ذهب أفريقيا في قبضة 7 شركات.. قائمة بـ10 دول تُنتج ولا تستفيد
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
رغم أن أفريقيا تُعد من أغنى قارات العالم بالموارد الطبيعية، فإنها تظل الأفقر من حيث نصيب الفرد من الدخل والتنمية. ويبرز الذهب كأحد أبرز كنوزها، إذ تمتلك القارة احتياطيات هائلة من المعدن النفيس، لكنها تبقى ساحة مفتوحة للتنافس الدولي وهيمنة الشركات الأجنبية.
فإلى جانب الذهب، تنتشر في القارة معادن مثل الماس والنفط واليورانيوم، وتسيطر أفريقيا على 97% من احتياطي الكروم العالمي، و90% من الكوبالت، و85% من البلاتين.
الذهب يجسد ما يُعرف بـ”لعنة الموارد”، حيث يُستخرج من أعماق أفريقيا ليذهب إلى خزائن الأغنياء، بينما يظل ملايين السكان في فقر مدقع، في ظل هيمنة شركات متعددة الجنسيات وضعف الحوكمة والفساد.
الذهب الذي صنع التاريخ وأشعل الحروب
ومنذ القرن الخامس الميلادي، كانت أفريقيا مركزًا لتعدين الذهب، لا سيما في مالي وغانا. وقد أسهم الذهب في ربط القارة بالعالم، وكان أساسًا لنظم النقد العالمية.
في عام 1886، اكتشف الأسترالي جون هاريسون رواسب الذهب بمنطقة “ويتواترسراند” بجنوب أفريقيا، ما أدى إلى نشوء مدينة جوهانسبرغ التي تحوّلت بسرعة إلى أكبر مستوطنة بريطانية في القارة. وقد أشعل هذا الازدهار “الحرب الأنجلو-بورية” نتيجة التنافس بين السكان المحليين والبريطانيين.
ولا تزال “ويتواترسراند” القلب النابض لصناعة الذهب في أفريقيا، حيث تغطي أكثر من 87 ألف كيلومتر مربع وتنتج ما بين 30% إلى 50% من الذهب العالمي، ويصل محتوى الخام فيها أحيانًا إلى 3 آلاف غرام للطن، وفق وكالة “إينوتر”.
أكبر 10 دول أفريقية إنتاجًا للذهب
بحسب مجلس الذهب العالمي، بلغ الإنتاج العالمي من الذهب عام 2023 نحو 3 آلاف طن متري، وبلغت قيمته حوالي 38 مليار دولار.
وتسهم أفريقيا بنحو نصف إنتاجها من غرب القارة، وجاءت قائمة أكبر 10 دول إنتاجًا للذهب عام 2024 على النحو التالي:
غانا: 140.6 طنا
مالي: 100 طن
جنوب أفريقيا: 98.9 طنا
بوركينا فاسو: 94.4 طنا
السودان: 73.8 طنا
غينيا: 68 طنا
ساحل العاج: 58 طنا
تنزانيا: 51.8 طنا
زيمبابوي: 50.9 طنا
الكونغو الديمقراطية: 42.3 طنا
أبرز 7 شركات عالمية تستخرج ذهب أفريقيا
وتهيمن شركات كبرى على عمليات استخراج الذهب من مناجم أفريقيا، وغالبًا ما تتم هذه العمليات من خلال اتفاقيات حكومية تُقصي السكان المحليين من الاستفادة من ثرواتهم.
وقد أدت محاولات السكان لاستخراج الذهب إلى مواجهات دامية، قُتل فيها أكثر من 20 عاملا خلال العام الماضي في غانا وغينيا وبوركينا فاسو، بحسب “رويترز”.
كما تُقدّر الأمم المتحدة أن نحو 10 ملايين شخص يعتمدون على التعدين غير الرسمي كمصدر دخل رئيسي في أفريقيا جنوب الصحراء.
وفيما يلي أبرز 7 شركات تعدين تنشط في القارة:
باريك غولد (Barrick Gold) – كندية، مقرها تورنتو، تعمل في تنزانيا ومالي وتدير مناجم “لولو-غونكوتو” و”كيبالي” وغيرها.
نيومونت (Newmont) – أميركية، منجم “أهافو” في غانا من أبرز مشاريعها.
أنجلو غولد أشانتي (AngloGold Ashanti) – جنوب أفريقية، تدير 10 مناجم في أفريقيا، منها في غانا وغينيا وتنزانيا.
كينروس غولد (Kinross Gold) – كندية، تعمل في موريتانيا، بمنجم “تازياست”.
غولد فيلدز (Gold Fields) – جنوب أفريقية، تملك مناجم في غانا وجنوب أفريقيا.
نيوكريست (Newcrest Mining) – أسترالية، تعمل في ساحل العاج، واشترتها “نيومونت” في 2023.
سيباني ستيلووتر (Sibanye Stillwater) – جنوب أفريقية، تنتج الذهب والمعادن النفيسة من مناجم “ويتواترسراند” و”فري ستيت”.
ويمثل الذهب أحد أبرز ثروات أفريقيا الطبيعية، لكنه يعكس في الوقت ذاته اختلالًا صارخًا في عدالة توزيع الموارد، ففي حين تمتلك القارة احتياطات هائلة، تظل شعوبها بعيدة عن الاستفادة منها، وسط نفوذ الشركات العالمية وتواطؤ بعض الحكومات.
ويبقى السؤال: هل يمكن لأفريقيا أن تنتزع ذهبها من قبضة الأغنياء وتحوله إلى أداة تنمية حقيقية لشعوبها؟
المصدر: الجزيرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی غانا
إقرأ أيضاً:
صراع العمالقة.. ترامب يدفع ماسك للرحيل إلى جنوب أفريقيا
طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم فكرة أن تقوم "إدارة الكفاءة الحكومية" — المعروفة اختصارًا بـ DOGE — بمراجعة الدعم الفيدرالي الموجه إلى شركات إيلون ماسك مثل تسلا وسبايس إكس.
وأوضح ترامب، عبر منشور على منصة "تروث سوشيال"، أن ماسك "ربما يحصل على دعم أكثر من أي إنسان في التاريخ" وأن حذف هذا الدعم قد يضطره إلى "وقف أعماله والعودة إلى جنوب أفريقيا"، مما سيوفر "ثروة طائلة" للخزانة الأمريكية.
في الأثناء، شدد ترامب على ضرورة محاسبة DOGE لأي دعم حكومي مخصص لشركات ماسك، بما في ذلك إنتاج السيارات الكهربائية، إطلاق الصواريخ، والأقمار الصناعية.
خلفية الصراعكانت العلاقة بين ترامب وماسك قد بدأت بشكل تحالفي، حيث دعم ماسك حملة ترامب الانتخابية في 2024، وشغل لاحقًا منصبًا قياديًا في DOGE.
لكن منذ طرح مشروع القوانين الضخمة للضرائب والإنفاق العام ("Big, Beautiful Bill")، بدأ التوتر يتصاعد، مع انتقادات متبادلة حادة: ماسك اعتبارًا لها "انتحار سياسي" وترامب ردًّا بمهاجمة الدعم الحكومي الذي تلقته شركات ماسك.
حجم الدعم الحكوميوأشار تحليل صحفي إلى أن ما مجموعه قدر بحوالي 20 إلى 38 مليار دولار من عقود، قروض، إعفاءات وإعانات لعدة شركات ماسك خلال السنوات الماضية.
وحسب تقارير سابقة، تلقت تسلا وحدها أكثر من 2.8 مليار دولار فقط في شكل دعم حكومي.
وجاء رد فعل الأسواق سريعًا، حيث انخفضت أسهم تسلا بنسبة نحو 5% في التداولات قبل فتح السوق بعد تصريحات ترامب حول خصم الدعم.
التحليل والتوقعاتسيشكل الأمر اختبارًا حقيقيًا للصراع بين النمو الاقتصادي الصناعي عبر التكنولوجيا المتقدمة وبين التوجه نحو التقشف المالي.وقد تمتد هذه الحرب الكلامية لتؤثر على المناخ التشريعي في واشنطن.ويقدر حجم الدعم المقدم بعشرات المليارات، ويمكن أن يؤثر ذلك بشكل ملحوظ على أداء شركات ماسك وتقود لتبعات اقتصادية وسوقية قوية.