الوطن:
2024-06-16@09:59:46 GMT

الدكتور أيمن الرقب يكتب: غزة بلا حقوق

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

الدكتور أيمن الرقب يكتب: غزة بلا حقوق

فى العاشر من ديسمبر يحتفل العالم بالذكرى السادسة والسبعين لحقوق الإنسان، الذى سبقه ما صرح به قبل أيام فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى عشية انهيار الهدنة الإنسانية وتجدد الحرب على غزة «الاستئناف الوحشى للأعمال العدائية فى غزة وأثرها المروع على المدنيين، يؤكد مرة أخرى الحاجة لوقف العنف، وإيجاد حل سياسى قائم على الأساس الوحيد طويل الأمد، وهو الاحترام الكامل لحقوق الإنسان للفلسطينيين والإسرائيليين».

كلمات المفوض العام لحقوق الإنسان تشخص الأحداث فى قطاع غزة، وينسى ما عاناه الشعب الفلسطينى خلال خمسة وسبعين عاماً من الاحتلال وإهدار حقوق الشعب الفلسطينى، ويحاول أن يرضى الاحتلال أمام عجز هذه المؤسسات الدولية لوقف الحرب على شعبنا الفلسطينى الذى يُقتل منه الأبرياء من الأطفال أمام مرأى ومسمع من العالم، ويساوى بين الضحية والجلاد.

فى القرن الحادى والعشرين نجد دولاً تدعى دفاعها عن حقوق الإنسان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تدعمان الاحتلال الإسرائيلى بأسلحة محرمة دولياً مثل الفسفور الأبيض، والأسلحة الحديثة التى يرتكب بها الاحتلال الجرائم تلو الجرائم ضد شعبنا.

ومن نماذج إهدار حقوق الإنسان حتى لضيوف المؤسسات الدولية هو فيلم الاحتلال الإسرائيلى بإلغاء إقامة منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة السيدة لين هاستينغز، وذلك بسبب رفضها تبنى الرواية الإسرائيلية الكاذبة حول أحداث السابع من أكتوبر، هذا السلوك يؤكد نهج الغطرسة الإسرائيلية، وإصرارهم على فرض روايتهم الكاذبة على العالم، ومن يخالفهم الرأى يصنف على أنه معادٍ للسامية ويبدأ الهجوم عليه، وذلك للتغطية والتعمية عما يحدث من جرائم حرب وإبادة جماعية فى فلسطين.

ما حدث مع السيدة لين حدث سابقاً مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد جوتيريش الذى رغم إدانته قتل المدنيين من كلا الطرفين، إلا أن هذا لم يشفع له عندما اعتبر ما يحدث فى غزة هو إبادة جماعية لشعب داخل سجن كبير.

وهذا ما يفسر تصريحات المدعى العام للجنائية الدولية كريم خان، الذى تبنى الرواية الإسرائيلية عندما تمت دعوته لزيارة الاحتلال ومستوطنات الغلاف واعتبر ما حدث يوم السابع من أكتوبر جريمة حرب ارتكبتها المقاومة الفلسطينية، ولم يكلف نفسه ليزور قطاع غزة أو حتى يشاهد ما يحدث بها من جرائم ضد الإنسانية ولم يتطرق لها، وحتى لم يتطرق لما يحدث من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى ومستوطنيه فى الضفة الغربية.

هذا بعض السلوك العام الإسرائيلى ضد المؤسسات الدولية، فما بالنا ونحن نتحدث عن سلوك مضاد للإنسانية وحقوق الإنسان فى فلسطين بشكل عام، وغزة بشكل خاص، وما يشجع الاحتلال على ارتكاب هذه الجرائم ضد الإنسانية هو الدعم الغربى والأمريكى اللامتناهى للاحتلال، وإطلاق الأبواق السياسية والإعلامية للدفاع عن الاحتلال ووصف ما يقوم به من جرائم هو للدفاع عن النفس، وآخرها ما قاله الناطق باسم الخارجية الأمريكية ميلز، الذى قال إنه لا يوجد دليل على تعمد الاحتلال قتل المدنيين فى قطاع غزة، يقول ذلك ونحن نسجل حتى الآن ارتقاء أكثر من ١٦٤٨٠ شهيداً فلسطينياً سبعون بالمائة منهم من الأطفال والنساء غير آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

هذه الدفاعات الغربية والعجز الدولى حتى عن الدفاع عن الطفل الفلسطينى، وعن حقوق الإنسان، تكشف عورة المجتمع المدنى وعجز مؤسساته عن الدفاع عن حقوق المستضعفين فى العالم. ما يحدث فى غزة من جرائم يُسقط بشكل قطعى يوم حقوق الإنسان العالمى من أجندة الاحتفالات العالمية ويحوله ليوم الظلم العالمى للإنسان الضعيف، ويوم الانحياز العالمى للإنسان القوى. الحرب على غزة هى حرب كاشفة للظلم فى العالم.

* أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشعب يتعرض لحرب إبادة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان من جرائم ما یحدث

إقرأ أيضاً:

لجنة حقوق الإنسان بـ«الشيوخ» عن تجربة صندوق مكافحة الإدمان: طفرة في رحلة العلاج

أجرت لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي في مجلس الشيوخ برئاسة محمد هيبة، زيارة إلى أحد المراكز العلاجية التابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى برئاسة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة الصندوق، وكان في استقبالهم الدكتور ‏‎عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي ومدير الصندوق. 

والتقت لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ، مجموعة من المتعافين من الإدمان داخل المراكز، واستمعت لهم واطمأنت على تقديم أوجه الرعاية الكاملة، حيث أعرب المتعافون عن سعادتهم بتوفير الخدمات والرعاية الكاملة على أعلى مستوى مجانا، إضافة الى برامج التأهيل الاجتماعي والدعم النفسي.

أفضل مراكز علاج الإدمان في ‏العالم

وتضمنت زيارة لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ جولة تفقدية داخل المركز برفقة الدكتور عمرو عثمان، حيث يضم المركز مساحات خضراء وقاعات تأهيل ودعم نفسي ‏وصالة للألعاب الرياضية وغيرها من المكونات التي تُضاهي أفضل مراكز علاج الإدمان في ‏العالم، حيث تم إعداده وفقا للمعايير الدولية في مجال علاج وتأهيل مرضى الإدمان.

وجميع أعمال المركز تمت بسواعد المتعافين من الإدمان داخل ورش التدريب التابعة لصندوق مكافحة الإدمان، كما يتضمن المركز ملعب كرة قدم خماسي وتنس طاولة وبلياردو وصالات جيم للرجال والسيدات وقاعة موسيقى ومسرح ومكتبة ومطعم وورش تدريب مهني للرجال والسيدات لتعليمهم حرف مهنية يحتاجها إليها سوق العمل ضمن برنامج العلاج بالعمل.  

منظومة علاجية

ونقل الدكتور عمرو عثمان تحيات نيفين القباج لرئيس لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ والنواب أعضاء اللجنة، واستعرض محاور عمل الصندوق وتجربة تقديم خدمات الدمج المجتمعي والتأهيل للمتعافين من الإدمان، وتوفير الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة في ضوء حقوق الإنسان، ضمن منظومة علاجية تعتمد طوعية التقدم للحصول على الخدمات العلاجية وسهولة الوصول إليها من خلال خط ساخن للصندوق 16023 يعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.

وفي نهاية الزيارة وجه النائب محمد هيبة الشكر لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، مشيدا بتجربة الصندوق الفريدة ومؤكدا أنّها ستحدث طفرة في مكافحة وعلاج الإدمان بمصر.

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان: أمريكا ستدفع الثمن باهظا نتيجة ما ترتكبه من جرائم
  • إسرائيل ترفض عبور الأدوية و3 آلاف طفل يواجهون الموت جوعا.. ماذا يحدث في غزة؟
  • "معك في كل مكان".. أمن القليوبية تنظم قافلة طبية وإنسانية للأكثر احتياجاً
  • «القومي لحقوق الإنسان» ينظم جلسات حوارية مع طلاب المدارس بالإسكندرية لرفع الوعي
  • تقرير دولي يوصي بإسقاط تصنيف مفوضية حقوق الإنسان في العراق
  • المغرب يندد باستقدام الجزائر "خائنين" إلى لجنة بالأمم المتحدة للحديث عن الصحراء
  • اجتماع موسع لمناقشة حماية حقوق الإنسان في ليبيا
  • لجنة حقوق الإنسان بـ«الشيوخ» عن تجربة صندوق مكافحة الإدمان: طفرة في رحلة العلاج
  • الإعلان عن تأسيس الحركة الدولية لحقوق الإنسان والشعوب في جنيف
  • الإعلان عن تأسيس الحركة الدولية لحقوق الإنسان والشعوب في جينيف