منتدى تي آر تي ينطلق بإسطنبول وغزة تتصدر جلساته
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
انطلقت، اليوم الجمعة، في مدينة إسطنبول فعاليات منتدى قناة "تي آر تي" التركية، بشعار "الازدهار معا.. المسؤوليات والإجراءات والحلول"، حيث تصدرت مأساة غزة جدول أعماله، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي شدد في كلمة له بالمناسبة على حماية الصحفيين في غزة.
ويجمع المنتدى -الذي يستمر يومين بنسخته السابعة هذا العام- عددا من المتحدثين، من الأكاديميين والسياسيين والبيروقراطيين غير الحكوميين المعروفين عالميا وخبراء مراكز الفكر والصحفيين من مناطق جغرافية مختلفة من العالم.
وشارك في الجلسة الافتتاحية -إضافة إلى الرئيس أردوغان- رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون، والمدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي آر تي" محمد زاهد صوباجي.
وبحسب صوباجي فإن أكثر من 150 متحدثا من كل أنحاء العالم يشاركون في المنتدى، مشيرا إلى أن "فلسطين على رأس جدول أعماله".
ويناقش المنتدى في 9 جلسات العديد من القضايا السياسية والإعلامية، من أبرزها "رؤية قرن تركيا.. تركيا كعنصر فاعل في بناء النظام العالمي"، و"حرب إسرائيل في غزة.. الأزمة الإنسانية وآفاق السلام"، و"عودة الجغرافيا السياسية.. المنافسات وإعادة التحالفات في القرن الجديد".
ومن القضايا الإعلامية التي يناقشها المنتدى، الإعلام الحكومي في العالم الرقمي، إضافة إلى إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، والذكاء الاصطناعي الذي يعرف كل شيء.. إمكانات إبداعية أم كارثة مدمرة؟
كما يبحث أيضا قضية "العمل من أجل تعددية فعالة" بالأمم المتحدة، و"تمكين الإنسانية.. معالجة الأزمات الاجتماعية وعدم المساواة"، و"الارتباط بين الأمن الغذائي والمياه والطاقة".
وحضرت المأساة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما رافقها من تطورات وهجمات إسرائيلية متواصلة على المدنيين، في أروقة وفعاليات المنتدى، حيث ارتدى عدد من الحضور الكوفية الفلسطينية، تعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين وسكان غزة على وجه الخصوص.
وبدا هذا الاهتمام واضحا في كلمات المتحدثين، حيث أكدوا على حجم المأساة الإنسانية في القطاع.
كما عرض المنظمون في الجلسة الافتتاحية مقطع فيديو عن معاناة الأطفال الفلسطينيين خلال الحرب، لتسليط الضوء على حجم الألم والدمار في القطاع.
عصابات الإعلاموفي كلمته في افتتاح المنتدى، تساءل الرئيس رجب طيب أردوغان "أين الصحف الغربية المشهورة إزاء ما يجري في غزة؟"، معتبرا أن ما وصفها بـ"عصابات الإعلام العالمي" تتغاضى عن الوحشية على أهل غزة، وتحاول أن تضفي شرعية على ارتكاب مجازر بحق الصحفيين بحجة أنهم من حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وأشار إلى أن إسرائيل لم تقتل النساء والأطفال فقط، بل قتلت الإعلاميين أيضا، لافتا إلى أن أكثر من 70 إعلاميا قُتلوا في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أكثر من شهرين.
وشدد أردوغان على أن "الإعلام الموجه يشكل تهديدا لوعي الشعوب، كما يشكل تهديدا للديمقراطية".
وأضاف "أناشد وسائل الإعلام بالتحرك انطلاقا من العقل والضمير والوجدان لا الأكاذيب والمغالطات".
وأكد أن الصحافة وخاصة الحرة منها التي لا تؤجر قلمها وشاشتها للقوى العالمية، باتت حاجة لا يمكن الاستغناء عنها للديمقراطيات.
وأشار أردوغان إلى أنه "لا الهولوكوست ولا رفض معاداة السامية يبرران السكوت على الجرائم الإسرائيلية".
وختم بأننا "إذا لم نتمكن من منع وحشية إسرائيل، فلن يشعر أحد في أي مكان بالعالم بأمان".
من جانبه، قال رئيس دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية فخر الدين ألتون إن الإعلام تحول "في عصر المجهول الذي نعيشه" إلى عنصر أساسي في السياسة الدولية وعامل مهم في الأمن القومي.
وأكد ألتون أن تركيا لم تستسلم لما وصفها بـ"حملات التضليل" خلال السنوات العشر الأخيرة، بل أرسلت رسائل قوية إلى الإعلام والرأي العام العالميين.
وتطرق ألتون إلى التطورات في غزة قائلا "الحمد لله أننا فضحنا المئات من أكاذيب إسرائيل على الصعيدين الوطني والدولي، وبدلا من ذلك قدمنا المعلومات الحقيقية".
يشار إلى أن منتدى "تي آر تي" في إسطنبول بدأ للمرة الأولى عام 2017، وضم أكثر من 8500 ضيف و651 متحدثا من العديد من البلدان على مدى 6 سنوات. كما اشتمل على 30 خطابا بروتوكوليا، و52 جلسة مفتوحة و59 اجتماع مائدة مستديرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تی آر تی أکثر من فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أي عيد وغزة تذبح من الوريد؟
لا عيد في غزة فرائحة الموت تعم المكان وتعبث في كل أنحاء الأرجاء؛ لا أطعمة موجودة، ولا ألبسة جديدة ملبوسة، ولا أرحام للمعايدة منتظرة، هناك فقط فرحة مسلوبة وبسمة مسروقة، أرواح من الأجساد منزوعة، ثكالى مفجوعة، قلوب متوجعة، أطفال ينهشها الموت قتلًا وجوعًا، أشلاء على قارعة الطريق ممزقة، بيوت مُدمَّرة، جثث تحت الركام مبعثرة، أدخنة متصاعدة، حرائق مشتعلة، سماء سوداء وأرض جرداء، كل هذا يحصل في غزة ولا أحد يتكلم أو ينطق حتى بكلمة يعقبها فعل!
غزة الجريحة تنزف كل يوم من الوريد إلى الوريد، وتزف بين الحين والآخر كل يوم شهيد تلو الشهيد ولا فرق هناك بين كبير أو صغير أو شيخ أو طفل وامرأة، ولا حرمة هناك لأي شيء، لا لشهر حرام ولا مناسبة دينية ولا أعياد والعرب والمسلمين لا يهمهم ذلك يكتفون بالتفرج فقط، غزة تموت جوعًا تبحث عن أي طعام يبقيها على شبه قيد هذه الحياة بينما إخوانهم العرب يذبحون الأضاحي المختلفة لموائدهم الدسمة، غزة يرميها الشيطان بشتى الأسلحة المختلفة والمحرمة يوميًا بينما المسلمون كانوا منشغلين برمي مكان لا وجود للشيطان فيه.
الحكمة من فريضة الحج توحّد المسلمين رغم اختلاف بلدانهم ولغاتهم، والاهتمام بشؤون بعضهم البعض دون قيد أو شرط، والاعتصام بحبل الله، ورفض كل معبود غير الله، وتعظيم البيت الحرام، والتذّكير باليوم الآخر، وأن الناس كلهم سواسية عند الله ولا فرق بين الفقير والغني والوضيع والرفيع، لكن من لم تسنح له الظروف للحج أدى المناسك والعبادات بطريقته الخاصة وترجمها واقعًا؛ فمثلًا نحن أطلقنا صواريخنا تلبي الله في غزة لتثبت للعالم توحّدنا، وأرسلنا مسيراتنا تطوف بإسرائيل لتدل على اعتصامنا بحبل الله، حتى غدا كلٌ منها سعيًا بين بلدنا اليمن وفلسطين لتُبيّن للجميع مدى اهتمامنا بشؤون بعضنا نحن المسلمين، سارعت ألسنتنا تلهج بتكبير الله وحمده لتؤكد إيماننا وخضوعنا لله دون سواه وتعظيمنا له، وتسابقت قواتنا العسكرية لتعايد اليهود الصهاينة بطريقة تليق بإجرامهم بحق أهلنا في غزة لتُذكّر المسلمين بوجوب الجهاد وعاقبة تخاذلهم الذي سيسألون عنه يوم القيامة، ولسنا من أولئك الذين لم يحرّكون شيء تجاه غزة، أصحاب الشجب والندب الذين اكتفوا بالقول دون الفعل.