اقتربت الانتخابات الرئاسية.. ويشارك فيها الرئيس السيسى ود. عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد.. وفريد زهران وحازم عمر.. وأرى الفوز من نصيب الرئيس السيسى لأسباب كثيرة وتاريخ طويل.. وتأتى هذه الانتخابات وظروف العالم كله ومصر بصفة خاصة فى أصعب الأوقات وأشد الأزمات وتدهور العلاقات حتى لم نعد نعرف من مع من؟ ومن ضد من؟ بل تتغير المصالح كل ثانية ودقيقة.
ومصر لوضعها الفريد جغرافيا وتاريخيا واقتصاديا بنيلها وذهبها وثرواتها وترابها المقدس المروى بدم أفضل وأعز شباب البشرية شهداء مصر منذ فجر التاريخ بآثارها الفريدة وحضارتها الرائدة بكل هذا الثقل أصبحت وكأنها فى «سوار من نار» فالمناطق حولها مشتعلة ولأنها الكبيرة والعظيمة يقصدها كل من فقد الإيمان كما وعدنا القرآن الكريم.. وفى المقابل الكل فيها طمعان ويحسدوننا على أصالتنا حتى الأخوة العرب.. ولكن عودنا الله سبحانه وتعالى أن النصر لنا وما نقدمه من خير يرد لنا وإن كره الكافرون بمصر وتاريخها وعظمتها ونصرها للعرب دائما وللمسلمين والعالم أجمع بالأزهر الشريف ومبادراته نحو السلام.
ولهذا أطلب من الرئيس القادم علاجا لما شخصه الرئيس السيسى عندما تولى حكم مصر «الفساد فى المحليات» وضرورة الانطلاق نحو «اللا مركزية» وتفعيل مشاركة المواطن فى بناء وطنه الأصغر وليكن محافظة أو حى أو مدينة أو قرية أو نجع أو الكفر الذى يقيم فيه.. وهنا ربما يعيش المواطن بالقاهرة ولكن تبرعاته وخبراته وزكاته لقريته أو مسقط رأسه.
أدعو الرئيس القيادم لتقييم «قيادات المحليات» كل فترة فلا نترك نسبة 1٪ تقتل مشروعا كبيرا أو تبدد ثروات الأجداد أو تهدم ما يبنيه رئيس الجمهورية من مشروعات وقيم وتعامل يليق بالمواطن المصرى البسيط.. ولدينا يا سيادة الرئيس القادم من الدراسات والتجارب الحية والمشاركة الشعبية بين المواطن وبعض الحكومات ما يثبت طلبى.. وإن كان الرئيس السيسى القادم بإن الله فهو أدرى من الجميع بعطاء قيادات محلية بنت ولم تهدم.
السادة المحافظون- مع كل رئيس جمهورية- هم المرايا التى تعكس رؤية وعطاءه ومنهجه وأسلوب تعامله مع البشر والحجر والعطاء والثواب والعقاب ولهذا، فكما قال الدكتور أحمد جويلى الزراعى العالمى ومحافظ دمياط والإسماعيلية ووزير التموين الراحل كالجواب يعرف من عنوانه.. أى المحافظ ولهذا عند تعيين مسئول أثناء توليه أى منصب كان يتابع الشهر الأول بعناية دقيقة وأذكر مرة فرض عليه رئيس مدينة وتولى متابعته وكان مسنودا للأسف الشديد ثم قال لمن يتابعه إنه أكبر من المنصب وأرى عمله بالقاهرة ولم يكذبوا خبرا وعند تم نقله تم تسهيل تصعيده وكانت الكارثة.. ولهذا ضرب عصفورين بحجر تخلص من قيادة فاسدة لديه ثم كشفها وتحددت تحركاتها وأضرارها وكان يقول: «إن القيادات المحلية كالجوابات تعرف من عنوانها».
أطلب أيضا عودة المجالس المحلية بأسرع ما يمكن لأنها كانت سدا كبيرا للعلانية والإصلاح.. وتضع يدها مع نواب البرلمان من أجل البناء وتكامل واستمرار خدمة المواطن.. وبالنسبة للنواب ومن متابعتى لأدائهم على أرض الواقع وليس تحت قبة البرلمان فلدينا يا سيادة الرئيس القادم عدد لا يتعدى أصابع اليدين أدعو الله أن يتحقق من ثرواتهم قبل وبعد البرلمان مع نظرة لأدائهم بأسلوب «العشيرة» وإن اختلفت الاتجاهات والأساليب والأدوات.. والآن أرى العجب من بعض قيادات المحليات استعدادا لفترة رئاسة جديدة، حيث وعود من لا يملك لمن لا يستحق، وأتابع أحد النواب يوزع المناصب وكأنه حاشا لله «إله» ضحكا على الشعور والذقون.. هذا لا يليق بالجمهورية القادمة يا سيادة الرئيس.. وأكاد أقول الرئيس السيسى.
أتذكر يا سيادة المرشح الرئاسى أننى كتبت مقالا أهنئكم فيه بالفترة الرئاسية الأولى وكانت عن الإعلام.. وإلى الأسبوع القادم..
الهدوء والحكمة المصرية تجاه أزمة الحرب الفلسطينية مطلوب وكالعادة على مر التاريخ تتحمل مصر ما لا يتحمله بشر.. إنه القدر يا أم الدنيا..
- قوافل الأزهر لمعبر رفح ثم لأهل غزة تعكس عمره وقدره وقدرته ومكانته فوق الأرض وفى السماء دوما.. تحية للأزهر وشيخه د. أحمد الطيب.
- الداخلية تكرم أبناء شهداء الشرطة المتفوقين دراسيا برافو.. اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ورجاله الذين يحمون الجبهة الداخلية ويشاركون فى معركة التنمية بالمرافق والمحليات ويرعون أبناء الشهداء.. والحمد لله الذى أحيانى لأرى ما طالبت به مرارا وتكرارًا منذ 1981 من تكريم شهداء الشرطة ورعاية أولادهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب يريد الرئيس السيسي عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد حزب الوفد الوفد الرئیس السیسى الرئیس القادم
إقرأ أيضاً:
العمالة .. إسفين يُدقّ في سيادة الأوطان
صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة
كل شعوب الأرض لا تخلو من خونة وعملاء رخيصون ، يبيعون أوطانهم مقابل دريهمات ، او مكاسب تشبههم . والخيانات تشهدها الأوطان في كل الأزمان ، حتى في حالات الرخاء ، والأمان ، والإستقرار . لكنها تظهر ، وتنتشر بشكل ملفت للنظر عندما تكون الأوطان ترزح تحت الإحتلال .
ولنا الكثير من الأمثلة خاصة ماحدث بين هتلر واحد العملاء الفرنسيين — حسبما تسعفني ذاكرتي المتواضعة — حيث قدّم هذا الفرنسي الخائن العميل الكثير والخطير الذي سهّل إحتلال هتلر لباريس ، كونه كان ضابطاً في الجيش الفرنسي . وبمجرد ان بسط هتلر سيطرته على فرنسا ، طالب العميل الفرنسي بمكافأة جزلة تتناسب مع ما قدّم من خدمة للرايخ الألماني ، فطلب من هتلر ان يوليه منصباً مرموقاً في فرنسا . فرد عليه هتلر بكلمات وقعت على أذنيه كالصاعقه عندما قال له بكل جلافة وقسوة : لا يمكنني الثقة بمن خان وطنه ، سنقدم لك مكافأة مالية مجزية ، ولتنصرف بعد ذلك .
إبتُليت القضية الفلسطينية بالكثير من الخيانات المتعددة والمتنوعة بأشكالها وانواعها . حيث شهِدت ، وتشهد ، وستشهد الكثير من الخيانات الفاقعة الخطيرة . وغرابة ما يحدث من خيانات يتناسب وطبيعة القضية ، وتعقيداتها ، وخصوصيتها .
سبق لي ان زرت الأراضي الفلسطينية المحتلة عدة مرات خلال الأعوام ١٩٩٧ — ٢٠٠٢ م . وفي إحدى الزيارات تعرفت على أحد المسؤولين في إحدى الوزارات في السلطة الفلسطينية . وتحدثنا كثيراً عن القضية الفلسطينية تحديداً . لكنه كان يركز على المعيقات ، والعقبات الكأداء التي تنخر في النضال الفلسطيني ، وتشوهه ، وتحبطه .
كان ذلك الرجل الفلسطيني المخلص لقضيته ، يركز على فشل السلطة ، وكان يعتبر انها أصابت القضية في مقتل ربما لن تبرأ منه .
كما كان يركز على إنتشار العملاء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة . وحدثته مقاطعاً : بان العمالة والخيانة موجودة بين كافة شعوب الأرض منذ بدء الخليقة . قال صحيح ما تقول ، لكن نسبة العملاء عندنا كبيرة . ومع إصراري على وجهة نظري بانه يضخم التوصيف ربما لسببين : أولهما : انه يعيش في الداخل ويطلع على التفاصيل . وثانيهما : أن إنتمائه لقضيته أوصله للتشدد في أحكامه . فقال : أبداً ، وسوف أُجيبك بأدلة ميدانية ستشاهدها بنفسك . فاستغربت ، وقلت : يا رجل هدء من روعك ، وأجنح للعقل والمنطق ، كيف يمكنني ان أشاهد عمالة بنفسي ؟ فاستقلينا سيارته ، وذهبنا الى منطقة ما ، قال لي : ما هذه ؟ أجبت : يبدو انها مستوطنة صهيونية ، بسبب إحاطتها بسورٍ عالٍ ، مكهرب ، وشائك وقطع الزجاج مغروزة في الإسمنت ، وأضفت : كما يؤكد توقعي وجود بوابتين فقط ، وتهجع سيارة عسكرية صهيونية من نوع ( سكاوت ) عند كل بوابة مع حراسة يبدو انها مشددة . لاذ بالصمت ، واستمر في قيادة سيارته لعدة كيلومترات ، ثم أشار الى منطقة تشبه الأولى ، وقال لي : ما هذه أيضاً ؟ أجبت بكل ثقة بانها تشبه المستوطنة الأولى التي شاهدناها .
صَمتَ ، وقال لي اين تود الذهاب ؟ قلت له : الى المسجد الأقصى حتى أصلي العصر ، وابقى حتى صلاتي المغرب والعشاء حتى أصليهما فيه ، بعدها اعود الى الفندق الذي أقيم فيه . قال لي بلغة الواثق : إذا سوف أجيبك بإختصار : ما شاهدته هما مستوطنتان شيدتا خصيصاً للعملاء الذين ينكشفون وينفضح أمرهم عند الفلسطينيين ، فينقلهم العدو للإقامة فيهما حماية لهم حتى لا تتم تصفيتهم ، ولعلمك داخلها مدن متكاملة من حيث الخدمات بحيث لا يحتاجون للخروج خارجها ، حيث تتوافر كافة وسائل الترفيه ، وتُصرف لهم مخصصات مالية بسخاء .
كما انني في إحدى زياراتي استأجرت سيارة لتوصلني الى رام الله . وأثناء تجاذبنا اطراف الحديث ، أفصح لي السائق بأنه دخل سجون الاحتلال عدة مرات بإرادته . قلت له مستغرباً : كيف ؟ ولماذا ؟ قال : انه كان ينفذ تكليفاً بقنص العصافير . استفزني بما قال ، وقلت بعصبية : ( بتتخوث ) ؟ فأقسَم بان ما يقوله صحيح . وقلت له : انتهينا . قال دعني اوضح لك : كان يتم تكليفي بافتعال مشكلة معينة ، تتسبب بدخولي السجن ، لأرصد واتتبع سلوك بعض المساجين الفلسطينيين ، ممن يقومون بدور المخبرين للعدو ، حيث يتقربون للمناضلين المسجونين للحصول على معلومات منهم ، واقوم بتصفيتهم جسدياً داخل السجن . وعندما تأكدت من جدية حديثه ، سألته : وكم عميلاً فلسطينياً قتلت داخل السجون ؟ قال : ( ١٣ ) عميلاً .
ما حثني على كتابة هذا المقال ، ما تابعته بألم ، وحسرة حول ما تناقلته وسائل الإعلام عن إغتيال العميل الخائن / ياسر ابو شباب . والأدهى والأمرّْ انهم ليسوا افراداً بل تنظيماً يقدره البعض بالألوف . وفرحتي كانت كبيرة بتصفيته على يد أعضاء من جماعته .
لا ادري كيف يسيرون بطريق العمالة الدنيء ، وهم يعرفون عدالة قضيتهم ؟ وان الكيان الذين يودون خدمته هو كيان استعماري استيطاني إحلالي مجرم ، سرق أرضهم ، وهتك عرضهم ، وقتل شبابهم وشيوخهم وأطفالهم ونسائهم ؟ كيف يقبلون ان يكونوا عملاء لكيان يقتل ويدمر ويهلك الحرث والنسل في بلدهم !؟ ولو افترضنا مجازاً انهم يلجأون للعمالة لتحقيق مكاسب شخصية ، منها : ضمان سلامتهم من القتل على يد العدو ، وتحصيل مكاسب مادية دنيئة مثلهم ، كيف يسعون لهذا في حين ان ابناء جلدتهم يُقتلون ويتضورون جوعاً . ثم الا يخشون من إنكشاف عملاتهم التي ستؤدي الى تصفيتهم ؟ لا أدري ، ولا أفهم كيف يبررون عمالتهم ؟
العملاء انهكوا حركات التحرر الفلسطيني ، وربما أدى ذلك الى إفشال السير في طريق التحرر والتحرير . وهل ننسى من إغتال الشيخ / احمد ياسين ، والدكتور / عبدالعزيز الرنتيسي ، وغيرهما الكثير . ونتذكر الآلية التي كانت تُمكِّن العدو من قنصهم بدقة عجيبة . حيث كان العملاء يضعون طلاءاً خاصاً مُشِعّاً على عربة الشيخ احمد ياسين ، وعلى سيارات الآخرين ، وتقوم الطائرات بالتقاط الإشعاع وإصابة الهدف بدقة متناهية .
إبراز نقاط الضعف ، وإظهار أحد معيقات النضال الفلسطيني الداخلية ، لا يعني ، ولا ينفي المقاومة البطولية الشرسة التي قدمها ، وسيقدمها الأبطال الشجعان الشرفاء من الشعب الفلسطيني العظيم . وليعلم القراء الكرام انني لا أسرد ذلك شماتة أبداً ، بل الغاية التأشير على مكامن الخلل لإنعاش النضال الفلسطيني الهادف لتحرير الأرض وتحرر الإنسان ، فالخيانة والعمالة نقيصة وسقوط ، وإسفين يُدقّ في سيادة الأوطان .