الجزيرة:
2025-06-24@03:34:11 GMT

السيراميك الأبيض.. هل يجعلنا نتحمل حرارة 1000 درجة؟

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

السيراميك الأبيض.. هل يجعلنا نتحمل حرارة 1000 درجة؟

لم تمر نسمات ليالي صيف 2022 هادئة على جمهورية الصين الشعبية بعد تعرض البلاد لأسوأ موجة حر شهدتها منذ 1961، والتي أدت لزيادة كبيرة في معدلات استهلاك الكهرباء لتكييف المباني، حيث وصلت درجات الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية.

وربما كانت الليالي الحارة وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بسبب تضاعف الاستهلاك لمواجهة الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة؛ سببا في انشغال الباحثين في جامعة سيتي في هونغ كونغ بتطوير مركب "السيراميك الأبيض" الذي أثبتت الدراسة التي عكف عليها باحثون قدرته على تحطيم الأرقام القياسية في تبريد المباني دون الحاجة إلى كميات هائلة من الطاقة.

وتوصلت الدراسة التي نُشرت في مجلة "العلوم" حديثا إلى أن تطوير السيراميك الخلوي يمكنه تحقيق تشتيت الضوء بكفاءة عالية، وهو مركّب من مادة تعرف بمادة التبريد الإشعاعي السلبي (PRC)، ويمكن أن تصل إلى نسبة انعكاسية شمسية شبه مثالية تصل إلى 99.6%، وهو رقم قياسي لهذا النوع من المواد. وبجانب ذلك فإنها سهلة الصنع ورخيصة نسبيا ومتينة ويمكن وضعه على سطح المبنى وجدرانه لإبقائه باردا من تلقاء نفسه.

قطعة من السيراميك الأبيض وفعاليته في تخفيف الحرارة وعكس ضوء الشمس بنسبة 99.6٪ (جامعة سيتي هونغ كونغ)

 

موفر للطاقة

وتسببت الحرارة المرتفعة خلال ذروة صيف 2022 في الصين بزيادة استهلاك الكهرباء بنسبة 6.3% على أساس سنوي، حيث قفز الاستهلاك السكني بنسبة 26.8%، وفق إدارة الطاقة الوطنية الصينية.

وبحسب الدراسة فإن اللون الأبيض ومقاومة الطقس والمتانة الميكانيكية هي الميزات الرئيسية التي تضمن الطبيعة المتينة والمتعددة الاستخدامات لسيراميك التبريد، وبالتالي تسهيل تسويقه في مختلف التطبيقات، وخاصة تشييد المباني.

ويقول الفريق الذي يقف وراء تطوير سيراميك التبريد في بيان صحفي إن المادة قادرة على إزالة أكثر من 130 واطا من الطاقة الحرارية لكل متر مربع عندما تكون الشمس في أعلى مستوياتها، وهو ما يصل إلى تأثير تبريد كبير.

وطبقا للدراسة فإن مادة السيراميك الأبيض تستطيع التغلب على بعض المشكلات مع خيارات جمهورية الصين الشعبية الحالية، مثل ضعف مقاومة الطقس، و"يمكنه تحمل درجات حرارة أعلى من 1000 درجة مئوية (1832 درجة فهرنهايت)، وبحسب الباحثين فإن "لديها القدرة على العمل في المباني في جميع الظروف الجوية وفي جميع المناخات".

كما يقلل من الحاجة إلى تشغيل مكيفات الهواء طوال اليوم، فببساطة عن طريق اختيار المواد المناسبة لأسطح البناء، يمكننا تقليل استخدام الطاقة والحرارة الداخلية بشكل كبير.

ويقول المهندس الميكانيكي تسو شي يان قائد فريق الباحثين من جامعة سيتي بهونغ كونغ: "تتمتع مادة السيراميك الأبيض بقدرة عالية على إرجاع ضوء الشمس والسماح للحرارة بالهروب، وكلاهما يساهم في التبريد السلبي".

ويستخدم السيراميك بنية نانوية تحتوي على مسام مماثلة في الحجم للأطوال الموجية المختلفة لضوء الشمس، مما يعني أن كل ذلك تقريبا ينعكس مرة أخرى بدلاً من امتصاصه، حيث يحقق السيراميك انبعاثا حراريا مرتفعا للأشعة تحت الحمراء المتوسطة بنسبة 96.5%، مما يعني أن كل الحرارة المنبعثة من المبنى تقريبا يمكن أن تتسرب إلى الغلاف الجوي.

وفي حواره مع "الجزيرة نت" عبر البريد الإلكتروني، قال جوني لين الباحث في الدراسة وأستاذ الطاقة والبيئة بجامعة سيتي بهونغ كونغ: إن "تصنيع سيراميك التبريد يتضمن خطوتين رئيسيتين، عملية فصل الطور وعملية التلبيد".

وفصل الطور هي عملية كيميائية تُستغل في تصنيع الأغشية الاصطناعية، وذلك عن طريق إزالة المذيب من محلول البوليمر السائل، وترك غشاء صلب مسامي.

أما عملية التلبيد فهي عملية تشكيل كتلة صلبة من المادة سواء الضغط أو الحرارة، وهى الطريقة المستخدمة في تصنيع السيراميك والمعادن والبلاستيك.

الخصائص البصرية لسيراميك التبريد حُسنت من أجل التبريد الفعال (شترستوك)

 

سهل التصنيع

وأضاف لين أن "عملية تصنيع سيراميك التبريد المقدمة في هذا العمل واضحة ومباشرة، حيث يمكن تنفيذ كل من عملية عكس الطور وعملية التلبيد باستخدام معدات متوافقة مع معايير الصناعة دون الحاجة إلى معالجة خاصة"، والإضافة إلى ذلك، لا تتطلب عملية التصنيع معدات دقيقة أو مواد باهظة الثمن، مما يجعل التصنيع القابل للتطوير لسيراميك التبريد أمرا ممكنا للغاية.

وأوضح لين أنه يمكن أن يكون سيراميك التبريد بمثابة "بدائل موفرة للطاقة مكان البلاط التجاري، حيث يمكن تصنيع سيراميك التبريد مسبقا في المصنع ومن ثم نقله إلى موقع البناء".

وعن الصعوبات التي قد تواجه تنفيذ استخدام السيراميك الأبيض عمليا بشكل كامل، قال لين إن "الخصائص البصرية لسيراميك التبريد حُسّنت من أجل التبريد الفعال، وهذا يجعلها فعالة للغاية في تقليل الطلب على تبريد المساحات خاصة في المناخات الحارة، ومع ذلك فإن الطلب على التبريد يختلف بسبب الاختلافات المناخية الجغرافية والموسمية".

وأوضح أنه قد يواجه سيراميك التبريد تحديات في توفير الفوائد في المناطق الباردة، ومع ذلك، "يقوم فريق البحث لدينا أيضا بتطوير مواد تبريد إشعاعية سلبية قادرة على تكييف قوة التبريد الخاصة بها بناء على درجات الحرارة المحلية، حيث يحمل هذا النهج المبتكر وعدا كبيرا أن يكون حلا للمناطق ذات متطلبات التبريد والتدفئة الديناميكية".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بعد ارتفاع درجات الحرارة.. طرق الوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري

ضربات الشمس.. نتيجة الإحساس بالارتفاع الشديد في درجات الحرارة، يصاب الكثير بـ ضربات الشمس والإجهاد الحراري، واللذان يعدّان من الأمور الخطيرة التي تؤدي إلى الإصابة بالجفاف، والغثيان، والصداع، والدوخة، وحتى السكتة القلبية في بعض الحالات القصوى، ولذلك تستعرض «الأسبوع» في السطور التالية بعض الطرق الفعالة لـ الوقاية من ضربات الشمس.

ما هي طرق الوقاية من ضربات الشمس؟

ولتقليل خطر الإصابة بضربة الشمس وتحسين راحتك في الأجواء الحارة، يجب اتباع النصائح التالية:

- شرب الماء بكميات كافية، حيث أنه يمكن أن يساعد في منع الجفاف والاحتفاظ برطوبة الجسم.

الإجهاد الحراري

- ارتداء ملابس خفيفة وواسعة: حيث أنه يمكن أن يساعد في تقليل التعرض لأشعة الشمس المباشرة.

- تناول الأطعمة الغنية بالمياه: كالفواكه والخضروات، حيث أنه يمكن أن يساعد في منع الجفاف والاحتفاظ برطوبة الجسم.

- استخدام أجهزة التبريد: استخدام أجهزة التبريد، كالمرواح أو المكيفات، فهو يمكن أن يساعد في تقليل درجة حرارة الجسم وتحسين الراحة.

- تجنب ممارسة الرياضة في أوقات الشمس القوية: حيث أنه يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بضربة الشمس.

- استخدام مر شات ماء: حيث أنه يمكن أن يساعد في تقليل درجة حرارة الجسم وتحسين الراحة.

الوقاية من ضربات الشمس

- استخدام كريمات واقية من الشمس: خصوصا التي تحتوي على عامل حماية من الشمس «SPF» عالٍ يمكن أن يساعد في حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

- ارتداء قبعة واقية: حيث أنه يمكن أن يساعد في حماية الوجه والرقبة من أشعة الشمس المباشرة.

- البقاء في الظل: خاصة خلال الساعات التي تكون فيها أشعة الشمس أقوى «من 10 صباحًا إلى 4 مساءً».

ضربات الشمس؟ ما هي أسباب الإجهاد الحراري؟

والإجابة أن أسباب الإجهاد الحراري تتمثل في الآتي:

- تعرض الجسم لحرارة عالية.

- التعرض للهواء الرطب الذي يمنع الجسم من التبريد بشكل فعال.

- القيام بأنشطة بدنية شديدة في درجات حرارة عالية.

- عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة في درجات حرارة عالية.

- عدم شرب كميات كافية من السوائل في درجات حرارة عالية.

الوقاية من ضربات الشمس ما هي طرق الوقاية من الإجهاد الحراري؟

- الخروج بعد الساعة 5 مساء أو قبل الساعة 11 صباحا.

- المحافظة على رطوبة الجسم.

- تجنب المشروبات السكرية والساخنة لتجديد السوائل المفقودة من الجسم عن طريق التعرق.

- من المهم عدم الوصول لمرحلة العطش الشديد لأنه يدل على الجفاف.

- ارتداء ملابس قطنية فضفاضة وقبعة لحماية نفسك من الشمس.

- أخذ فترات راحة متكررة في مناطق الظل في حالة الخروج خلال الفترة الأكثر حرارة.

- إغلاق الستائر والنوافذ أثناء النهار.

- استخدم مكيفات الهواء والمراوح للحفاظ على برودة المنزل.

- الاستحمام بماء بارد.

- الانتقال إلى مكان مكيف لتهدئة الجسم.

- استخدام الفرن والموقد بشكل أقل للحفاظ على درجة حرارة أكثر برودة في المنزل.

ما هي أعراض الإجهاد الحراري؟

- تغيّم الرؤية.

- ألم العضلات.

- الغثيان.

- التقيؤ.

- الضعف والتعب.

- خفة الرأس.

- الدوخة.

- الصداع.

الإسعافات الأولية

- نقل الشخص إلى مكان بارد

- إزالة الملابس الزائدة

- وضع الشخص في حمام بارد

- إعطاء الشخص ماء بارد لشربه

- الاتصال بالرقم الوطني للطوارئ في بلدك لطلب المساعدة الطبية إذا لزم الأمر.

اقرأ أيضاًمع ارتفاع درجات الحرارة.. ما هي طرق الوقاية من ضربات الشمس؟

«حافظ على صحتك».. ما هي طرق الوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري؟

سبب ارتفاع الحرارة بالعالم وطرق الوقاية من ضربات الشمس

مقالات مشابهة

  • موجة تاريخية تضرب الولايات المتحدة.. درجات الحرارة تتجاوز الـ 40 وسط تحذيرات واسعة
  • إعلام إسرائيلي: إيران أطلقت 500 صاروخ وأكثر من 1000 مسيّرة منذ بدء الحرب ردًا على عملية "الأسد الصاعد"
  • درجات الحرارة في المملكة اليوم.. الدمام الأعلى بـ45 مئوية
  • الصين تجدد إطلاق الإنذار الأصفر لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة
  • بعد ارتفاع درجات الحرارة.. طرق الوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري
  • روسيا.. العلماء يعملون على تحسين شفافية النوافذ الذكية
  • مدينتان جزائريتان ضمن الأشد حرا في العالم
  • السودان: توقعات بوصول درجات حرارة إلى 43 مئوية في عدة مدن
  • سنة 2024 الأشد حرارة على الإطلاق في المغرب
  • «الأرصاد»: الأحساء الأعلى حرارة بـ46 مئوية.. والسودة الأدنى