ضربة موجعة لاقتصاد إسرائيل
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
ضربة موجعة لاقتصاد إسرائيل
تطور مهم ولافت له تداعيات خطيرة على التجارة الخارجية لدولة الاحتلال التي تتزايد أهميتها عاماً بعد آخر مع دول شرق وجنوب شرق آسيا.
انتقلت جماعة أنصار الله من استهداف سفن إسرائيلية مارة بالبحر الأحمر وقبالة سواحل اليمن إلى استهداف ومنع مرور أي سفينة تتجه نحو موانئ إسرائيل.
قطع خطوط اتصال تجارة إسرائيل مع أبرز أسواقها بالهند والصين وشرق آسيا، وأن صادرات إسرائيل لتلك الأسواق مهددة بما فيها صادرات التقنية والسلاح والسيارات.
تداعيات سلبية على تجارة إسرائيل مع الإمارات وجبل علي وموانئ دبي، والتي زادت قيمتها بشكل ملحوظ بعد توقيع اتفاق أبراهام وإبرام مشروعات تطبيع اقتصادي وتجاري بين الجانبين ومناطق حرة.
* * *
تواجه الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر تهديدا حقيقيا، بعد أن انتقلت جماعة الحوثي اليمنية من مرحلة استهداف السفن الإسرائيلية المارة بالبحر وقبالة سواحل اليمن إلى مرحلة استهداف ومنع مرور أي سفينة تتجه نحو الموانئ الإسرائيلية، عبر خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، بغض النظر عن الدولة التي تنتمي إليها السفينة.
وهو الموقف الذي أعلنت عنه الجماعة يوم السبت، حيث أكدت وبشكل قاطع منع مرور أي سفينة متجهة إلى موانئ دولة الاحتلال بغض النظر عن جنسيتها والعلم الذي ترفعه، مؤكدة أن قرارها لن يتم التراجع عنه إلا في حالة دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، مع التأكيد أيضا على أن كل السفن ستكون هدفا مشروعا للقوات المسلحة اليمنية.
تطور مهم ولافت له تداعيات خطيرة على التجارة الخارجية لدولة الاحتلال التي تتزايد أهميتها عاماً بعد آخر مع دول شرق وجنوب شرق آسيا، وفي مقدمتها الهند والصين وسنغافورة وهونغ كونغ واليابان والفيليبين وكوريا الجنوبية، وتتجاوز قيمتها 40 مليار دولار في السنة.
وهو الأمر الذي اعترفت به صحيفة هآرتس العبرية اليوم الأحد، حيث قالت إن جماعة الحوثي أصبحت تشكل تهديداً على مصالح إسرائيل وتجارتها الخارجية باستهداف سفنها بالبحر الأحمر.
كما أن للتطور تداعيات سلبية على تجارة إسرائيل مع بعض دول الخليج، وفي مقدمتها الإمارات وجبل علي وموانئ دبي، والتي زادت قيمتها بشكل ملحوظ عقب توقيع اتفاق أبراهام وإبرام مشروعات تطبيع اقتصادي وتجاري ضخمة بين الجانبين ومناطق حرة.
ورغم تهديد الولايات المتحدة وإسرائيل بتشكيل قوة عمليات خاصة في البحر الأحمر، ردا على هجمات الحوثي على السفن الإسرائيلية، وإعلان واشنطن أنها ستشكل مع 38 دولة قوة عسكرية لمرافقة السفن التجارية وتأمين الملاحة البحرية، إلا أن المعطيات تشير إلى أن تلك الخطوات تحتاج إلى وقت أطول وكلفة أكبر.
وأن الحوثيين جادون في تهديد صادرات وواردات دولة الاحتلال، وقطع خطوط اتصال تجارة إسرائيل مع أبرز أسواقها في الهند والصين ودول شرق آسيا، وأن صادرات إسرائيل لتلك الأسواق باتت مهددة بما فيها صادرات التقنية والسلاح والسيارات.
وأن ما يقرب من 278 ألف سفينة قادمة من آسيا إلى موانئ الاحتلال على البحر الأحمر ومنها إيلات، من المتوقع أن تغير وجهتها نحو رأس الرجاء الصالح وسواحل أفريقيا، وهو ما يرفع كلفة الشحن والتأمين، ومعها أسعار السلع داخل أسواق دولة الاحتلال.
لا يتوقف الأمر على تأثر تجارة إسرائيل الكبير بهجمات الحوثي وتهديداته الأخيرة، بل إن التجارة الدولية نفسها المارة عبر البحر الأحمر وخليج العرب وباب المندب وقناة السويس باتت مهددة، في ظل تحول تلك الممرات الملاحية إلى مناطق توتر ترتفع معها تكلفة تلك التجارة وتغيير وجهة المرور.
يزداد هذا التوتر مع تأكيد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أن "إسرائيل" سترد عسكرياً على هجمات الحوثيين، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات ضدهم، وهو ما يضع التجارة العالمية أمام أخطار أكبر في الفترة المقبلة، ويضع معها قناة السويس في مأزق.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اليمن الحوثي غزة فلسطين الاحتلال الإمارات العدوان الإسرائيلي الحرب على غزة طوفان الأقصى البحر الأحمر التجارة العالمية موانئ دبي دولة الاحتلال البحر الأحمر شرق آسیا
إقرأ أيضاً:
قوة الأسد لتدمير النووي.. بيان عاجل لجيش الاحتلال بعد الهجوم على إيران
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أطلق عملية "قوة الأسد" أو “عام كلاوي” على الضربات التي يشنها في إيران، قائلاً إنها تهدف لتدمير البرنامج النووي بالكامل.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية استهدفت عشرات المواقع الإيرانية الحساسة في مختلف أنحاء البلاد، موضحًا أن الهجمات الجوية ركزت على منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى مقرات عسكرية ومنظومات صاروخية بعيدة المدى تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيانه الرسمي: "العملية العسكرية 'عام كلاوي' جاءت رداً على التهديدات الإيرانية المتزايدة، واستهدفت تقويض قدرات النظام الإيراني على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى التي تهدد أمن مواطني إسرائيل".
وأوضح البيان أن الضربات الجوية طالت عشرات المقرات والمجمعات العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، ومراكز تطوير وإنتاج الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة الهجومية، إضافة إلى مواقع محصنة يعتقد أنها تلعب دوراً محورياً في البرنامج النووي الإيراني.
ورغم عدم إعلان الجيش الإسرائيلي عن تفاصيل دقيقة حول نتائج العملية حتى الآن، أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الهجمات حققت "أهدافًا نوعية"، مضيفة أن الطائرات المقاتلة تمكنت من العودة إلى قواعدها بسلام بعد تنفيذ المهام المكلفة بها، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.
فرض حالة الطوارئ وتحذيرات واسعة للسكانوبناءً على تقديرات الأجهزة الأمنية، أصدر وزير الدفاع أمرًا خاصًا بإعلان حالة طوارئ شاملة في كافة أنحاء إسرائيل، بموجب صلاحياته في قانون الدفاع المدني. وشدد على ضرورة التزام جميع المواطنين بالتعليمات الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية والبقاء في المناطق المحصنة تحسبًا لأي رد إيراني محتمل.
وأكد الجيش الإسرائيلي رفع درجة التأهب القصوى في جميع أفرعه، مع تعزيز الدفاعات الجوية وتكثيف المراقبة تحسبًا لأي هجمات انتقامية قد تشنها طهران أو حلفاؤها في المنطقة.
من جهتها، أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بسماع دوي انفجارات متتالية في مناطق مختلفة من العاصمة طهران فجر الجمعة. وأكدت التقارير أن الدفاعات الجوية الإيرانية أطلقت نيران المدفعية المضادة للطائرات في محاولة للتصدي للهجمات الجوية، فيما لم تعلن السلطات الإيرانية بعد عن تفاصيل الإصابات أو الأضرار المحتملة الناجمة عن هذا الهجوم المفاجئ.
كما أشارت بعض المصادر المحلية إلى استمرار حالة من الاستنفار العسكري في عدد من المواقع الحيوية تحسبًا لمزيد من الضربات أو الردود المضادة.
مخاوف من تصعيد إقليمي واسعيأتي هذا التصعيد في ظل تعثر المساعي الدبلوماسية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران حول ملفها النووي. وكانت إسرائيل قد لوحت مرارًا بالتحرك العسكري المنفرد لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، في وقت أكدت فيه واشنطن أنها لن تشارك في أي عملية هجومية لكنها ستدعم حليفتها في حال تعرضها لهجمات انتقامية.