أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
في 7 يونيو/حزيران 1997 سقطت الكاتبة المصرية أروى صالح من شرفة في الطابق العاشر، وتركت على الطاولة كتابا وحيدا يحمل عنوانا دالا "المبتسرون.. دفاتر واحدة من جيل الحركة الطلابية".
لم يكن ذلك مجرد انتحار فردي، بل صدمة ثقافية ما زالت أصداؤها تتردد في وجدان من اختاروا الصدق مع أنفسهم، كانت تلك القفزة الأخيرة خلاصة تجربة فكرية وإنسانية بلغت مداها عندما عجزت الكلمات عن الاحتمال.
برزت أروى صالح في أوائل السبعينيات باعتبارها إحدى القيادات الطلابية اليسارية التي واجهت النظام السياسي في واحدة من أعقد لحظات مصر الحديثة، انخرطت في تنظيمات ماركسية سرية، خاصة مجموعة "العمل الشيوعي المصري"، واعتُقلت وتعرضت لما وصفته لاحقا بـ"الخذلان المزدوج"، من الدولة ومن رفاق الطريق، لكنها لم تغادر الفكرة، بل اختارت لاحقا أن تكتب عنها بشجاعة من داخل جرحها.
يعد "المبتسرون" واحدا من أكثر النصوص السياسية الذاتية جرأة في المكتبة العربية الحديثة.
و"المبتسرون" تعبير يشير إلى الأشخاص الذين لم يكتمل نموهم أو الذين وُلدوا قبل الأوان، وهذا الكتاب نص يعبر حدود الاعتراف إلى تفكيك الذات الثورية، وينقض الخطابات التي طالما تغنّى بها اليسار المصري عن النقاء والتضحية.
إعلانوقد روت أروى بلغة تتراوح بين السرد والتحليل كيف تحوّل العمل الثوري في التنظيمات اليسارية إلى مجال للمساومة والتسلط الذكوري والنفاق الطبقي، وكيف تم إسكات النساء حتى داخل الحركات التي تزعم الدفاع عن الحرية والعدالة.
ربما لم تكن أروى تحاكم أحدا، بل كانت تحاكم نفسها، وحين فعلت ذلك كشفت -دون قصد أو ادعاء- هشاشة البنية الثقافية التي احتضنت جيلها، وأوهام البطولة التي ارتداها كثيرون ممن كانوا في الصدارة، لم يكن كتابها مرافعة ولا مرثية، بل شهادة قاسية من داخل الانهيار.
وثيقة لجيل مهزومتجاهل الإعلام الرسمي الكتاب عند صدوره، ومر الحدث الثقافي كما لو أنه لم يكن، لكن مع مرور السنوات عاد القراء إلى "المبتسرون" باعتباره وثيقة مهمة لجيل مهزوم، ومرآة جريئة تجرؤ على تسمية الأشياء بأسمائها.
تعيدنا أروى بعد 28 عاما على رحيلها إلى سؤال لا يكف عن الإلحاح: ماذا تبقّى من الثورات حين تنطفئ؟ وماذا يبقى من المثقف حين يُسكت صوته من الداخل؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
صالح موسى: بطولة كأس مصر معروفة بأنها زمالكاوية
أكد صالح موسى، نجم الزمالك السابق، أن الفريق كان يمر بظروف صعبة للغاية هذا الموسم ولكنه نجح في حصد لقب كأس مصر.
صالح موسى: بطولة كأس مصر معروفة بأنها زمالكاويةوقال موسى في تصريحات لبرنامج "زملكاوي" مع كابتن محمد صبري، المُذاع على قناة نادي الزمالك: "بطولة كأس مصر معروفة بأنها زمالكاوية وكنت أشعر بثقة كبيرة في الحصول على اللقب رغم قوة المنافس وامتلاكه عدد من اللاعبين المميزين".
طبيب الزمالك يكشف تطورات حالة لاعبي الزمالك المصابين أحمد معاذ: جماهير الزمالك كلمة السر في التتويج بـ كأس مصروأضاف: "الزمالك يحتاج إلى تدعيم صفوفه بصفقات قوية للمنافسة على جميع البطولات في الموسم المقبل".