محمد الطوس.. المعتقل الطفل والشهيد الحي وعميد أسرى الضفة وغزة
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
قيادي في حركة فتح، من مواليد عام 1956، وهو من 23 تبقوا من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، نجا من الموت بأعجوبة بعدما أطلقت الطائرات الإسرائيلية النار على سيارة كان يستقلها مع 4 من رفاقه استشهدوا كلهم، وبقي هو ليلقب بـ"الشهيد الحي".
المولد والنشأةولد محمد الطوس عام 1956 في بلدة الجبعة جنوبي بيت لحم بالضفة الغربية، وهي قرية يعود تاريخها إلى ما قبل 1800 سنة، واسمها يشير إلى أصل آرامي بمعنى التلة، وتسمى بالرومانية جباتا.
ترتفع هذه البلدة 668 مترا فوق سطح البحر، وتقع عند خط الجبهة الذي حدد عام 1948 حين استولت المجموعات الصهيونية على 1700 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من أراضيها.
وما زالت بلدة الجبعة تتعرض لمزيد من المضايقات الإسرائيلية، وتقضم أراضيها التوسعات الاستيطانية، حتى باتت مغلقة لا مدخل لها إلا من جهة تُحكم حصارها قوات الاحتلال.
تلقى محمد تعليمه الأول في منطقته المحاصرة، وحصل على شهادة الثانوية من مدرسة حلحول، وأثناء ذلك اضطر إلى الهجرة مع عائلته للأردن بعد نكسة 1967، ولكنهم عادوا بعد شهرين.
انضم محمد الطوس لحركة فتح عام 1970، وشارك في فعالياتها الوطنية وأعمال المقاومة، ونفذ مع مجموعته عدة عمليات بين عامي 1983 و1985، منها عملية في 17 سبتمبر/أيلول 1984، وثانية على طريق الخضر "غوش عتصيون" في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1984، وثالثة في منطقة بيت لحم في 31 يناير/كانون الثاني 1985، وعمليات ضد مصانع للاحتلال في مستوطنة "بيت شيمش".
تعرض محمد للاعتقال مبكرا، ودخل سجون الاحتلال وهو لا يزال طفلا في الـ14 من عمره في 17 أكتوبر/تشرين الأول 1970، أي في العام الذي انضم فيه لحركة فتح، ثم عاود الاحتلال اعتقاله عام 1975، وفي هذه المرة هرب من السجن يوم 27 يونيو/حزيران 1975 ليصبح مطاردا وتعتقله إسرائيل فيما بعد 4 مرات في الأعوام 1981 و1982 و1983 و1985.
خلية الجبلوفي السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1985 نصبت قوات الاحتلال كمينا لمجموعة كانت في طريقها إلى الحدود مع الأردن وفيها محمد الطوس، وبعد مطاردة لفترة طويلة أطلقت الطائرات الإسرائيلية الرصاص على سيارة المجموعة، فسقطوا جميعا شهداء، إلا الطوس فأصيب بعدة رصاصات، واعتقل وهو ينزف، وتعرض للضرب المبرح رغم إصابته الخطيرة.
أخضع الطوس للتحقيق 10 أيام وهو في هذه الحالة، ثم نقل لمركز آخر ليتعرض لتعذيب قاس امتد أكثر من 3 أشهر، وبعدها هدمت قوات الاحتلال منزله وهي تخفي نبأ الاعتقال، حتى إن أهل محمد أقاموا عزاء له ولم يعرفوا أنه على قيد الحياة إلا بعد 6 أشهر من الحادثة، ولهذا لقب بـ"الشهيد الحي".
وجهت لمحمد الطوس تهمة الانتماء لحركة فتح ومقاومة الاحتلال ضمن "مجموعة فدائية عسكرية فاعلة ومتميزة في العمل المقاوم"، ولكنه رفض الوقوف أمام المحكمة أو الاعتراف بها، فأصدرت محكمة عسكرية بحقه حكما بالسجن المؤبد لعدة مرات.
وفي محبسه رفض الطوس سياسات مصلحة السجون، وشارك في فعاليات وإضرابات عن الطعام للتعبير عن ذلك، حتى أصبح من قيادات الحركة الأسيرة.
وبقيت المعلمة آمنة الطوس زوجة الأسير محمد تعيش على أمل الإفراج عنه، وتخرج في كل وقفة لمناصرة الأسرى محتضنة صورته ومعها أولاده شادي وفداء وثائر.
وفي عام 2014 أعلنت سلطات الاحتلال موافقتها على الإفراج عن محمد الطوس في صفقة لتبادل الأسرى، لكنها تراجعت مما تسبب في ألم كبير لآمنة، وبعد دخولها في غيبوبة لمدة عام توفيت في أول يناير/كانون الثاني 2015.
كما استمرت قوات الاحتلال في التنكيل بأسرة محمد الطوس بصنوف من المضايقات، ومنها هدم بيته 3 مرات، والاعتداء على جنازة أخته نايفة الطوس في الأول من يوليو/تموز 2022.
وأشد من ذلك وضعه في كل قائمة للمفرج عنهم في صفقات تبادل الأسرى ثم التراجع عن الوعد، حتى أصبح بين عمداء الأسرى الفلسطينيين لطول السنوات التي قضاها في سجون الاحتلال، وبقي في قائمة 23 من أسرى ما قبل أوسلو.
المؤلفاتومن خلف الأسوار ألّف الطوس كتابين، أحدهما يروي سيرته الذاتية وقصة انخراطه في العمل المقاوم وآراءه في تطورات القضية الفلسطينية والمنطقة العربية، وقد صدر بعنوان "عين الجبل" عام 2021، والآخر يسرد يومياته داخل السجن، وصدر بعنوان "حلاوة ومرارة" عام 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
اقتحامات بأنحاء الضفة والاحتلال يعتقل عائلة منفذ عملية الطعن بالقدس
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة عدة بلدات ومدن في الضفة الغربية المحتلة واعتقلت عددا من الفلسطينيين. كما أفادت مصادر للجزيرة بأن جيش الاحتلال اعتقل جميع أفراد عائلة منفذ عملية الطعن التي خلفت إصابة شرطي إسرائيلي في القدس.
وأصيب الشرطي الإسرائيلي بجروح متوسطة في عملية الطعن التي جرت قرب باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أطلقت النار على المنفذ، بالتزامن مع نشر قوات إضافية عقب العملية.
وأضافت مصادر محلية إن الشرطة منعت المصلين من الخروج من المسجد بعد صلاة العشاء واعتدت على بعضهم قبل أن تسمح لهم بالخروج من باب حطة في الجهة الشمالية للمسجد.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المنفذ من حي بيت حنينا في القدس، وقد اقتحمت قوات الاحتلال منزله ودمرت محتوياته واعتقلت جميع أفراد اسرته.
اقتحاماتكما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم العين في نابلس شمالي الضفة الغربية، كما اقتحمت بلدتي بيت حنينا شمال القدس وسعير شمال الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وقامت قوات الاحتلال بمداهمة منازل عدة وتفتيشها في بلدة سعير، كما أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع وسيرت دورياتها في أنحاء متفرقة من البلدة.
إعلانكما اقتحمت المسجد الكبير في بلدة الخضر جنوب غرب بيت لحم واحتجزت المصلين داخله وأجرت تحقيقاً ميدانياً معهم.
واعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينياً على حاجز النشاش جنوب بيت لحم وأفرجت عنهم لاحقاً.
واندلعت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.
كما واصلت قوات الاحتلال اقتحام بلدة بروقين، غرب سلفيت شمالي الضفة، منذ صباح الخميس.
وأكدت مراسلة الجزيرة أن قوات الاحتلال تجري عمليات تفتيش دقيقة للمنازل، وحولت عددا منها إلى ثكنات عسكرية.
وأكدت مصادر فلسطينية أن عشرات المستوطنين نصبوا خيمة في محيط البلدة، وأحرقوا العلم الفلسطيني وعددا من السيارات.
وأكدت مصادر محلية أن جرافات الاحتلال تواصل تجريف الأراضي وشق طرق في محيطها.
اعتداءات مستوطنينمن ناحية أخرى، قالت مصادر فلسطينية للجزيرة إن عشرات المستوطنين اقتحموا أطراف بلدة بروقين.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال نكلت بالمواطنين خلال اقتحامها المتواصل للبلدة وأجرت معهم تحقيقات ميدانية.
كما اقتحم عدد من المستوطنين منطقة "المسعودية"، في قضاء نابلس، واعتدوا على حارس بئرٍ تابعةٍ للبلدية، وأطلقوا عليه قنابل حارقة أدت إلى اشتعال النار في سيارته.
وقالت مصادر محلية إن المستوطنين كثفوا هجماتهم على المنطقة أخيرا، محذرة من محاولات الاستيلاء على البئر التي تغذي عددا من القرى الفلسطينية.
كما أضرم مستوطنون النار في منزل مقابل مدخل بلدة "ديرِستيا"، بقضاء سلفيت شمالي الضفة الغربية؛ وأشعلوا النار في كثير من المناطق، بمناسبة ما يسمى "عيد الشعلة"، وأدوا طقوسا تلمودية.
يشار إلى أنه بالتوازي مع حرب الإبادة في قطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 967 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
إعلانوترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.