شاهد المقال التالي من صحافة المغرب عن خيمة الاسترداد في جامع الفناء هل سنستعيد معنى الساحة؟، بقلم فاطمة ايت عبد الرحمان الحلْقه من الخيمه و الخيمه من الحلقة. ساحة جامع الفناء نقطة عبور لساكنة مراكش و مَحَجُّ .،بحسب ما نشر Kech24، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات خيمة الاسترداد في جامع الفناء .

. هل سنستعيد معنى الساحة؟، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.

خيمة الاسترداد في جامع الفناء .. هل سنستعيد معنى...

بقلم : فاطمة ايت عبد الرحمان

الحلْقه من الخيمه و الخيمه من الحلقة.

ساحة جامع الفناء نقطة عبور لساكنة مراكش و مَحَجُّ زُوَّارِها اللّازِمَةُ زيارتهُ لكل من حلّ بها ؛للتبضع أو للسياحة و عرِّف بها أخيراً أحد خبراء العمران المغاربةِ بأنها كانت أكبر مرسى بري في المدينة ،بل و في إفريقيا. عَمِل الزوار من مسافرين، باعة ، مشترين ، ومارة على المرور بها و الخَوْضِ في حلقاتها (حلْقةِ الحكواتي) و الجلوس للاستراحة في مقاهيها طائرةِ الصيتِ و كانت الحلْقة مَلاذَهُم الأولِ للترويحِ عن أنفسهم او اللقاء .

على مرئي و مسمع قُصَّاد الساحة و العابرين فنائها ، تتراءى لنا الخيمة العجيبة تتوسط الساحة مُرحبةً بالجميع ، الكل مدعو . استقبلت الحكواتي : المحلَّي والأجنبيَّ ،المارَّةَ و حتى التلاميذَ المُتّجهين نحو مدارسهم . الكُلُّ استوقفته الخيمة الطارئة . طالما تساءل الجميع عن مآل الحَكَواتِيِ القصَّاصِ و راوي المَلاحِمِ و السِّيرِ و حاكي النُّكَتِ و الهَزْلِياتِ و عن غيابه . فها هو ذا َيتَمَلَّكُ عقول الحُضورِ … من اسْتَوقفه الصوت و من أثار انتباهه سر توافد الحشود . هذا مسرح الحكواتي و ما يُحدث في النفوس. إنها خيمة فرضت وجود الحكواتي في ساحة الفناء ,خيمة ألهمت الكل ، فقرر الحكواتيون المْعْلْمين الِكبار أو ما تبقى من تلك القِلَّةِ القليلةِ من الجَمِّ الغفيرِ البائدِ ، بمعيةِ الشبابِ . المغاربةِ و الأجانبِ ، القيامَ بتحدٍّ مُميزٍ والذي اصطلحَ عليه ” حكايه-تون” . هذا تحد لكسر رقم قياسي أطول من الرقم الذي حققه الإسبان في سرد الحكايات( أين اجتمع الإسبان؟) . لقد قام جميع الحكواتيين بالحكي لمدة تجاوزت الخمسين ساعةً.

الحلْقه في بداية القرن.

تجسد التحدي بعد أن عمِل الجميع على إنجاح المباردة و استمد القوة ليس من انشاء دائرة الحلقة فقط بل كانت لمناسبة اللقاءات في الخيمة دور فعّال في تشجيع الحكواتيين و إيقاظ الهمم و ضخ الثقة في النفوس . في يوم من أيّام شتاءِ مراكش، حيث ضربتِ المدينةُ موعداً لمحبّي الرُّواةِ و القُصَّاصِ ، اجتمع الكُلّ بدون استثناء من أجل : “حكاية-تون” دالك التحدي الذي ابتدأ مباشرة بعد الموكب المشهود الذي قام به الحكواتيون في أرجاء المدينة و الذي سنعود للحديث عنه في ما بعد . المثير للانتباه ان المشاهدين لم يكّلوا ولا يمّلوا من الحضور و متابعة الحكايات تُسْرد أمامهم ليل نهار ( طول مدة التحدي كلها) .أصبحت الخيمة خلال الخمسين ساعة التي دامها التحدي وجهةً لمن ضّل طريقه و استهدى بها وسط الساحة حتى في ساعات الليل المتأخرة و أمسى هذا التحدي مَحطَّ إعجابٍ و مَناطَ حديثٍ في كل مكان : فنادقَ، دور ضيافةٍ، رياضاتٍ، مقاهيَ و مجامعَ ليلية من قِبَلِ كُل من حَضر من الأجناس و وسائل إعلام دولية ،تابعها عشرات الملايين عبر شبكات التواصل الاجتماعي .

ثنائي الحكواتيين ،البريطاني دجون رو و المغربي زهير الخزناوي. فلم يسبق لأي مهرجان بمراكش أن حظي باهتمام مئات الملايين من المتابعين عبر العالم و المعجبين بهذا الموسم الفريد في أشهرِ ساحةٍ تراثيةٍ بالقارة الإفريقية. الخيمة نتيجة للعمل الدؤوب الذي حضّر له مسؤولو مهرجان مراكش للحكي والحكواتيون وفي مقدمتهم رئيسه التنفيذي زهير الخزناوي والذي كان واحداً من الحكواتيين الذين شاركوا في مُجريات هذا التحدي. لقد استهله الجيل المُخضرم كأمثال دجون رو و تابعه الكل من كل أنحاء العالم عبر الأثير و شاركه تفاصيله باقي الحكواتيين بدون تردد و لا توقف كما ختمه الجيل الصاعد أمثال

المصدر: صحافة العرب

كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس

إقرأ أيضاً:

عندما يقصى الضحايا.. لا معنى لأي حوار في ليبيا

منذ ما يقارب عقدا من الزمان، وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا ومعها ما يسمى بالمجتمع الدولي يدوران في الحلقة المفرغة نفسها: حوار بعد آخر، و"مسار جديد" يليه "مسار جديد"، يتنطّطون من دولة إلى أخرى، وكأن المشكلة في مكان انعقاد الحوار لا في طبيعة من يتحاورون. نسمع الوعود نفسها عن "بر الأمان" و"الخروج من النفق المظلم"، لكننا لم نر يوما بصيص الضوء الذي يتحدثون عنه. ما نراه فعليا هو إعادة تدوير للإخفاقات، وتلميع للواجهات نفسها التي جرّبناها في السابق.

صوت الضحايا والمجتمعات المتضررة والمجتمع المدني ظل الغائب الأكبر. ليس غيابا عفويا بل إقصاءً متعمدا. في كل ما يطلقون عليه المسارات السياسية، من الصخيرات إلى جنيف إلى تونس وبرلين وصولا إلى ما يسمى اليوم بالحوار المهيكل، يغيب الضحايا عن الطاولة؛ لا كراسي لممثليهم، والأطراف التي يتم إقحامها لا تحمل قضاياهم وهمومهم، بل تحمل قدرتها على فرض نفسها بقوة السلاح أو المال أو النفوذ الجهوي أو القبلي أو حتى الديني.

صوت الضحايا والمجتمعات المتضررة والمجتمع المدني ظل الغائب الأكبر. ليس غيابا عفويا بل إقصاءً متعمدا
البعثة الأممية تتحمل مسؤولية هذا النهج، فهي تعيد تدوير الشخصيات ذاتها في كل مرة، وتتعامل مع قضايا الضحايا ومطالبهم في المحاسبة والعدالة والانتصاف وكأنها زينة تُحشى في ذيل البيان؛ فقرة إنشائية عن حقوق الإنسان، وفقرة عن المساءلة والعدالة الانتقالية، ثم يعود كل شيء إلى أدراج النسيان. كم مرة سقطت حقوق الضحايا من الأولويات؟ كم مرة اختُزلت معاناة آلاف الضحايا في جملة منمقة أو سطر فضفاض لا يساوي شيئا في واقعهم المؤلم؟

كثير ممن قدمتهم البعثة في الحوارات السابقة (وهم قلة) تحت صفات نشطاء أو ممثلين عن المجتمع المدني والحقوقي لا علاقة لهم بالمدنية، ولا يدركون معاناة الضحايا، ولا يعرفون مطالبهم، ومفصولون تماما عن المجتمعات المتضررة. بعضهم طرف في المشكلة أصلا، أو مستفيد من استمرار الوضع، والبقية بلا أي تاريخ أو خبرة حقيقية في العمل المدني أو أساسيات حقوق الإنسان أو تواصل مع الناجين وعائلاتهم. ورأينا في جولات الحوارات السابقة كيف تحوّل بعضهم إلى مستشارين لمتهمين بجرائم حرب، وكيف حركهم الجشع والمصالح الشخصية حتى وصل بهم الحال إلى عقد الصفقات من تحت الطاولات وقبض الرشاوى بالآلاف المؤلفة من الدولارات.

المشكلة أن أحدا لا يعرف كيف تختار البعثة المتحاورين، ولا من يقوم بترشيحهم، ولا ما هي المعايير او تعريفها للتمثيل في ظل غياب أدنى معايير الشفافية. ما نراه هو أن من يملك السلاح يدخل، ومن يملك السلطة أو المال يفرض نفسه، أما من يملك الحق فلا يجد مقعدا.

أي مسار لا يمنح الضحايا والمدافعين عنهم مكانا حقيقيا وصوتا مسموعا سيعيد إنتاج الفشل نفسه، سيعيد تدوير الأزمة وإطالة أمدها وربما تعقيدها بدل حلها. ليبيا لن تخرج من النفق طالما يُدار الحوار بمنطق الصفقات لا بمنطق العدالة
هنا يطرح السؤال نفسه: من يملك حق التحدث باسم الضحايا؟ الجواب بسيط وواضح: الضحايا أنفسهم، والناجون، والمدافعون الذين يناضلون ويعملون يوميا رغم القمع والتهديد، ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة التي تدفع الثمن وتقف إلى جانب المجتمعات المتضررة؛ ليس السياسيون، ولا الوسطاء أصحاب ربطات العنق الحمراء، ولا أي شخصية تُفرض من فوق من أحد الممسكين بخيوط الدمى المتصارعة.

ما يهم الضحايا ليست تقاسم المناصب، ولا توزيع الكعكة بين الشرق والغرب، ولا بين عائلة حفتر والدبيبة، ولا بين الإسلاميين وغيرهم. الضحايا لا يبحثون عن حصص ولا عن نفوذ ولا عن امتيازات؛ مطالبهم واضحة وبسيطة: العدالة، ومحاسبة المجرمين، وضمان ألا يظهر المتورطون في الجرائم داخل أي حوار أو تسويات سياسية، واتخاذ خطوات جدية لمنع تكرار الانتهاكات، وإنهاء عهد الإفلات من العقاب. هذا هو جوهر القضية الذي يُقصى عمدا، لأن حضوره يربك حسابات تجار الصفقات.

من وجهة نظري كمدافع عن حقوق الإنسان وناشط سياسي وسجين رأي سابق ومقيم في المنفى الإجباري منذ عقد من الزمان؛ أن أي حوار جرى أو سيجري في ليبيا يفقد شرعيته حين يغيب عنه الضحايا. على الأقل يجب أن يكونوا موجودين وممثلين كمراقبين، حتى لو لم يكونوا طرفا في الأزمة السياسية أو جزءا من الصراع القائم، من حقهم أن تكون مطالبهم جزءا من الحل. نحن لا نمثل مليشيا ولا كتلة نفوذ ولا سلطة أمر واقع، لكننا نمثل ما تبقى من حق المجتمعات المتضررة في أن تُسمع معاناتهم ومطالبهم قبل صياغة أي تسوية أو اتفاقات جديدة.

لهذا أقول بوضوح: أي مسار لا يمنح الضحايا والمدافعين عنهم مكانا حقيقيا وصوتا مسموعا سيعيد إنتاج الفشل نفسه، سيعيد تدوير الأزمة وإطالة أمدها وربما تعقيدها بدل حلها. ليبيا لن تخرج من النفق طالما يُدار الحوار بمنطق الصفقات لا بمنطق العدالة.

مقالات مشابهة

  • افتتاح المنتدى اللبناني لحوكمة الإنترنت... شحادة: لبنان سيبقى لاعبًا أساسيًا في الساحة الرقمية
  • عندما يقصى الضحايا.. لا معنى لأي حوار في ليبيا
  • ما معنى تخفيض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس؟
  • «الهجرة الدولية»: تركيا تتبرع بـ 30 ألف خيمة لنازحي السودان في مساهمة هي الأكبر
  • رغم غيابها عن الساحة الفنية.. عبلة كامل حاضرة في قلوب محبيها بأعمال لا تنسى
  • احتفالات رمضانية في خيمة البابا
  • شهادتي على لقاء الأسد ومشهد العار في جامع المسلمين
  • كيف تستثمر مدخراتك من بين 4 صناديق استثمارية .. بنك مصر يجيب
  • أبو جزر: أتلقى نصائح تكتيكية من والدتي المقيمة في خيمة في غزة
  • بنك مصر يعزّز فرص الاستثمار لعملائه ويقدّم مزايا تنافسية عبر صناديق الاستثمار في الأسهم