جريدة الوطن:
2025-08-02@17:09:39 GMT

كيف يوصف الإرهاب الصهيوني بـ«العنف»؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

كيف يوصف الإرهاب الصهيوني بـ«العنف»؟

أتذكَّر عِندما كنتُ أخطو خطواتي الأولى في المجال الصحفي، حوارًا شيِّقًا دار بَيْني وبَيْنَ أحَد أساتذتي حَوْلَ الاستخدام الصَّائب للمرادفات اللُّغويَّة المختلفة؛ بهدف التوصيف الصحيح للحالة، الَّذي يُعطي رسالةً منضبطة إلى القارئ دُونَ إفراطٍ أو تفريط، وبما يتناسب مع توصيف الحالة، والثقافة السَّائدة في المُجتمع، نظرًا لأنَّنا نعمل في وسيلة اتِّصال جماهيري، تفرض عَلَيْنا توصيل الرسائل لكافَّة القرَّاء على اختلاف طبقاتهم الاجتماعيَّة والثقافيَّة.

فمثلًا كنتُ وما زلتُ نتيجة لتراكم التجارب والتعاطي مع الأكاذيب الصهيونيَّة، أستخدم كلمات مِثل ادَّعى أو زعَم عن أيِّ تصريح يخرج من آلة الكذب الإعلاميَّة الصهيونيَّة، سواء كانت رسميَّة أو غير رسميَّة، وذلك للموازنة بَيْنَ الحِرفيَّة والمهنيَّة الَّتي تفرض رصد كافَّة الأخبار، وحقَّ القارئ في معرفة الفارق بَيْنَ الأخبار الصادقة المؤكَّدة والمزعومة الَّتي تهدف إلى تضليل الرأي العامِّ.
تلك المقدِّمة البسيطة أجدني الآن في شدَّة الاحتياج إليها، ولكن ـ للأسف ـ ليست في مواجهة التصريحات الصحفيَّة الصهيونيَّة، لكن أمام التناول الإعلامي للمؤسَّسات الدوليَّة، الَّتي من المفترض أنَّها الأكثر دراية بما يحدُث من إرهاب وقتل وتدمير في الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة، خصوصًا في قِطاع غزَّة، الَّذي تمارس ضدَّه أبشع صنوف العدوان الَّذي لَمْ نرَه في عصرنا الحديث حتَّى في ظلِّ أبشع الحكومات الديكتاتوريَّة. فمثلًا نجد المدَّعي العامَّ للمحكمة الجنائيَّة الدوليَّة كريم خان، يكتفي بتوصيف ما يحدُث من اعتداءات وعدوان متواصل من قِبل قطعان المستوطنين في الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة من قتل وحرق وهدم بلفظ (عنف)، فإذا كان ما يصنعه هؤلاء الإرهابيون (عنف)، فكيف يوصف الفعل الإرهابي؟ فما يرتكبه المستوطنون من جرائم تُشكِّل تعريفًا أساسيًّا للفظ الإرهاب في المعاجم اللُّغويَّة في كافَّة اللغات الحيَّة.
إنَّ تعلُّل الجنائيَّة الدوليَّة بالتحقيق يُعدُّ جريمة تضاهي ما يحدِثه هؤلاء المجرمون الصهاينة من جرائم إرهابيَّة، فالتباطؤ في إنجاز العدالة يُعدُّ مشاركة ضمنيَّة في استمرار الفعل الإجرامي. صحيح أنَّنا نلتمس بعد العذر نتيجة منع المحققين من الوصول إلى مكان الجريمة، إلَّا أنَّنا على الأقل ننتظر توصيفًا أكثر دقَّة لِمَا يحدُث من جرائم صهيونيَّة، سواء في الضفَّة والقدس أو قِطاع غزَّة، الَّذي تمارس ضدَّه أبشع صنوف حروب الإبادة الجماعيَّة، فما يُرتَكب من جرائم ستكُونُ مرجعًا في القانون الجنائي الدولي؛ لأنَّها باختصار ضربت كافَّة القوانين والمواثيق الدوليَّة، ومعاهدات جنيف، في مقتل دامٍ يجعل الإنسانيَّة تنزف ألمًا من ورائه. فما سال من دماء في ظلِّ تواطؤ غربي وحماية واضحة للكيان الصهيوني، سيكُونُ وصمة عارٍ لَنْ تُمحى. ولعلَّ حديث رئيس منظَّمة الأُمم المُتَّحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، ووصفه بما يحدُث في القِطاع بأنَّه أسوأ قصف منذ انطلاق العدوان الصهيوني، يجري حاليًّا في جنوب قِطاع غزَّة، ونرى خسائر فادحة في صفوف الأطفال. وفي قراءة لتوجيهه تحذيرًا أخيرًا لإنقاذ أطفال غزَّة وضميرنا الجماعي، نعي ما وصل إليه الحال من كوارث نتيجة العدوان الإرهابي الَّذي تشنُّه دَولة الاحتلال الصهيوني ضدَّ أبناء غزَّة العُزَّل، وفي المقابل تنتظر الجنائيَّة الدوليَّة التحقيق، وتستخدم لفظ (عنف) لتوصيف إرهاب المستوطنين.

إبراهيم بدوي
[email protected]

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من جرائم ا یحد ث

إقرأ أيضاً:

أسباب استقرار الحياة الزوجية .. أهم النصائح للطرفين

استقرار الحياة الزوجية يتوقف على مدى شعور الزوجين بالمسؤولية تجاهها، وتجاه علاقة كل منهما بالآخر، فينبغي على منهما الانتباه جيدًا لتصرفاته، وشعور كل واحد من الزوجين بأنه هو المعنى الأول في بقاء المودة وحسن العشرة واستقرار الحياة الزوجية، وبهذا يكمل النقص الذي يقع من الطرف الآخر.

أسباب استقرار الحياة الزوجية

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إن من أسباب استقرار الحياة الزوجية أن يلتمسَ كلٌّ مِن الزَّوجين العذرَ لصاحبه، وأن يتغاضى عمَّا صغُر من عيوبه؛ مُستشعرًا مسئوليتَه تجاه الأسرة والأولاد بعيدًا عن الشِّجار والصَّخب والتَّلاوُم.

واستشهد مركز الأزهر عبر صفحته على فيس بوك، بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لَا يَفْرَكْ -لا يبغض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ». [أخرجه مسلم].

دعاء النبي عند الحر الشديد .. ردد أفضل 14 تغفر ذنوبك وتدخلك الجنةأجمل دعاء فى الصباح.. ردده يسخر الله لك من يقضي حاجتك ويفرج كربتكالتغلب على العنف الأسري

أكد الشيخ هشام محمود الصوفي من علماء الأزهر الشريف، أن الحياة الأسرية قد تتخللها مشكلات تؤدي إلى اضطراب العلاقات بين الزوجين وإلى السلوكيات الشاذة والتعاسة الزوجية، مما يهدد استقرار الجو الأسري والصحة النفسية لكل أفراد الأسرة، ويصدر النزاع والشجار عن أزواج غير متوافقين مع الحياة الزوجية، نظرًا إلى عدم وضوح دور كل منهما وتفكك شبكة العلاقات بينهما، مما يؤدي إلى شعور الزوجين بخيبة الأمل والإحباط والفشل والغضب والنزاع والشجار.

وأشار الصوفي في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، إلى أن أسباب العنف أو التفكك الأسري تتمثل غالبًا في عدم تطبيق معاير الاختيار السليمة (الدين – الخلق – التقارب في السن والثقافة)، إذ إنّ الذي تخلّى أو ابتعد عن تعاليم دينه وشرعه سيقع بلا شك في الانحراف لكون الدّين أحد الأسباب التي تُعزّز مجال الأخلاق والقيم في نفس الإنسان، كما تُنحّيه عن طريق الرّذيلة والفواحش والعنف.

ولفت إلى أنه ينتج عن ذلك العنف أو التفكك الأسري آثار منها:

1- ترك آثارًا متعددة في تربية الأطفال، أبرزها انحرافهم السلوكي وتخلفهم الدراسي.

2- تحطيم البناء التنظيمي للأسرة بحيث تصبح “غير مترابطة”.

3- لا يملك الطفل الذي يعيش في أسرة مفككة مملؤة بالعنف إلا أن يعقد مقارنات مستمرة بين حياته والحياة الأسرية التي يعيشها الأطفال الآخرون، وعن طريق العلاقات التي يعقدها معهم تظهر له طبيعة الحياة السعيدة التي يعيشونها، فينتابه الشعور بالنقص والابتئاس لحالته والإحباط.

وحول علاج ظاهرة العنف الأسري قال:

1- على الأم والأب السعي الدائم لتقوية العلاقة بينهما، وحل مشكلاتهما بأسلوب راقٍ، بعيداً عن العنف والصراخ.

2- وجود الوالدين العاطفي والنفسي والروحي والجسدي بين الأبناء، وتخصيص وقت خاص؛ لمعرفة مشاكل الأبناء واهتماماتهم وحاجاتهم.

3- على الأهل أن يكونوا القدوة الحسنة لأبنائهم في كافة المجالات.

4- يقع على عاتق الدولة دور كبير في التوعية لأهمية الترابط الأسري والتربية الصحيحة من خلال الدورات المجانية والإعلانات والبرامج التلفزيونية.

5- كما يقع على الإعلام دور مهم أيضاً في تثقيف الأسرة والمجتمع من خلال البرامج التربوية والاجتماعية.

طباعة شارك استقرار الحياة الزوجية الحياة الزوجية التغلب على العنف الأسري

مقالات مشابهة

  • صاحبة تريند الشارع اللي وراه ويتابعها 6 ملايين.. سجل سوزي الأردنية الجنائي بعد القبض عليها
  • أردوغان: سنسلمكم تركيا خالية من الإرهاب
  • كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
  • مدير عام قوات الشرطة يدشن دفعة جديدة من المركبات لدعم العمل الجنائي والامني بولايتي الخرطوم والجزيرة
  • محاربة تمويل الإرهاب.. إشادة بالبرامج النوعية لـ "التحالف الإسلامي"
  • كيف تصنع الشاشات اكتئابا جماعيا؟
  • القمع العابر للحدود من أكواد الإرهاب إلى النشرات الحمراء
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 31 يوليو
  • أسباب استقرار الحياة الزوجية .. أهم النصائح للطرفين
  • واشنطن تقود الإرهاب في الشرق