لبنان ٢٤:
2025-05-15@06:08:59 GMT

الدواء المضاد للإكتئاب: صديق اللبناني المفضّل؟

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

الدواء المضاد للإكتئاب: صديق اللبناني المفضّل؟

أهو شعور عابر بالتعب والقلق أو ما يحدث يرقى نحو الإكتئاب؟ سؤال لا بد من أنه يتبادر إلى عقل كل من يخطو خطوة باتجاه تناول الأدوية المضادة للإكتئاب مع كل فجر جديد يبزغ عليه. فالتعامل مع الأعباء اليومية التي نعايشها في لبنان، ليس بالأمر السهل. وبالطبع، تختلف طريقة الترويح عن النفس بين شخص وآخر. ففي حال كنت ممن لجأوا أو يخططون إلى اللجوء للأدوية المذكورة آنفاً، هذا الموضوع يهمّك.

 
منعطف مهمّ 
حاولت ريمي الإنتحار مرات عدّة، وفي كل مرة كادت أن تصل  فيها إلى نقطة الإقدام على هذه الخطوة، عادت أدراجها. "لحظة تخلّي"، تصفها. 
الشابة الثلاثينية روت لـ"لبنان 24" أن الضغوطات اليومية التي تعيشها باتت تفوق قدرتها، وقالت: "حاولت بشتّى الطرق التخلّص من الأفكار السوداوية التي تجتاح عقلي وتمنعني من العيش بشكل طبيعي"، موضحة أنها ليست مقرّبة من أفراد عائلتها بشكل يتيح لها فرصة الإفصاح لأحدهم عمّا تفكّر به. 
وأضافت: "لم يعد أمامي سوى حلّ واحد، الإنتحار، إلا أنني في كلّ مرة أتراجع في اللحظة الأخيرة لسبب أجهله حتى الآن"، مشيرة إلى أن المرة الأخيرة التي حاولت فيها إنهاء حياتها كانت منذ حوالى السنة. 
وكشفت أنّها فيما كانت تقود سيارتها في أحد الأيام، استمعت عبر الراديو لطبيبة  نفسية أثناء مقابلة إذاعية، تحدّثت خلالها عن أهمية الأدوية المضادة للإكتئآب في حال تفكير المرء بالإنتحار،  وحتى قبل هذه المرحلة بأشواط. 
وتابعت: "شعرت أن هذا الأمر من شأنه أن يشكّل منعطفاً مهماً في حياتي التي كنت أكره كل تفصيل صغير منها، وكنت أكره الإستيقاظ صباحاً لأنني أردت الهروب من مشاكلي بأي شكل". 
وأضافت ريمي: "على الرغم من اليأس الكبير الذي كنت أعيشه، إلا أنني قررت زيارة الطبيبة النفسية عينها التي استمعت إلى حديثها، وبالفعل وصفت لي بضعة الأدوية لمحاربة الإكتئاب الذي كان يخيّم على حياتي، وبدأت رحلة العلاج التي بات عمرها اليوم حوالى السنة". 
ارتفاع متزايد في استخدام مضادات الاكتئاب 
بحسب المنصة العالمية للبيانات وذكاء الأعمال "Statista"، فإن استخدام مضادات الاكتئاب في ارتفاع متزايد على الصعيد العالمي. وأوضحت المنصة أن اضطرابات الصحة العقلية تؤثر على نسبة كبيرة من السكان.
وعلى الرغم من العوائق التي تحول دون جمع البيانات حول الصحة العقلية، فقد أجريت بعض الدراسات الكمية العالمية للمساعدة في فهم حالات معينة بشكل أفضل. وبحسب "Statista"، فإن الصحة العقلية هي من بين أهم ثلاثة اهتمامات صحية بين البالغين في كل أنحاء العالم. وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن حوالي 13% من إجمالي السكان يعانون من بعض اضطرابات الصحة العقلية. 
ماذا عن لبنان؟ 
في لبنان، لا أرقام رسمية تشير إلى أعداد المواطنين الذي يتناولون الأدوية المضادة للإكتئاب، إلا أن الصيدليات قد تدلّ إلى الواقع المُعاش. 
إذ أكّدت مالكة إحدى الصيدليات لـ"لبنان 24" أن "الإقبال  كثيف على طلب مضادات الإكتئاب منذ العام 2019، حين تغيّرت الحياة بالنسبة للكثيرين بشكل مفاجئ، سواء على الصعيد المادي، الإجتماعي، النفسي وسواها". 
وأضافت: " بسبب تزايد الطلب وانخفاض قيمة العملة اللبنانية، نواجه دوماً صعوية في شراء وتأمين هذه الأدوية للمواطنين إذ أنها مستوردة"، لافتة إلى أنّ الوضع أفضل بشكل طفيف عمّا كان عليه من حوالى العام ونصف العام، حين اختفت هذه الأدوية بشكل تامّ من على الرفوف. 
وتابعت: "على الرغم من أن أغلبية الأدوية المضادة للاكتئاب لا تتوفر إلا بوصفة طبية، إلا أن هناك بعض الأعشاب والمكملات الغذائية المتاحة من دون وصفة طبية والتي يمكن اللجوء إليها، وقد تساعد في تخفيف الأعراض غير الشديدة التي تنتج عن الإكتئاب، إلا أنه يفضّل دوماً أن يتجّه المريض نحو الطبيب للإشراف على حالته". 
هل تسبب هذه الأدوية الإدمان؟ 
وفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة الأميركية، لا تسبّب مضادات الاكتئاب الإدمان، إلا أن  توقف المريض فجأة عن تناول مضادات الاكتئاب الموصوفة له، قد يعرضه لآثار غير مرغوب فيها.  
من هنا، التحالف الوطني للأمراض العقلية (NAMI)، إلى أن ما يصل إلى 80% من الأشخاص الذين يتوقفون فجأة عن تناول هذا النوع من الأدوية أو يقللون جرعتهم بسرعة كبيرة، يعانون من متلازمة التوقف أو أعراض الانسحاب.  
وتتطور هذه الأعراض عادةً في غضون أيام قليلة من إيقاف الدواء وقد تستمر لأسابيع، ومنها الأعراض المرتبطة بالمزاج مثل الانفعالات، العدوانية وغيرها.، ناهيك عن الأعراض الجسدية، مثل التعب أو التعرق غير المبرر،  الأرق، والكوابيس المفرطة، أحلام اليقظة، الغثيان والقيء، وتشنجات البطن، والإسهال...  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مضادات الاکتئاب الأدویة المضادة الصحة العقلیة إلا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

اكتشاف مضادات حيوية في مئات الأنهار حول العالم

تُشكّل الأنهار في جميع أنحاء العالم تهديدًا خفيًا لكنه خطير، يتمثل في التلوث بالمضادات الحيوية. وقد كشفت دراسة جديدة أعدّتها جامعة ماكجيل عن حجم هذا التلوث المذهل.

يُقدّر الباحثون أن الأنهار تستقبل سنويًا نحو 8500 طن من المضادات الحيوية، أي ما يعادل ثلث الاستهلاك البشري منها. وتعجز أنظمة الصرف الصحي، المصممة لتنقية المياه، عن منع تسرب هذه البقايا إلى المجاري المائية الطبيعية، ما يؤدي إلى بقائها وتأثيرها على النظم البيئية المائية وصحة الإنسان.

لا يزال تدفق المضادات الحيوية في الأنهار مستمرًا، في ظل عدم قدرة محطات معالجة مياه الصرف الصحي على التخلص منها بفعالية. كما تستمر بقايا المستشفيات والمنازل والمصانع الدوائية في التسرب إلى الأنهار، متراكمةً بمرور الوقت.

التأثير السلبي على الحياة المائية
هيلويزا إيهالت ماسيدو، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة ماكجيل والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أوضحت أن “كميات بقايا المضادات الحيوية غالبًا ما تكون صغيرة للغاية في معظم الأنهار، ما يصعّب اكتشافها، إلا أن التعرض المزمن والتراكمي لها يُمثل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان والأنظمة البيئية”.

وأشارت الدراسة، المنشورة في مجلة PNAS Nexus، إلى أن تراكم المضادات الحيوية يؤثر سلبًا على الحياة المائية، حتى عند وجودها بتركيزات منخفضة، إذ تتأثر الأسماك والطحالب والمجتمعات الميكروبية، ما يؤدي إلى تغيّر في التنوع الميكروبي الطبيعي ويُعزز مقاومة البكتيريا للعلاج.

حدّد الباحثون الأموكسيسيلين -وهو مضاد حيوي شائع الاستخدام- باعتباره الملوّث الرئيسي للأنهار.

واعتمدوا على نموذج عالمي مدعوم ببيانات من 877 موقعًا نهريًا لتحديد بؤر التلوث، وخلصوا إلى أن منطقة جنوب شرق آسيا تواجه خطرًا شديدًا بسبب تزايد استهلاك المضادات الحيوية وضعف مرافق المعالجة.

آثارًا بيئية غير مقصودة للمضادات الحيوية
وعلى الرغم من أهمية المضادات الحيوية في علاج الأمراض، إلا أن لها آثارًا بيئية غير مقصودة.

وأوضح الباحث المشارك برنهارد لينر أن “الدراسة لا تهدف إلى التحذير من استخدام المضادات الحيوية، بل تُسلّط الضوء على آثارها غير المتوقعة على البيئات المائية ومقاومة البكتيريا، مما يتطلب استراتيجيات تخفيف فعالة”.

كما نبهت الدراسة إلى أن مصادر التلوث مثل مزارع الماشية ومصانع الأدوية لم تُدرج ضمن التحليل، ما يشير إلى أن النتائج قد تكون أقل من الواقع الفعلي. وعلّق البروفيسور جيم نيسل قائلاً: “نتائجنا تؤكد أن الاستهلاك البشري وحده مسؤول عن تلوث خطير، ومن المرجّح أن تكون الصورة أسوأ عند احتساب المصادر البيطرية والصناعية”.

تتركز أعلى مستويات التلوث في الهند والصين وباكستان، حيث تمثل هذه الدول 47% من الأنهار الأكثر تلوثًا، في ظل أنظمة صرف صحي غير كافية وكثافة سكانية عالية. ويُقدّر أن نحو 750 مليون شخص يعيشون بالقرب من هذه الأنهار، ما يزيد من احتمالات التعرض للمياه الملوثة.

تطبيق أنظمة ترشيح متقدمة قادرة على تقليل التركيزات الدوائية
وأوصت الدراسة بتكثيف برامج الرصد لتحديد بؤر التلوث والتدخل المبكر، بالإضافة إلى تطوير مرافق معالجة مياه الصرف الصحي، خصوصًا في الدول ذات الدخل المنخفض، عبر تطبيق أنظمة ترشيح متقدمة قادرة على تقليل التركيزات الدوائية بشكل كبير.

وتخلص الدراسة إلى أن تلوث الأنهار بالمضادات الحيوية يُعد أزمة بيئية عالمية تتطلب استجابة شاملة تشمل الرصد والتحديثات الهندسية وتحسين إدارة النفايات والرقابة التنظيمية.

إذ إن استمرار تراكم المضادات الحيوية سيُهدد التنوع البيولوجي والصحة العامة ما لم تُعالج الأسباب الجذرية لهذه الأزمة.

طباعة شارك مضادات حيوية مئات الأنهار حول العالم التلوث بالمضادات الحيوية

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: قطر أول مشترٍ دولي لنظام رايثيون المضاد للطائرات المسيرة
  • سلام استقبل رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني: نرفض التوطين ونتمسك بحقّ العودة
  • هل تستحق الماتشا لقب “الغذاء الخارق”؟
  • وزير التجارة اللبناني من بغداد: اتخذنا خيارين استراتيجيين وأطلقنا عملية إصلاح شاملة
  • رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني – الكويتي: زيارة الرئيس عون للكويت حققت مكاسب إيجابية في مسار العلاقات الثنائية
  • اكتشاف مضادات حيوية في مئات الأنهار حول العالم
  • خلال زيارة عون : أمير الكويت والرئيس اللبناني يبحثان ترسيخ وتطوير التعاون
  • هيئة الدواء: 22 ألفا و645 صيدلية تشارك في مبادرة سحب الأدوية منتهية الصلاحية
  • جفاف نبع شمسين بشكل شبه كامل.. ومصلحة الليطاني تُحذر
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: التطبيع مع إسرائيل خيانة ولن يحدث على الإطلاق