طهران/كمبالا – (د ب أ)- وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مطار “عنتيبي” في أوغندا، اليوم الأربعاء، قادما من كينيا تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني. وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء اليوم أنه من المقرر أن يستقبل الرئيس الأوغندي نظيره الإيراني رسميا في القصر الرئاسي، ثم يعقد الاثنان اجتماعا خاصا، وينضم إليهما لاحقا وفدا البلدين رفيعا المستوى وتعد أوغندا المحطة الثانية في جولة الرئيس الإيراني الأفريقية والتي بدأها من كينيا، ويختتمها بزيمبابوي.

وكان رئيسي وصل إلى العاصمة الكينية نيروبى، فى وقت سابق اليوم في مستهل جولته التي تستغرق ثلاثة أيام. ووقع رئيسي في كينيا خمس اتفاقيات تعاون مع الرئيس وليام روتو، وفقا لما أعلنه المكتب الرئاسي الإيراني. وتسعى إيران جاهدة لتعزيز استقلالها الاقتصادي، في مواجهة العقوبات الدولية واسعة النطاق، ولاسيما فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. يشار إلى أن الدول الأفريقية الثلاث لديها علاقات جيدة بالفعل مع إيران، وتعتبرها شريكا تجاريا ومستثمرا رئيسيا، كما تتعاون أيضا معها في قطاعات العلوم والرياضة والتكنولوجيا. وتعتبر كينيا، بوصفها دولة ساحلية على المحيط الهندي، بوابة للأسواق الأفريقية أمام الصادرات الإيرانية. وعلى الرغم من العلاقات الجيدة بين كينيا والغرب، تعتبر نيروبي إيران شريكا واعدا. وفي الوقت نفسه، تسعى إيران إلى توسيع أوجه التعاون الاقتصادي مع أوغندا، التي توترت العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة، بعد أن سنت كمبالا أحد أشد القوانين ضد المثلية الجنسية في العالم.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

انتخابات أوغندا.. مواجهة القبعات الحمر والموجة الصفراء

المتابع للحملات الانتخابية في أوغندا يلاحظ بوضوح تكرار الاحتكاكات بين أنصار أبرز مرشح معارض بوبي واين والأجهزة الأمنية، وتتطور أحيانا إلى مناوشات.

وتكتفي اللجنة الانتخابية في البلاد بإدانة المواجهات العنيفة ودعوة الأجهزة الأمنية لضبط النفس والأطراف إلى الحوار والالتزام بالقانون.

فالبلاد مقبلة على انتخابات رئاسية في 15 يناير/كانون الثاني المقبل، يتنافس فيها الرئيس الحالي يوري موسيفيني البالغ من العمر 81 عاما ويسعى لولاية سابعة، في مواجهة أبرز منافسيه المعارض بوبي واين (43 عاما).

مشهد يعيد إلى الأذهان السباق الانتخابي الذي شهدته البلاد عام 2021.

الشرطة الأوغندية تفرق مناصري المعارض بوبي واين بالغاز المسيل للدموع (رويترز)القبعات الحمراء

يبعث بوبي واين عبر حسابه على "إكس" رسائل إلى مناصريه، وينشر صورا توثق ما يقول إنها اعتداءات أجهزة الأمن على تجمعاته الانتخابية، وأخرى لما يصفها بمحاولات أجهزة إنفاذ القانون منعهم من الوصول لساحات التجمع.

ولا يخلو حساب "رئيس الشعب" وفق ما وصف نفسه سابقا، من مقاطع مصورة لإصابات في صفوف مناصريه.

بوبي واين والقبعات الحمراء، هما السمات الثابتة في حملة المرشح الوافد منذ بضع سنوات إلى ميدان السياسة.

في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، وجه واين اتهاما للشرطة والجيش بالاستعانة بعصابات لمهاجمة مؤيديه في مدينة غولو.

ونشر صور فتى في السادسة عشرة من عمره قتل متأثرا بجروح أصيب بها أثناء فض التجمع الانتخابي.

مقتل الفتى كان اللحظة التي بدأ فيها بوبي واين يشكك في مسار العملية الانتخابية، وقال "إن وفاة الفتى تجسد التواطؤ المستمر من لجنة الانتخابات وجميع مؤسسات الدولة المكلفة بضمان عملية انتخابية نزيهة حرة وعادلة".

وإزاء هذه الاتهامات المتكررة، ترفض السلطات وجهاز الشرطة الاتهامات الموجهة إليها وتؤكد أنها فتحت تحقيقا في واحدة من الحوادث على الأقل، وتتهم واين بتنظيم تجمعات ومسيرات تصفها بغير القانونية.

المغني الشعبي الشهير بوبي واين أحد أبرز المرشحين للرئاسة في أوغندا (غيتي)ظاهرة بوبي واين

"صوت الغيتو" و"رئيس الشعب" ألقاب يحملها بوبي واين. قبل انخراطه في العمل السياسي المباشر، اشتهر واين، واسمه الحقيقي روبرت كياغولانيي، في ميادين التمثيل والغناء.

إعلان

شكل في عام 2007 لحظة فارقة في مسيرته عندما تبنى أبعادا أكثر عمقا في أعماله من مجرد الترفيه، فتحول إلى "التثقيف الترفيهي" بأغان تقدم رسائل اجتماعية تتناول مواضيع الصحة العامة والعنف الأسري وقضايا سياسية تنتقد الحكومة والفساد وارتفاع تكاليف المعيشة.

يتحدر واين من عائلة منخرطة في السياسة منذ عقود، إذ قاتل جده إلى جانب الرئيس الحالي، وكان والده من المعارضين السياسيين الموالين لموسيفيني إبان عهد الرئيس ميلتون أوبوتي، حين صدر عليه حكم الإعدام وفر من البلاد تاركا زوجته وأولاده يعيشون في إحدى المناطق الفقيرة في كمبالا.

خارطة أوغندا (الجزيرة)الانخراط السياسي

تحول واين من عائلة دعمت وقاتلت مع موسيفيني، إلى أشرس معارضي الرئيس.

فلم يكتف بالغناء كنوع من المعارضة السياسية، بل ترشح لمقعد برلماني عام 2017 مستقلا في الانتخابات الفرعية في دائرة كيادوندو الشرقية، ولاقى دعما واسعا لدى الشباب وفاز بفارق كبير.

لحظة ثانية فارقة في مسيرة واين كانت عندما قاد مع برلمانيين آخرين حملة لرفض تعديل مواد في الدستور لإلغاء الحد العمري للرئاسة، بما يتيح للرئيس موسيفيني الاستمرار في الحكم.

ثم أسس عام 2018 حركة "قوة الشعب" وهي حركة سياسية اجتماعية تدعو للإصلاح، فحظرتها السلطات، فانضم إلى حزب صغير وغير اسمه إلى منصة الوحدة الوطنية وانتخب رئيسه.

ويحظى روبرت -أو بوبي- بشعبية واسعة في أوساط الشباب في أوغندا، لكن تأثيره السياسي يقتصر داخل حدود بلاده، فلا يزال يتلمس ملامح مشهد شرق أفريقيا المعقد.

موسيفيني.. "الحكيم"

مقابل "القبعات الحمراء" تبرز "الموجة الصفراء" وهو وصف يطلقه حزب "حركة المقاومة الوطنية" على مناصري موسيفيني.

وفي المواجهة المباشرة بين الرجلين، يتفوق الرئيس يوري موسيفيني على خصمه الشاب بشبكة من العلاقات الإقليمية التي عمل على بنائها على مدى أربعة عقود.

يقدم الرجل نفسه بمظهر "حكيم شرق أفريقيا" السياسي المحنك والخبير الذي يحتكم إليه الإقليم في القضايا والنزاعات.

ويتحدر موسيفيني من أسرة متواضعة، بدأ حياته السياسية من خلفية طلابية يسارية. مع وصول عيدي أمين إلى السلطة في أوغندا عام 1971، ترك موسيفيني البلاد إلى تنزانيا حيث أسس "جبهة الخلاص الوطني" التي ساهمت في الإطاحة بالرئيس أمين.

كانت أول تجاربه الانتخابية عام 1980 والتي انتهت بفوز ميلتون أوبوتي في الانتخابات، فانضم للمعارضة وقاد جناحها المسلح "جيش المقاومة الوطنية" الذي أسقط أوبوتي عام 1986 وأعلن موسيفيني نفسه رئيسا.

وانتخب رسميا للمرة الأولى رئيسا عام 1996، وأقر البرلمان منذ ذلك تعديلات دستورية أتاحت له الترشح ليصبح واحدا من أطول الرؤساء بقاء في الحكم في أفريقيا.

الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني (وسط) أثناء إحدى حملاته الانتخابية (رويترز)المواجهة الأولى

كانت المواجهة الأولى بين واين والرئيس موسيفيني في السباق الرئاسي عام 2021، حيث حصل واين على 35% من أصوات المقترعين مقابل 58.6% لموسيفيني. إلا أن واين رفض النتائج مؤكدا أن فوزه "سرق منه"، متهما السلطات بالتزوير واستخدام قوات الأمن لترهيب الناخبين وشراء الأصوات. وشهدت الفترة التي تلت الانتخابات احتجاجات دامية وضع على إثرها واين في الإقامة الجبرية.

برامج المرشحين

أعلنت "حركة المقاومة الوطنية" في سبتمبر/أيلول الماضي، ترشيح الرئيس يوري موسيفيني لولاية جديدة، تحت شعار "التحول الاقتصادي والاستقرار" عنوانا لحملته لعام 2026، متعهدا بتوسيع حجم اقتصاد البلاد وتعزيز الخدمات والبنية التحتية ورفع إنتاج الكهرباء وإنشاء مناطق صناعية، إضافة إلى خفض معدلات الجريمة وتحسين الرعاية الصحية وتوفير المياه، ومكافحة الفساد الذي كان أحد سمات العقود الأربعة الماضية في أوغندا.

إعلان

وخاطب موسيفيني الأوغنديين مذكرا إياهم بمسيرة قطعوها معا في العقود الماضية، مركزا على دور الأسرة في بناء الثروة، ومشيرا إلى منافسه بوبي واين بوصفه "غير جاد" وبأنه "يريد مع جماعته أن يحصدوا ما لم يعملوا بجد من أجله".

من جانبه يقارب بوبي واين الناخبين عبر "برنامج انتخابي" يركز على قضايا حقوقية ومعيشية، ويعد بإنهاء محاكمة المدنيين في محاكم عسكرية والحد من سلطة رئيس الجمهورية على القضاء، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، ومكافحة الفساد، وتوسيع سوق العمل وتوفير الخدمات الأساسية.

منظر من وسط العاصمة كمبالا (الجزيرة)مفترق طرق

لا يزال شهر أو يزيد لحسم النزال الانتخابي بين الشاب المعارض والعجوز المخضرم الممسك بزمام سلطة أسهم في تشكيلها. يقف فيها الأوغنديون على مفترق طرق بين واقع عرفوه وآخر لا يزال يتشكل.

فبينما يجتمع الخصمان على ذات الوعود بحياة أفضل، يترقب الناخبون وأعينهم إما على جوار مشتعل أو ذاكرة تحمل صور حرب أهلية عاشتها أوغندا بالأمس القريب.

 

مقالات مشابهة

  • انطلاق المحطة الثالثة لـ«مزاينة مدينة زايد» في مهرجان الظفرة اليوم
  • انتخابات أوغندا.. مواجهة القبعات الحمر والموجة الصفراء
  • الرئيس العراقي: أي عرقلة تواجه إيران تعد عداء لنا
  • محمد رمضان: أقدم الأغنية الرسمية لكأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية على التوالي
  • محمد رمضان لـ«أجمد 7»: «أقدم الأغنية الرسمية لكأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية علي التوالي»
  • محافظ أسيوط يتفقد لجان القوصية وحي غرب لمتابعة سير التصويت في اليوم الثاني والأخير لإعادة انتخابات النواب
  • محافظ أسيوط يتفقد لجان القوصية وحي غرب لمتابعة التصويت في اليوم الثاني
  • الرئيس الإيراني بزشكيان يلتقي بوتين في تركمانستان قريباً
  • الرئيس الإيراني: الإجراءات الامريكية ضد فنزويلا سابقة خطيرة تهدد السلام والأمن العالميين
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟