منظم رحلات: تأجيل أغلب الحجوزات الإسبانية لمصر حتى فبراير المقبل
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
قال علي يوسف منظم الرحلات بالعاصمة الإسبانية مدريد، إن أغلب الحجوزات الموجهة لمصر من السوق الإسباني تجرى على شهر فبراير المقبل، وذلك انتظارا لهدوء الأوضاع على الحدود الشرقية، حيث يتابع المواطنين الإسبان تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقرر الكثيرون تأجيل رحلاتهم خلال الشهرين الجاري والمقبل.
وأضاف يوسف في تصريحات خاصة، أن 5 رحلات مباشرة منخفضة التكاليف "شارتر" توجه لمصر أسبوعيا في الوقت الحالي من أصل 12 طائرة، موضحا أن الرحلات المتوقفة جاءت بسبب إلغاء حجوزات سابقة وعدم وجود طلب مكثف على الزيارة قبل شهر فبراير، فيما يستمر الطيران المنتظم عن طريق الشركة الوطنية مصر للطيران بواقع رحلة أسبوعية من القاهرة لمدريد.
وأشار إلى أن بعض الحاجزين للرحلات إلى مصر تم إبلاغهم بدفع غرامة إلغاء للرحلة بمبلغ يتراوح بين 1000 إلى 1500 يورو، وبناءا عليه قرر البعض إجراء الرحلة والبعض الأخر أصر على الإلغاء تخوفا من أحداث غزة، متابعا: "وبدأت شركات السياحة تجميع السائحين المسافرين بين بعضها البعض بحيث لا تقلع طائرة بعدد قليل من الركاب، وبإحصاء تلك الأعداد تم الاستقرار على 5 رحلات أسبوعية فقط بدلا من 12 رحلة، وتم تقسيمها بواقع 3 يوم السبت، ورحلة الجمعة، ورحلة الاثنين".
وأكد يوسف، أن الإعلام الغربي يتناول الحرب على غزة بإنها حربا على جماعات إرهابية، وليس عدوانا داميا على الشعب الفلسطيني الأعزل، لافتا إلى أن حكومة اليسار التي تحكم إسبانيا في الوقت الحالي تساند القضية الفلسطينية باعتدال وإنصاف، ولكن غالبية الإعلام والأحزاب ينضمون في صف الإعلام الغربي ما يبث مخاوف لدى السائحين، وهو أمر طبيعي مؤقت.
ونوه إلى أن ضرورة استضافة هيئة تنشيط السياحة والقطاع الخاص المصري، لمشاهير الإعلام والفن ومواقع التواصل الاجتماعي الإسبان، وذلك للمساهمة في نقل صورة حقيقية وواقعية عن الوضع المصري المستقر، وآمان المقصد المصري للمجتمع الإسباني، علاوة على ضرورة دعوة منظمي الرحلات الإسبان وتنظيم جولات ولقاءات مشتركة لهم مع القطاع الخاص المصري، وكذا التركيز على المواقع الأثرية والاكتشافات الجديدة التي تجذب الاسبان بشدة لمصر وذلك ضمن الحملات الدعائية الدولية لمصر، ما يعجل بعودة الحركة الإسبانية لطبيعتها.
وقال يوسف، إن شهر يناير بطبيعته لم يكن يشهد كثافة في التوافد الإسباني لمصر، بينما كان موسم الكريسماس من 20 ديسمبر وحتى 7 يناير يشهد توافدا توقف حاليا بسبب الحرب، متابعا بأن السوق الإسباني ليس موسمي، ويسافر الإسبان للسياحة طوال العام وبكثافة كبيرة، ما يستدعي الالتفات لأهمية هذا السوق وبذل الجهد لاستعادة الحركة كاملة بحلول فبراير المقبل.
ونوه أن إسبانيا استقبلت 75 مليون سائح حتى أكتوبر الماضي، أي ستحقق ضعف عدد سكانها البالغ 47 مليون نسمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السوق الإسباني العدوان الإسرائيلي شارتر غزة السياحة
إقرأ أيضاً:
وزير الإعلام المصري الأسبق لـعربي21: الكاميرا يجب أن ترافق البندقية.. والبعض خان فلسطين (شاهد)
أعادت حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة خلال العامين الماضيين تشكيل وعي الشعوب العربية والإسلامية، وخلقت تحولا غير مسبوق في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، بعدما كشفت مشاهد الإبادة والدمار حجم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
وفي الوقت نفسه، وضعت هذه الحرب الإعلام العربي والدولي أمام اختبار تاريخي، فبرزت مؤسسات وطاقات إعلامية أدت دورا محوريا في فضح الرواية الإسرائيلية وكشف الزيف، فيما اختارت جهات أخرى الصمت أو الانحياز، لتصبح المعركة الإعلامية جزءا أصيلا من معركة الوجود على أرض فلسطين.
في لقاء خاص مع "عربي21"، قدم وزير الإعلام المصري الأسبق صلاح عبد المقصود قراءة معمقة لدور الإعلام في حرب غزة، وتحليلا لتأثيرها الواسع على وعي الشعوب العربية والعالمية، مؤكدا أن هذه الحرب أعادت تثبيت أن قضية فلسطين ليست مجرد ملف سياسي، بل قضية إنسانية ووجودية تحرك الضمير الحر في كل مكان.
وقال عبد المقصود إن ما جرى في غزة خلال الحرب الأخيرة كشف بوضوح حجم الانقسام داخل المنظومة الإعلامية العربية والدولية، مشيرا إلى أن "جزءا من الإعلام العربي، ومعه مراسلون دوليون أصحاب ضمائر حية، لعبوا دورا حاسما في كشف الحقيقة وفضح الزيف الصهيوني، خاصة الادعاءات التي روجها الاحتلال عن أن المجاهدين قتلوا الأطفال أو اعتقلوا النساء والشيوخ".
وأوضح بعد المقصود أن "الرواية الصهيونية سقطت لأن الإعلام الصادق فضحها بالصورة والحقائق"، مشددا على أن هذا الدور لم يكن بشكل عام، بل كان نتاج جزء من الإعلام العربي "بينما كان هناك أيضا إعلام عربي منبطح، موال للعدو، يطعن الفلسطينيين والمقاومين في ظهورهم ويبرر جرائم الاحتلال".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وتحدث الوزير السابق بتأثر عن الدور الذي أداه الصحفيون في غزة خلال الحرب، قائلا: "أشدّ على أيدي زملائي الإعلاميين، وأترحم على زملاء الصحفيين والمصورين وأطقم العمل الذين ارتقت أرواحهم في غزة وهم يجاهدون بالكاميرا"، مؤكداً أن معركتهم لم تكن أقل قيمة من معركة المقاتلين في الميدان.
وأضاف عبد المقصود أن العديد من المؤسسات الإعلامية "أدت دورها الكامل، ولولاها لما عرف العالم حقيقة ما يجري في فلسطين"، وأضاف: "الحمد لله، هناك كتائب إعلامية أدت دورها، ودورها لا يقل عن المجاهدين في الميدان".
وأكد أن المعركة الإعلامية أصبحت جزءا أصيلا من معركة المقاومة نفسها، قائلا: "لا بد للكاميرا أن ترافق البندقية، ولا بد للقنوات التلفزيونية أن ترافق الخنادق والأنفاق، وإلا فلن نستطيع التغلب على هذا العدو الفاجر الذي يستخدم كل الوسائل ليقضي على مقاومتنا وعلى أهلنا في غزة والضفة والقدس".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
ودعا عبد المقصود إلى تكامل الجهود بين الإعلاميين والمثقفين والفنانين والكتّاب في دعم القضية، قائلا: "هذا واجبنا اليوم، ولا ينبغي أن نتأخر عنه، وإلا لحقنا العار في حياتنا وبعد موتنا".
قضية فلسطين تعيد الأمل وتفضح أوهام التسوية
وفي حديثه عن تأثير الحرب على وعي الشعوب، أكد الوزير الأسبق أن القضية الفلسطينية أثبتت أنها قضية كل عربي ومسلم، وكل إنسان يؤمن بالحرية والعدالة، لافتا إلى أن مشاهد غزة "حركت ضمير العالم".
وقال: "إذا كانت آلمتنا في بلادنا العربية والإسلامية، فقد آلمت أيضا أحرار العالم، وجدنا المظاهرات تتحرك في أوروبا وأمريكا، وتمنع من الخروج للأسف في بعض البلاد العربية".
وأشار إلى أن الحرب الأخيرة أعادت الأمل للشعوب بأن التحرير ممكن، قائلا: "طوفان الأقصى أذل العدو وأظهر أنه نمر من ورق، أثبت أن المقاومة هي الحل ولا يفل الحديد إلا الحديد. هذا عدو لا يعرف إلا لغة القوة".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
فشل المفاوضات ومأزق التطبيع
وفي تقييمه لمسار التسويات السياسية الممتد منذ عقود، قال عبد المقصود إن التجارب أثبتت بلا شك أن هذا الطريق لم يقدم أي نتيجة، مضيفا: "المفاوضات منذ زيارة السادات للقدس عام سبعة وسبعين، ثم كامب ديفيد، ثم مسار التطبيع، ثم الاتفاق الإبراهيمي… كل هذا لم يحقق إلا مزيداً من التوسع الصهيوني، والهيمنة على أرض فلسطين، وتهويد الحجر والشجر والمقدسات".
وختم قائلاً: "لا جدوى من وراء هذه المسارات هذا عدو لا يعرف إلا لغة القوة، ولا حل معه إلا بالمقاومة".