مكي المغربي: البرهان .. أخيرا .. النقاط فوق الحروف!
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
تحاملت على نفسي حتى أستمع إلى خطاب البرهان الأخير في الشمالية للنهاية، ولحسن الحظ لم يكن جهدي هباءا منثورا، دخلت في حالة ايجابية، هذه المرة إذ فيه ما هو جديد ومشجع، واسأل الله ان تدوم لي هذه الحالة.
منذ فترة وأنا أتحدث عن رأيي في البرهان بوضوح و “بدون نفاق”، ولم يكن حديثا عاطفيا ولا انطباعيا، إنما بسبب غياب قرارات مهمة لعافية الدولة ولإقامة العدل الذي بدونه تحل اللعنة ومحق التوفيق عليه وعلى الحكومة وعلى الشعب نفسه إذا صمت عن النصح الواضح، ومن ضمن القضايا المهمة عدم انصياع الحكومة لقرار المحكمة العليا (نعم حكم نهائي من المحكمة العليا) في إعادة ضباط شرطة تم فصلهم بخطاب “ملعوب” و “ملعون” في عهد طغيان وتغلغل حميدتي والعملاء الذين يعملون لصالحه في أحشاء الدولة والقصر الجمهوري والأحزاب السياسية.
المهم هذه أسباب من أسباب ستة أخرى موضوعية ليست انطباعية توصلت إليها بعد سهر وتفكير وإرهاق وصداع حاد من أداء الرجل إزاء القضايا الستة، ولا يقبل عقلي تبديل الخلاصات الموضوعية البتة.
صرت لا أستمع ولا يدخل عقلي أي وعد وتبشير، ولكنني بصراحة أجد فيما قاله في آخر خطاب في الشمالية تصريحات جديدة تدل على أن البرهان يعيش حاليا في أجواء متعافية من الكوزومينيا والكوزوفوبيا، والرجاء قراءة مقالي حول هذه الأمراض.
وللأسف تعني الكوزومينيا التواطؤ مع أعداء السودان، حتى ولو كان المصاب في الصف الاول للتفاوض أو المواجهة.
نعم .. حتى في جيش العسرة كان هنالك منافقين خططوا لاغتيال الرسول الكريم وفشلوا وارجعوا لتفسير قوله تعالى: (وهموا بما لم ينالوا) وعليه من يدعي جراحات وتضحيات وهو مؤيد للجنجويد وينشر الكوزومينيا فهو معهم .. مهما ادعى من بطولات وتضحيات.
حديث البرهان الذي وضع النقاط فوق الحروف أن أي تصوير للمعركة أنها ضد الكيزان مجرد أكذوبة واستخفاف بدماء وعقول السودانيين، وحديث البرهان أقرب لحديث الدكتور محمد جلال هاشم، أنها حرب من الجنجويد ضد الدولة السودانية كاملة بجيشها وشرطتها وخدمتها المدنية ومجتمعاتها وشعبها، كيزان، أحزاب، مستقلين، طوال قصار، صغار كبار، هي حرب إحلال وإبدال، لا تستثني حتى عملاء الجنجويد سواء كانوا مغفلين أو مرتشين!
البرهان كان في فترة سابقة اعتذاريا .. وقد صدمنا من قبل بالتطوع بالنفي المتكرر لوجود كيزان في صف الجيش، وهذا يعني أنه كان يسترضي طرفا ما ويظن أن هذه هي مشكلته الحقيقية، وهذا غير صحيح، الدولة التي تسوق لهذه الأكذوبة تسمح للمليشيا بالاعتماد على الكيزان والاسلاميين بينما تمارس الابتزاز و”لي الذراع’ على البرهان والقيادة بذات الأمر، لأنهم يرغبون في تقييد خيارات البرهان والقيادة، وتضييق مجال استيعابه لمن حولهم ولمن بمقدورهم تحسين أداء الدولة، وبذلك يتم فرض القحاتة عليه مجددا.
لقد كان – ولا يزال – الغرض تمرير المخطط الإجرامي الاستيطاني بالكوزوفوبيا والكوزومينيا.
إذن، من يحاول طمس هذه الحقيقة فهو “جنجويد سياسي” مع سبق الإصرار والترصد، حتى لو كان في الدولة، حتى لو كان في الخارجية، حتى لو كان في وزارة العدل أو مكتب النائب العام، حتى ولو كان في وفد التفاوض. حتى ولو كان من الإثنيات التي ذبحها الجنجويد واغتصبوا نسائها، نعم، كل من يحاول تصوير المعركة أنها ضد الكيزان فهو “جنجويد سياسي” ويجب أن يدخل فورا ودون تردد في الإيقاف المشدد، ثم تفحص حالته هل هي “أوهام عظمة” و “فلسفة فارغة” تستلزم احالته للمعاش أم أنه عميل كامل الدسم وجزء من المخطط، فيحاكم على ذلك.
حديث البرهان الأخير، كان واضحا ومنحازا للتوصيف الحقيقي للمعركة وقد قاله من قبل دون وضع النقاط فوق الحروف، ولكن كان مع رسائل اخرى متناقضة ومشوشة، على شاكلة ليس لدينا ظهير سياسي وغير ذلك مما لا يشكل لأعداء السودان أي أهمية أساسا، ولن يغير موقفهم ضد السودان، هذه المرة قالها البرهان وحدد المعركة بالنقاط فوق الحروف وبالتشكيل، وبنبرة صادقة، فيها الكثير من الألم والحسرة على حدث السودان والسودانيين.
الآن بدأت نظرتي تتغير ولكنني أنتظر القرارات المطلوبة.
مكي المغربي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فوق الحروف کان فی
إقرأ أيضاً:
البرهان: نطالب المجتمع الدولي بدعم مستدام للسودان لتمكينه من النهوض من أزمته الحالية
أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أن “السودان يمر بظرف استثنائي”.
وقال البرهان إن “السودان يعاني من حرب مدمرة إثر تمرد ميليشيا خارجية عن القانون والدولة”، مطالبًا المجتمع الدولي بدعم مستدام للسودان لتمكينه من النهوض من أزمته الحالية، حسب وكالة الأنباء السودانية “سونا”.
وأضاف رئيس مجلس السيادة السوداني أن “السودان يرغب بالانخراط مع المجتمع الدولي لإعادة البناء وهزيمة مخططات التآمر والاستهداف”.
وقال البرهان، الجمعة الماضية، إن “السودان وافق على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر عاصمة دارفور، التي تحاصرها قوات “الدعم السريع” منذ نحو عامين”.
وأفادت وكالة السودان للأنباء “سونا”، مساء الجمعة الماضية، بأن تلك الموافقة جاءت خلال اتصال هاتفي بين البرهان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا فيه المسؤول الأممي إلى القيام بهدنة إنسانية لتسهيل وصول الإغاثة لآلاف المحاصرين.
وأكدت الوكالة أن رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، وافق على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إعلان هدنة إنسانية لمدة أسبوع في محلية الفاشر، بهدف دعم جهود الأمم المتحدة والعمل على تسهيل وصول الإغاثة للآلاف من المواطنين المحاصرين هناك.
فيما رحّب غوتيريش، بتعيين كامل إدريس، رئيسا للوزراء في السودان، مؤكدا دعمه جهود إكمال الانتقال المدني في البلاد.
في السياق نفسه، أكدت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، هبوط أول رحلة في مدينة دارفور السودانية ضمن جسر جوي يحمل مساعدات من الاتحاد الأوروبي.
وأفاد مكتب منظمة الهجرة الدولية في بروكسل، مساء الجمعة الماضية، بأن تلك الطائرة هي أول رحلة جوية تحمل مساعدات إنسانية تهبط في دارفور، منذ اندلاع النزاع في البلاد في 15 أبريل/ نيسان 2023، بعد تعطل المطارات قبل أن تتمكن قوات الدعم السريع من إعادة تشغيل مطار نيالا لاستقبال العتاد العسكري.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب