بوليتيكو ترصد حجم إنفاق مناصري إسرائيل على الإعلانات بمواقع التواصل
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
أفاد تحليل أجرته صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن المنظمات المناصرة لإسرائيل أنفقت 100 ضعف أكثر من ما أنفقته المجموعات المؤيدة للفلسطينيين على منصات التواصل لشركة ميتا (فيسبوك وإنستغرام) الشهر الماضي.
وقالت الصحيفة إن الإنفاق المشترك على فيسبوك وإنستغرام يزيد على مليوني دولار، وإن هذا الإنفاق -على الرغم من عدم التنسيق بشأنه- يظهر كيف تحاول الجماعات المؤيدة لإسرائيل تشكيل الرأي العام بين الأميركيين، خاصة الأجيال الشابة التي تشكك بشكل متزايد في إسرائيل.
وقامت بوليتيكو بتحليل قاعدة البيانات الإلكترونية التي تتعقب المجموعات التي تشتري الرسائل المدفوعة على كل من فيسبوك وإنستغرام خلال فترات زمنية محددة.
وراجعت الصحيفة الإعلانات التي عرضت في الفترة بين الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وديسمبر/ كانون الأول الحالي، بناء على انتماءات مجموعات المناصرة سواء للقضايا إسرائيل أو فلسطين.
وأظهر تحليل الصحيفة أنه بالنسبة لمنصات ميتا -أكبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم- تتضمن المجموعات التي تشتري الإعلانات لدعم إسرائيل أسماء معروفة، مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية ومؤسسة مكافحة معاداة السامية، وهي مجموعة أسسها الملياردير روبرت كرافت.
ووجدت الصحيفة أن إنفاقهما المشترك البالغ 2.2 مليون دولار تجاوز تقريبا أي كيان آخر خلال تلك الفترة، خلافا لمنفذ الأخبار المحافظ "ديلي واير" وحسابات ميتا التابعة لها التي أنفقت نحو 3 ملايين دولار.
وبالمقارنة، وجدت الصحيفة أن المجموعات الداعمة للفلسطينيين والمسلمين والعرب أنفقت أقل من 20 ألف دولار في الفترة ذاتها على إعلانات ميتا.
وذكرت الصحيفة أن اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التشهير (إي دي سي) كانت أكبر منفق على الإعلانات لمجموعات المناصرة المتحالفة مع الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إن المجموعة أنفقت نحو 10 آلاف دولار على منصات ميتا في الفترة ما بين الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والأول من ديسمبر/كانون الأول الحالي، بالرغم من أن جميع رسائلها المدفوعة تقريبا لم تذكر الصراع في الشرق الأوسط على وجه التحديد.
ونقلت الصحيفة عن عابد أيوب، المدير التنفيذي الوطني لـ"إي دي سي"، قوله "الغرض من إعلاناتنا هو إعلام الناس بأننا هنا لحمايتهم".
وعندما سُئل عن سبب تأخر الإنفاق على الإعلانات المؤيدة للفلسطينيين عن أولئك الذين يدافعون عن إسرائيل، قال أيوب "تغيير آراء الناس عن الكذبة يتطلب كثيرا من المال".
وألمحت الصحيفة إلى أنه بالرغم من كل الإعلانات، فإن هناك بعض النفوذ الذي لا يمكن شراؤه بالمال، خاصة مع الشباب، وذكرت أنه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استجابت منصة "تيك توك" لانتقادات النائب الجمهوري عن ولاية ويسكونسن مايك غالاغر، الذي ادعى دون دليل أن المنصة ربما نفذت "عملية تأثير خبيثة" تتلاعب بالشباب الأميركي عبر "الدعاية المتفشية المؤيدة لحماس".
رد تيك توكوردت الشركة المملوكة لشركة "بايت دانس" -التي مقرها بكين- في إحدى التدوينات بأن الوسوم المؤيدة للفلسطينيين كانت أكثر شعبية من المؤيدة لإسرائيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى موقع إنستغرام، حيث حصد وسم "قف مع إسرائيل" حوالي 264 ألف مشاركة، مقارنة بأكثر من 7 ملايين مشاركة لـ"فلسطين الحرة".
وقالت تيك توك: "كانت المواقف بين الشباب تميل نحو فلسطين قبل وقت طويل من وجود تيك توك".
ويواجه فيسبوك والتطبيقات الأخرى التابعة لشركة ميتا اتهامات بتقييد المحتوى الداعم لفلسطين.
وشهر نوفمبر/تشرين الماضي، أطلق ناشطون حول العالم حملة "لن يتم إسكاتنا" احتجاجا على حظر المحتوى الداعم لفلسطين وتضييق وصوله عبر منصات التواصل، خاصة على منصتي فيسبوك وإنستغرام.
وكان موقع "ذي إنترسبت" الأميركي قال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي اشتكوا من تقييد تطبيقي إنستغرام و"تيك توك" المنشورات والحسابات أو حظرها بسبب محتواها المؤيد للفلسطينيين في أعقاب حرب إسرائيل على قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فیسبوک وإنستغرام الصحیفة أن تیک توک
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية تلزم المعلنين بوسم الإعلانات المولدة بالذكاء الاصطناعي
قال مسؤولون كوريون جنوبيون إنهم سيكثفون فحص وإزالة الإعلانات المولدة بالذكاء الاصطناعي المخالفة والمضللة، وسيفرضون غرامات عقابية على المخالفين.
ستُلزم كوريا الجنوبية المعلنين بوضع وسم يوضح أن إعلاناتهم مُنتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي اعتبارا من العام المقبل، في مسعى للحد من عدد الحملات الترويجية المضللة التي تعرض "خبراء" مُفبركين أو مشاهير مزيفين عبر تقنية "ديب فيك" يروّجون لمنتجات غذائية أو دوائية على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال مسؤولون، عقب اجتماع سياساتي ترأسه رئيس الوزراء كيم مين-سيوك يوم الأربعاء، إنهم سيكثفون التدقيق وإزالة الإعلانات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي ذات الإشكالات، وسيُفرضَت غرامات عقابية، مع التحذير من مخاطر متزايدة على المستهلكين، ولا سيما كبار السن الذين يواجهون صعوبة في تمييز المحتوى المُصنّع بالذكاء الاصطناعي. وصرّح لي دونغ-هون، مدير السياسات الاقتصادية والمالية في مكتب تنسيق سياسات الحكومة، بأن مثل هذه الإعلانات "تعطّل النظام السوقي"، مؤكدا أن "التحرّك السريع بات ضروريا الآن". وأضاف: "سيتعيّن على أي شخص ينشئ أو يحرر أو ينشر صورا أو فيديوهات مُولّدة بالذكاء الاصطناعي وسمَها بأنها مصنوعة بالذكاء الاصطناعي، وسيُحظر على مستخدمي المنصات إزالة تلك الوسوم أو العبث بها". وقد أصبحت الإعلانات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي التي تستخدم خبراء مُفبركين رقميا أو فيديوهات وصوتيات "ديب فيك" لمشاهير، للترويج لكل شيء من حبوب فقدان الوزن ومستحضرات التجميل إلى مواقع القمار غير القانونية، مشهدا مألوفا على فضاءات كوريا الجنوبية في يوتيوب وفيسبوك وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي.
وستسعى الحكومة إلى تعديل قانون الاتصالات وغيره من القوانين ذات الصلة بحيث يدخل شرط وسم الإعلانات المُنتجة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب تشديد المراقبة والإجراءات العقابية، حيّز التنفيذ في أوائل عام 2026. كما ستكون الشركات المشغلة للمنصات مسؤولة عن ضمان امتثال المعلنين لقواعد الوسم.
الذكاء الاصطناعي يغذّي طفرة في الإعلانات الكاذبةتقول السلطات إن مراقبة العدد المتزايد من الإعلانات الكاذبة التي يُسهم الذكاء الاصطناعي في إنتاجها باتت أكثر صعوبة. فقد حدّدت وزارة سلامة الغذاء والدواء في كوريا الجنوبية أكثر من 96.700 إعلانا غير قانوني عبر الإنترنت لمنتجات غذائية ودوائية في عام 2024، و68.950 حتى سبتمبر من هذا العام، ارتفاعا من نحو 59.000 في 2023. وتمتد المشكلة إلى مجالات مثل التعليم الخاص ومستحضرات التجميل وخدمات القمار غير القانونية، ما يترك وكالة المستهلك الكورية وغيرها من هيئات الرقابة تكافح للحاق بالركب، بحسب مكتب تنسيق سياسات الحكومة. وإضافة إلى الإعلانات المضللة والمعلومات الخاطئة، تتصدى البلاد أيضا لانتهاكات جنسية تمكّنها تقنيات رقمية و"ديب فيك": فقد حكمت محكمة في سيول الشهر الماضي بالسجن المؤبد على رجل يبلغ من العمر 33 عاما لإدارته شبكة ابتزاز إلكتروني استغلّت جنسيا أو أساءت إلى أكثر من 200 ضحية، بينهم كثير من القُصّر الذين تعرّضوا لتهديدات باستخدام صور وفيديوهات جنسية مُزوّرة ومُحرّفة. وتعتزم السلطات العام المقبل رفع الغرامات وفرض عقوبات رادعة لمنع إنشاء إعلانات كاذبة مُولّدة بالذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن من يوزّع عن علم معلومات كاذبة أو مُفبركة عبر الإنترنت أو من خلال شبكات الاتصالات الأخرى قد يُحاسَب عن تعويضات تصل إلى خمسة أضعاف الخسائر المتكبّدة، مع تعزيز آليات المراقبة وتسريع إجراءات الإزالة لتشمل مراجعات خلال 24 ساعة وإطلاق مسار طارئ لحجب الإعلانات الضارة حتى قبل اكتمال المداولات، فضلا عن تدعيم قدرات المراقبة لدى وزارة سلامة الغذاء والدواء ووكالة المستهلك الكورية باستخدام الذكاء الاصطناعي نفسه.
رغم المخاطر، يزداد ولع كوريا الجنوبية بالذكاء الاصطناعيقال رئيس الوزراء كيم، وهو المسؤول الثاني في سيول بعد الرئيس لي جاي ميونغ، خلال الاجتماع السياساتي إن من الضروري "تقليل الآثار الجانبية للتقنيات الجديدة" بينما تدخل البلاد "عصر الذكاء الاصطناعي". وجاء الإعلان عن وسم الإعلانات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي بالتزامن مع تأكيد لي، خلال اجتماع منفصل مع قادة الأعمال، طموحات حكومته في مجال الذكاء الاصطناعي، متعهدا ببذل جهود وطنية لتعزيز قدرات كوريا الجنوبية في الرقائق الحاسوبية المتقدمة التي تشغّل السباق العالمي على الذكاء الاصطناعي. وتشمل خطط الحكومة زيادة الإنفاق على البحث والتطوير في الرقائق المخصّصة للذكاء الاصطناعي ومنتجات أشباه الموصلات المتقدمة الأخرى، فضلا عن توسيع مراكز تصنيع الرقائق خارج المناطق الحضرية المحيطة بالعاصمة سيول إلى الأقاليم الجنوبية. وقد استحوذت شركات الرقائق الكورية الجنوبية، ومنها "سامسونغ إلكترونيكس" و"إس كي هاينكس"، مجتمعة على أكثر من 65 في المئة من سوق رقاقات الذاكرة العالمية العام الماضي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة