حسن صناك... أمّي يلتحق بصفوف المعارضة البرلمانية خَلَفََا للراحل عبد الواحد الراضي
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
صرحت المحكمة الدستورية بشغور المقعد الذي كان يشغله الراحل عبد الواحد الراضي بمجلس النواب، مع دعوة وصيفه في لائحة الترشيح لشغل المقعد الشاغر، طبقا للقانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب.
وتوفي الراضي في مارس المنصرم بباريس عن عمر 88 سنة، والذي كان يعتبر قيدوم البرلمانيين، إذ كان ينجح في كل ولاية تشريعية لمجلس النواب منذ سنة 1963.
سيجلس على مقعد الراضي، شخص إسمه حسن صناك الذي كان وصيف لائحة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بدائرة سيدي سليمان في اقتراع 8 شتنبر 2021.
وظل صناك يترشح لسنوات باسم حزب الاتحاد الدستوري قبل أن يغير انتماءه الحزبي في هذه الانتخابات، ليترشح في الانتخابات الجماعية باسم الاتحاد الاشتراكي ويفوز كما كان متوقعا برئاسة جماعة أولاد بنحمادي.
لم تحصل لائحة الراضي وفق نتائج الاقتراع الأخير سوى على حوالي 18 ألف صوتا، والتي احتلت الرتبة الثانية بعد لائحة الاتحاد الدستوري التي حصلت على أزيد من 25 ألف صوت.
صناك المعروف محليا بلقب “الحجوي” لكونه يتحدر من دوار “حجاوة”، أحد دواوير المنطقة، أعيد انتخابه في الاقتراع الأخير للمرة الرابعة على التوالي رئيسا لجماعة أولاد بن حمادي التي تتكون من 26 دوارا.
وسبق أن سحبت منه محكمة النقض سنة 2014، رئاسة الجماعة لعدم توفره على الشهادة الابتدائية، تطبيقا لما كان ينص عليه الميثاق الجماعي سابقا.
وعاد إلى الجماعة مجددا بعدما تمكن من الحصول على الشهادة الابتدائية، وهو ما لم يعد بحاجة إليه بموجب القانون التنظيمي للجماعات الصادر سنة 2015، والذي لا يشترط أي مستوى تعليمي للمُترشحين لرئاسة الجماعات.
ويشغل صناك حاليا منصب أمين سيارات الأجرة الكبيرة بسيدي سليمان، لامتلاكه عددا من سيارات الأجرة، وأيضا هو رئيس جمعية المقاهي لامتلاكه مقهى يسيرها أحد أبنائه الأربعة.
كما يشغل منصب رئيس مجموعة الجماعات للبيئة، وأيضا منصب الكاتب الإقليمي للنقل والطاكسيات التابع للاتحاد المغربي للشغل، بالإضافة إلى عضوية المجلس الإقليمي لسيدي سليمان، والغرفة الفلاحية لجهة الرباط.
وسبق انتخابه عضوا بمجلس جهة الرباط في الولاية السابقة.
وفي اتصال هاتفي سابق بموقع “اليوم24″، أعرب عن رغبته في خلافة الراضي، وهو ما يتطلب تقديم استقالته من رئاسة الجماعة أو مجموعة الجماعات للبيئة وفق ما ينص عليه القانون التنظيمي للجماعات.
كما أعلن بأنه سيقدم استقالته من رئاسة جماعة أولاد بنحمادي وتركها لأحد الأعضاء”. كلمات دلالية الاتحاد الراضي
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
الانتخابات البرلمانية المصرية.. فرصة ضائعة للإصلاح
توقع الكثيرون أن تكون الانتخابات البرلمانية المصرية التي جرت لغرفتها الأولى (مجلس الشيوخ) في آب/ أغسطس الماضي، وبدأت قبل أيام الاستعدادات لغرفتها الثانية (مجلس النواب) فرصة جديدة للإصلاح السياسي، ولو بشكل تدريجي، لكن المشهد العام حتى الآن يشي بأنها فرصة مهدرة، لحقت ما سبقها من فرص مهدرة أيضا، مثل الحوار الوطني، أو لجنة العفو الرئاسي، أو حتى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان!! وكشفت عن إصرار النظام على المضي قدما في المزيد من السياسات القمعية في ظل أوضاع شديدة الالتهاب تحيط بمصر، تُعرّض أمنها القومي للخطر، وتتطلب توحيدا حقيقيا لجبهتها الداخلية.
يحلم الكثيرون في صفوف المعارضة داخل مصر بانفراجة سياسية، ويهللون لكل خطوة متناهية الصغر مثل الإفراج عن معتقل، أو الدعوة لحوار وطني، واستدعاء بعضهم للمشاركة فيه، أو حتى دعوة البعض لحفل عشاء بحضور السيسي. ولا يمكن لومهم على هذه الأحلام البسيطة، حيث لم يترك النظام فرصة لأحلام كبيرة مع فرضه لحالة الانسداد السياسي، والقمع الأمني، والصوت الواحد، وهذا وضع غير قابل للاستمرار، ويحتاج تضافر جهود كل المخلصين للمسارعة بالخروج منه.
ربما يعتقد البعض أن مرور 12 عاما على نظام الثالث من تموز/ يوليو كافية للانتقال من حالة الانغلاق السياسي والإعلامي إلى حالة من الانفتاح، والانفراجة السياسية، وحين نصب النظام سيرك الحوار الوطني ارتفعت الآمال بالحلحلة السياسية، ورغم أن الحوار لم يكن شاملا، إلا أنه قدم وصفة علاج لا تمثل إزعاجا كبيرا للنظام، فالمشاركون يتحاورون تحت سقفه، ويدركون المواءمات المطلوبة، وكان من بين توصياتهم تعديل قانون الانتخابات البرلمانية ليعتمد نظام القائمة الحزبية النسبية، بحيث تجد الأحزاب فرصا في التمثيل البرلماني حسب أوزانها الانتخابية، لكن السلطة رفضت هذه التوصية، وأصرت على تطبيق ما يعرف بالقائمة المطلقة، والتي تعني أن حصول قائمة على نسبة 50 في المئة من الأصوات + صوت واحد تفوز بكل المقاعد، في حين تخرج القائمة الحاصلة على أقل من 50 في المئة بصوت واحد من المولد بلا حمص، أي لا تحصل على أي مقعد برلماني.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل عمدت السلطات لتكليف أحزاب الموالاة التابعة لها (4 أحزاب) لتشكيل ما يسمى بالقائمة الوطنية، يحصلون من خلالها على الغالبية العظمى من المقاعد، مع ترك بعض الفتات لأحزاب أخرى تقبل الانضواء تحت جناح تلك القائمة، وهو ما أحدث شقاقا داخل أحزاب المعارضة بين قبول، ورفض، ومقاطعة للانتخابات باعتبارها محض مسرحية هزلية جديدة.
إلى جانب القائمة المغلقة، ترك قانون الانتخابات مساحة للترشح الفردي، ويفترض أن تكون هذه المساحة فرصة لمنافسة حرة بين المرشحين، وبالذات من الأحزاب التي لم تستطع تشكيل قائمة، أو لم تقبل الانضواء تحت القائمة الوطنية، لكن السلطة لم تترك هذه المساحة أيضا، إذ أوعزت لأحزابها بترشيح منتسبيها في تلك الدوائر، مع ضمان مسبق بفوزهم، كما تركت السلطة الباب مفتوحا للمال الحرام، حيث أصبح البعض يشتري مقعد مجلس الشيوخ أو النواب بأسعار فلكية وصلت إلى خمسين مليون جنيه مصري (100 ألف دولار)، وحين اشتكى البعض من هذا الطلب تم استدعاؤه للتحقيق، بينما لم يتم استدعاء الأحزاب التي ارتكبت هذه الجريمة لأنها ببساطة من أحزاب السلطة.
لم يكن غريبا والحال كذلك أن تسيطر 4 أحزاب حديثة عهد بالسياسة على 90 في المئة من مقاعد مجلس الشيوخ، وفاز حلفاؤها الذين ترشحوا ضمن قائمتها بـ10 في المئة الباقية، وخرجت بقية الأحزاب والمستقلين صفر اليدين، وهو ما سيتكرر بالضرورة مع انتخابات مجلس النواب التي ظهرت مقدماتها المماثلة تماما لمقدمات مجلس الشيوخ، وأهمها هيمنة أحزاب الموالاة الأربعة على المشهد الانتخابي، وبالتبعية سيُنتج ذلك برلمانا مشوها، لم يصل نوابه إلى قاعته عبر نضال سياسي، أو حضور جماهيري، بل عبر قرارات سلطوية، ومال فاسد.
ولنتخيل هذا ذاك النائب الذي دفع 50 مليون جنيه ثمنا لمقعده البرلماني كيف ستكون أولوياته تحت القبة؟! المؤكد أنه لن يشعر بأي التزام تجاه دائرته الانتخابية لأنه اشترى المقعد بماله، والمؤكد أنه سيكون حريصا على تعويض ما دفع من أموال بطرق مختلفة مستغلا حصانته البرلمانية، وبالمحصلة فإننا سنكون -كما كنا من قبل- أمام مجلس لتقنين الفساد، والدفاع عنه لا مكافحته، أو محاسبة المسئولين عنه.
لنعد بالذاكرة إلى الوراء قليلا في انتخابات برلمان 2012، حيث جرت بكل حرية وشفافية، وتنافست فيها كل الأحزاب، وجرت فيها تحالفات انتخابية قوية، وأنتجت برلمانيا متنوعا من كل الاتجاهات، وكان بتركيبته تلك أقوى برلمان؛ لولا التآمر السريع عليه، وحله بقرار قضائي غريب بعد شهور معدودة من انعقاده، ومنذ ذلك الوقت جرت الانتخابات البرلمانية 3 مرات، لتأتي النتائج في كل مرة ببرلمان أسوأ مما سبقه.
كان من الممكن أن تصبح الانتخابات البرلمانية نافذة للإصلاح السياسي عبر السماح بحرية الترشح والتنافس، طالما أن النظام وأحزابه ومؤيدوه يشعرون بقوتهم! والتفاف الشعب حولهم! فقد كان ذلك سينعكس على نتائج التصويت! وفي الوقت نفسه كانت أحزاب المعارضة ستحصل على نصيب معقول من التمثيل البرلماني الذي يحيي البرلمان بعد موات، لكن ما حدث هو المزيد من الهيمنة والاستحواذ بقوة ونفوذ السلطة، وليس بقوة التصويت الانتخابي الحر، وهو ما ضاعف حالة الانسداد السياسي.
ورغم أن أنصار النظام يتباهون بموقفه الأخير في مفاوضات شرم الشيخ التي انتهت بوقف الحرب في غزة، ويدّعون أنها زادت من شعبيه النظام، فإن المؤكد أن هذه حالة عارضة ما تلبث أن تتبدد مع إعلان نتائج انتخابات البرلمان، ومع تطبيق المزيد من السياسات الاقتصادية المؤلمة، والزيادات الجديدة للأسعار، وبيع المزيد من أرض الوطن وفاء لديون فاسدة.
x.com/kotbelaraby