ليسوتو.. مملكة صغيرة تواجه سحقا اقتصاديا بسبب قرارات ترامب الجمركية
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
بينما تتصدر الدول الكبرى عناوين الأخبار في الأيام الأخيرة قبل دخول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية عالمية حيز التنفيذ، فإن بعضًا من أصغر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بدؤوا يتحملون وطأة الحرب التجارية بشكل يفوق طاقتهم.
وتأتي مملكة ليسوتو الصغيرة في جنوب القارة الأفريقية في مقدمة الدول المتضررة، بعد أن فُرضت عليها رسوم جمركية بنسبة 50%، وهي الأعلى في العالم حاليا، وفقًا لما ذكره تقرير بلومبيرغ.
وفي مصنع "ماسيرو إي-تكستيل" في ليسوتو، يعمل عادة ما يقارب 1,100 عامل في قطاع النسيج. لكن اليوم، نحو 90% منهم في منازلهم بلا دخل، بعد أن توقفت الطلبيات القادمة من الولايات المتحدة -السوق الرئيسية لمنتجات البلاد- في ظل الغموض الناتج عن السياسات الجمركية الجديدة.
وقال وزير التجارة في ليسوتو، موخيتي شيليلي، في مقابلة مع بلومبيرغ يوم الاثنين: "إن الوضع كارثي بكل المقاييس. المشترون الأميركيون لا يرسلون أي طلبيات لأنهم لا يعرفون ما الذي سيحدث. لا يوجد يقين، ولا توجد قدرة على التخطيط".
صناعة النسيج شريان الاقتصاد المحليوتُعد صناعة النسيج أكبر قطاع صناعي في ليسوتو، وتوظّف نحو 12 ألف عامل بشكل مباشر، وتُوفر أكثر من 40 ألف فرصة عمل غير مباشرة.
وفي عام 2024 بلغت صادرات البلاد من النسيج إلى الولايات المتحدة 237.3 مليون دولار، وذلك ما يجعل الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول للبلاد.
لكن كل هذا أصبح الآن تحت التهديد، إذ أصرّ الرئيس ترامب على أن الدول التي لا تتوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة قبل منتصف الأسبوع المقبل ستُفرض عليها الرسوم الجمركية الكاملة التي حددتها إدارته.
وكانت الرسوم على ليسوتو قد أُعلن عنها ضمن حزمة واسعة في 2 أبريل/نيسان، قبل تأجيلها إلى 9 يوليو/تموز، وهي الآن في طريقها للعودة ما لم تُحرز البلاد تقدمًا في المفاوضات.
إعلان معاناة إنسانية تتفاقموأشارت نقابات العمال إلى أن العاملين المسرّحين يواجهون صعوبات في تغطية نفقات المعيشة الأساسية، من طعام وإيجار ومستلزمات أساسية. ومع غياب شبكات أمان اجتماعي فعالة، يخشى المراقبون من انهيار اجتماعي واقتصادي قد يتسع ليشمل دولًا أفريقية أخرى تعتمد على التصدير إلى الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع تباطؤ النشاط الصناعي في آسيا، بحسب بيانات عرضتها بلومبيرغ، إذ تراجعت مؤشرات مديري المشتريات في فيتنام وتايوان، في ظل انخفاض الطلبيات والإنتاج والتوظيف، بينما سجلت الصين انتعاشًا محدودًا بعد هدنة تجارية مؤقتة مع واشنطن.
غياب للرؤيةويرى مراقبون أن الإجراءات الجمركية التي تنتهجها إدارة ترامب، ورغم إعلانها بدوافع "العدالة المتبادلة"، تُفاقم الأعباء على دول فقيرة لا تملك نفوذًا تفاوضيا، مما يجعلها رهينة قرارات تجارية لا تُراعي الهشاشة الاقتصادية لديها.
وقال تقرير بلومبيرغ إن ليسوتو تمثل حالة رمزية لتأثير الحروب التجارية على الدول الأكثر ضعفًا، حيث لا يمكن فصل القرارات الأميركية عن تداعياتها العالمية، حتى على أبعد نقطة في الجنوب الأفريقي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة فی لیسوتو
إقرأ أيضاً:
ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقديم أي عروض لإيران أو لقاء أحد من إدارتها، في حين صرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون راتكليف بأن معظم اليورانيوم الإيراني المخصب بات تحت أنقاض منشأتي أصفهان وفوردو بعد الهجوم الأميركي عليهما.
وقال ترامب في منشور جديد على منصته "تروث سوشيال" مساء أمس الأحد إنه "لم يلتقِ بإدارة طهران" منذ الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وأضاف "فليخبر أحدكم السيناتور الديمقراطي كريس كونز أنني لم أقدم أي عروض لإيران"، وكان ترامب يعلق بذلك على تصريح لكونز قاله فيه إن إدارة ترامب قدمت عرضا لإيران.
وزعم ترامب أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما دفع مليارات الدولارات لإيران، وأكد أنه لن يفعل الشيء نفسه.
على صعيد متصل، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إن برنامج طهران النووي "تضرر بشكل يصعب إصلاحه لسنوات" بعد الهجوم الأميركي على إيران.
ونقلت الوكالة عن مسؤول طلب عدم نشر اسمه قوله إن تصريحات راتكليف جاءت في إحاطة مغلقة، عقب ردود فعل أعضاء الكونغرس الديمقراطيين على الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية.
ولفت راتكليف إلى أن التقديرات تفيد بأن معظم اليورانيوم الإيراني المخصب ما زال تحت الأنقاض بمنشأتي أصفهان وفوردو، مؤكدا أنه حتى لو بقي اليورانيوم الإيراني سليما، فإن الضرر الذي لحق بالمنشآت نتيجة الهجمات سيُضعف قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية.
كما ذكر في إحاطته أمام الكونغرس أن الهجوم أسفر عن تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، وأن إسرائيل قادرة الآن بسهولة على إحباط محاولات طهران إعادة بناء برنامجها النووي، على حد قوله.
يذكر أنه في 22 يونيو/حزيران هاجمت الولايات المتحدة 3 منشآت نووية إيرانية بقنابل خارقة للتحصينات، ومع ذلك فثمة غموض وتضارب بشأن حجم وتداعيات الأضرار التي لحقت بتلك المنشآت، إذ اكتفى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالقول إن العدوان الإسرائيلي الأميركي على بلاده لم يحقق أهدافه، دون إيضاحات.
إعلانوتدعي تل أبيب وواشنطن تدمير البرنامج النووي الإيراني وتأخيره لسنوات، فيما خلص تقرير مسرب من وكالة استخبارات الدفاع الأميركية إلى أن الضربات الأميركية أخرته فقط لبضعة أشهر.