يمن مونيتور:
2025-07-27@12:42:22 GMT

«اليمننة»… كيف جاءت بها العواصف؟

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

«اليمننة»… كيف جاءت بها العواصف؟

إبراهيم عبد المجيد

هذا كتاب مهم للباحث اليمني لطفي فؤاد نعمان، لطفي صحافي وناشط وباحث سياسي ورئيس منتدي النعمان الثقافي للشباب، ومن أهم وأبرز من يكتبون في الشأن اليمني، ومن أعماله «سعود واليمن» و»إبراهيم الحمدي.. رحلة الصعود وقصة الطموح» و»اليمن الخضراء» و»موقف أمريكا ومخاوف السعودية من ثورة 1962» و»فيصل والإرياني يلتقيان» و»محمد أحمد نعمان.

. الفكر والموقف» و»اليمن الخضراء» و»مُطيع – التحولات السياسية في جنوب اليمن» وغيرها يفوق العشرين كتابا. فضلا عن قناته المهمة على يوتيوب بعنوان «السلام لليمن».

الكتاب عنوانه «اليمننة ـ ظاهرة عربية جديدة» وله عنوان فرعي طموح هو «خلاصة التجربة» صادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت ويقع في أربعمئة صفحة. الكتاب جمع لمقالات كتبها لطفي فؤاد نعمان بين عامي 2010

و2018 وأكثرها بين عامي 2011 – 2014، لكن الكاتب الذي يطرح قضية مهمة لم يجعل المقالات في الكتاب متوالية وفقا لتاريخ نشرها في الصحف اليمنية والعربية المختلفة والمواقع الإلكترونية، بل قسمها إلى موضوعات هي بدورها إطلالات على القضية الكبرى وهي اليمننة. أربعة عشر فصلا تحمل عناوين مثل الترشيد أم التغيير، عن الجهود والمبادرة الخليجية في اليمن، أحاديث في خضم الأحداث، عواصف التواصل الاجتماعي، مجلس اليمن الدولي، آمال محترقة، وحدة اليمن، جرعة تبعث الحروب، الطريق إلى مصلحة اليمن، وغيرها، وذلك بعد المقدمة الطويلة أو الفصل التمهيدي عن اليمننة ومعناها وتجلياتها. هكذا فالكتاب ليس مجرد شهادات على أحداث ولا مجرد آراء مهمة فيها، بل هو بناء فني وأدبي فلطفي نعمان قارئ أدب محب للفنون، ويتسلل الشعر العربي إلى كثير من المواقف مختصرا التعبير عنها. في الكتاب تجد نفسك وسط الحالة اليمنية بكل تجلياتها، لذلك ليس غريبا أنه في بعض أقسام الكتاب كثيرا ما يعود إلى الماضي الذي لا ينفصل كثيرا عما يحدث في الحاضر.

قدم للكتاب الكاتب فؤاد مطر وزيد بن علي الوزير.. الكاتب نفسه يبدأ بشكر فؤاد مطر لاقتراحه «توثيق المحنة اليمنية بأيامها المرة والأكثر مرارة للتاريخ» وهكذا اختار شكل التوثيق في جمع مقالاته وتقسيمها بين الفصول.

هنا دراسة لليمننة في الداخل والخارج وتجلياتها في أحداث اليمن، وكما يقول هو في تقديمه «ظهرت ‏‏»اليمننة» واختمرت، بتوالي ما غبّ من أحداث اليمن: حوادث إرهابية إلى مؤتمرات دولية ‏فنزاعات سياسية ثم مواجهات مسلحة واحتجاجات، بدت شعبية غير مسيسة، حتى ‏ساسها الساسة ووجهوا نهايتها بما يتناسب وتقديرات واحتياجات أقلية محددة من المؤثرين، ‏تناست غالبيةٌ عظمى من المتأثرين، فاستدعت العصف بحياتهم وأثرت فيها كبير الأثر ‏اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً». ‎ ‎

إذن اليمننة ظهرت مع عدم الاستقرار، خاصة بعد انفجار الربيع العربي، فكل فصيل يرى أنه اليمن ولا أحد غيره. صحيح سبق ذلك اضطراب منذ 2009 بعد اتفاق الحكومة والمعارضة على إجراء تعديلات دستورية، وتمديد مجلس النواب وتأجيل الانتخابات البرلمانية، لكن الوضع انفرط، أو كاد بعد ذلك. هكذا نبدأ الرحلة مع حماس الشارع إلى التغيير وما جرى من مآلات وبدء العواصف. يبدأ الفصول بالحديث عن أدلجة اليمنيين ويمننة الأيديولوجيات، وكيف كان للذين تعلموا في الخارج في بلاد مثل مصر والعراق والشام في الثلثين الأولين من القرن العشرين أثر في دخول التيارات الأيديولوجية إلى اليمن، مثل الشيوعية والإخوان المسلمين والقومية، وكيف كانت أول تجربة حزبية في اليمن في عدن عاصمة اليمن الجنوبي المحتل تحمل عنوان «حزب الأحرار اليمني» متأثرة باسم حزب الأحرار الدستوريين المصري، كما كان شعار الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة مأخوذا من حزب الوفد المصري، كما تسلل منهج الإصلاح بنصح الحاكم لا تقديم أنفسهم بديلا له، عن الإخوان المسلمين. يمشي مع النكبة العربية في فلسطين وأثرها وفكرة القومية العربية، وكيف كان الكفاح المسلح ضد الاحتلال في الجنوب من أثر ذلك الفكر الذي جاء إلى اليمن. يبحث عن فقر الوعي وتجاهل المستقبل، فما يريده المناضلون هو الوصول للهدف، لا ماذا سيفعلون بعد ذلك.

تجاهل المستقبل هو سبب توالي الخلافات والانفجارات، وأبرزها الربيع العربي الذي حين تخلص من الحكام اتسعت الأمور من الثوار، ودخل أكثر من طرف في تحديد المستقبل، وفقا لأهدافه لا رؤية الثورة والثوار. بالمناسبة هذا هو ما حدث في مصر مثلا ولا أنسى تعدد الائتلافات الثورية، حتى خُيِّل لي يوما وأنا جالس في مقهى البستان في استراحة مؤقتة من ميدان التحرير، أن كل من يأتي إلى المقهى سيخبرني بائتلاف جديد قد أسسه، أو شارك فيه من كثرة من أعلنوا ذلك! لن أطيل هنا وأعود إلى الكتاب. طبعا تأخذك المقالات إلى آرائه في ما جرى من انقسامات، وأحاديث عن الرئيسين علي عبد الله صالح وخلفه عبد ربه منصور هادي، يشغل مساحة كبيرة وإن تفرقت بين أقسام الكتاب. كيف استطاع علي صالح البقاء في الحكم ثلاثين سنة ومحاسنه، وكيف ترك الحكم، وآراء عبد ربه منصور هادي في ما توالى من أحداث وآماله التي لم تنته. لطفي نعمان في أحوال كثيرة يمسك بما هو إيجابي، ويضيف إليه آراء أو اقتراحات. هكذا تمشي مع محاولات الحوار الوطني واللقاءات بين القوى اليمنية في اليمن وخارجها ومبادرات الخليج وغيرها كثير مثل مؤتمر الرياض في مايو/أيار 2014 واللقاء التشاوري في 2016 ودعوته لوقف العواصف والدعوة للسلام، ودعوة كل الأطراف في الخارج والداخل إلى تجسيد مصلحة الشعب اليمني، متمثلة في التعايش والسلام والإعمار.

يعود دائما إلى محاولات قديمة في التاريخ ومؤتمرات ويأتي بأفكار ودعوات شخصيات كثيرة لعبت دورا في الحياة السياسية اليمنية من اليمن، أو من الخارج مثل رئيس الوزراء الأسبق حسن محمد مكي، والشيخ عبد الرحمن عثمان رئيس مجلس الشوري ذلك الوقت، ومن قبل روبرت كومر مستشار الرئيس جون كينيدي الذي حين سئل عن حل المشكلة اليمنية أيام حرب المصريين في اليمن قال «دعهم ينزفون حتى الموت. المصريون تنشغل قواتهم، والسعوديون ينفقون، واليمنيون يعانون. وعندما يتعبون سيصلون إلى حل» وغيرهم كثير..

ويظل دائما السؤال المعلق هو ماذا بعد كل شيء. هل هو فقط التخلص من الموروث المبكي المتمثل في الظلم الواقع على كل قطاعات الشعب؟ أم التعليم والتوعية والتطوير باعتبار الجهل كان وراء عدم الاستقرار الذي عرفه اليمن على مدى طويل من تاريخه. يتحدث عن الحياد كفعل وطني مطلوب في أي أزمة أمام اليمننة التي بشرت بنفسها على غرار الصوملة والأفغنة والعرقنة – من العراق- واللبننة وأخواتها. وهي طبعا تشير إلى شمولية الفكر وديكتاتوريته، بينما الحياد أو عدم الانحياز يوسع من الهامش الديمقراطي، والانفتاح على مختلف الأطراف مع التكريس لضرورة التعايش لا التنافر. السباق كما يؤكد دائما يكون في التسامح لا التسلح. بالطبع يشغل الحديث عن وحدة اليمن مقالات كثيرة تعيد إليك الاحتلال العثماني ثم الإنكليزي لجنوب اليمن، ثم وحدة الشمال والجنوب، ثم ما أدى إلى الانفصال من جديد. بالطبع يأخذ تاريخ اليمن مع السعودية مساحة بين المقالات والتدخل العسكري المصري بعد الثورة على الحكم الملكي وإعلان الجمهورية عام 1962 . جانب كبير من اليمننة تدعمه الآن دول خارجية كثيرة فكل يرى فريقه هو اليمن. وهكذا لدورهم في العواصف يدعوهم أن يتركوا الآخرين يعيشون ويكفوا صراعهم عن اليمن وشعبه.

هكذا تنتهي من الكتاب لتجد نفسك عائدا من رحلة كبيرة صعبة مع ما جرى تستطيع أن تكملها حين تنظر حولك لما انتهى إليه الأمر. وكما قلت إنه رغم كونها مقالات متفرقة إلا أنه جمع بينها في شكل لافت لتدور حول موضوعات بعينها حتى لو تكررت التواريخ والأحداث أحيانا.

 

المصدر: القدس العربي

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الاجتماع الاقتصاد اليمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

اتحاد الكتاب يسلط الضوء على الأهمية التاريخية لمدينة جرش ويحيي أمسية شعرية عربية أردنية

صراحة نيوز – اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش

ضمن ندوات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته “39”، نظم اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ندوة ثرية مفعمه بزخم الحقائق التاريخية للحضارة الأردنية، واكتشافات أثرية تعد بمثابة كنوز عريقة لمراحل مرت بها ذاكرة الأردن عبر عصورها الزمنية وبقيت شامخة حتى اللحظة.
حملت الندوة عنوان “الأهمية التاريخية لمدينة جرش”، تحدث فيها عالم الآثار الأردني الدكتور محمد وهيب،الدكتور عبد الناصر الحموري، والباحث حيدر الزامل، فيما أدار مفرداتها الكاتب د. أيمن مزاهرة، حضرها عدد كبير من عشاق التراث والآثار المتعطشين لمعرفة جديد أرث وتاريخ الوطن، وبحضور رئيس الاتحاد عليان العدوان الذي استهل الندوة بكلمة له رحب بها بالحضور والمشاركين، والذي أكد على اهمية تسليط الضوء على ذاكرة الوطن من خلال السرد التاريخي لمعالم أثرية تشكل مفاصل هامة من تاريخ الدولة الأردنية وحضارتها العريقة، وتأتي هذه الندوة لإثراء الحديث عن مدينة جرش العريقة، منذ تأسيسها في العهد اليوناني باسم جراسا وازدهارها خلال الحقبة الرومانية، وتلاها بروز معالم التطور البيزنطية وشهدت حضارة إسلامية وعربية، ونحن اليوم نقف شواهد على تطورها في عهد الهاشميين مدينة أردنية تنبض بالحياة والثقافة.
تحدث المشاركين بالندوة حول الأهمية التاريخية لمدينة جرش من عدة جوانب شملت التاريخ والتراث والإرث والتطور عبر العصور المختلفة، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا حتى الوقت الحاضر.
وقال الباحث حيدر الزامل: تعتبر جرش مدينة الثقافة والأدب عبر التاريخ، وهي من أبرز المدن الأثرية في الأردن والعالم العربي، وتقف شامخة على جبال الأردن منذ آلاف السنين، حاملة إرثا ثقافيا وأدبيا غنيا يعكس تنوع الحضارات المتعاقبة عليها، فقد كانت مركزا للعلم والفنون والخطابة وملتقى الفلاسفة والشعراء ولا تزال إلى اليوم مقصدا لكل باحث عن الجمال والتراث والهوية .
من جهته، سلط الدكتور الحموري الضوء على الجانب الاقتصادي وفي التنمية ودور التراث لمدينة جرش في هذا الجانب وقال: العلاقة بين التراث والتنمية الاقتصادية تتجاوز كونها مجرد تفاعل بين عناصر مادية، إنها علاقة تتشابك فيها القيم الثقافية الاجتماعية مع الطموحات الاقتصادية في نسيج عميق يعكس صلة الإنسان بماضيه وحاضره ومستقبله، إن التراث الذي يشمل الموروثات المادية والمعنوية تمثل صورة حقيقية عن هوية الأمة أصالتها، وتتطلب منا العناية بالسياحة الثقافية في مدينة جرش بشكل أوسع وأكثر فعالية يتحول الى مورد اقتصادي يساهم في التنمية المجتمعية، أما عالم الآثار الدكتور وهيب عرض في فيلم وثائقي ، مواقع أثرية مهمة مثل وادي جرش، حيث اكتُشفت بقايا أكبر طائر ضخم في العالم (طائر العنقاء أو الفينق) وفي متحف الجامعة الأردنية، بالإضافة إلى قرية الصوان التي شهدت حياة الإنسان الأول واكتشاف الصخور الصوانية التي شكلت بداية الحضارة الإنسانية.
وتناول الدكتور محمد وهيب أهمية التوازن بين الدين والروح في بناء الحضارات، مشيراً إلى مكانة جرش التاريخية ودورها في العصر الروماني كمحطة للقوافل التجارية وموطن لمهندسين وعلماء بارزين مثل زابيدوس ونيكوماكوس، وقدم شرحا مفصلا و عرضاً تقديمياً حول استخدام الذكاء الاصطناعي في إعادة بناء مدينة جرش افتراضياً وإدماجها في العالم الافتراضي والألعاب التعليمية الإلكترونية، بهدف تعريف الأطفال بالحضارات القديمة وتاريخ مدينتهم، وإمكانية الاستفادة من الترويج لهذا الإرث الثقافي التاريخي العظيم لمدينة جرش، وتشجيع السياحة والثقافة معا.
تلا الندوة أمسية شعرية جمعت بين الشعر العمودي والشعر الحر، وقصيدة النثر مزجت بين تنوع الثقافات الشعرية الأردنية والعربية وضيوف الاتحاد، حيث حل الشاعر السعودي زكي الصدير وهو من مواليد مدينة القطيف السعودية، وإنه شاعر وكاتب، وشارك في أمسيات شعرية عديدة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، مدير سابق لبيت الشعر في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وصدرت له عدة دواوين شعرية، منها: “حالة بنفسج” عام 2006، “عودة غاليليو”، وهو مجموعة شعرية عن منشورات المتوسط الإيطالية عام 2018، “المبيت في خنادق الملح”، وهي مجموعة شعرية في طريقها للطباعة، وأيضا “منسيون” ضيفا على المهرجان وشارك بقصائد شجية..ومن أبرز المشاركين في الأمسية الشاعر الناقد عبد الباسط الكيالي الذي ألقى قصائده الوطنية بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو ولي العهد المحبوب الأمير الحسين بن عبدالله والقى الشاعر أيمن الدولات عدة قصائد وطنية واجتماعية وخص زوجته بقصيدة نالت إعجاب الحضور.
الشاعرة فيلومين نصار وهي التي تكتب الشعر عندما تعبر به كصرخة داخلية وتبوح كأمرأة لها حق التعبير عن كل ما يجول بخاطرها ويجب أن يخرج هذا الصوت للعامة ولكل والمجتمع والرجل.
هذه الشاعرة التي تعبر عن إنتماءها الى هذه الأرض كعربية شرقية تتغنى بالوطن بصوتها العربي .
وقرأت عدد من القصائد الشعرية الوطنية والإنسانية.
وحل ضيفا على الاتحاد مشاركا بالأمسية الشعرية الشاعر مهند دبابنه وهو شاعر يحمل رسالة وطنية وإنسانية نبيلة.
وفي ختام الندوة الثرية والأمسية الشعرية قدم العدوان الشهادات التقديرية تكريما للمشاركين في هذا المهرجان الوطني الكبير.

مقالات مشابهة

  • أحمد دياب: تعديلات اللائحة الجديدة جاءت وفقا لمقترحات الأندية
  • محمد شردي يسرد «حكايات بورسعيدية» في معرض الكتاب
  • الأردن والقضية الفلسطينية: ثبات في الموقف رغم العواصف
  • فقدنا فنانًا لن يتكرر.. هيفاء وهبي تنعي زياد الرحباني
  • فقدنا قيمة وقامة لا تعوض .. يسرا تنعى زياد الرحباني
  • اتحاد الكتاب يسلط الضوء على الأهمية التاريخية لمدينة جرش ويحيي أمسية شعرية عربية أردنية
  • بعد وصولها إلى مصر.. اعرف سعر ومواصفات سيارة ساوايست s05
  • جائزة الكتاب العربي تستضيف المفكر السعودي د. سعد البازعي
  • هيئة الكتاب تفتتح أول منفذ بيع داخل مكتبة بورسعيد العامة
  • بورسعيد .. واجهة حضارية تتألق في معرض الكتاب