عربي21:
2025-05-11@15:44:52 GMT

طوفان الأقصى وفرص المراجعات المهدورة

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

إن المقصود بالفرص المهدورة في التراث السياسي والأيديولوجي العربي عموما والتونسي خصوصا؛ هي تلك الأحداث المفصلية التي كانت تستطيع أن تمثّل "قطائع" مع ما سبقها لو تمت إدارتها بصورة مختلفة. ولا شك في أن هذا الطرح يتأسس فلسفيا على نفي الحتمية وعلى اعتبار ما حدث هو مجرد إمكان من جملة ممكنات ضائعة.

ففي تونس مثلا كان يمكن لميلاد الجمهورية على أنقاض النظام الملكي أن يؤسس لديمقراطية حقيقية، ولكنّ الجمهورية تحولت في لحظتها "الدستورية" إلى مجاز ليس تحته إلا نظام جهوي تابع يقوم على التحديث الصوري وعلى عبادة الزعيم وبَولسَة الفضاء العام.

وكذلك الشأن في انقلاب 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 1987 الذي كان شعاره "لا ظلم بعد اليوم"، فإذا به يتحول في لحظته التجمعية إلى امتداد للنظام الجهوي الريعي البورقيبي وإلى حكم مدى الحياة لم ينته إلا بقيام الثورة التونسية.

لقد مثّلت الثورة أيضا فرصة مهدورة استطاعت النواة الصلبة للمنظومة القديمة التحكم في مساراتها ومآلاتها لِتُحوّلها واقعيا إلى لحظة جديدة في الجمهوية التجمعية- الدستورية وحلفائها في اليسار الوظيفي، ومن التحق بهم من رموز "التوافق" في حركة النهضة.

"تصحيح المسار" الذي استمد شرعيته الشعبية من سردية "الإصلاح" والقطيعة مع "العشرية السوداء" (أي عشرية الانتقال الديمقراطي الفاشل)؛ لم يكسر هذه القاعدة السياسية بحكم الوعي الانقلابي الغالب على النخب البرلمانية وغيرها، وكذلك بحكم علاقة "التعامد الوظيفي" الذي يربط "تصحيح المسار" بالمنظومة القديمة وبرعاتها في محور الثورات المضادة رغم سردية "التأسيس الثوري الجديد" ومن بعدها سردية "التحرير الوطني"
ويبدو أن "تصحيح المسار" الذي استمد شرعيته الشعبية من سردية "الإصلاح" والقطيعة مع "العشرية السوداء" (أي عشرية الانتقال الديمقراطي الفاشل)؛ لم يكسر هذه القاعدة السياسية بحكم الوعي الانقلابي الغالب على النخب البرلمانية وغيرها، وكذلك بحكم علاقة "التعامد الوظيفي" الذي يربط "تصحيح المسار" بالمنظومة القديمة وبرعاتها في محور الثورات المضادة رغم سردية "التأسيس الثوري الجديد" ومن بعدها سردية "التحرير الوطني". فما زال أصحاب "القضايا الصغرى" وأصحاب الماضي النضالي الصفري يتحكمون في دواليب الدولة ويدجّنون أصحاب "القضايا الكبرى"؛ إما بالاستلحاق في جهاز الدعاية غير الرسمية (باستثمار الصراعات البينية والعداوات التاريخية بين المؤدلجين يمينا ويسارا)، أو بالتهميش والإقصاء (باستعمال أجهزة الدولة الأمنية- القضائية بالإضافة إلى جهاز الدعاية الإعلامية العموميّة والخاصة).

جاء طوفان الأقصى في سياق تونسي مأزوم يمكننا اعتباره اللحظة الأخيرة والأكثر رمزية في فشل "الربيع العربي" ونجاح استراتيجية محور الثورات المضادة في إعادة أدوات السيطرة والتحكم لورثة المنظومات القديمة، بعيدا عن أوهام التشاركية والديمقراطية والإرادة الشعبية.

وقد مثّل سقوط "الاستثناء التونسي" ضربة قاسية للمشروع الديمقراطي ولحلم التعايش بين الإسلاميين والعلمانيين؛ بعيدا عن منطق النفي المتبادل وعن هيمنة الدولة العميقة ومكوناتها المالية والأمنية والعسكرية والإعلامية. فبصرف النظر عن البنية الحِجاجية للجملة "الانقلابية" (ثورة تصحيحية كما هو في مصر أو "تصحيح مسار" كما هو في تونس)، فإن تلك الجملة السياسية كانت تقوم في جوهرها على شيطنة الديمقراطية وتسفيه الإرادة الشعبية المعارضة، كما تقوم أساسا على استهداف المستفيد الأبرز من الثورات العربية: الحركات الإسلامية ذات المرجعية الإخوانية.

ففي مصر قام العسكر بالانقلاب على الثورة المصرية تحت شعار إنقاذ البلاد والسلم الأهلية من مخاطر "الإخوان" رغم قبول هؤلاء بقوانين اللعبة الديمقراطية، بل رغم وجودهم في مناصب سلطوية ليس لها أي قيمة بحكم هيمنة العسكر وأذرعهم الإعلامية والاقتصادية والثقافية على المشهد المصري، وقد جاء الانقلاب العسكري بقيادة السيسي لينهِيَ الحياة السياسية في مصر (وليس فقط الإخوان). ولكنّ ذلك لم يمنع أغلب مكونات "العائلة الديمقراطية" في تونس من اعتبار ما قام به "ثورة تصحيحية"، بل لم يمنع بعض رموز تلك العائلة من المطالبة بـ"تَوْنسة" التجربة المصرية، مع تعديلها لتستهدف "الإخوان" (أي النهضويين) دون غيرهم من الفاعلين السياسيين "القانونيين".

ومهما كان موقفنا من تصحيح المسار، فإن تثمين الرئيس للنموذج المصري وعلاقاته المتينة بـ"محور الثورات المضادة" (على عكس البرود المعروف في علاقاته بقطر أو تركيا أو الحكومة الشرعية في طرابلس)؛ قد يجعل من المشروع اعتبار "التأسيس الثوري الجديد" مجرد مجاز انقلابي يقوم على تصفية منجز الانتقال الديمقراطي الهش، بهدف إعادة السلطة إلى مكونات المنظومة القديمة لكن بسردية سياسية جديدة تستثني "الإخوان" بمنطق الاستئصال الناعم (الإقصاء السياسي لرموز الحركة وتحريك ملفات قضائية ضدهم وغلق مقرات الحركة، دون الاستهداف الأمني والقضائي المُمنهج لكل النهضويين على أساس"الهوية")، وليس بمنطق الاستئصال الصلب كما هو الحال في مصر (تصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية وتحويلهم جميعا إلى ملف أمني- قضائي ).

إذا كان الموقف الرسمي المصري المعادي للمقاومة بحكم تركيبتها الإخوانية مفهوما (بحكم تداعيات انتصار حماس والجهاد على الوضع المصري في الملف "الإخواني" أو حتى في الملف الديمقراطي بصورة عامة)، فإن الموقف التونسي يظل ملتبسا. فنحن نستطيع أن نفهم أن العسكر في مصر سيتضررون من انتصار المقاومة ومن سقوط مشروع التطبيع وصفقة القرن، وهو ما يجعل من ذلك النظام حليفا استراتيجيا للكيان الصهيوني؛ مثله في ذلك كمثل كل مكونات محور "التطبيع" التي هي ذاتها مكونات محور "الثورات المضادة" (خاصة السعودية والإمارات)، فتلك الدول التي لم تخف انحيازها الواضح للسردية الصهيونية ورفضها لأي قرار عربي أو دولي داعم للمقاومة.

رغم أن الموقف الرسمي التونسي كان منذ الأيام الأولى للطوفان مساندا للمقاومة، فإن تلك المساندة تظل "إشكالية" بحكم التوتر أو التناقض بين الخطاب الرئاسي الموجه للاستهلاك المحلي (الدعوة لتحرير فلسطين، كل فلسطين، الدعم المطلق للمقاومة ومناهضة الصهيونية العالمية) وبين المواقف الرسمية الممثلة للدولة التونسية في الخارج
ورغم أن الموقف الرسمي التونسي كان منذ الأيام الأولى للطوفان مساندا للمقاومة، فإن تلك المساندة تظل "إشكالية" بحكم التوتر أو التناقض بين الخطاب الرئاسي الموجه للاستهلاك المحلي (الدعوة لتحرير فلسطين، كل فلسطين، الدعم المطلق للمقاومة ومناهضة الصهيونية العالمية) وبين المواقف الرسمية الممثلة للدولة التونسية في الخارج (رفض قرار الهدنة الإنسانية الذي أقرته الأمم المتحدة، الإمضاء على البيان الفضيحة لوزراء الخارجية العرب، مواصلة الاعتراف بسلطة التنسيق الأمني الفلسطيني وعدم التواصل مع المقاومة، إقرار بيان قمة الرياض).

رغم أن طوفان الأقصى قد مثل فرصة تاريخية للقيام بمراجعات داخلية وخارجية جذرية، لا يبدو أن النظام التونسي مهتم بالمُضي في تلك المراجعات بقدر اهتمامه بإتمام مشروعه السياسي (إتمام الاستشارة الوطنية حول التعليم، الإعداد لانتخابات مجلس الأقاليم والجهات).

فعلى الصعيد الخارجي لا يبدو أن طوفان الأقصى قد أثّر على صانعي السياسات الخارجية، فتونس ما زالت عضوا ناشطا في المنظمة الفرنكفونية، بل ما زالت قاعدة متقدمة في خدمة مصالح فرنسا الاقتصادية والثقافية، ولم يستطع الموقف الفرنسي المناهض للمقاومة والداعم بصورة مطلق للكيان الصهيوني أن يغير هذا الواقع. كما أن علاقات تونس بمحور "التطبيع" ما زالت كما هي. أما على الصعيد الداخلي، فإن النظام ما زال أسير منظومة الاستعمار الداخلي وما زال يروج لانتصارات وهمية على الفساد، وهي في جوهرها مجرد صراعات داخلية بين أجنحة المنظومة.

إن "تصحيح المسار" الذي أقرّ دستورا جديدا وحكم بالمراسيم والأوامر الرئاسية وأعاد هندسة الحقل السياسي والمجال العام باستعمال القوة الصلبة، ما زال عاجزا عن المس بتشريعات الدولة الريعية في القطاعات ذات الربحية العالية وغيرها، وما زال يحاول تجنب الإضرار بمصالح الكارتلات المالية والجهوية والأيديولوجية (الفرنكفونية) رغم تحكّمه ظاهريا في كل مفاصل الدولة. فحتى مشروع "الشركات الأهلية" الذي روّج له أنصار الرئيس باعتباره أداة لصناعة الثروة ولتعديل التفاوتات الاقتصادية بين الأفراد والجهات، لا يمكن للمستفيدين منه التحرك إلا بعيدا عن القطاعات الاقتصادية التي تهيمن عليها العائلات الكبرى.

أكّد طوفان الأقصى (من خلال مواقف الأنظمة العربية المخزية) وجوب مراجعة مفهوم الديمقراطية القائمة على إقصاء المكون الإسلامي، أي مراجعة مقولة "الاستثناء الإسلامي" التي لم يستفد منها إلا متصهينة العرب وساداتهم في تل أبيب والغرب
لقد أكّد طوفان الأقصى (من خلال مواقف الأنظمة العربية المخزية) وجوب مراجعة مفهوم الديمقراطية القائمة على إقصاء المكون الإسلامي، أي مراجعة مقولة "الاستثناء الإسلامي" التي لم يستفد منها إلا متصهينة العرب وساداتهم في تل أبيب والغرب. فالقول بتعارض الإسلام جوهريا مع الديمقراطية وبوجوب إقصاء الإسلاميين منها، هو قول يمهد للاستبداد ويشرعنه، ولكنه أيضا قول يخدم الكيان الصهيوني من جهة إضعاف الجبهات الداخلية في الدول العربية وإذلال العرب بأنظمة لا يمكنها الاستمرار إلا بدعم الغرب، أي بالدخول في مشروع التطبيع ومناهضة مشروع التحرير سواء في فلسطين أو في باقي الدول العربية.

ختاما، يبدو أن العقل السياسي التونسي -سواء في الحكم أو في المعارضة- سيفوّت فرصة "الطوفان" للقيام بالمراجعات التي يستوجبها الواقع محليا وإقليميا. فالمعارضة ما زالت عاجزة عن تجاوز المحدد الأيديولوجي للصراع، وما زالت تتعامل مع الواقع الجديد بأدوات تحليل مفوّتة ولا علاقة لها بتحديات الحاضر ورهاناته. أما السلطة، فإنها قد وظفت "الطوفان" لاحتكار سردية مساندة محور المقاومة والتغطية على أزمة شرعيتها ومشروعيتها، دون أن تغير شيئا في علاقاتها بمحور التطبيع أو بفرنسا وسياساتها الاستعمارية الجديدة أو بوكلاء المشروع الصهيوني في تونس، خاصة في منظومة الاستعمار الداخلي.

ولعلّ أفضل من عبّر عن أزمة العقل السلطوي هو وزير التربية؛ الذي برر نسبة المشاركة في الاستشارة حول التعليم بتداعيات الحرب على غزة. فالسلطة التي لم تدفعها ملحمة غزة إلى تعديل خياراتها الكبرى داخليا وخارجيا، لم تتورع عن توظيف تلك الأحداث لتبرير نسبة المشاركة الضعيفة في الاستشارة، رغم أن نسبة الإقبال الشعبي كانت ضعيفة في كل المحطات التي رجع فيها النظام إلى الإرادة الشعبية في جميع مراحل "التأسيس الثوري الجديد" التي سبقت ملحمة المقاومة في غزة.

twitter.com/adel_arabi21

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تونس الإسلاميين الديمقراطية الإنقلاب تونس الديمقراطية الإسلاميين طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تصحیح المسار طوفان الأقصى التی لم فی تونس ما زالت ما زال رغم أن

إقرأ أيضاً:

طوفان بشري بأمانة العاصمة ابتهاجاً بالفشل الأمريكي وتحدياً للعدو الصهيوني

الثورة نت/..

شهدت العاصمة صنعاء اليوم، حشداً مليونياً في مسيرة “لنصرة غزة.. بقوة الله هزمنا أمريكا وسنهزم إسرائيل” حمداً وشكراً لله سبحانه وتعالى على الفشل الأمريكي، وتحدياً للعدو الإسرائيلي، ونصرة للشعب الفلسطيني ومجاهديه.

وأعلنت الحشود الجماهيرية، التحدي للعدو الإسرائيلي، ومواصلة التحشيد والنفير العام لإسناد ودعم غزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن أهل غزة.

وجددت الحشود، البراءة من الخونة والعملاء والمنافقين الذين يعملون لصالح العدوان.. مؤكدة الجاهزية الكاملة للتصدي لأي عدوان أمريكي على اليمن، وإفشال المؤامرات والمخططات الإجرامية التي تستهدف الشعب اليمني.

كما جددت التأكيد على ثبات موقف اليمن المساند والمناصر لغزة والشعب الفلسطيني، مهما كانت التحديات والتضحيات.. مباركة لعمليات القوات المسلحة اليمنية التي تستهدف الأهداف الحيوية للعدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، انتصاراً للأشقاء في غزة وفلسطين.

وأكدت التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في اتخاذ الخيارات المناسبة لردع العدو الصهيوني الغاصب والمجرم، والرد على جرائمه بحق المدنيين والمنشآت والأعيان المدنية.

ورددت الجماهير المليونية شعار البراءة من أعداء الله، وعبارات (نحن على الكفار أعزة.. لن نترك لن نترك غزة)، (الشعب اليمني بالله.. ضرب الظالم وتحداه)، (أمريكا قشة وانكسرت.. هربت هربت)، (أمريكا فشلت وستفشل.. في الحاضر أو في المستقبل)، (إسرائيل ومن والاها.. نتحداها نتحدها) (احتشد يمن الأنصار.. شكراً لله الجبار).

وهتفت الجماهير في المسيرة، بعبارات (إن عادت أمريكا عدنا.. أما إسرائيل فصعدنا) (في نصرة غزة صعدنا)، (الأقصى بوصلة الأمة.. والصهيوني عدو الأمة)، (في غزة لله رجال.. معجزة في الاستبسال)، (يا غزة يا جند الله.. معكم حتى نلقى الله)، (شكراً لله الجبار أمريكا تولي الأدبار، والإسرائيلي منهار).

وعبر بيان المسيرة المليونية عن عظيم الشكر الثناء والامتنان لله العلي العظيم، القادر القاهر، ملك السماوات والأرض الذي كسر طغيان وتكبر رأس الكفر والإجرام، على أيدي عباده المجاهدين من أبناء يمن الإيمان والحكمة مما جعله يعلن وقف عدوانه على بلدنا دون أن يحقق أي هدف من أهدافه، وتخلى عن حماية السفن الصهيونية وسقطت غطرسته، ونعترف في ذلك كله لله سبحانه وتعالى بالفضل والمنة على عباده المؤمنين المستجيبين له، والمتوكلين عليه، وأنه هو من هدى، ووفق وسدد وهو سبحانه من ثبت الأقدام، وربط على القلوب، وأعطى المعنويات العالية، وهو سبحانه من قذف في قلوب الأعداء الرعب، وكف أيديهم، وأوهن كيدهم، وأفشل أهدافهم.

وبارك للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ولقواتنا المسلحة ولكل الأحرار من أمتنا والعالم، فشل العدو الأمريكي، وخيبة أماله، وسقوط أهدافه.

وأضاف” نؤكد تأكيداً جازما ثبات موقفنا المدافع عن غزة، والمساند للمقاومة بشكل لا تراجع عنه، ولا مساومة فيه، وأننا لن نتركهم وحدهم ولن تتخلى عن إنسانيتنا وديننا وأخوتنا، بالتخلي عنهم”.

وبارك البيان عمليات قواتنا المسلحة ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي، والتي كان من أبرزها الضربة المسددة في مطار اللد والتي حققت نجاحاً كبيراً بفضل الله.

وأكد التحدي الواضح والصريح للعدو الإسرائيلي المجرم، والاستمرار في مواجهته بكل قوة وعزم دون تهاون أو تراجع، وكذا الاستمرار في تطوير كل قدراتنا، وتصعيد المواجهة مع العدو في كل الميادين والمجالات.

وجدد البيان التأكيد على الجاهزية والاستعداد لأي عودة للعدوان الأمريكي على اليمن، متوكلين على الله، ومعتمدين عليه، وواثقين بوعوده.. مشيرا إلى أن الشعب اليمني المؤمن المجاهد شرفه الله بنسبة الإيمان والحكمة إليه بقول رسوله المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

وأكد أن كلفة المواجهة مع الأعداء مهما بدت جسيمة فإن ثمن التفريط والتقاعس أكبر وأجسم وأخطر في الدنيا والآخرة.. موضحا أن “ما نقدمه من تضحيات أو نتعرض له من معاناة فهي في سبيل الله، وابتغاء مرضاته، وثمناً مستحقا لحريتنا وكرامتنا التي بدونها لا خير ولا مجد ولا عز لنا، لا في الدنيا، ولا في الآخرة، وأن ثمار تضحياتنا هو الخير كل الخير، في الدنيا وفي الآخرة ونحمد الله أننا استجبنا لله”.

وعبر البيان عن الأسف لما وصل به الحال من بعض الأنظمة العربية والإسلامية والجهات التي لم تكتف بالتخاذل أمام قضايا ومعاناة امتها، بل صارت تسعى لاستهداف شعوبها، والتحريض عليها، والانخراط مع مؤامرات الأعداء ضدها.. مشيدا بدور الأشقاء في سلطنة عمان الداعم للسلام بين شعوب الأمة، وعملهم على إطفاء الحروب التي تستهدف شعوب المنطقة، وتؤثر على الاستقرار فيها.

تخللت المسيرة، قصائد ووصلة إنشادية، عبرت عن الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى على انكسار وهزيمة العدو الأمريكي على اليمن، والتأكيد على مواصلة الصمود والتحدي للعدو الصهيوني، ومساندة ونصرة غزة والشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • مسير شعبي في اللحية بالحديدة لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • مسير شعبي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية اللحية بالحديدة
  • مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من منتسبي الوحدات الأمنية في ذمار
  • مسير في ذمار لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من منتسبي الوحدات الأمنية
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • إلى أين تسير تونس بين الجبهة الديمقراطية والتوافق 2 وبين تصحيح المسار؟
  • عاجل.. السيسي من موسكو: علاقتنا بروسيا إستراتيجية.. وفرص التعاون واعدة
  • الرئيس السيسي من موسكو: علاقتنا بروسيا استراتيجية وفرص التعاون واعدة
  • طوفان بشري بأمانة العاصمة ابتهاجاً بالفشل الأمريكي وتحدياً للعدو الصهيوني
  • 60 عملًا للمقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس خلال أسبوع