دبي- الخليج

أبرز تقرير أصدرته هيئة الصحة بدبي، قوة وديناميكية منظومة الضمان الصحي واستدامة خدماتها، وتقدمها بشكل لافت في ضوء عمليات التطوير المستمرة للقطاع، حيث وصل حجم الإنفاق على خدمات الرعاية الصحية من خلال هذه المنظومة، والتي تُعد من بين الأحدث عالمياً، 21.4 مليار درهم خلال العام الماضي (2022)، من بينها 21.

2 مليار درهم في امارة دبي، و179 مليون درهم خارج الإمارة.

وأشارت نتائج تقرير الحسابات الصحية لإمارة دبي «حصد» لعام 2022، إلى أن حصة الإنفاق على الصحة من إجمالي الناتج المحلي الكلي لإمارة دبي وصلت إلى 5.2%، وبلغ نصيب الفرد من الإنفاق على الرعاية الصحية 4,525 درهماً في عام 2022.

وأظهر التقرير بيانات تفصيلية عن عملية الإنفاق، وأوضحها من خلال 3 مسارات تحليلية أساسية، أولها «الجهة التي تم الصرف عليها»، حيث بيّن التقرير أن 52% من إجمالي الإنفاق الصحي تم على المستشفيات، و23% على العيادات الخارجية، و15% على صيدليات التجزئة ومقدمي الخدمات المساندة.

أما المسار الثاني، من حيث الصرف على «نوعية الخدمات»، فقد تبين أن 61% من إجمالي الإنفاق الصحي في العام 2022 كان على الخدمات العلاجية، و15% على المواد والمستلزمات الطبية بما في ذلك الأدوية، و13% على الخدمات المساندة.

وفيما يتعلق بالمسار الثالث وهو «جهة الإنفاق»، فقد أظهر التقرير أن الإنفاق على الرعاية الصحية، تم بتمويل من قبل الحكومة بنسبة 43%، ومن التأمين الخاص بنسبة 47%، ومن قبل العائلات والأفراد بنسبة 10%.

الصورة نمو سنوي

وفي السياق ذاته، أظهرت هيئة الصحة بدبي من خلال تقرير «حصد» الذي أعدته مؤسسة دبي للضمان الصحي، حجم التحولات المهمة والتطورات التي شهدها القطاع الصحي في إمارة دبي خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث تضاعف إجمالي الإنفاق الصحي الحالي في دبي خلال العقد الماضي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8%، الأمر الذي يعكس قدرة القطاع الصحي الكبيرة على مواكبة النمو السكاني واستجابته لمتطلبات المجتمع من الخدمات الصحية.

وقد ارتفع نصيب الفرد من الإنفاق على الصحة بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.8% من عام 2012 إلى عام 2022، وهو ما يظهر نجاح جهود هيئة الصحة بدبي في إحاطة أفراد المجتمع بخدمات طبية عالية الجودة، ونجاحها في رفع الوعي المجتمعي بأهمية حماية الصحة العامة وتعزيز الأمن الصحي للجميع.

في الوقت نفسه أظهر اتجاه الإنفاق الحالي على الصحة كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي أن مساهمة القطاع الصحي في الناتج المحلي الإجمالي قد زادت تدريجياً على مدى السنوات العشر الماضية من 3.1% في عام 2012 إلى 5.2% في عام 2022.

في هذه المناسبة، أكد عوض صغير الكتبي، المدير العام لهيئة الصحة بدبي، أن أساس الانجازات المتلاحقة والسريعة التي يشهدها القطاع الصحي في إمارة دبي، هو الرعاية الكريمة التي يحظى بها هذا القطاع من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في شأن الوصول إلى أعلى مستويات الرفاه الصحي، وإحاطة كل أفراد مجتمع دبي بأفضل أنظمة الرعاية الصحية.

وقال إن الهيئة تدرك مستهدفات مدينة دبي في استدامة الصحة وتأكيد الضمانات لمستقبل صحي أفضل، بوصفها المدينة الأسرع نمواً في العالم، لذا، فهي تعتمد منهجية واضحة وأدوات متقدمة، لمواكبة مستجدات القطاع الصحي عالمياً وتسريع إنجاز أوجه التطوير المطلوبة للوصول بمنظومة الرعاية الصحية إلى أعلى مستويات الكفاءة والتميز، وتستند في هذا النهج إلى تحليل الواقع وقراءة مؤشرات المستقبل، من خلال البيانات والمعلومات الدقيقة التي ترصدها، ومن بينها ما تضمنه تقرير الحسابات الصحية لإمارة دبي «حصد»، الذي تعتمد عليه بصورة كبيرة في صناعة القرارات ذات الصلة بالقطاع.

وثمّن عوض الكتبي الجهود الكبيرة التي قامت بها مؤسسة دبي للضمان الصحي وفرق العمل المتخصصة، من أجل تقديم هذا التقرير المميز، الذي يمثل بنتائجه مدخلاً مهماً لمرحلة أكثر تطوراً لمنظومة الضمان الصحي في دبي.

وعن تأثير تقرير «حصد» على مدى السنوات العشر الماضية، أوضح صالح الهاشمي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للضمان الصحي في هيئة الصحة بدبي، أن التقرير أسهم بشكل كبير في تطور القطاع الصحي عبر تقديم صورة واضحة للمؤشرات المالية للرعاية الصحية في إمارة دبي.

وأضاف: قبل تطبيق نظام التأمين الصحي الإلزامي في دبي (إسعاد) كان الإنفاق الفردي على الخدمات الصحية يزيد عن 20٪، وأسهم الضمان الصحي الاختياري بنسبة لا تزيد عن 40% لتغطية النفقات الصحية، وكشف تقرير حصد أنه مع تطبيق التأمين الصحي الإلزامي، أسهم في انخفاض الانفاق الفردي واستقر على مدى السنوات الست الماضية ما بين 9٪ إلى 12٪ ما يعكس مدى تحسن القدرة على تحمل التكاليف الصحية والوصول إلى الخدمات الصحية في إمارة دبي.

وأوضح الهاشمي: «أظهرت نتائج تقرير (حصد) أيضاً أنه خلال السنوات الأولى (2012 إلى 2015)، قبل تنفيذ برنامج»إسعاد«، كان الإنفاق على الرعاية الصحية يتزايد بمعدل 13٪، ولكنه انخفض بشكل ملحوظ (5٪) بين عام 2016 حتى عام 2022، مسلطاً الضوء على الأثر الإيجابي للتأمين الصحي الإلزامي»، مؤكداً أن حصة النفقات الصحية التي تمت خارج إمارة دبي قد انخفضت بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية.

وقالت وداد أحمد بن بريك، مدير إدارة اقتصاديات الصحة وسياسات التأمين في قطاع مؤسسة التأمين الصحي في هيئة الصحة بدبي: "يُعد نظام الحسابات الصحية لإمارة دبي أداة حاسمة لفهم التدفق الكامل للأموال في القطاع الصحي حيث يسهم في توفير الأدلة اللازمة لرصد السياسات الحالية، وتطوير وإدارة التمويل الصحي، وتعبئة الموارد للاستثمار الصحي الاستراتيجي، علاوة على ذلك، فهو يساعد أيضًا في تحديد الأولويات الصحية والبحثية اللازمة لتطوير القطاع الصحي.

وأوضحت وداد بن بريك أن البيانات المتوفرة عن العقد الماضي مهمة لقياس ومعرفة مقدار ما تم تحقيقه وبذلك تساعد بشكل أوضح في التخطيط للمستقبل مع الشركاء في القطاع الصحي، بهدف توفير أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية لكافة افراد المجتمع وضمان تحقيق الاستدامة الصحية ونمو هذا القطاع الحيوي بما يعود بالنفع على المجتمع.

 

 

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات صحة دبي هيئة الصحة بدبي دبي هیئة الصحة بدبی السنوات العشر القطاع الصحی فی إمارة دبی لإمارة دبی الصحی فی من خلال فی دبی عام 2022

إقرأ أيضاً:

المؤتمر العربي في إدارة المستشفيات يوصي بتعزيز مجالات التعاون في الاستثمارات بالقطاع الصحي

العُمانية: أوصى المؤتمر العربي الـ 24 الذي استضافته سلطنة عُمان ونظمته وزارة الصحة والمنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية بالشراكة مع شركة المواساة للخدمات الطبية بعدد من التوصيات أبرزها تعزيز التكامل بين القطاعات الثلاثة الحكومي، والخاص، والمؤسسات غير الربحية في تحقيق الوصول العادل للخدمات الصحية، مع أهمية قيام القطاع الحكومي بتحديد الفجوات التي يرغب في تغطيتها من قبل القطاعين الخاص والمؤسسات غير الربحية، من حيث المجالات والتخصصات أو الأماكن الجغرافية المطلوب تغطيتها.

كما أوصى ببناء منظومة استجابة وطنية وإقليمية فعالة للكوارث والطوارئ الصحية تقوم على التكامل بين القطاعات المختلفة، مع تطوير منصات مشتركة للإنذار المبكر وإدارة الأزمات، مع أهمية تنظيم دورات عمل تحاكي فرضيات كوارث صحية مختلفة، تشارك فيها القطاعات بهدف اختبار فعالية خطط الاستجابة، وتحديد الأدوار المطلوبة من كل قطاع، وتطوير التشريعات المحفزة لشراكات التمويل لتعزيز نماذج التمويل الحديثة بما يشمل (الوقف الصحي - والتأمين الصحي - والتأمين التعاوني - والمسؤولية المجتمعية والمنظمات والجمعيات الأهلية الصحية).

وأوصى كذلك ببناء أطر حوكمة التعاون بين القطاعات الصحية المختلفة لتوضيح الأدوار وتقليل الازدواجية وتعزيز مبادئ الشفافية وبناء الثقة بين الشركاء وتبنّي نماذج متقدمة للتحول الرقمي تعتمد على التكامل الإلكتروني بين المنشآت الصحية في القطاعات المختلفة مع التركيز على توظيف الذكاء الصناعي، ونظم الصحة الرقمية والطب الافتراضي والاستثمار في تأهيل القيادات الصحية على مفاهيم حوكمة الشراكات بين القطاعات المختلفة وإدارة الأزمات، والابتكار، وتبنّي برامج تدريب عربية مشتركة لتعزيز مفاهيم التعاون بين القطاعات الثلاثة والتحول الصحي.

وحثّ المؤتمرُ القطاعَ الصحي الحكومي على دعم القطاع الخاص من خلال برامج الإسناد الحكومي وكذلك قيام القطاع الخاص بتوجيه الجزء الأكبر من مساهماته الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للقطاع الثالث العامل في المجال الصحي، ليتمكن من أداء دوره بفاعلية في تعزيز النظام الصحي وتعزيز مجالات التعاون بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص في الاستثمارات بالقطاع الصحي، بما في ذلك تطوير البنية الأساسية الصحية، وبناء وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى الاستثمار في مجالات الصحة الرقمية وتطبيقاتها بالتعاون مع الشركات التكنولوجية لتطوير حلول مبتكرة للعلاجات وإدارتها.

ودعا إلى أهمية تعميق الوعي بمفهوم الخطة الصحية في جانبها الوقائي، وتبنّي مفهوم الصحة في كل السياسات، مع التركيز في الإنفاق الصحي على هذا الجانب بما يعزز مبدأ اقتصاديات الصحة والتوجيه بإنشاء شبكة عربية للتأمين الصحي، تحت مظلة المنظمة العربية للتنمية الإدارية؛ بهدف توحيد الجهود في مجال التأمين الصحي وتبادل الخبرات بين القائمين على أجهزة وهيئات التأمين الصحي بالدول العربية.

وقد شهد المؤتمر في يومه الختامي مشاركة نخبة من المختصين والخبراء الصحيين من مختلف الدول العربية، ونُظمت جلسات حوارية تطرقت إلى الفكر الإداري الحديث في إدارة المستشفيات وتبادلت فيها الخبرات والتجارب بين القيادات الإدارية العربية؛ من أجل تجويد الخدمات الصحية وضمان الرعاية الصحية المستدامة، حيث أتاح المؤتمر فرصة للنقاش حول التحديات التي تواجه القطاع الصحي في العالم العربي وطرق تحسين أداء المستشفيات والمؤسسات الصحية باستراتيجيات مبتكرة وحلحلة تلك التحديات بالتظافر والتكامل بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الربحية.

كذلك تضمنت الجلسة النقاشية الرابعة "فرص وممكنات التكامل بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والمؤسسات غير الربحية" وتناولت دور القطاعين الخاص والمؤسسات غير الربحية في دعم الابتكار وريادة الأعمال الصحية، وموضوع الربط الإلكتروني بين القطاع الصحي والحكومي، وتعزيز التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص في ظل التحول الرقمي والذكاء الصناعي، كما نوقش فيها دور الصحة الوقائية في المستشفيات الحكومية والخاصة نحو مستقبل أفضل.

فيما استعرضت الجلسة السادسة أوراق عمل الفائزين بالمسابقة البحثية لجائزة الأستاذ محمد السليم –رحمه الله- للتميز في القطاع الصحي، وفي الختام تم تكريم المشاركين في المؤتمر.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: قطاع غزة يشهد تحسناً طفيفاً في توافر الرعاية الصحية
  • الصحة العالمية: نقص الإمدادات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في غزة مستمرة
  • 2.42 مليار درهم تصرفات عقارات عجمان خلال نوفمبر 2025
  • هيئة الرعاية الصحية تكشف حصاد 6 سنوات من التغطية الصحية الشاملة: 105 ملايين خدمة و6 ملايين منتفع حتى 2025
  • هيئة الرعاية الصحية تُعلن التشغيل الرسمي لأول قسم حضّانات بالقنطرة شرق
  • المؤتمر العربي في إدارة المستشفيات يوصي بتعزيز مجالات التعاون في الاستثمارات بالقطاع الصحي
  • «دبي الصحية» تناقش دور البحوث في جودة الرعاية
  • المؤسسة العلاجية تستأنف اجتماعاتها لتعزيز التحول الرقمي وتطوير منظومة الرعاية الصحية
  • محافظ الأقصر ومدير فرع هيئة الرعاية الصحية يتابعان تنفيذ خطة التأمين الطبي للانتخابات
  • 9.5 مليار درهم تداولات عقارات الشارقة خلال نوفمبر