جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-23@06:36:53 GMT

شكاوى الصناعيين مستمرة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

شكاوى الصناعيين مستمرة

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

ما زالت هناك فجوة كبيرة بيننا وبين عدد من الدول الصناعية في العالم وفي المنطقة في مجال التصنيع، حيث احتلت سلطنة عُمان المرتبة الـ56 عالميًّا في القطاع الصناعي وفق بيانات التقرير الصناعي التنافسي للعام 2023، والصادر من قبل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو"، والذي صدر مؤخراً.

ورغم أننا نقفز سريعاً في تنمية هذا القطاع الحيوي الذي حقَّقت فيه السلطنة قفزات جيدة خلال السنوات السبع الماضية، بصعودها من المرتبة الـ72 في العام 2016م إلى المرتبة الـ56 في العام 2023، إلا أننا نحتاج تقديم المزيد من التسهيلات وإبداء المرونة وتوفير الخدمات للقطاع الصناعي؛ لكي يشعر رجل الصناعة العماني بالرغبة في الاستمرار في تحقيق مزيد من التقدم في هذا القطاع، والاستمرار في ضخ مبالغ استثمارية جديدة في مصانع أخرى، وليس دفعه للهرب بهذه الاستثمارات إلى الدول المجاورة التي تقدّم للصناعة والقطاعات الاقتصادية الكثير من التسهيلات والمرونة في تلك الأعمال.

رجل الصناعة في عُمان، ورغم مرور هذه السنوات العديدة على العمل في هذا القطاع، لا يزال يتطلع إلى أن تتعامل الجهات المعنية معه ومع الظروف الصناعية التي يواجهها بكل أريحية، وليس من خلال تحرير المخالفات وإرسال الفرق التفتيشية الفجائية إلى المصانع للتأكد ومعرفة إن كان المصنع يلتزم في معاملاته اليومية بصورة شرعية أو غير شرعية. فلا يمكن أن يُقام أي مصنع إلا بتصريح صناعي ووفق الاشتراطات والمعايير التي تتوافق عليها الجهات المعنية، ولكن الأمر يحتاج أحيانا إلى إبداء بعض المرونة خاصة في غياب الفنيين والعمال المُتخصِّصين الأجانب لكي يقوم الآخرون منهم بمتابعة تلك الأعمال لحين تسويتها بصورة صحيحة.

ما أود قوله هنا إنَّ مجموعة من الصناعيين يشتكون من الحملات التي تقوم بها وزارة العمل أثناء تأدية العُمَّال أعمالهم في المكاتب وأماكن التصنيع، وإلزام بعضهم بفتح أجهزة الاتصالات الخاصة بهم (لاب توب) وقراءة رسائلهم، ومعرفة إن كانوا هم من يقومون بإرسال هذه الرسائل أم مديرون آخرون في المصنع. وإذا ما شعروا بأنَّ المرسل لتلك الرسائل ليس هو الشخص المختص، يقوم المفتش بتحرير المخالفة للمصنع أو لصاحبه؛ الأمر الذي يؤدي لزيادة تكاليف المصنع، بل ونفور بعض هؤلاء الأشخاص العاملين من الاستمرار في ذلك المصنع.

إنَّ غياب المرونة في مثل هذه القطاعات، سيؤدي لتفاقم مشكلات الصناعيين، خاصة إذا كان هؤلاء بحاجة لبعض التخصصات اليدوية التي لا تتوافر في السوق المحلي؛ فهذه المصانع تقوم أولاً بتوفير فرص عمل للعمانيين، والبعض لديها ما بين 60 و70 أو أكثر من الأفراد العمانيين الذين يعملون في مختلف التخصصات، مع العلم بأنَّ المنتج الصناعي في السلطنة يكلّف كثيراً مقارنة مع نفس المنتج المصنوع في الدول المجاورة؛ باعتبار أن الرواتب التي تدفعها المصانع للعمالة المحلية تفوق كثيراً ما تدفعه المصانع المماثلة خارج السلطنة للعمالة الوافدة؛ لأنها غير مُلزمة بتشغيل العدد الكبير من العمالة الوطنية؛ الأمر الذي لا يعطي فرصة كبيرة للمصانع الصغيرة والمتوسطة ومنتجاتها للمنافسة في كثير من الأسواق العالمية.

ومن هذا المنطلق، فإن إبداء المرونة للمصانع العمانية أصبح من الضرورات لاستمرارها في العمل، خصوصا في ظل المنافسة الشرسة القادمة من الخارج، خاصة من المصانع الخليجية التي تعفى منتجاتها من أي ضريبة في إطار اتفاق دول مجلس التعاون فيما بينها بإعفاء المنتجات من أي رسوم جمركية. لذا؛ فأي إقفال للمصنع المحلي سيؤدي لتفاقم مشكلة المسرحين من العمالة المحلية في البلاد، وهذا ما يجب على الجهات مراعاته واجتنابه، مع تأهيل وتدريب العمالة المحلية لتزويد المصانع بها.

إنَّ التحسن الذي شهده القطاع الصناعي في السنوات الماضية تحقق نتيجة الخدمات التي تقدمها الجهات المعنية، مع الإعفاءات والتسهيلات الأخرى التي وفرتها الحكومة لهذا القطاع. والمرحلة الحالية تحتاج إلى مرونة في التصنيع. فهذا القطاع ليس كقطاعات اقتصادية أخرى؛ لأنه يحتاج إلى كوادر وكفاءات في مختلف التخصصات الفنية التي أحيانا تكون غير متوفرة في السوق المحلي، فيتم إحضارها من الخارج. فأكبر الدول الصناعية في العالم ما زالت تستعين بالعمالة الوافدة أحيانا، مع تشغيل العنصر الوطني لديها، وهذا ما يجب العمل به في السلطنة ليشعر رجل الصناعة بأن جميع متطلبات التصنيع متوفرة، ويشعر بالمرونة في العمل اليومي، وإلا فإنَّ هذه المصانع سوف تغلق في يوم ما أو يتم نقل مقارها للدول المجاورة التي تقدّم الكثير من التسهيلات والمرونة في تلك الأعمال.

ومع الاستمرار في فهم القضايا المتعلقة بالصناعة والصناعيين، فإنَّ ذلك سيؤدي لتنويع الأنشطة الصناعية وزيادة القيمة المضافة لهذا القطاع، وكذلك زيادة حجم صادراته السنوية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ثاني الزيودي: اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تواصل المساهمة في نمو القطاع الصناعي

 
أبوظبي (الاتحاد)
شارك معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، في جلسة حوارية بعنوان «إعادة تعريف الصناعة والتجارة والاستثمار»، وذلك ضمن الفعاليات الافتتاحية لمنتدى «اصنع في الإمارات».
وأكد معاليه خلال الجلسة التزام دولة الإمارات بدفع عجلة تطوير القطاع الصناعي وتعزيز الإنتاج المحلي، من خلال مبادرات استراتيجية وشراكات عالمية تدعم التنافسية والاستدامة. ويُعد «اصنع في الإمارات» منصة محورية تجمع بين المصنعين والمستثمرين وقادة الصناعة، حيث تركّز على فرص النمو في القطاع الصناعي بدولة الإمارات، كما تسلط الفعالية الضوء على جهود الدولة في تنويع اقتصادها وتعزيز الابتكار التكنولوجي والاستدامة، ما يسهم في ترسيخ الشراكات العالمية ودفع عجلة النمو القائم على الصادرات. وتم تسليط الضوء على النمو القوي للصادرات الإماراتية من السلع في تقرير حديث صدر عن منظمة التجارة العالمية بعنوان «آفاق وإحصاءات التجارة العالمية». 
وبحسب التقرير، تحتل دولة الإمارات اليوم المرتبة الحادية عشرة عالمياً في صادرات السلع، بقيمة بلغت 603 مليارات دولار في عام 2024. 
ويشير التقرير إلى تقدم الدولة ست مراتب في التصنيف بين عامي 2021 و2024 ما يعكس فاعلية السياسات الصناعية، التي تنتهجها الدولة. وشدّد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، خلال الجلسة، على الدور المحوري للتجارة والاستثمار في دعم النمو الصناعي المستدام وتعزيز التنافسية العالمية، مشيراً إلى أن برنامج الشراكة الاقتصادية الشاملة يُعد محفزاً رئيسياً لهذا النمو، إذ يوسع نطاق الوصول إلى الأسواق العالمية ويعزّز اندماج الإمارات في سلاسل التوريد العالمية. 
وقال إن برنامج الشراكة الاقتصادية الشاملة يفتح الأبواب نحو أسواق متنوعة، ويسهم في نقل المعرفة وتطوير المهارات عبر مختلف القطاعات، مشيراً إلى مواصلة مسيرة الابتكار والتنويع، لبناء قاعدة صناعية متينة تسهم في استدامة النمو الاقتصادي. وتسعى الاستراتيجية الصناعية لدولة الإمارات، التي تدعمها مبادرات، مثل «مشروع 300 مليار» و«اصنع في الإمارات»، إلى إعادة توجيه قاعدة صادرات الدولة نحو قطاعات عالية القيمة قائمة على المعرفة، بما في ذلك التصنيع المتقدم، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والتكنولوجيا النظيفة، والخدمات اللوجستية.
وأضاف معالي الزيودي أنه من خلال برنامج الشراكة الاقتصادية الشاملة، نسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للتميز الصناعي، مشيراً إلى أنه من خلال تسخير التكنولوجيا المتقدمة، وخلق التكامل بين السلع والخدمات، نمهّد الطريق نحو نموذج اقتصادي أكثر تنوعاً ومرونة. ويسلط «اصنع في الإمارات» الضوء على رؤية دولة الإمارات للتصنيع، مؤكداً على مكانتها الرائدة مركزاً عالمياً للابتكار والاستثمار، فيما تناولت النقاشات خلال المنتدى الدور المحوري الذي يلعبه برنامج الشراكة الاقتصادية الشاملة في دفع الرؤية الصناعية للدولة، مما يعزّز من مكانة الإمارات لاعباً رئيسياً في المشهد الصناعي العالمي.

 

أخبار ذات صلة تعاون بين «مجلس التوازن» و«إيرباص» لتطوير القدرات الصناعية في قطاع الطيران بالإمارات «الصناعة» تتعاون مع «إيرباص» لتعزيز القدرات التصنيعية المحلية في قطاع الطيران

مقالات مشابهة

  • «الطاقة» و«الصناعة» تستعرضان سبُل تعزيز كفاءة الطاقة بالقطاع الصناعي
  • التجارة تعلن قرب تخصيص 250 مليار دينار لدعم الصناعيين وقروض ميسرة
  • التجارة: قروضٌ ميسرة لدعم الصناعيين
  • اقتصادي: إعادة تشغيل المصانع المتعثرة خلق فرص عمل وزاد النمو الصناعي
  • للوقوف على جاهزيتها لموسم حج 1446هـ.. “الصناعة” تُنفّذ 100 زيارة ميدانية للمنشآت الصناعية بمكة المكرمة
  • منصور بن زايد: دعم القطاع الصناعي الوطني أولوية إستراتيجية للدولة
  • «أبوظبي للصادرات» يستعرض الدور الريادي للمرأة الإماراتية في القطاع الصناعي
  • ترامب يريد إعادة المصانع لأميركا لكن من سيعمل فيها؟
  • ثاني الزيودي: اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تواصل المساهمة في نمو القطاع الصناعي
  • شراكة بين «أبوظبي للاستثمار» و«شنايدر إلكتريك» لتعزيز الابتكار في القطاع الصناعي ودعم استدامته