاثة المصابين، إن 160 طبيبا ممرضا استشهدا جراء الحرب المدمرة التي شنها الاحتلال على قطاع غزة.


وأضاف: "اضطررنا إلى إجراء عمليات جراحية عدة دون تخدير إحداها لطفلة في التاسعة من عمرها".

وحول استخدام الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دولية خلال عدوانه على قطاع غزة، شدد أبو ستة على أنه رأى حروقا تسببت بها قنابل الفوسفور الأبيض ووصلت إلى عظام المرضى الفلسطينيين.

وتحدث الطبيب البريطاني عن محاصرة قوات الاحتلال وآلياته العسكرية للمستشفى الأهلي في قطاع غزة في وقت تحولت فيه ساحاته إلى مخيم للنازحين.

وأشار إلى أن مسيرات إسرائيلية أطلقت صواريخ على سياج المستشفى الأهلي بعد تلقي مديره إنذارا بإخلائه، كاشفا أن قصف إسرائيلي أدى لانهيار سقف غرفة العمليات بالمؤسسة الصحية أثناء إجراء عملية جراحية.

وذكر أبو ستة أن الساحة الأمامية للمستشفى الأهلي كانت مليئة بالجثث بسبب قصف الاحتلال.

وشدد خلال حديثه على أنه تأكد بنفسه خلال تواجده في مجمع الشفاء الطبي من أن 45 بالمئة من المصابين بالحروق كانوا من الأطفال، مضيفا أن "120 طفلا كانوا مصابين في مستشفى الشفاء دون ذويهم ولم نعرف هوياتهم".

وكان الاحتلال اقتحم مستشفى الشفاء لأيام بعد حملة ترويج واسعة رافقها حصار خانق بالآليات العسكرية، ما أسفر عن استشهاد العديد من المرضى والنازحين وخروج المجمع الطبي عن الخدمة بشكل كامل.


وقبيل سريان الهدنة الإنسانية، فجرت قوات الاحتلال مرافق مستشفى الشفاء قبل انسحابها دون السماح لأي جهة دولية أو أممية بمعاينة الأدلة التي زعمتها حول استخدام المقاومة للمجمع الطبي كغطاء لعملياتها العسكرية.

والجمعة، دخلت الهدنة الإنسانية لمدة أربعة أيام بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ، وتلا ذلك على مدى الأيام الماضية تبادل للأسرى على دفعات بين الجانبين، وفقا لشروط التهدئة التي توصل إليها الطرفان عقب مفاوضات طويلة بوساطة قطرية مصرية وأمريكية.

وقبل بدء الهدنة، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي على قطاع غزة إلى أكثر من 14854 شهيدا، بينهم نحو 6 آلاف طفل و4 آلاف سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على الـ35 ألفا آخرين بجروح مختلفة جلهم من الأطفال والنساء، وفقا لأحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين الاحتلال الإسرائيلي غزة بريطانيا غزة الاحتلال الإسرائيلي المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی على قطاع غزة فی قطاع غزة أبو ستة

إقرأ أيضاً:

حاخام يهودي: يجب أن نعترف بالإبادة الجماعية ونعمل على إيقافها

نشر موقع "كاونتر بانش" مقالا يعبّر فيه الحاخام اليهودي التقدمي مايكل زوسمان عن ندمه لتأخره في وصف ما تفعله إسرائيل في غزة بالإبادة الجماعية، مؤكدا أن الاعتراف بهذا الواقع هو جزء من التوبة والالتزام بإصلاح العالم، رغم الخوف من خسارة دعم المجتمع اليهودي.

وقال الكاتب في المقال الذي ترجمته "عربي 21"، إن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية ارتكاب جريمة إبادة جماعية في قطاع غزّة، لكنه حتى وقت قريب كان مترددا في استخدام مصطلح الإبادة ولم يكن على يقين من أن الهجمات غير المتكافئة التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزّة تندرج فعلا تحت هذا الوصف.

مراجعة متأنية
ويوضح الكاتب أنه لم يجد صعوبة في وصف ممارسات "إسرائيل" في غزّة - ردا على الهجمات التي نفذتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وما تبعها من احتجاز الأسرى- بأنها تطهير عرقي وعمليات انتقامية، مضيفا أنه خرج في مظاهرات علنية ضد تلك الممارسات، ولم يتردد إطلاقا في إدانة الانتهاك الصارخ للقانون الدولي الإنساني عند استهداف إيران.

ويتابع قائلا إنه لم يقتنع باستخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" إلا بعد مراجعة متأنّية لاستنتاجات معظم الباحثين المتخصصين في دراسات الإبادة، بما في ذلك أكاديميون إسرائيليون بارزون مثل عمر بارتوف وشموئيل ليدرمان، وأدرك حينها أن امتناعه عن استعمال هذا الوصف كان خطأً. 

وقد خلص عمر بارتوف إلى أنه بحلول تموز/ يوليو 2024 "لم يعد ممكنا إنكار أن نمط عمليات قوات الدفاع الإسرائيلية يتماشى مع التصريحات التي صدرت عن قادة إسرائيليين بعد هجمات حماس، والتي تُعبِّر عن نية إبادة واضحة". 

ويرى الكاتب أنه في تموز/ يوليو 2025، أصبح الامتناع عن استخدام مصطلح الإبادة الجماعية موقفا غير أخلاقي لا يمكن تبريره، كما اتضح أن الادعاء بأن إسرائيل تتخذ إجراءات ضرورية لحماية نفسها كأي دولة تخوض حربا هو ادعاء زائف جوهريًا، وإطلاق صفة "حرب" على ما يحدث في غزة هو توصيف مضلل بالأساس.

وقد عبّر بارتوف عن ذلك بدقة حين قال: "طيلة السنة الماضية، لم تكن قوات الدفاع الإسرائيلية تخوض قتالًا ضد قوة عسكرية منظمة. لقد تم القضاء على نسخة حماس التي خططت لهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر ونفذتها، رغم أن الحركة وإن كانت ضعيفة، لا تزال تقاتل القوات الإسرائيلية وتحتفظ بقدر من السيطرة على السكان في المناطق التي لا توجد فيها قوات الجيش الإسرائيلي". 



أمثلة تاريخية
وبناء على ذلك، فإن الواقع القائم -حسب الكاتب- لا يمكن تحت أي مقياس منطقي أن يبرر استمرار الحكومة الإسرائيلية في تجويع شعب بأكمله، وتدمير البنية التحتية، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين.

ويضيف أنه من الضروري توضيح أن الإبادة الجماعية تتخذ أشكالًا متعددة، وهو ما يتضح من خلال التعريف الذي يعتمده متحف ذكرى الهولوكوست في الولايات المتحدة، حيث يشير مصطلح الإبادة الجماعية من الناحية القانونية إلى "أفعال ترتكب بنية التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية". 

ومن الأمثلة التاريخية والحالية على ذلك: الهولوكوست، والمجازر الجماعية في دارفور، ورواندا، والبوسنة والهرسك، وحقول القتل في كمبوديا، ومذبحة نانجينغ في الصين على يد اليابانيين، والثورة الثقافية في الصين في عهد ماو تسي تونغ، والمجاعة الكبرى في أوكرانيا، وإبادة الأرمن، وجرائم التطهير العرقي في غواتيمالا وتيمور الشرقية وناميبيا، إلى جانب المجازر ضد شعب الروهينغا في ميانمار، واستهداف السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، وتاريخ العبودية العابرة للأطلسي.

ووفقا للكاتب، فإن وصف سياسة الحكومة الإسرائيلية في غزّة بالإبادة لا يعني بالضرورة أن تلك الأفعال تُضاهي في حجمها أو طبيعتها ما فعله النازيون باليهود وغيرهم خلال الهولوكوست، أو أي من الأمثلة السابقة، لكن الحقيقة الثابتة هي أن حياة رضيع فلسطيني بريء دُفِن تحت أنقاض منزله في غزّة لا تقلّ قيمة عن حياة طفل يهودي قُتِل في غرف الغاز في عهد هتلر.



الاعتراف بالخطأ
ويقول الكاتب: "بصفتي حاخاما مُرنما يهوديا وصهيونيا تقدميا أعترف أنني أخطأت بعدم استخدام مصطلح إبادة جماعية في وقت مبكر لوصف ما ارتكبته إسرائيل في غزة. خوفي من فقدان الأصدقاء والزملاء، ومن الهجوم بسبب هذا الرأي غير المقبول لدى كثيرين، منعني من رؤية الحقيقة بوضوح". 

ويضيف: "بالمقارنة، فقد كان من السهل عليّ، كمواطن أمريكي، ملاحظة انحدار بلدي نحو الاستبداد بعد ترشيح دونالد ترامب للمرة الثانية في 2024. كذلك، خشيت أن يُستخدم وصف الإبادة الجماعية ذريعة للمتطرفين المعادين لليهود".  

ويؤكد الكاتب بأنه عندما يؤدي صلاة "أشامنو" في يوم الغفران هذا العام، سيستحضر تقصيره الأخلاقي، وتقصير كثيرين مثله، في الاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة، عن وعي أو إنكار.

وبالإضافة إلى ذلك، يؤكد أنه سيواصل الدعوة لإنهاء المذبحة في غزة وإعادة الأسرى إلى ديارهم، رغم علمه بأن ذلك لن يُصحح كل الأخطاء، إلا أنه قد يُساعد في توجيه رسالة إلى الأجيال القادمة من أجل مواصلة مسيرة "إصلاح العالم" بدءا من إصلاح الذات.

مقالات مشابهة

  • نائب بولندي ينتقد موقف بلاده من جريمة الابادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة
  • حاخام يهودي: يجب أن نعترف بالإبادة الجماعية ونعمل على إيقافها
  • محافظة المحويت تشهد 94 مسيرة حاشدة تنديداً بالإجرام الصهيوني بغزة
  • رئيس البرلمان العراقي يوجه نداءً إلى غوتيريش لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • كولومبيا ترفض تزويد إسرائيل بالفحم احتجاجاً على الإبادة الجماعية
  • ارتفاع عدد الشُّهداء الصَّحفيين إلى 232 منذ بدء الإبادة بغزة
  • الرئيس الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه على غزة والضفة
  • “اطرقوا أوانيكم من أجل غزة”: ناشطون يطلقون حملة عالمية ضد المجاعة الجماعية
  • رايتس ووتش تدعو مؤتمر الأمم المتحدة حول فلسطين لاتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • غارديان: الكلمات وحدها لا تكفي لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة