أمهات وحوامل يروين آلامهن تحت نيران القصف في غزة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تستيقظ نور شعث كل صباح وتفحص جسدها، ثم تشعر بالارتياح لأن طفليها التوأم ما زالا بداخلها. وأخبرها طبيبها أن كل يوم إضافي يجعل تطلب ولادتها تدخلاً توليدياً، أو تدخلاً لحديثي الولادة أقل احتمالاً، وهو أمر قد لا يكون متاحاً في غزة.
تهدئ ابنها الأكبر من خلال التظاهر بأن أصوات القصف تصدر عن طيور مشوشة
لكن حتى بعدما طمأنتها تلك الفحوصات الصباحية بأنها اقتربت يوماً إضافياً من الولادة الطبيعية والآمنة، قالت شعث لعاملة الإغاثة والكاتبة في مجلة "ذا أتلانتيك" كلير روبينز، إنها تشعر بخوف عميق ومؤلم، وهو خوف تخشى أن تنقله إلى أطفالها.
وتسأل نفسها: "هل يشعران بالخوف بداخلي؟". كما تتساءل عما إذا كان بإمكانهما الإحساس عندما تبكي، وما إذا كان التوتر سيؤدي إلى الولادة المبكر، قالت شعث لروبينز عبر رسالة نصية: "أنا مرشدة عاملة، وأعرف كيفية التعامل مع الأفكار السلبية. لكنني أحاول كل شيء بدون أي مساعدة. أنا تحت الضغط معظم الوقت". وأضافت: "لقد أخبرت زوجي أنني لا أشعر بالأمان بالولادة داخل غزة".
انهيار كامل
شعث هي واحدة من نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، حسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي يقدر أيضاً أنه من بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، هناك واحدة من كل 4 نساء وفتيات في سن الإنجاب. ومع النزوح الجماعي والنقص في الضرورات الأساسية، أصبحت الولادة في غزة محفوفة بالمخاطر. تلقى صندوق الأمم المتحدة للسكان تقارير عن نساء خضعن لعمليات قيصرية بدون مسكنات أو تخدير.
There's around 50,000 pregnant women in????#Gaza, with over 180 giving birth daily@UNRWA Midwives provide care for post-natal & high-risk pregnant women at our 9 operational health centres
Post-natal care continues in shelters, but conditions are not at all suitable for newborns pic.twitter.com/LqkpuThOjI
في حديث إلى روبينز، قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك ألين إن نحو 180 امرأة يدخلن المخاض كل يوم في غزة، وكثيرات منهن يلدن قبل الأوان بسبب الظروف العصيبة.
ومع كل هؤلاء الأطفال الخدج، يعد توفير الوقود للحاضنات أمراً مهماً بشكل خاص. خلال وقف إطلاق النار، تمكنت المنظمات الطبية من التفاوض على إيصال بعض الوقود والإمدادات الأخرى إلى مستشفيات في الشمال. لكن ألين قال إن جهة اتصاله في مستشفى الحلو، مستشفى الولادة الرئيسي في مدينة غزة، أبلغت عن انهيار كامل لرعاية الولادة وما قبلها وبعدها، لكل من الأمهات والأطفال.
تواصلت الكاتبة مع نورا الزعيم، وهي أم لطفلين، كانت قد أنجبت قبل يوم طفلها الثاني في أحد مستشفيات مدينة غزة. أخبرتها الزعيم أنها سمعت أن مسكنات الألم قد لا تكون متوفرة، لذلك لم تطلبها. كانت الولادة مرعبة: فقد كانت تسمع الغارات الجوية القريبة، وكانت تشعر بالقلق من أنها ستضرب المستشفى.
"Every morning since October 7, Nour Shath has woken up, scanned her body, and felt relief that her twin babies were still inside her." @ClairePorterR reports on what it's like to give birth in Gaza: https://t.co/HcKtjwotAD
— The Atlantic (@TheAtlantic) December 2, 2023
احتاجت الزعيم إلى غرز بعد ذلك، ولم يكن تعافيها سهلاً. وباعتبارها اختصاصية علاج طبيعي في عيادة تركز على مرضى الحروق، كانت تعرف شيئاً عن العناية بالغرز. علمت أيضاً أن ألمها المستمر كان على الأرجح علامة على إصابة بالعدوى. لكن العودة إلى المستشفى في الأسابيع التالية للولادة كانت خطيرة للغاية. لقد راسلت الكاتبة في 18 نوفمبر لتقول: "أنا أعاني. لدي غرز وألم شديد، ولا يوجد ماء متاح للاستحمام لتحسين الشفاء ومنع العدوى".
أسماء الحايك، وهي أم أخرى من غزة، أنجبت خلال حرب مايو (أيار) 2021 طفلاً ثم أنجبت مولوداً مرة أخرى في أغسطس (آب) الماضي. أخبرت الحايك الكاتبة أنها تهدئ ابنها الأكبر من خلال التظاهر بأن أصوات القصف تصدر عن طيور مشوشة وهائلة الحجم. لكن في بعض الأحيان، يراها خائفة، فتتبدل أدوارهما. يقول لها: لا تخافي يا أمي. إنها أصوات الطيور".
"غزة عالمنا" تحدثت الأمهات الثلاث – شعث والزعيم والحايك – عن الفرص المحدودة المتاحة لأطفالهن في غزة، وعن الصدمة التي ولد فيها الأطفال. سألت الكاتبة الأمهات عما إذا كنّ سيبتعدن لو أتيحت لهن الفرصة. قلن الشيء نفسه تقريباً: غزة هي عالمهن. فكرت الحايك في محاولة الذهاب إلى مصر طوال فترة الحرب، لكنها شعرت بالقلق من أن عائلتها ستُمنع من العودة إلى غزة بعد ذلك. وقالت إن العيش في مأوى موقت في الجنوب كان صعباً بما فيه الكفاية. "أريد منزلي، وأحلم دائماً بأن أعود إليه".
شعث الآن حامل في شهرها السادس تقريباً. خلال فترة وقف إطلاق النار، دخلت بضع شاحنات تابعة لجمعيات خيرية طبية وصندوق الأمم المتحدة للسكان إلى قطاع غزة محملة بإمدادات الولادة الآمنة وأدوية التخدير وغيرها من الضروريات للرضع والأمهات الجدد. ويقدر ألين أن لدى المستشفيات الآن ما يكفي من الإمدادات لدعم عمليات الولادة الأساسية والمعقدة خلال الشهر ونصف الشهر المقبلين.
عن الحلم المستقبلي بدت شعث إيجابية في ضوء تلك الأخبار. قالت للكاتبة إن التوأم يركلان. ورداً على سؤال بشأن ما تحلم به لهما في السنوات المقبلة، أجابت بأنها لا تستطيع التفكير في المستقبل. لكن الآن، كل ليلة قبل أن تنام، تقول لهما: "تعاليا بالسلامة، من فضلكما".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأمم المتحدة للسکان فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد افتتاح 8 فروع جديدة.. «أمهات مصر» تشيد بدور مدارس WE في تمكين الطلاب
أكدت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، أن افتتاح 8 فروع جديدة من مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية يُمثل نقلة نوعية حقيقية في مسار تطوير التعليم الفني في مصر، وخطوة استراتيجية نحو إعداد جيل قادر على مواكبة تطورات سوق العمل المحلي والدولي.
وقالت عبير، إن مدارس WE تقدم نموذجًا متطورًا للتعليم يجمع بين المناهج الدراسية الحديثة والتدريب العملي داخل كبرى الشركات، وهو ما يفتح آفاقًا حقيقية أمام الطلاب للحصول على فرص عمل مباشرة بعد التخرج، إلى جانب إمكانية استكمال الدراسة الجامعية في مجالات تكنولوجية متقدمة.
و أوضحت عبير، أن التوسع في هذه المدارس يعكس اهتمام الدولة بإعداد كوادر رقمية قادرة على التعامل مع متطلبات العصر الرقمي، مؤكدة أن مثل هذه المدارس تمثل المستقبل الحقيقي للتعليم الفني والتكنولوجي في مصر، خاصة في ظل الطفرة الرقمية التي يشهدها العالم.
ودعت عبير أحمد أولياء الأمور إلى إعادة النظر في ثقافة التوجه إلى التعليم الفني، خاصة عندما يكون بهذا المستوى من الجودة والتطوير، مؤكدة أن هذه المدارس تفتح أبواب المستقبل لأبنائنا، وتوفر فرصًا متميزة للعمل والتعليم، بدلاً من التكدس في الكليات النظرية التي لا ترتبط بسوق العمل.
وكانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قامت بافتتاح ثمانية فروع جديدة من مدارس «WE» للتكنولوجيا التطبيقية للعام الدراسى الجديد 2025/2026 بمحافظات مرسى مطروح، والفيوم، والمنوفية، والبحر الأحمر، والأقصر، وأسوان، وبنى سويف، وشمال سيناء ليصل بذلك عدد المدارس إلى 27 مدرسة منتشرة بكافة محافظات الجمهورية.
وتقدم المدارس مجموعة من التخصصات التى تلبى متطلبات العصر الرقمي من خلال تقديم مناهج دراسية متطورة تتماشى مع أحدث التكنولوجيات فى مجالات الاتصالات، وتطوير المواقع والبرمجيات، والشبكات وأمن المعلومات، وتم إضافة تخصصين جديدين وهما تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، والفنون الرقمية لتلبية احتياجات سوق العمل وإتاحة المزيد من فرص العمل للخريجين.
يأتى هذا التوسع فى ضوء بروتوكول التعاون الممتد بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، لاستكمال مسيرة النجاح التى حققتها مدارس «WE» والتى تستهدف سد الفجوة بين العملية التعليمية النظرية والاحتياجات الفعلية لسوق العمل.