صحيفة الخليج:
2025-07-02@05:46:29 GMT

«الشارقة للتطوع» تطلق جائزة جديدة

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

«الشارقة للتطوع» تطلق جائزة جديدة

الشارقة: «الخليج»

أعلنت جائزة الشارقة للعمل التطوعي عن إطلاق جائزة مخصصة ل«أفضل قائد شاب للفرق التطوعية» يتم التقديم لها من شهر نوفمبر وحتى 31 من شهر ديسمبر الجاري. وتأتي هذه الجائزة لتعزيز روح التميز والقيادة لدى الشباب في ميدان العمل التطوعي، حيث يتم تكريم الشخصيات القيادية التي تتألق في تأثيرها في أعضاء الفرق التطوعية.

ويشترط أن يكون عمر المتقدم من الفئة العمرية ما بين 18 و45 سنة، وله أثر إيجابي في الفريق، وقائداً فعّالاً ومتميزاً خلال سنة المشاركة، بينما تتمثل المستندات والوثائق المطلوبة في الإفادة برسائل تزكية من الجهة، وقرار التكليف، وخطة عمل وتقرير نتائج الأعمال، ونتائج تقييم أداء من المسؤول أو الجهة، إضافة إلى سجل الأعضاء، ورسالة من جهة الترخيص تفيد بعدم وجود مخالفات أو تجاه القائد الشاب.

وأكدت فاطمة البلوشي، المديرة التنفيذية للجائزة، أن الجائزة تأتي في إطار تعزيز الروح القيادية وتشجيع الشباب على تحمل مسؤوليات القيادة في مجال العمل التطوعي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة

إقرأ أيضاً:

العمل التطوعي.. ضمير المجتمع ونهضته الصامتة

 

 

د. ذياب بن سالم العبري

يُعد العمل التطوعي من أنبل صور العطاء الإنساني، وأصدق تجليات الانتماء المجتمعي، فهو لا يُقاس بالأجر، ولا يُقوَّم بالمال، لكنه يترك أثرًا عميقًا في روح الفرد، وفي وجدان المجتمعات التي تؤمن بقيم التعاون والتكافل والمسؤولية الجماعية.

وقد شكّل العمل التطوعي جزءًا أصيلًا من الهوية العُمانية عبر الأجيال، حيث ظهرت ملامحه في الأفلاج، والمزارع، والمجالس، وفي مساندة الضعيف، ومؤازرة الجماعة، دون أن يُطلب شكر أو يُنتظر مقابل. ومع تطور الحياة وتعقيداتها، أصبحت الحاجة إلى تأطير هذا العطاء أكبر، ليُستفاد منه بطريقة منهجية ومنظمة، تساند المؤسسات الرسمية، وتُسهم في دعم التنمية الوطنية المستدامة.

في عُمان، كما في بقية دول العالم، بات من الواضح أن الجهود الحكومية وحدها لا تكفي لمواجهة كل التحديات، خاصة في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والبيئية. وهنا يأتي دور العمل التطوعي كـ"رئة إضافية" تُرفد المجتمع بطاقة بشرية متحمسة، وكمورد اجتماعي يُحسن استثماره عند تهيئة البيئة المناسبة له.

ولا يُمكن إغفال الفوائد العميقة التي يتركها العمل التطوعي على المتطوع نفسه؛ فإلى جانب خدمة المجتمع، يُسهم في صقل الشخصية، وبناء المهارات الحياتية، مثل القيادة، والانضباط، والتواصل الفعّال، وتعزيز الثقة بالنفس. ولذلك، تُولي العديد من الأنظمة التعليمية حول العالم أهمية كبيرة لتضمين العمل التطوعي ضمن البرامج التربوية، نظرًا لما يُحدثه من نضج مبكر في إدراك الدور الفردي في المجتمع.

ومن أبرز الجوانب التي باتت تستحق الاهتمام محليًا، ضرورة استثمار مواسم الإجازات، وعلى رأسها الإجازة الصيفية، لتوجيه طاقات الشباب إلى مبادرات تطوعية مدروسة، تعود عليهم بالنفع، وتُسهم في تنمية ولاياتهم ومجتمعاتهم. كما لا ينبغي إغفال مرحلة ما بعد التقاعد، التي تمثل مخزونًا وطنيًا من الخبرات والمعارف، يمكن أن يُستفاد منها بشكل أكبر إذا ما وُفِّرت قنوات تطوعية مُنظمة تستثمر هذه الطاقات في مجالات التدريب والإرشاد والمشورة.

ومع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، أصبح من الممكن اليوم تفعيل أدوات تقنية المعلومات الحديثة في تطوير العمل التطوعي، سواء من خلال المنصات الإلكترونية التي تُسهّل التسجيل والانضمام وإدارة المبادرات، أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية التي تُمكّن من الربط بين المتطوعين والفرص المتاحة في مختلف مناطق السلطنة. كما أتاح الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات إمكانيات جديدة لتوجيه الجهود نحو المجالات الأكثر احتياجًا، وتقييم الأثر المجتمعي لكل مبادرة.

وتُعد هذه التحولات الرقمية فرصة ذهبية لإعادة تشكيل منظومة العمل التطوعي في السلطنة، ودمجه ضمن برامج التحول المؤسسي والمجتمعي، بحيث لا يكون مجرد نشاط موسمي؛ بل جزءًا من النسيج الوطني الدائم، يقوم على التكامل بين الأفراد، والمؤسسات، والتكنولوجيا.

إن المطلوب اليوم هو أن يُنظر إلى العمل التطوعي كأحد أدوات بناء الوطن وتماسكه، لا كمجرد مبادرة خيرية عابرة. أن يُستثمر في الإنسان، ويُدمج ضمن الخطط الاستراتيجية، ويُفعَّل عبر المؤسسات التعليمية والمجتمعية، وأن يُحتفى به كقيمة سامية تليق بتاريخ هذا الشعب، وتطلعاته لمستقبل أكثر وعيًا وإنسانية.

ويُختَتم السؤال مفتوحًا كما يُفتَح باب التطوع دائمًا: أليس في وسع كل فرد أن يترك بصمته في حياة مجتمعة، ولو بخطوة صغيرة تُؤخذ في صمت؟

مقالات مشابهة

  • قطر تتسلّم جائزة تيبيراري الدولية للسلام في أيرلندا
  • هل يستفيد ترامب من فكرة استحقاق نوبل أكثر من فوزه بها؟
  • تكريم الفائزين بالدورة الـ 2 من جائزة أوزبكستان للجودة الحكومية
  • العمل التطوعي.. ضمير المجتمع ونهضته الصامتة
  • جعفر حسان يؤكّد أهميَّة مأسسة جائزة الحسين بن عبدالله الثَّاني للعمل التطوُّعي
  • المسرحية الموسيقية «هاميلتون» والمؤرخ رون تشيرنو يحصلان على جائزة ميدالية الحرية
  • «الأرشيف» يكرّم الفائزين في جائزة «المؤرّخ الشاب» بدورتها الـ15
  • فريق شليم التطوعي يستعرض أنشطته التطوعية
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يكرم الفائزين في جائزة المؤرخ الشاب
  • أبو طربوش: نسعى لاكتشاف عقول عربية مبتكرة تحمل حلولًا لمستقبل أفضل